Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة البريطانية ارتكبت "خطأ كورونا" نفسه 3 مرات

تقول كبيرة المستشارين العلميين بأنه كان ينبغي على بوريس جونسون أن يفرض أول إقفال عام قبل أسبوعين مما فعل

الوزراء لم يملكوا فكرة واضحة عن عدد الأشخاص الذين سيموتون" في المراحل الأولى من الجائحة (غيتي)

ملخص

عالمة بارزة كانت قد وصفت سوناك بـ"دكتور الموت"، تكشف ارتكاب الحكومة الخطأ عينه مراراً وتكراراً.

صرحت كبيرة المستشارين العلميين في المملكة المتحدة للجنة التحقيق الخاصة بكوفيد أن حكومة بوريس جونسون ارتكبت تكراراً الخطأ نفسه "بالترقب والانتظار" قبل اتخاذ أي إجراء لمواجهة العدد المتزايد من الإصابات خلال الجائحة.

وإذ أعربت البروفيسورة السيدة أنجيلا ماك لين عن أسفها بأن الأيام الـ10 الفاصلة بين تفشي الإصابات ودخول المستشفى "جعلت تكتيكات الترقب والانتظار مضرة للغاية" عند اتخاذ قرار بفرض الإقفال العام أو فرض قيود أخرى، أضافت قائلة: "أعتقد أننا ارتكبنا الخطأ نفسه ثلاث مرات".

وانتقدت السيدة أنجيلا "سوء التقدير للحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة" وقالت إن ذلك "كان أكبر خلل" في عملية صنع القرار خلال الجائحة.

وصرحت أمام لجنة التحقيق قائلة: "إذا قمتم بالانتظار إلى أن يصبح ما تخشونه سيئاً للغاية ويزداد سوءاً بشكل مطرد وسريع، قد ينتهي بكم الأمر إلى نتائج أسوأ بمرتين على باب المستشفى حتى وإن كان تدخلكم لامعاً وعبقرياً آنذاك".

وفيما سددت كبيرة العلماء ضربة إضافية للوزراء الذين قادوا الاستجابة للجائحة وكشفت الشهر الماضي بأنها وصفت ريشي سوناك بـ"دكتور الموت"، قالت للجنة التحقيق بأن استيعاب هذه الأمور لم يكن يتطلب معرفة علمية.

وتابعت السيدة أنجيلا بالقول إنه مع "الاستفادة من تجاربنا السابقة"، كان ينبغي اتخاذ قرار الإقفال العام الأول في الـ23 من مارس (آذار) 2020 "قبل أسبوعين من ذلك التاريخ" وهو "أمر كان ليحدث فارقاً كبيراً".

ولكن في ظل عدم توفر البيانات في تلك المرحلة، تعتقد السيدة أنجيلا أنه في الـ16 من مارس لم يكن ذلك هو الوضع السائد وكان ينبغي على الوزراء أن يفرضوا الإقفال العام في ذلك التاريخ بعد أن قيل لهم إنه يجب عليهم الحد من اقتراب الناس من بعضهم بعضاً (أي اعتماد التباعد الاجتماعي) بنحو 75 في المئة.

وتابعت: "في الـ16 من مارس، ونظراً إلى ما كنا نعرفه حول سرعة تفشي الجائحة وما يمكننا أن نخمنه حول احتمال أن يكون الجميع عرضة للإصابة، أعتقد أن معلومات كافية كانت متوفرة في ذلك التاريخ لإبلاغنا حول الحاجة إلى الحد من اللقاءات غير الضرورية بين الأفراد".

ولكن السيدة أنجيلا قالت إن الحكومة فشلت في التعلم من أخطائها في شهر مارس ولم تتصرف بشكل حازم على رغم تحذير العلماء حول احتمال تفشي موجة في الخريف منذ بداية الجائحة.

وأشارت العالمة إلى أنها لا تتذكر بأن جونسون قال أي شيء رداً على النصيحة التي أعلنها العلماء في الـ20 من سبتمبر (أيلول) حول حتمية فرض إقفال تام "لكسر سلسلة التفشي".

وعلى رغم إطلاق النصيحة نفسها مجدداً في اليوم التالي وعقد اجتماع لجنة الخبراء الاستشارية (Sage) بعد يومين في الـ24 من سبتمبر، لم يفرض جونسون الإقفال التام قبل الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، وقالت إن "عدد الإصابات ظل يرتفع خلال شهري سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) وما رافق ذلك من دخول للمستشفيات وحالات وفاة للأسف".

ولدى سؤالها عما شعرت به في ذلك الوقت، أجابت السيدة أنجيلا: "كنت قلقة للغاية لأنني شهدت الموجة الأولى وتداعياتها الفظيعة، ولم أتمكن من فهم سبب عدم اتخاذنا أي إجراءات لمحاولة تجنب موجة خريف ثانية".

وأضافت: "بدا الأمر شبيهاً بشهر مارس مجدداً. وانتظرنا حتى اللحظة الأخيرة بعد أن أجلنا اتخاذ القرارات مراراً وتكراراً ومن ثم وجب علينا استخدام المكابح بكل ما أوتينا من قوة لفرض الإقفال التام مع كل الكلف الاجتماعية والاقتصادية التي ترتبت عن ذلك".

وأضافت السيدة أنجيلا بأنها عبرت عن مخاوفها لدى رئاسة الحكومة مباشرة عندما قالت إن "الوزراء لم يكونوا يملكون فكرة واضحة عن عدد الأشخاص الذين سيموتون" في المراحل الأولى من الجائحة، وقالت إن التفشي المميت الذي ضرب دور الرعاية كان متوقعاً منذ البداية نظراً إلى مسيرة الجوائح السابقة.

وفي غضون ذلك، عبرت في رسالة إلكترونية أرسلتها إلى أحد الزملاء في الـ28 من مارس 2020 عن أن غياب البيانات شكل المشكلة الكبرى التي تم تجاهلها، وكتبت: "ستشعرون بالرعب عندما تكتشفون ما يبدو عليه تدفق البيانات من هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

وقالت للجنة التحقيق: "عشنا مشكلة حقيقية في القيام بالتحليلات التي احتجنا إليها لأن البيانات لم تكن متوفرة. إنه واقع الأمور بكل صدق ووضوح، ولكن الأمور تحسنت كثيراً في وقت لاحق".

وفيما كان "مجدياً" بالنسبة إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية الإعلان عن عدد مرضى المستشفيات التي بوسعها توليهم في آن معاً خلال كوفيد، أضافت: "لا أعتقد أننا حظينا مطلقاً على بيان من الحكومة المركزية مفاده: (نريد أن يكون عدد المرضى على أجهزة التنفس أقل من واحد وعدد الإصابات الجديدة يومياً أقل من بضعة آلاف). أعتقد أنه كان واضحاً للغاية أن عدم الإعلان عن العدد المقبول كان خياراً متعمداً".

وانتقدت السيدة أنجيلا التي شغلت منصب كبيرة المستشارين العلميين لوزارة الدفاع في ذلك الوقت إخفاق الحكومة في توقع كم ستطول الجائحة واستذكرت اجتماعاً مزعوماً بهدف المراجعة في منتصف الجائحة عقد في أبريل (نيسان) 2020 حيث لقيت تعليقاتها بأن الجائحة ستستمر 18 شهراً "سيلاً من عدم التصديق والإنكار".

وخلال الشهر الماضي، كشفت رسائل على تطبيق "واتساب" ورسائل إلكترونية تم الإفصاح عنها للجنة التحقيق بأن السيدة أنجيلا وصفت سوناك الذي كان وزير الخزانة آنذاك بـ"دكتور الموت" ووصفت البروفيسور كارل هينيغام من جامعة أوكسفورد والمشكك في جدوى الإقفال التام بـ"الغبي".

وكررت السيدة أنجيلا قول كبار العلماء الحكوميين هذا الأسبوع في نفيهم مزاعم جونسون أنه تمت استشارتهم حول البرنامج [الحكومي] الذي أطلقه سوناك "تناول الطعام في الخارج للمساعدة" Eat Out to Help Out خلال صيف عام 2020 بغية تشجيع الناس على العودة لارتياد المطاعم من خلال تقديم وجبات طعام بأسعار مدعومة وقالت للجنة التحقيق: "كنا سنسأله أليس بوسعك إيجاد طريقة أخرى لتحفيز الاقتصاد؟".

ومن بين الأشخاص الذين من المتوقع أن يدلوا بشهادتهم أمام التحقيق الأسبوع المقبل مات هانكوك (وزير الصحة السابق) ودومينيك راب (نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق) ومايكل غوف (وزير الدولة لشؤون التنمية الاقتصادية والإسكان والمجتمعات)، وسيمثل أمام اللجنة كل من عمدة لندن صادق خان وعمدة مانشستر الكبرى أندي بورنهام إلى جانب وزير الصحة السابق ساجد جاويد.

© The Independent

المزيد من دوليات