Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تزايد حصيلة وفيات الفلسطينيين في الضفة ترفع وتيرة الغضب

تبكي عائلتا محمد عليان ومحمود نخلة فقيديها، وتخبران كيم سنغوبتا أنهما تعلمتا العيش مع المعاناة لكن أفعال إسرائيل ستولد مزيداً من الحنق

مشيعون خلال جنازة في الضفة الغربية (أ ف ب)

ملخص

ضحايا فلسطينيون جدد يسقطون في اقتحامات الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية جراء حملة إسرائيلية شعواء

يوم جديد وجنازة جديدة. ضحايا فلسطينيون جدد يسقطون في اقتحامات الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية. والغضب يتعاظم مع ارتفاع حصيلة القتلى. هذه المرة، قتل شابان أمام منزليهما أثناء دخول القوات الإسرائيلية إلى مخيم اللاجئين لتنفيذ حملة اعتقالات. وانتشر التعبير العلني عن الحزن إلى جانب التعبير عن الصمود والمرارة والغضب- ليس فقط تجاه إسرائيل بل الولايات المتحدة وبريطانيا كذلك.

يتفاقم العنف في الضفة الغربية يوماً بعد يوم، فيما يزداد الجو توتراً وخطورة. وفي الوقت نفسه يستمر نفوذ "حماس" بالتمدد على وقع العنف والترهيب الذي يمارسه المستوطنون. أصبح نحو 700 ألف منهم داخل الأراضي التي تديرها السلطة الفلسطينية- وبدأوا يتحركون من دون عقاب [غير مقيدي اليد] على ما يبدو، في ظل جو السخط السائد في إسرائيل.

كما يقوم الجيش الإسرائيلي بتحركات متكررة ويستخدم الآن دبابات "ميركافا" التي تزن 65 طناً والمروحيات الهجومية من طراز "أباتشي" ومسيرات هجومية وقاذفات "أف 16" المقاتلة في المناوشات داخل المدن. وقعت آخر الاشتباكات داخل مخيم الجلزون شمال رام الله خلال ساعات الصباح الأولى يوم الإثنين. وقتل محمد عليان 20 عاماً ومحمود نخلة، 21 عاماً برصاصة في الرأس كما تقول عائلاتهما.

وترتفع أعداد المعتقلين كذلك- حيث اعتقل أكثر من 100 فرد في المنطقة في يوم واحد، مما يرفع عدد الاعتقالات إلى 1200 منذ شنت "حماس" هجومها عبر الحدود مند 16 يوماً.

 

 

وقعت بعض الاشتباكات بحسب الفلسطينيين بسبب تحركات المستوطنين العدائية. قتل 13 فلسطينياً في ظرف 36 ساعة حين تحول اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم نور شمس للاجئين قرب طولكرم إلى تبادل مطول للنيران يوم الخميس. استدعيت المسيرات ومروحيات الأباتشي للمشاركة في القتال ووقع خمس ضحايا من بين الأطفال. وفي بقعة أخرى، لقي شخصان مصرعهما عندما سقطت صواريخ الطائرات الحربية على مسجد الأنصار في جنين.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن الهدف من اقتحام مخيم نور شمس هو القبض على أربعة مسلحين من "حماس" هاجموا المستوطنين في وقت سابق من العام الحالي. أما ضربة المسجد، فكان هدفها تصفية أعضاء من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" يخططون لهجوم وشيك.

يقول المسؤولون الغربيون الذين يتابعون الوضع في غزة من كثب إنهم متفاجئون جداً من عدوانية الموقف الإسرائيلي العقابي الذي يواجه بالفعل احتمال فتح جبهة ثانية في الشمال إن شن "حزب الله" عدواناً مع بدء العملية البرية.  

وقال أحد المسؤولين "كان المرء ليتصور أنهم لا يرغبون بمشكلات خطرة في الضفة الغربية كذلك. لكن يبدو أنهم يشعرون بأنهم قادرون على التعامل مع ذلك. وهم يشنون اقتحامات لجرائم مفترضة وقعت منذ فترة بعيدة. أتى أحد الاقتحامات على خلفية شيء حدث في عام 2021".

"وتطال الاعتقالات الجماعية أي شخص يبدو أنه يرتبط بصلة مع الجماعات الفلسطينية التي تعتبر مصدر خطر [تهديد]. والفكرة كما يبدو هي أن إزاحة هؤلاء عن الشوارع ستقصم ظهر أي مقاومة مستقبلية".

وأصرت قوات الأمن الإسرائيلية على أن عملية الجلزون كانت "تستهدف الإرهابيين". وقالت القوات كما السكان المحليون، إن الجنود قوبلوا بالرصاص وبشباب يرمون حجارة.

وفي حديثهما مع "اندبندنت"، أصرت عائلتا محمد عليان ومحمود نخلة أن الرجلين لم ينخرطا بأي أعمال عنف، بل غادرا منزليهما لمعرفة ما يحدث في الخارج. قال نهال عليان، والد محمد "كانت حياة ابني عادية. شغل وظيفة جيدة كنجار. لم يتورط بأي مشكلات. لكنهم قتلوه وأصبح شهيداً، هذا ما يحدث هنا، يدخل الإسرائيليون مجتمعنا المحلي ويقتلون الناس ويفلتون من العقاب".

أصر سيف نخلة، والد محمود، على أن ابنه قتل من دون مبرر. "رأى محمود إطلاق النار على محمد. هما صديقان مقربان منذ الصغر. ركض لكي يبعده فأطلقوا عليه النار، أصابوه في رأسه".

حضر أكثر من ألفي شخص جنازة الشابين. بدا أن عدد أعلام "حماس" الخضراء التي رفعها الحشد توازي أعلام خصمها "فتح الصفراء، وهو الحزب الرئيس في الضفة الغربية، كما ظهرت أعداد أقل من أعلام "الجهاد الإسلامي" السوداء اللون.

 

بعد قراءات من القرآن والحديث، تناولت كلمات التأبين فوق القبرين مسألة تضحيات الشهداء. ورددت انتقادات لاذعة لإسرائيل تبعتها إدانة لـ"بايدن وأميركا وبريطانيا وكل الآخرين الذين يشجعون وقوع عمليات القتل هذه".

كما ترددت اتهامات للغرب بالتواطؤ في الأحداث. وشدد سيف نخلة قائلاً "كيف سيشعر أي أب في أميركا وبريطانيا إذا وقع الأمر عينه لولدهم؟ سيشعرون بحزن عميق مثلي. لماذا إذن يسمحون لحكوماتهم بدعم إسرائيل على هذا الشكل؟"

"تعلمنا العيش مع المعاناة. والذي حدث لابني يحدث للآلاف في غزة. سيأتي آخرون ليحلوا محل الشهداء. لا يمكنك أن تقمع شعباً جيلاً بعد جيل من دون أن تتوقع منه أن يقاوم".

هذا الغضب مؤشر إلى مزيد من الجنازات. سفك مزيد من الدماء ووقوع مزيد من الشهداء. رميت على القبرين ثلاث حفنات من التراب بحسب التقليد الإسلامي، بينما لا يلوح في أفق النفق الكبير سوى الظلام، الظلام وحده.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات