Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدعم السريع": التصعيد بالتزامن مع المفاوضات سببه "استفزاز" الجيش

عضو المكتب الاستشاري قال لـ"اندبندنت عربية" إن الإسلاميين متورطون بحرب الخرطوم وحذر من تكرار الحالة الأفغانية في السودان وأكد أن "التحقيقات ستثبت من الذي أطلق الرصاصة الأولى"

قوات "الدعم السريع" تقول إنها تسعى إلى وقف إطلاق النار والوصول إلى هدنة طويلة الأمد (رويترز)

ملخص

عضو المكتب الاستشاري لقوات "الدعم السريع" يؤكد أن التحقيقات ستثبت من الذي أطلق الرصاصة الأولى في الحرب المستمرة منذ نحو 7 أشهر في السودان

أكد عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات "الدعم السريع" في السودان إبراهيم مخير أن قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" يمارس مهامه واتصالاته وقيادة العمليات العسكرية، وهو ما جعله منشغلاً طول الوقت ومقلاً في الحضور الإعلامي. 

وأضاف في حوار مع "اندبندنت عربية" أن حرب الخرطوم كانت مباغتة بالنسبة إليهم، وأن "الإسلاميين هم من أشعلوا فتيلها بإطلاق الرصاصة الأولى على معسكرات قواتنا في العاصمة، ولدينا مستندات تثبت تورط قياداتهم وكبار الضباط في الجيش بالتخطيط لهذه الحرب واندلاعها"، مؤكداً أن اتهامهم بجلب "مرتزقة" من غرب أفريقيا للقتال إلى جانب قواتهم هي محاولة لتشويه سمعة "الدعم السريع".

وتحدث مخير في البداية عن سر اختفاء قائد "الدعم السريع" عن أنظار المشهد الإعلامي، قائلاً "محمد حمدان دقلو بخير، يمارس نشاطه بشكل طبيعي، وهو في كامل عافيته وصحته، ويلتقي قادة (الدعم السريع) من العسكريين، وكذلك يلتقي المواطنين العاديين والزعماء الشعبيين وغيرهم يومياً، فضلاً عن أنه على اتصال شبه دائم مع السياسيين في الداخل والخارج، ومع المؤسسات الدولية والإقليمية. صحيح أنه مقل في الظهور الإعلامي، لكنه يلقي ببيان من حين لآخر حينما يستدعي الأمر ذلك". وأضاف "كما كونه القائد العام لقوات (الدعم السريع)، فهو يقود المهام العسكرية، وكذلك الجهود الدبلوماسية والشؤون المتعلقة بالمناطق التي تحرر من سطوة الجيش من ناحية العمليات الإنسانية ومقاومة الجريمة وتوزيع الإغاثة وتوفير الخدمات الطبية وحماية الموسم الزراعي وغير ذلك من أنشطة لتخفيف معاناة السودانيين أثناء الحرب، فكل هذه الأمور والمسؤوليات تجعله شديد الانشغال ويصعب عليه الحضور المنتظم في الإعلام، ومن ناحيتي أتلقى توجيهاته بصورة منتظمة عبر قياداتي في العمل الخارجي".

"حرب مباغتة"

ولدى سؤاله إن كانت الحرب مباغتة لهم أم كانوا على استعداد لها بكامل الخطط والأفراد والعتاد؟ أجاب "نعم، كانت الحرب مباغتة، لكن شعار قوات (الدعم السريع) هو (سرعة، جاهزية، حسم)، وتكمن مهامها الأساسية في التحرك السريع والمرن لتحقيق الأغراض المختلفة ودعم القوات النظامية في داخل السودان وخارجه، ومن هذا المنطلق كان (الدعم السريع) جاهزاً ومستعداً لأي طارئ، إضافة إلى ذلك كانت البلاد في حالة استعداد كامل قبل الحرب، أي في حالة طوارئ منذ انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وعلى رغم ذلك لم نكن نتوقع أن يرفع البرهان (قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان) السلاح في وجه (الدعم السريع)".

300 ألف مقاتل

وحول اتهام قوات "الدعم السريع" بأنها خططت للحرب نظراً إلى تمركزها قبل اندلاعها في جميع المنشآت الاستراتيجية في العاصمة وحشدت قواتها فيها، أفاد مخير "بحكم الشراكة مع القوات النظامية التي كفلها القانون، فإن قواتنا كانت دائماً تقف كتفاً بكتف مع القوات المسلحة، بل وقد دعمت الشرطة وحرس الحدود والجيش السوداني في عمليات مختلفة، ولذا كان (الدعم السريع) يشارك القوات النظامية في حماية غالب المواقع الاستراتيجية والمنشآت في العاصمة وله مراكز ومعسكرات في كافة الأقاليم السودانية والمدن والأرياف". وأضاف "يبلغ عدد قوات (الدعم السريع) نحو 120 ألف مقاتل جلها موجود في الخرطوم منذ تأسيسها عام 2017، حيث تتوزع بين مباني الرئاسة ومعسكرات التدريب والحشد، وكثير من الضباط والجنود يسكنون العاصمة، لكن حالياً ارتفع عددها إلى أكثر من 300 ألف مقاتل، إذ انضم إليها بعد الحرب كثير من الحركات السياسية المسلحة والمتطوعين والمنشقين عن الجيش والشرطة والحانقين على نظام الخرطوم الديكتاتوري السابق الذي حكم السودان لـ30 عاماً"، وفق تعبيره. 

تحقيق ومساءلات

لكن ألم يكن هناك أي خيار آخر غير الدخول في هذه الحرب آنذاك؟ أوضح "الخيار كان واضحاً وسهلاً هو توقيع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على الاتفاق الإطاري وبدء عملية التحول الديمقراطي في البلاد، وفي الحقيقة أن جميع ممثلي المكون الدولي الذين كانوا يشرفون علي تلك المفاوضات، كانوا شهوداً على أن الجيش هو من رفض تسليم السلطة للشعب والتوقيع على الاتفاق الإطاري في صيغته النهائية، وهناك شهادات معلنة من سياسيين وجهات محترمة وتيارات سودانية معروفة حول هذا الأمر. وقد أثبتت الأحداث أن الإسلاميين هم من هاجموا قوات (الدعم السريع) في معسكراتها بالخرطوم في 15 أبريل (نيسان)، لكن الأمر سيخضع لتحقيق كامل بعد انتهاء الحرب ونحن منفتحون لأية مساءلات ولدينا تسجيلات ومستندات تثبت تورط قيادات الإسلاميين وكبار الضباط في التخطيط للحرب وإشعالها". وواصل "على رغم نداء قائد (الدعم السريع) بالحاجة إلى وقف القتال، فإن القوات المسلحة مضت مسرعة في الاستعانة بمجموعات إرهابية من فلول (داعش) والقاعدة كانوا قد دخلوا الخرطوم قبل خمس سنوات وانضموا للقوات النظامية بعد انهيار (داعش) في العراق وسوريا وليبيا، فهؤلاء هم الذين يقاتلهم (الدعم السريع)، وهم من يرفضون التوصل إلى السلام، وكما فعلوا في العراق فهم لا يأبهون بمقتل السودانيين، بل يهدفون إلى زيادة سفك الدماء حتى الوصول إلى الفوضى العارمة التي قد تمكنهم من الوصول إلى السلطة أو اتفاق يمكنهم من الاستمرار بصورة ما في الحكم كما حدث في أفغانستان".

 

"انتصارات مفاجئة"

وعن خسائر قوات "الدعم السريع" في الحرب التي تدخل شهرها السابع، قال "لقد حققت (الدعم السريع) انتصارات فاجأت العالم، حيث سقطت أكبر قاعدة عسكرية في البلاد بعد الخرطوم، وهي الفرقة 16، وتحررت بالتالي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، فهي العاصمة الاقتصادية الثانية للسودان وثاني أكبرها كثافة سكانية ومفتاح غرب البلاد الذي يقيم به 72 في المئة من سكان السودان". وأردف "الخرطوم تبقى فيها ثلاث قواعد محاصرة، بينما فقد الجيش أكثر من 40 موقعاً استراتيجياً من بينها وزارة الدفاع وهيئة الأركان والاستخبارات العسكرية والتصنيع الحربي، وأصبحت الجسور والمداخل الرئيسة للخرطوم في قبضة قواتنا. وبذلك أصبحت القيادة العسكرية للجيش محصورة في جزء صغير من مباني القيادة العامة، كما أن سلاح المهندسين في أم درمان الذي يقع بالقرب من أحياء سكنية مزدحمة وهي تقف عائقاً حقيقياً أمام اقتحامه حتى الآن على رغم أن قوات (الدعم السريع) وبمبادرة إنسانية قامت بإخلاء أسر ضباط الجيش المحاصرين الذين يقطنون داخل هذا السلاح وإيفادهم إلى عائلاتهم سالمين". وأضاف "(الدعم السريع) تملك مخزوناً كبيراً من الأسلحة والذخيرة والعتاد التي حصلت عليها من خلال السيطرة على منشآت التصنيع الحربي التابع لمنظومة الدفاعات العسكرية السودانية، ومنها مصنع اليرموك الذي يعد أكبر مصنع للأسلحة والذخيرة في أفريقيا، بالتالي لا نعاني أي نقص في الأسلحة والعتاد، ولا حاجة لاستيرادها من خارج البلاد، كما لا نعاني نقصاً في الأفراد". وأضاف أنهم يعتبرون أن كل الضحايا "قدموا أرواحهم فداءً من أجل سودان جديد".

قوات مرتزقة

ورداً على سؤال بأن قوات "الدعم السريع" تضم مرتزقة من غرب أفريقيا، أوضح عضو المكتب الاستشاري "هذه التهمة حاولت الآلة الدعائية للنظام السابق إلصاقها بنا، بقولها إن قوات (الدعم السريع) تستعين بأجانب من الدول الأفريقية، وهي ليست فقط محاولة لتشويه سمعة قوات (الدعم السريع)، بل تخفي جانباً آخر، إذ حاول بها البرهان توريط السودان في صراع إقليمي وخلق توتر مع دول عديدة جارة، مثل تشاد ومالي والنيجر وإثيوبيا وليبيا وأفريقيا الوسطى، بهدف تشويش الرأي العالمي وتشتيت الجهود الرامية إلى توحيد الإرادة الدولية حول السودان". وأضاف "(الدعم السريع) لا تحتاج إلى مقاتلين أجانب وقبل الحرب وبعدها ما زالت توظف مجنديها بالشروط نفسها التي توظف بها أية مؤسسة حكومية عامليها ولا يوجد بين عناصرها أي أجانب، كما لا يوجد أي مستند أو وثائق تثبت ذلك، وإن وجدت نحن مستعدون لدراستها وتقديم التفسير الملائم لها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومضى في القول "هناك أعداد كبيرة من المتطوعين من القوميات المختلفة في السودان، بل من الجيش نفسه، تتوافد وتنضم إلى (الدعم السريع) طواعية، ولا نحتاج إلى استنفارهم كما يفعل الجيش، فالناس يتنافسون على الوجود في الصفوف الأمامية لقتال الإسلاميين الذين أصبح الشعب يكرههم إلى درجة أنه يضحي بحياته من أجل التخلص منهم، ولا بد من الإشارة إلى أن قوات (الدعم السريع) تواصل القتال ليس من أجل الانتقام، بل للضغط علي الإسلاميين والانتهازيين الذين اختطفوا الدولة السودانية، وكذلك اختطفوا القوات المسلحة".

احتلال المنازل

وفي شأن اتهام قوات "الدعم السريع" باحتلال منازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم، رد بقوله "(الدعم السريع) لم تطلب من المواطنين الخروج من منازلهم إلا خوفاً علي حياتهم في المواقع التي قد تتعرض للقصف أو متوقع أن تحدث فيها اشتباكات خطرة على حياتهم، بل قامت قواتنا بتخليص المنازل من القناصة المرتكزين بها ومطاردة اللصوص والهاربين من قوات الجيش، كما حدث بعد تحرير سلاح المدرعات، حيث هرب جنود البرهان إلى منازل المواطنين في منطقة الشجرة. أما عمليات السرقة والنهب التي انتشرت بشكل لافت في العاصمة، فهي أمر غريب ومؤسف، لكنها لم تحدث من جنودنا لأنه بالمنطق أين يذهب هؤلاء الجنود بمثل هذه المسروقات من ثلاجات وأجهزة تلفاز وأثاث؟ وهل يحملونها في مركباتهم القتالية وهم يقاتلون؟". وأضاف "مع ذلك، فإن حدث أمر مثل هذا فهناك لجنة للتصدي للظواهر السلبية والانتهاكات بقيادة اللواء عصام فضيل متخصصة في تلقي الشكاوى والنظر فيها، ولها سلطة إجراء محاكمات ميدانية للمخالفين، وما على المواطنين إلا إبلاغ أقرب نقطة ارتكاز، أو ما يليها. كما سبق أن أصدر قائد قوات (الدعم السريع) توجيهاته بزيادة قوات الشرطة العسكرية وتكوين قوة لحماية الممتلكات والمدنيين، كما في مناطق أخرى صدرت الأوامر بالسماح بعودة الشرطة إلى مواقعها، وهو ما حدث حالياً في مدينة نيالا، حيث تم تكليف اللواء شرطة بشير آدم عيسى ليكون مدير الشرطة في اليوم الثاني من تحريرها".

وأد الديمقراطية

ولدى سؤاله عن أن قيادة "الدعم السريع" ظلت تؤكد أنها تحارب من أجل الديمقراطية، لكنها شاركت في وأدها بتنفيذ انقلاب 25 أكتوبر، أوضح مخير "كما تذكرون أن الصراع في أكتوبر بين السياسيين السودانيين بلغ أوجه، حيث انقسموا حينها ما بين مؤيد لرئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في الإصلاحات التي يريدها ورغبته في تعيين حكومة تكنوقراطية، وأخرى ترى أن استفراد حمدوك بالقرار قد يؤدي إلى نقض فكرة الديمقراطية، فضلاً عن تدهور الأحوال المعيشية والأمنية في تلك الفترة بصورة مريعة، مما دفع البرهان إلى تقديم فكرة بدت جيدة لمنع البلاد من الانزلاق نحو الفوضى بإحداث تغيير بالقوة يمكن بعده تعيين حكومة تكنوقراط من كفاءات وطنية، إلا أنه في اليوم الثاني من الانقلاب أرجع البرهان أعداداً كبيرة من الإسلاميين إلى مواقعهم في السلطة من دون مشورتنا، واتضحت نواياه بإعادة أنصار وفلول النظام السابق والاحتفاظ بالسلطة، وهو ما دفع الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى الاعتذار للشعب السوداني وإصراره على عودة حمدوك لمنصبه، وموافقته على عودة البلاد للمسار الديمقراطي عبر الاتفاق الإطاري".

استئناف المفاوضات

وفي شأن تصاعد المعارك مع استئناف مفاوضات جدة، أفاد "وفد (الدعم السريع) لم يغادر جدة (منبر المفاوضات) أبداً تأكيداً على رغبته في السلام، وهو أول من أيد الوساطة السعودية - الأميركية، ودعا إلى توحيد جميع المبادرات الموجودة في الساحة، وقد قامت قوات (الدعم السريع) بإطلاق 265 أسيراً تعبيراً عن رغبتها الصادقة وحسن نواياها تجاه نجاح العملية التفاوضية التي نرى أنها الطريق الوحيد للوصول إلى هدنة طويلة الأمد تفرض نوعاً من الاستقرار والتوزيع العادل للإغاثة". وأضاف "في المقابل ما زال الجيش يقصف المدنيين بالمسيرات ويستعمل الإغاثة كسلاح، إذ يمنع توزيعها في بعض أجزاء السودان بحجة وجود (الدعم السريع)، وها هي صناديق الطعام المهداة من الدول المحبة للسودانيين تتعفن في مخازنهم حتى ثار سكان بورتسودان وهاجموا بعض المخازن ووزعوا بأنفسهم المساعدات التي كانت تباع عبر شبكات الفساد في الأسواق لتمويل الإسلاميين والجيش السوداني للقيام باعتداءات أكبر". وتابع "ما يحدث من تصعيد بالتزامن مع بدء المفاوضات هو للأسف نتيجة للاستفزازات والاعتداءات التي تتعرض لها (الدعم السريع) والمواطنون من الجيش الذي لم يكتفِ بمهاجمة مواقع معسكرات (الدعم السريع) داخل الخرطوم والمدن الأخرى، بل استخدموا مواقعهم لقصف الأحياء السكنية بالهاون والمدفعية، مما تسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين، فما كان لقوات (الدعم السريع) إلا أن تبادر وتسيطر على تلك البؤر وتخلص المواطنين من شرها".

"مؤامرة الإسلاميين"

وما توقعاتكم لهذه المفاوضات؟ وهل لديكم استعداد لتقديم مزيد من التنازلات؟ أجاب عضو المكتب الاستشاري "المفاوضات لا تزال سرية، ولكن وفد (الدعم السريع) يتمتع بروح معنوية مرتفعة وثقة عالية، بخاصة بعد الانتصارات التي حققها على جبهات مختلفة، فضلاً عن واقع ارتفاع مستوى الوعي والإدراك للسودانيين وانفضاح المكيدة وحجم المؤامرة التي رسمها الإسلاميون للعودة إلى الحكم". وأردف "ثقتنا في أنفسنا عالية، لكن ليست لدينا ثقة في الوفد الحكومي، نظراً إلى أسباب منطقية عدة من أهمها أن الوفد كان رافضاً لفكرة مفاوضات جدة وحاول أن يناور حولها، وما زال يقدم المبادرات البديلة ويخلق العقبات، وليس بعيداً المشاكسات مع المجتمعين الدولي والإقليمي، واستمراره في القصف الأعمى للمدن والأرياف وتشجيعه لمناصريه لاستعمال لغة العنف والكراهية والعنصرية، وغيرها، ومن جانبنا سنقدم ما هو ممكن لإنجاح المفاوضات حتى نحقق الهدف النهائي، ألا وهو فتح الباب لحل شامل للأزمة السودانية".

هدنة طويلة

وحول رؤيتهم لإنهاء هذه الحرب وتصورهم لشكل الحكم في البلاد، قال "نسعى جاهدين إلى وقف إطلاق النار والوصول إلى هدنة طويلة الأمد تسمح بالتقاط المواطنين لأنفاسهم ودخول المنظمات الدولية وتوزيع عادل للإغاثة، فنحن ملتزمون مفاوضات جدة، ونعتقد أنها ستقود إلى وقف الحرب وفتح الباب إلى اتفاق سياسي شامل. السودانيون شعب خلاق وقادر على استنطاق الظروف التاريخية واستنباط الحلول المناسبة لكل مرحلة للوصول إلى اتفاق سياسي شامل ورؤية متكاملة ترضي الجميع حول حكم البلاد، سواء كان ذلك عبر تطوير الاتفاق الإطاري أو صيغة أخرى، لكن هذا أمر يرجع إلى السياسيين، وليس إلى العسكريين". وواصل "لكن يجب أن نتذكر أن قوات (الدعم السريع) هي قوات عسكرية وليست سياسية وتقف من الجميع على مسافة واحدة، إلا أننا من موقعنا كمواطنين سودانيين كنا قد طرحنا رؤية نعتقد أنها ستساعد في إيجاد حل نهائي، وهي مكونة من 10 نقاط من بينها اعتماد الحكم الفيدرالي، فضلاً عن أننا دعونا إلى قيام جيش وطني موحد يحمل أفراده عقيدة قتالية تحترم الإنسان السوداني وتعترف بحقيقة تنوعه الثقافي والعرقي".

الرصاصة الأولى

ورداً على سؤال من يتحمل مسؤولية الدمار الذي لحق بالعاصمة وما تعرض له سكانها من تشريد ونهب لمنازلهم، أجاب "التحقيقات ستثبت من الذي أطلق الرصاصة الأولى، وعلى الذي بدأ الحرب أن يتحمل التعويضات والأضرار التي أصابت السودانيين بمن في ذلك الأضرار التي أصابت جنود (الدعم السريع)، ومنهم متدربون جدد قتلوا غدراً بالمئات في المعسكرات، وهم يستعدون لخدمة بلادهم"، مضيفاً "أن قوات (الدعم السريع) قومية بها أكثر من 200 إثنية سودانية يقاتلون جنباً إلى جنب في سبيل تحقيق الحرية وحماية الديمقراطية وتسليم السلطة للشعب، وقد تأذينا كثيراً وشردت أسرنا واستهدفنا في فلذات أكبادنا، لكنه ثمن قليل ندفعه كي ينهض المارد السوداني من جديد ويشارك في المسيرة الإنسانية القاصدة نحو النهضة". وواصل "لكننا لن ننتظر حتى تنتهي الحرب، فرئيس المكتب الاستشاري وجه بالنظر في تعميم تجربة مدينة نيالا التي قام بها قائد ثاني (الدعم السريع) بإصداره التوجيه بتحويل مقر الفرقة 16 لتصبح مستشفى للأطفال ومأوى للمشردين، بخاصة بعد اكتشاف وجود عدد كبير من الأطفال في معتقلات الجيش، وهم في حالة يرثى لها من جوع وجروح ومرض".

المزيد من حوارات