Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التحفيز العميق بلا جراحة "علاج محتمل لأمراض الدماغ"

حتى الآن، تطلب تحفيز التركيبات العميقة داخل الدماغ زرع أقطاب كهربائية عن طريق الجراحة

تقنية جديدة للتحفيز العميق للدماغ من دون جراحة قد توفر علاجاً بديلاً لأمراض الدماغ (رويترز)

ملخص

أثبتت تقنية جديدة أنه من الممكن تحفيز مناطق عميقة محددة داخل الدماغ البشري عن بعد ومن دون جراحة.

نجح الباحثون في المملكة المتحدة في تطوير طريقة جديدة للتحفيز العميق للدماغ من دون اللجوء إلى الجراحة، ما قد يوفر خياراً علاجياً [بديلاً] لأمراض الدماغ مثل ألزهايمر.

وفي التفاصيل، جرى اختبار التكنولوجيا الجديدة للمرة الأولى على 20 متطوعاً بصحة جيدة، بإشراف الدكتور نير غروسمان والدكتورة إينيس فيولانتي، بالتعاون مع فريق الأبحاث في كل من "معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة" UK DRI ضمن "الكلية الملكية في لندن" Imperial College London، و"جامعة ساري" University of Surrey.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحتى الآن، ومتى أراد الخبراء تحفيز التركيبات العميقة داخل الدماغ كهربائياً، تطلبت العملية زرع أقطاب كهربائية (إلكترودات) في الدماغ عن طريق الجراحة، وهو ما يعرض المريض للأخطار.

بيد أن التقنية الجديدة، المعروفة باسم تقنية التعرض للفص الصدغي temporal interference (TI) [أو التحفيز العميق غير الجراحي] تقوم على تحفيز مناطق معينة عميقة داخل الدماغ عن بعد، باستخدام أقطاب إلكترونية موضوعة على الفروة وفي مواضع مختلفة من الرأس.

ووفق ما كشفته الدراسة، نجحت هذه التكنولوجيا في تحفيز قرين الدماغ hippocampus  - وهو منطقة الدماغ المرتبطة بالذاكرة - وتسنى بالتالي تحسين وظيفة الذاكرة لدى البالغين الأصحاء [المشاركين في الاختبار].

وفي هذا السياق، يأمل العلماء استخدام تقنية التحفيز العميق غير الجراحي عما قريب، لتحسين أعراض فقدان الذاكرة لدى الأشخاص الذين يعايشون مرض ألزهايمر. وفي هذا الإطار، يشار إلى أن اختبار هذه التقنية كان قد بدأ على أشخاص يعانون من ألزهايمر في مراحله المبكرة.

""للمرة الأولى، أثبتت تقنيتنا الجديدة أنه من الممكن تحفيز مناطق عميقة محددة داخل الدماغ البشري عن بعد، ومن دون جراحة".

الدكتور نير غروسما، "معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة"

 

في إطار متصل، أكد الدكتور غروسمان، قائد الدراسة، رئيس مجموعة [الأبحاث] في "معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة" ضمن "الكلية الملكية في لندن" قائلاً: "حتى الآن، تطلب تحفيز التركيبات العميقة داخل الدماغ كهربائياً زرع أقطاب كهربائية داخل الدماغ عن طريق الجراحة، وبالطبع، يعرض ذلك المريض للأخطار ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات".

وأضاف: " للمرة الأولى، أثبتت تقنيتنا الجديدة أنه من الممكن تحفيز مناطق عميقة محددة داخل الدماغ البشري عن بعد، ومن دون جراحة ".

وأكمل بالقول: "لا شك في أن ذلك يفسح المجال بالكامل أمام اعتماد أسلوب جديد في علاج أمراض الدماغ، مثل ألزهايمر، التي تؤثر في تركيبات الدماغ العميقة.

"ونأمل [طبعاً] أن يساعد ذلك على توسيع نطاق العلاجات المتوفرة في مجال التحفيز العميق للدماغ، كونه سيحد من التكاليف ويقلل من الأخطار إلى حد كبير".

"في الوقت الراهن، نختبر ما إذا كان العلاج المتكرر بالتحفيز، على مدى أيام عدة، سيأتي بالمنفعة لأشخاص لا يزالون في مراحل مبكرة من مرض ألزهايمر".

"لا شك في أن التصوير من دون اللجوء إلى الجراحة، مقروناً بتحفيز الدماغ، سيخولنا كشف رموز العمليات التي تدعم وظائفنا الإدراكية، مثل الذاكرة وعملية التعلم"

الدكتورة إينيس فيولانتي، "جامعة ساري"

 

"وكذلك، نأمل أن يتيح لهم هذا [العلاج الجديد] استعادة نشاطهم العقلي الطبيعي في المناطق المتأثرة، فتتحسن ربما أعراض اضطراب الذاكرة [لديهم]".

وفي هذا السياق، يشار إلى أن فريق الباحثين في "الكلية الملكية في لندن" كان قد وصف هذه التكنولوجيا للمرة الأولى في عام 2017، وأظهر [آنذاك] أنها تعمل، من حيث المبدأ، على الفئران.

والواقع أن الدراسة الجديدة تمكنت، للمرة الأولى، من إثبات الدور الفاعل لتقنية التحفيز العميق غير الجراحي لتنشيط مناطق عميقة داخل الدماغ البشري.

وفي إطار هذه الدراسة الجديدة، جرى اختبار [تقنية] التحفيز [المذكورة] على متطوعين أصحاء، بينما كانوا يحاولون أن يحفظوا [عن ظهر قلب] أزواج وجوه وأسماء.

وبالنتيجة، اكتشف الباحثون أن تقنية التحفيز العميق غير الجراحي انعكست [إيجاباً] على نشاط قرين الدماغ، كونها سمحت بتحفيز [عمق الدماغ] خلال مهمة التذكر [التي أقدم عليها المشاركون في الاختبار].

وفي الختام، قام [الباحثون] بتكرار الإجراء لمدة 30 دقيقة، ليثبتوا أن التحفيز يؤدي إلى تحسين دقة الذاكرة.

استطراداً، نشرت الدراسة بالتزامن مع دراسة ثانية أجريت بقيادة باحثين من "مدرسة لوزان الاتحادية للعلوم التطبيقية" EPFL في سويسرا، وقد صادقت هذه الأخيرة، بصورة مستقلة، على صحة وفاعلية التكنولوجيا [الآنفة الذكر].

وضمن إطار الدراسة التي أجرتها "مدرسة لوزان الاتحادية للعلوم التطبيقية"، استخدم الباحثون تقنية التحفيز العميق غير الجراحي لتنشيط منطقة دماغية عميقة مختلفة، تعرف باسم "الجسم المخطط" [أو النواة المخططية] striatum، ولتحسين وظيفة الذاكرة الحركية لدى متطوعين أصحاء.

وفي سياق متصل، قالت الدكتورة إينيس فيولانتي، كبيرة المحاضرين في علم الأعصاب النفساني في "جامعة ساري": "إن القدرة على استهداف مناطق عميقة في الدماغ باستخدام نهج لا جراحي تعد مثيرة للغاية، كونها تضع في متناولنا أداة لاستكشاف كيفية عمل الدماغ البشري وتفتح آفاقاً للاستخدامات السريرية [الممكنة]".

"ولا شك في أن التصوير من دون اللجوء إلى الجراحة، مقروناً بتحفيز الدماغ، سيخولنا لكشف رموز العمليات التي تدعم وظائفنا الإدراكية، مثل الذاكرة وعملية التعلم".

"ولا شك أيضاً في أن معرفة [طبيعة] هذه العمليات وكيفية تعديلها تعتري أهمية قصوى، لتطوير استراتيجيات فردية أفضل لعلاج الأمراض أو تأخير بدء ظهورها."

"إن الخرف مرض مميت ومدمر والمسبب الأكبر للوفيات في المملكة المتحدة. بالتالي، من المثير فعلاً أن تسمح هذه الأبحاث بفتح مجالات جديدة كلياً [تمكن من] العلاج مستقبلاً، ولكنها لا تزال [اليوم] في مراحلها الأولى".

الدكتور ريتشارد أوكلي، "جمعية ألزهايمر"

 

وهنا، تجدر الإشارة إلى أن البحث [البريطاني]، المنشور في مجلة "نيتشر نيوروساينس" Nature Neuroscience، ممول من "معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة".

من جهته، قال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المشارك للبحث والابتكار في "جمعية ألزهايمر" Alzheimer’s Society (مؤسسة خيرية تعنى برعاية مرضى الخرف وبمقدمي الرعاية لهم وتجري أبحاثاً في هذا المجال): "إنها تكنولوجيا مذهلة"، قبل أن يضيف: "في الوقت الراهن، يتم استخدام العلاجات التي تحفز مناطق عميقة في الدماغ لعلاج مرض باركنسون. لكن هذه الأخيرة تتضمن إجراء عملية جراحية، يتطلب التعافي منها أشهراً".

"والحال أن هذه الدراسة تثبت أن من الممكن إجراء تحفيز عميق للدماغ بكثير من البساطة وبمجرد اعتمار سماعة رأسية".

"بل أكثر، من شأن هذا التحفيز أن يحسن الأداء، في المهام التي تتطلب من الأشخاص الأصحاء استعمال الذاكرة".

"إن الخرف مرض مميت ومدمر، وأكبر قاتل في المملكة المتحدة. بالتالي، من المثير فعلاً أن تسمح هذه الأبحاث بفتح مجالات جديدة كلياً [تمكن من] العلاج مستقبلاً، ولكنها لا تزال [اليوم] في مراحلها الأولى".

"ختاماً، نتطلع إلى مراقبة كيفية تطور هذه الدراسة، ونتوق لمعرفة الفترة [المتوقعة] لدوام التغييرات التي قد تلحظ لدى أشخاص يتعايشون مع مرض ألزهايمر".

اقرأ المزيد

المزيد من علوم