Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التجارة بين روسيا والصين قد تتخطى حاجز 200 مليار دولار العام الحالي

بوتين يكشف عن توقيع اتفاق خطة جوهرية مع بكين حتى 2030 قريباً

حصة اليوان الصيني في تسويات الواردات الروسية في قفزت من 4 إلى 23 في المئة العام الماضي (أ ب)

أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ بالتجارة القياسية المرتفعة مع روسيا، مشدداً على صداقته العميقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما التقى الزعيمان في بكين لتأكيد الشراكة التي توثقت بصورة مطردة منذ حرب أوكرانيا.

وخلال اجتماعه على هامش منتدى احتفال بمرور 10 سنوات على مبادرة "الحزام والطريق" الذي انعقد على امتداد يومين، قال شي إلى بوتين إن "التجارة الثنائية بين البلدين وصلت إلى مستوى تاريخي يقارب 200 مليار دولار"، مضيفاً "على مدار العقد الماضي، وتحديداً منذ عام 2013 إلى الآن اجتمعت مع بوتين نحو 42 اجتماعاً، مما أثمر عن علاقة عمل قوية وصداقة عميقة، إلا أنها تعمقت أكثر منذ فبراير (شباط) من العام الماضي".

كانت آخر زيارة للرئيس الروسي إلى بكين قبل أيام قليلة من اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022

كما أخفق شي بشكل واضح في ذكر ذلك خلال زيارته لموسكو، في مارس (آذار) الماضي، عندما حذر بوتين خلف أبواب مغلقة من استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

موضوعات سرية على "كوب شاي"

في مؤتمر صحافي منفرد بعد اجتماعهما الذي استمر ثلاث ساعات، تحدث بوتين بحرارة عن علاقته مع شي وقال إنهما "ناقشا موضوعات سرية".

ولكن حتى مع وعد بوتين بأن روسيا والصين ستوقعان قريباً على خطة عمل "جوهرية" حتى عام 2030، يبدو أن الاجتماع لم يحقق سوى القليل من النتائج الملموسة لموسكو.

الأمر اللافت أن بوتين لم يذكر حتى خطة خط أنابيب "قوة سيبيريا-2"، تلك الصفقة التي أصر الرئيس الروسي على أنهما توصلا إليها خلال اجتماعهما في مارس (آذار) الماضي.

يشار إلى أن خط الأنابيب قد يساعد روسيا على إعادة توجيه صادراتها من الغاز شرقاً بعد أن أنهت أوروبا (الوجهة التقليدية الرئيسة للغاز الروسي) اعتمادها على الطاقة الواردة من موسكو في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يأتي اجتماع الزعيمين على رغم التحذيرات المتكررة من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك كبير دبلوماسيي الكتلة جوزيب بوريل، الذي زار بكين، الأسبوع الماضي، من أن فشل الصين في إدانة الهجوم على أوكرانيا يؤدي إلى تدهور صورتها في أوروبا.

وعن ذلك قالت صحافية "فايننشال تايمز"، إن "الصين نجحت في الموازنة بين الشكوك الخاصة في شأن آفاق روسيا في أوكرانيا والعداء المشترك للنظام السياسي والاقتصادي الذي تدعمه الولايات المتحدة"، مشيرة إلى تقارب البلدين أيضاً نحو تبني موقف مؤيد للفلسطينيين في شأن العمليات الإسرائيلية في غزة، وهي القضية التي تحشد دول الجنوب العالمي ضد الدعم الغربي لأوكرانيا.

في غضون ذلك تشعر الدول الغربية بالقلق من أن تجارة الصين المتزايدة مع روسيا تدعم اقتصاد الأخيرة وتساعد في تمويل الصراع في أوكرانيا.

وأشاد بوتين ببرنامج شي جينبينغ لمبادرة "الحزام والطريق"، قائلاً "التجارة الثنائية بين روسيا والصين تسير على الطريق الصحيح لتجاوز هدفها البالغ 200 مليار دولار لهذا العام"، مضيفاً "إذا نظرت من سنة إلى أخرى، فلدينا بالفعل 200 مليار دولار، وسنتجاوز الهدف العام الحالي"، متابعاً "لذا فإننا نتحرك بشكل مؤكد على المسار الثنائي".

وأكدت الصحيفة أن روسيا تقبلت بصورة متزايدة دورها كشريك صغير في العلاقة بعد أن مدت الصين الكرملين بشريان حياة اقتصادي، عندما استبعدتها العقوبات الغربية من الأسواق المالية العالمية وسلاسل التوريد، إذ حلت الشركات الصينية محل نظيرتها الغربية في ضخ المكونات الأساسية إلى روسيا، في حين زادت بكين مشترياتها المخفضة من صادرات الطاقة الروسية.

تسوية المعاملات بالروبل والرنمينبي

إلى ذلك، يناقش البلدان سبل تسريع الخطط التي طال انتظارها لتقليل اعتمادهما على الدولار وتسوية المعاملات التجارة البينية بالروبل والرنمينبي.

واستخدمت الصين بصورة مطردة "اليوان" لشراء السلع الروسية خلال العام الماضي، مع تسوية جميع مشترياتها تقريباً من النفط والفحم وبعض المعادن من جارتها بالعملة الصينية بدلاً من الدولار، بحسب ما ذكر عديد من المديرين التنفيذيين التجاريين الذين لديهم معرفة مباشرة بالأمر إلى "رويترز".

 ويؤدي التحول إلى اليوان لدفع جزء كبير من تجارة السلع التي تبلغ قيمتها نحو 88 مليار دولار في أعقاب الحرب الأوكرانية إلى تسريع جهود الصين لتدويل عملتها على حساب الدولار، على رغم الضوابط الصارمة على رأس المال.

وفي مارس الماضي، تجاوز سعر صرف اليوان الصيني نظيره الدولار للمرة الأولى، رغم أن حصته كعملة مدفوعات عالمية لا تزال صغيرة لا تزيد على 2.5 في المئة وفقاً لبيانات "سويفت"، مقابل 39.4 في المئة للدولار و35.8 في المئة لليورو.

في تلك الأثناء، توقع كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك "بي أن بي باريبا لإدارة الأصول" في هونغ كونغ، تشي لو، في مايو (أيار) الماضي، في تصريحات إلى "رويترز"، حدوث "تأثير كرة الثلج" على المدى الطويل مع انضمام مزيد من الدول إلى "كتلة الرنمينبي" للحد من أخطار التعرض للدولار، خصوصاً بعد أن رأوا ما تفعله الولايات المتحدة"، قائلاً "العقوبات الأميركية على روسيا قد فعلت ذلك".

وأظهرت بيانات البنك المركزي الصيني أن إجمالي التسويات على نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود CIPS، وهو البديل الصيني لنظام الدفع الدولي "سويفت"، ارتفع بنسبة 21.5 في المئة على أساس سنوي إلى 96.7 تريليون يوان (13.2  تريليون دولار أميركي) في عام 2022.

وارتفعت التسوية باليوان بعد حظر الاستيراد الذي فرضته الولايات المتحدة ومع تشديد أوروبا القيود على المصدرين الروس قبل أن تفرض في نهاية المطاف حظراً تجارياً مع فرض سقف غربي لسعر صادرات الخام الروسي في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال البنك المركزي الروسي، في مارس (آذار) الماضي، إن حصة اليوان في تسويات الواردات الروسية في عام 2022 قفزت إلى 23 في المئة من أربعة في المئة.