Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سامر المصري: أنا ممثل "مفكر" ولست عارض أزياء

قال إن الدراما والسينما يعانيان التسطيح والاستهلاك لكن فيلم "نزوح" يغرد خارج السرب

المصري يتشرف بأنه تحدث من خلال فيلم النزوح عن أشخاص مهمشين لا يمكن أن يصل صوت عذابهم (مواقع التواصل)

ملخص

يرى المصري أن فيلم "النزوح" بقصته وممثليه وجوائزه يبث أملاً وفرحاً بالنفوس في ظل الأزمات السورية المتعاقبة.

بداية الممثل سامر المصري كانت من خلال المسرح، وانتقل بعده إلى التلفزيون والسينما، فنان صاحب تجربة كبيرة ومتنوعة في الأعمال والأدوار والشخصيات، لكنه نال شهرة واسعة من خلال شخصيتي العقيد أبو شهاب في مسلسل "باب الحارة" وأبو جانتي ملك التاكسي في مسلسل "أبو جانتي".

إلى جانب شهادة من معهد التمثيل، يحمل المصري شهادة البكالوريوس في علوم اللغة الإنجليزية، فتحت أمامه أبواب العالمية وجعلته يتمايز في تجربته الفنية عن زملاء الوسط، ويستعد قريباً لتصوير فيلمه العالمي الرابع في إيرلندا مع دانيال بالدوين ومجموعة من كبار الممثلين العالميين.

النجومية لا تهمه بقدر ما يهمه تقديم فن حقيقي، فهو ليس عارض أزياء كما يقول، بل ممثل "مفكر"، وآخر أعماله فيلم "نزوح" الذي بدأ عرضه تجارياً في دور العرض العربية بعد فوزه بجوائز عالمية.

نزوح

يعتبر المصري الذي حقق خلال مسيرته الفنية نجاحات كبيرة ومهمة أن فيلم (نزوح) أضاف إلى مسيرته الفنية كثيراً من القيم الجميلة، ويقول "يمر الفنان بمراحل عدة في حياته الفنية، بدءاً بمرحلة البدايات وقبوله بأعمال غير مقتنع بها بهدف الشهرة والانتشار، ثم مرحلة الانتقاء ودخول دوامة رمضان وضرورة تقديم عمل، لكن في السنوات الأخيرة تغيرت استراتيجيتي وشاركت في تجارب خارج إطار الدراما العربية وأعمال المنصات واتجهت إلى السينما المصرية والعربية، وكذلك العالمية من خلال أفلام هي (The Misfits وThe Worthy وNorth of the 10)".

عن فيلم "نزوح"، يقول المصري إن "الفيلم يحكي هم أسرة سورية تعاني انعكاسات الحصار والحرب"، معتبراً القبول الكبير الذي حظي به في الدول الأوروبية "قيمة فنية" بحد ذاتها أضافت له كثيراً، مستدركاً "لا أعرف عدد الأفلام العربية التي دخلت صالات السينما الأوروبية، لكن (نزوح) دخلها وأمتع الجمهور الأوروبي، ولذلك أنا أشعر باعتزاز كبير به".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما يرى المصري أن هذا الفيلم بقصته وممثليه وجوائزه يبث أملاً وفرحاً بالنفوس في ظل الأزمات السورية المتعاقبة، موضحاً أنه "ليس فيلماً سوداوياً بل من نوع الكوميديا السوداء، وأنا أعرف أن كثيراً من الناس لا يحبون مشاهدة الأفلام التي تسبب لهم تعباً نفسياً. كمعالجة فنية، فإن (نزوح) يسرد الأحداث بطريقة رائعة وتمكن من ملامسة حتى غير السوريين وأثر فيهم كثيراً، ولا يمكنني أن أنسى الدقائق الطويلة من التصفيق بعد عرضه الأول في مهرجان البندقية من جمهور أوروبي في أغلبيته الساحقة، وكذلك في عروض عربية من بينها مهرجان البحر الأحمر في السعودية، حيث سمعت شهقات بكاء وضحك غريبة وسوريالية أثناء عدد من مشاهده".

وتابع "أتشرف بأنني أتحدث من خلال الفيلم عن أشخاص مهمشين لا يصل ولا يمكن أن يصل صوتهم عن العذاب والمخاوف التي يعيشونها تحت وابل الحصار والنار من جهات مختلفة. الأمل كبير جداً والجمهور العربي متشوق جداً لمشاهدته".

الفترة الذهبية للدراما

يؤكد المصري أن هذا الفيلم يعوض عليه كفنان غياب العمق في الدراما التلفزيونية في السنوات الأخيرة، ويقول "نحن كجيل فني عاصرنا الفترة الذهبية للدراما وكانت هناك أعمال تلفزيونية راقية جداً تحاكي مواضيع واقعية مهمة، ومكتوبة درامياً بحرفية عالية وشخصياتها واضحة وعميقة، وفي الوقت نفسه عاصرنا المراحل الأخيرة التي تعاني فيها الدراما من التسطيح والاستهلاك، لكن (نزوج) يغرد خارج هذا السرب وهو جعلني كممثل أسترد روحي الأساسية وذكرني ببداياتي الفنية واكتشاف موهبتي التي بسببها دخلت المجال الفني الحقيقي، واستمتعت كثيراً بتقديم شخصية معتز فيه عندما قرأت النص لأول مرة، وعلى رغم الصعوبات في مشاهده وتصويره، لكن المتعة كانت حاضرة وشعرت أنني أقدم شيئاً مختلفاً وجديداً ومهماً".

180 درجة

لكن المصري يرى أن الممثلين مجبرون على التعامل مع الواقع الجديد الذي يهيمن على الدراما "هي اختلفت 180 درجة عبر مراحل زمنية مختلفة وأصبح هناك استسهال من قبل المنتجين على مستوى النصوص، ومنذ ثمان أو عشر سنوات وصل الاستسهال عند أحد المنتجين إلى حد الاستعانة بفيلم أجنبي وإعادة كتابته باللغة العربية وتقديمه كما هو، أي إنه سرق قصة الفيلم وحولها إلى مسلسل وهذا الأمر يفرغ الدراما من محتواها الحقيقي، والمشكلة أن الأمر تحول إلى موضة، أما الجمهور فالشريحة الأكبر منه مستهلكة وليست ناقدة مقابل نسبة ضئيلة مختلفة وتتمتع بذائقة فنية".

ويضيف، "استسهال المنتجين والكتاب دفع نسبة كبيرة من الجمهور إلى الهرب من الدراما العربية إلى دراما أخرى كالإسبانية والتركية والأميركية وسواها، وأنا كممثل أجد نفسي مجبراً على الاعتذار عن كثير من الأعمال لأنني أشعر أنه حتى في هذه المرحلة من الاستسهال والتسطيح توجد مبالغة فيهما من قبل الجهات المنتجة، وأتمنى أن نحرص كأي دولة أخرى متحضرة في العالم على التنويع كي نرضي مختلف الأذواق، لأننا فقدنا هذا التنوع في الدراما العربية منذ فترة بعيدة".

المصري المستمر سينمائياً وتلفزيونياً يفتقد المسرح بقوة كما يقول "المسرح هو الذي شكلني وهو بداياتي والأساس الذي انتقلت منه، وتجربتي فيه كبيرة جداً إنتاجاً وتمثيلاً وإخراجاً وكتابة، كما أنني شاركت مسرحياً في عديد من المهرجانات العالمية، وكانت مرحلة انطلقت منها إلى عالم التلفزيون، وأحن إليها، لكن متطلبات الحياة اختلفت كثيراً وصارت السينما والتلفزيون أقرب إلى الناس منها".

 

عندما يسأل المصري لمن يدين بشهرته، هل لشخصية أبو جانتي أم لشخصية أبو شهاب، يؤكد أنه لا يدين بشهرته سوى لنفسه ولكل أدواره "أنا صنعت كل أدواري بنفسي ويعرف عني أنني من الممثلين الذين يضيفون إلى النص والشخصية ولا أشتغل مادة جامدة، وعندما يعجبني عمل أدخله بكل ما أملك من إمكانات لخدمة الدور، والأدوار التي أخدمها لا تلبث أن تخدمني في مرحلة لاحقة، فأنا أخدمها فنياً وهي تخدمني جماهيرياً وإعلامياً، وأنا أحب كل الأدوار التي قدمتها لكن بعضها لم يحقق الشهرة كالشهرة التي حققها أبو جانتي وأبو شهاب مع أنها أهم منهما بكثير، لكن الحظ يلعب دوره أحياناً نتيجة طريقة العرض وقناة العرض وتوقيته وكلها تلعب دوراً في نجاح العمل، والجمهور يتابع ويقدر ويعرف. ولذلك أنا أدين بتاريخ كامل من الأدوار المختلفة والسبب الذي يقف وراء شهرتي هو التنوع بين التاريخي والكوميدي والتراجيدي وقلائل جداً هم الممثلون الذين يمكنهم تقديم كل هذه الأنواع".

أساطير عالمية

وعن طموحاته العالمية كممثل بعد مشاركته في عدد من الأفلام الأجنبية من بينها (The Misfits) يشير المصري إلى أن المسألة لا علاقة لها بالطموح أو بعدم الطموح "لكنني سعيد جداً بتغيير مناخات اللعبة. لعبة التمثيل والتصوير، والعمل مع شركاء جدد، وطريقة جديدة في الأداء، ولغة جديدة ومصادر تعبير مختلفة. وتجربة فيلم The Misfits كانت جميلة والعمل ممتع مع ممثلين هم أقرب إلى أساطير عالمية كـبريس بروسنان وتيم روث، وفي الوقت نفسه كانت تجربة صعبة في البدايات لكنها أذابت الجليد للدخول في تجارب باللغة الإنجليزية مع ممثلين كبار أقف أمامهم لأول مرة في حياتي، ومن بعدها شاركت في فيلم north of the 10 مع المخرج ريان لامار وتيرنس جينكينز الحاصل على أوسكار عام 2004، وكانت أيضاً تجربة ممتعة في فيلم كوميدي مع ممثلين كوميديين أميركيين، وضعتني كممثل أمام صعوبات مختلفة وتحديات جديدة، لكنني أشعر بالمتعة لخوضي تجارب جديدة في مرحلة من حياتي الفنية كما حصل أيضاً في فيلم (نزوح).

ويختم المصري بقوله إنه سيصور 10 حلقات لمصلحة إحدى المنصات وفيلماً عربياً مع نجمة لبنانية عربية وإنه حالياً بصدد قراءة النص ولا شيء مؤكد حتى الآن.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة