بعد أيام قليلة على توقيع الولايات المتحدة اتفاقاً تاريخياً مع حركة طالبان الأفغانية السبت الماضي، من شأنه أن يمهد الطريق نحو انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان في غضون الأشهر الـ14 المقبلة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء 3 مارس (آذار) الحالي، أنه أجرى "حديثاً جيداً جداً" مع زعيم "طالبان" الملا برادار أخوند، بعدما أكدت الحركة حدوث المكالمة بينهما.
وصرح ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، "في الحقيقة أجريت حديثاً جيداً جداً مع زعيم طالبان"، من دون أن يذكر اسم برادار الذي يتزعم التيار السياسي للحركة، وقاد المحادثات قبل التوقيع على الاتفاق التاريخي بين واشنطن والحركة في الدوحة السبت.
في المقابل، قال المتحدث باسم "حركة طالبان" ذبيح الله مجاهد اليوم الثلاثاء، إن الملا برادار أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي قبل بضعة أيام.
وكتب المتحدث على "تويتر"، "رئيس الولايات المتحدة... أجرى مكالمة هاتفية مع المسؤول السياسي للإمارة الإسلامية الموقر الملا برادار أخوند".
وتأتي المكالمة التي استغرقت 35 دقيقة، وقالت الحركة إنها جرت قرابة الساعة 14:40 بتوقيت غرينيتش غداة إنهاء "طالبان" الهدنة الجزئية، ما يلقي شكوكاً إزاء محادثات السلام بين كابول والمتمردين، التي من المقرر أن تبدأ في 10 مارس (آذار) الحالي.
وأفاد نص المكالمة الهاتفية الذي أصدرته "طالبان" بأن برادار حض ترمب على "اتخاذ خطوات حازمة في ما يتعلق بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعثر في الأفق
وبموجب بنود الاتفاق، ستنسحب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهراً، ويبقى ذلك رهناً بضمانات "طالبان" الأمنية، وتعهد المتمردين إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية في كابول. لكن خلافات ظهرت حول بند تبادل الأسرى، أثارت تساؤلات عما إذا كانت المفاوضات بين كابول وحركة "طالبان" ستنطلق.
ويتضمن الاتفاق التزاماً بتبادل خمسة آلاف سجين من "طالبان" تحتجزهم الحكومة الأفغانية في مقابل ألف أسير، وهو أمر اعتبره المسلحون شرطاً مسبقاً للمحادثات، لكن الرئيس الأفغاني أشرف غني رفض أن يقوم بذلك قبل بدء المفاوضات.
ودعا برادار ترمب إلى "عدم السماح لأي كان باتخاذ خطوات تنتهك بنود الاتفاق، بالتالي تورطك أكثر في هذه الحرب الطويلة"، بحسب نص المحادثة الذي عممته طالبان.
وتبدو الاختلافات واضحة بين الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة وإعلان أميركي - أفغاني مشترك صدر في أفغانستان، ما يؤكد العقبات التي تواجه المفاوضين. وفي حين يلتزم الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان الإفراج عن السجناء إلا أن "وثيقة كابول" تطلب من الطرفين تحديد "جدوى إطلاق سراح" الأسرى.
ومنذ توقيع الاتفاق، لم تتوقف "طالبان" عن ادعاء "الانتصار" على الولايات المتحدة.
وشنت طالبان أكثر من 12 هجوماً على قواعد للجيش الأفغاني منذ إنهاء الهدنة المحدودة، وفق ما أعلن مسؤولون الثلاثاء.
وأرسلت الحكومة الأفغانية الأسبوع الماضي وفداً إلى قطر لبدء "اتصالات أولية" مع المتمردين، لكن المتحدث باسم "طالبان" سهيل شاهين قال الثلاثاء، إنهم لن يلتقوا ممثلي كابول إلا لبحث الإفراج عن أسراهم.