Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنهي التوترات والخسائر حروب التجارة بين واشنطن وبكين؟

وزيرة الخزانة الأميركية تتحدث عن نهج اقتصادي جديد في الشرق الأوسط ودول آسيا

عمل كل من جانيت يلين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تحقيق الاستقرار في تلك العلاقة (أ ف ب)

ملخص

يتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.2 في المئة العام الحالي وخمسة في المئة خلال عام 2024

من المقرر أن تلقي وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، اليوم الخميس، خطاباً رئيساً توضح فيه بالتفصيل الاستراتيجية الاقتصادية الأميركية تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وكشف تقرير حديث عن أنه في وقت يزداد فيه الخطر الجيوسياسي، تخطط وزيرة الخزانة جانيت يلين لإلقاء خطاب يتضمن توضيح خطة اللعبة الاقتصادية لإدارة الرئيس جو بايدن تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ المضطربة بشكل متزايد، وستكون هي المرة الأولى التي تحدد فيها إدارة الرئيس الأميركي نهجها الاقتصادي تجاه المنطقة بمثل هذه التفاصيل.

تأتي تصريحات يلين، قبل اجتماع وزراء مالية منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في وقت لاحق من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وقمة محتملة عالية الأخطار بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ في سان فرانسيسكو.

وقال مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية، إن يلين، التي زارت بكين خلال الصيف، تخطط لاستخدام خطاب اليوم الخميس، لتأكيد أن العلاقات الاقتصادية الأعمق مع منطقتي المحيطين الهندي والهادئ ستخدم ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل في تعزيز الأمن القومي الأميركي، وإفادة المجتمعات الأميركية، وأخيراً تغذية النمو في جميع أنحاء المنطقة. وحتى في حين يتجه اهتمام العالم نحو أعمال العنف في الشرق الأوسط، فإن التوترات بين الصين وجيرانها كانت في ارتفاع، وأخيراً اتهمت الصين والفيليبين بعضهما بعضاً بالتسبب في تصادمات في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

نمو يتجاوز التوقعات للاقتصاد الأميركي

البيانات الرسمية، تشير إلى نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الثالث من العام الحالي بأسرع وتيرة له منذ نحو عامين بفضل نمو الإنفاق الاستهلاكي، إذ سجل أكبر اقتصاد في العالم نمواً بمعدل 4.9 في المئة سنوياً خلال الربع الثالث، وهو ما يزيد على ضعف معدل النمو خلال الربع الثاني، بعدما زاد الإنفاق الاستهلاكي، وهو المحرك الرئيس للاقتصاد الأميركي، بنسبة أربعة في المئة وهو أعلى معدل نمو منذ 2021.

في الوقت نفسه أظهر تقرير آخر تراجع معدل التضخم الأساس أكثر من التوقعات ليسجل أقل مستوى له منذ 2020، إذ ارتفع مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من 2.4 في المئة من دون حساب أسعار السلع الأشد تقلباً مثل الطاقة والغذاء، في حين بلغ معدل التضخم العام الذي يشمل أسعار السلع المتقلبة 2.9 في المئة.

وكشفت وكالة "بلومبيرغ"، أن بيانات النمو الأخيرة تؤكد استمرار صمود أكبر اقتصاد في العالم في مواجهة الأسعار المرتفعة والارتفاع السريع في تكاليف الاقتراض، الأمر الذي فاق توقعات المحللين مراراً وتكراراً وهدأ المخاوف من الركود، مضيفة أن المصدر الرئيس لهذه المرونة في الاقتصاد الأميركي هو استمرار قوة سوق العمل ونمو الإنفاق الاستهلاكي المحلي.

في الوقت نفسه تشير توقعات بنمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.2 في المئة خلال العام الحالي 2023، ووفقاً لتقرير صدر في المنتدى المالي الدولي، يتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.2 في المئة العام الحالي وخمسة في المئة خلال عام 2024، لكن من المرجح أن يتباطأ النمو العالمي بشكل أكبر هذا العام بنسبة 3.1 في المئة، ومن المرجح أن يظل النمو ضعيفاً عند المستوى نفسه عام 2024.

وذكر التقرير، أن من المرجح أن تنتهي دورة التشديد النقدي في معظم الدول بحلول عام 2024، ومع ذلك، فمن المرجح استمرار التشديد النقدي والمالي وانخفاض نمو الطلب وتباطؤ التعافي العالمي، ونتيجة لذلك، يتوقع التقرير نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.1 في المئة عام 2024، مع نمو الاقتصادات المتقدمة بنسبة 1.3 في المئة والاقتصادات النامية بنسبة 4.3 في المئة.

مخاوف ركود الاقتصاد الصيني تتفاقم

وخلال كلمتها أمام الجمعية الآسيوية، تعتزم الوزيرة الأميركية، تقديم تفاصيل الجهود الأميركية "لإدارة مسؤولة" للعلاقة مع الصين مع تعميق العلاقات مع الشركاء، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والهند وفيتنام، وتكثيف المشاركة من خلال أماكن متعددة مثل منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "آبيك"، حسبما قال مسؤول وزارة الخزانة لشبكة "سي أن أن".

ومن ناحية أخرى، تفاقمت المخاوف العالمية في شأن صحة الاقتصاد الصيني في الأشهر الأخيرة، إذ يهدد الركود العقاري في البلاد بإصابة الاقتصاد الأوسع نطاقاً. كان المستثمرون يسحبون الأموال من سوق الأسهم الصينية بوتيرة غير مسبوقة وسط عدم الارتياح إزاء رد فعل بكين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أغسطس (آب) الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن للمانحين الديمقراطيين في حفل لجمع التبرعات، إن الاقتصاد الصيني "قنبلة موقوتة" قد تدفع القادة في بكين إلى انتقاده، وأضاف "هذا ليس جيداً لأن الأشرار عندما تواجههم مشكلات، فإنهم يفعلون أشياء سيئة".

خلال خطابها هذا الأسبوع، تخطط وزيرة الخزانة الأميركية، أيضاً لتوضيح الأولويات الاستراتيجية التي تشكل الارتباطات الاقتصادية الأميركية والتي تتمثل في تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقة مع خلق فرص متكافئة للعمال الأميركيين وتعزيز القيم والمصالح الأميركية، ووفقاً لوزارة الخزانة، فإن الصداقة والتحركات الأخرى لتعزيز سلاسل التوريد واستخدام الارتباطات الاقتصادية لمعالجة تغير المناخ والتحديات العالمية الأخرى.

مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال

وإلى جانب الرحلة رفيعة المستوى إلى الصين، زارت يلين منطقة المحيطين الهندي والهادئ مرات عدة خلال إدارة بايدن، بما في ذلك أربع رحلات متتالية إلى الهند، ورحلتان إلى كل من اليابان وإندونيسيا وزيارتان إلى فيتنام وكوريا. وفي أعقاب رحلة الصين، كثفت واشنطن وبكين اتصالاتهما، بما في ذلك إطلاق مجموعتي عمل تركزان على الاقتصاد والأسواق المالية بدأتا الاجتماع الأسبوع الماضي.

وخلال اجتماع مجموعة العمل المالي الذي استمر ساعتين والذي عقد افتراضياً، ناقش المسؤولون الأميركيون والصينيون مكافحة تمويل الإرهاب، ومكافحة غسل الأموال، والاستقرار المالي المحلي والعالمي وقضايا أخرى، وفقاً لبيان حديث لوزارة الخزانة الأميركية، ووصلت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها في وقت سابق من هذا العام بعد أن أمر الرئيس الأميركي بإسقاط منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة.

لكن جانيت يلين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولين أميركيين آخرين عملوا على تحقيق الاستقرار في تلك العلاقة، التي يمكن القول إنها الأكثر أهمية على هذا الكوكب، وسيكون اجتماع الرئيس الأميركي ونظيره الصيني، بمثابة إشارة أخرى إلى أن هذه العلاقة مستقرة، ولم يتحدث الرجلان شخصياً منذ نوفمبر 2022 على هامش قمة "مجموعة الـ20" في بالي.

اقرأ المزيد