Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سيزيد التغير المناخي من حدة أزمة غذاء عالمية؟

توقعات بمزيد من الكوارث الطبيعية التي تودي بالبشر وزراعتهم

ملخص

التغيرات المناخية تزيد من حدة أزمة غذاء عالمية متوقعة من خلال حرق الأرض والتصحر والجفاف وندرة المياه.

مع زيادة عدد الوفيات نتيجة الحرائق التي اكتسحت هاواي ودمرت الممتلكات ومساحات شاسعة من الأراضي، اعتبرت تلك الحرائق "أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة".

وجاءت حرائق هاواي في أميركا بعد الحرائق الشديدة التي اكتسحت مناطق في اليونان الشهر الماضي وأدت إلى ضرب موسم السياحة مع إجلاء المصطافين من المنتجعات والجزر اليونانية.

تزامنت تلك الحرائق مع زيادة هائلة في حدة الأعاصير الموسمية ومنها إعصار "النينو" الذي يخشى أن يضر بمزارع الرز في عدة بلاد آسيوية تصدر إنتاجها منه لبقية دول العالم.

وكانت الهند، أكبر بلد يصدر الرز في العالم، فرضت حظراً على الصادرات الشهر الماضي لتوفير حاجات الطلب المحلي بعدما أضرت الأمطار الموسمية غير الاعتيادية بالمحصول.

مع تحذير العلماء من العالم ربما يكون وصل بالفعل إلى حد الخطر في ارتفاع درجات الحرارة عند معدلاتها الطبيعية نتيجة التغير المناخي الناجم عن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وكان مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب) في باريس عام 2015 توصل إلى اتفاقية للحد من الانبعاثات الضارة بالمناخ، خصوصاً غاز الكربون، كي لا يزيد ارتفاع درجة حرارة الكوكب عن 1.5 درجة مئوية.

ويرى الباحثون في مجال البيئة والمناخ أن التغيرات المناخية سبب رئيس في زيادة حدة الحرائق وشدة الظواهر الطبيعية الأخرى مثل الأعاصير والأمطار وقوة وسرعة الرياح.

ويتوقع معظم العلماء أن تشهد الكرة الأرضية مزيداً من تلك الكوارث الطبيعية وبوتيرة أسرع وقوة أكبر.

المناخ والغذاء

يتوقع رئيس مؤتمر التصحر التابع للأمم المتحدة أن يواجه العالم أزمة حادة في إمدادات الأغذية حتى قبل أن يصل ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى الحد الأقصى بمقدار 1.5 درجة مئوية.

ويرى آلان ريتشارد دونواهي أن "أزمة التغيرات المناخية تأتي متزامنة مع زيادة ندرة المياه وتدهور الممارسات الزراعية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان"، أمس الجمعة.

وأضاف دونواهي الذي شغل من قبل منصب وزير الدفاع في ساحل العاج ويترأس حالياً مؤتمر الأمم المتحدة للتصحر، أن "مشكلة ارتفاع درجات حرارة الأرض وزيادة حدة ورقعة الجفاف تهدد الأمن الغذائي في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية".

ووصف التغير المناخي بأنه "وباء علينا مكافحته على وجه السرعة"، متسائلاً "ألا نرى كيف يتدهور المناخ بسرعة رهيبة؟ متابعاً "أظن أن ذلك يحدث بأسرع مما توقعنا".

وقال دونواهي "الكل يركز على حد أقصى في زيادة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، وهو هدف مهم لتحقيقه، لكن في الواقع يمكن أن تحدث أمور في غاية السوء قبل الوصول إلى هذا الحد الأقصى، مثل تدهور التربة وندرة المياه والتصحر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى رئيس مؤتمر التصحر أن "الجفاف والتصحر من ناحية، والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة من ناحية أخرى، لا تضر بالأمن الغذائي للعالم فحسب، بل تزيد من موجات هجرة السكان وترفع معدلات التضخم".

وأشار إلى أن تدهور الممارسات الزراعية التي تضر بالتربة الصالحة للزراعة، لافتاً إلى أنه لحل مشكلة التمويل لوقف التردي السريع للزراعة وإنتاج الغذاء، مطالباً القطاع الخاص والمستثمرين بلعب دور في ذلك والاستفادة من فرص تحقيق الأرباح.

ويعقد مؤتمر التصحر بالتوازي مع مؤتمر المناخ، كما حدث العام الماضي مع مؤتمر المناخ "كوب 27" الذي استضافته مصر عقد أيضاً مؤتمر التصحر "كوب 15".

وكانت مسألة التمويل والعدالة المناخية بنداً مهماً في مؤتمر المناخ العام الماضي، وعن ذلك قال دونواهي "يجب أن نسعى لحل المشكلات معاً فالتصحر والجفاف يؤديان إلى تغيرات مناخية أيضاً وإلى خسارة التنوع البيئي الحيوي، بالضبط كما يؤدي التغير المناخي إلى الجفاف والعواصف والفيضانات".

وأضاف "لا يقتصر الضرر على الدول الفقيرة، فالكل في مركب واحدة في ما يخص الأمن الغذائي، فتلك الكوارث لا تعرف حدوداً للدول ولا تحتاج إلى تأشيرة دخول لتضرب هنا وهناك".

توقعات بمزيد

من بين أسباب حدة حرائق هاواي غير المسبوقة في الولايات المتحدة سهولة اشتعال مساحات واسعة من الأراضي التي هجرها المزارعون فنبتت فيها "حشائش سريعة الاشتعال"، كما ذكر اثنان من العلماء في مقابلات مع شبكة "سكاي نيوز"، وتشبه تلك النباتات سريعة الاشتعال حشائش السافانا في أفريقيا التي تشهد أيضاً حرائق متكررة.

ومن جهته يقول البروفيسور ستيفان دوير مدير مركز أبحاث الحرائق البرية في جامعة "سوانزي"، إن "هناك الآن مساحات كبيرة من الأراضي مغطاة بأنواع من الحشائش شديدة الاشتعال"، مرجعاً ذلك إلى ممارسات زراعية نتيجة التغيرات المناخية.

ويقول الدكتور توماس سميث أستاذ الجغرافيا البيئية في كلية الاقتصاد بلندن، إنه من الصعب تحديد دور الاحتباس الحراري في حرائق هاواي لأن هناك عدة عوامل من بينها التغيرات المناخية، لكنه يضيف "أصبح التغير المناخي الآن أمراً مسلماً به، ويتعين علينا تعود العيش مع بيئة أكثر قابلية للاشتعال، ومع أنه يجب أن نتصرف حيال التغيرات المناخية إلا أن الأمر سيأخذ عقوداً من الزمن قبل الوصول إلى تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ".

وأضاف البروفيسور دوير أن "كل النماذج المناخية تتفق على أن عدد الحرائق الهائلة ومدتها ستزيد حول العالم أكثر فأكثر"، قائلاً "لا خلاف على ذلك، إذ شهدنا بالفعل زيادة فيها بنسبة 27 في المئة في العقود الثلاثة الأخيرة وهذا التوجه في ازدياد باضطراد".

ويتفق العالمان على أنه رغم وجود عوامل أخرى، فإن الحرائق في اليونان وهاواي وغيرها ما كانت لتصبح بهذه الحدة والمدة الزمنية والضحايا والخسائر لولا التغيرات المناخية، إضافة إلى أن هناك ضرراً أهم وهو حرق الأرض الزراعية ما يقلص مساحة إنتاج الغذاء للعالم.

اقرأ المزيد