Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل بين حصارين لإنهاء الحرب: عائلات الأسرى وضغوط واشنطن

غالبية الجمهور مع مطالب أهالي المحتجزين بينما القيادة العسكرية والسياسية تحاول إقناعهم بأن تكثيف القصف يجبر "حماس" على قبول صفقة

نشطاء يساريون في إسرائيل ينظمون تظاهرة بالقرب من وزارة الدفاع  مطالبين بتبادل الرهائن (أ ف ب)

ملخص

إحدى الأسيرات المحررة وتدعى أفيفا سيغال، قالت "قنابل الطائرات تفجرت علينا. ارتعبنا وكل شيء كان يقع بينما عناصر حماس يستمرون بنومهم. قصفكم لا يحرك لهم ساكناً".

مع اشتداد حدة القتال في غزة وسقوط مزيد من الجنود الإسرائيليين يومياً، وبعد العاصفة التي أثارها اجتماع أهالي الأسرى مع "الكابينت" الحربي، اتسع الشرخ الإسرائيلي حول أفضلية أهداف الحرب على غزة ما بين الاستمرار في القتال وتكثيفه للقضاء على حركة "حماس" أو التقدم نحو وقف النار والتوصل إلى صفقة تضمن إعادة كل الأسرى.

غالبية الجمهور الإسرائيلي يدعمون أهالي الأسرى فيما القيادة العسكرية والسياسية وتدعمها مجموعة كبيرة من الأمنيين والعسكريين السابقين يسعون إلى إقناع الجمهور برؤيتهم أن تكثيف القصف على غزة ومواقع قيادة مقاتلي "حماس" يشكل ضغطاً كبيراً على الحركة ويرضخها لقبول التوصل إلى صفقة أسرى.

الاجتماع بين "الكابينت" وأهالي الأسرى استمر ثلاث ساعات في الأقل، بعيداً من عدسات الكاميرات، لكن الغاضبين على القيادة وسياستها سجلوا حديث أعضاء "الكابينت"، خصوصاً نتنياهو، ونقلوه إلى وسائل الإعلام ليصبح حديث الساعة، وفي مضمونه أن "الكابينت" الإسرائيلي لا يبالي بمطلب الأهالي بالعمل على إعادة الأسرى بأسرع وقت ممكن، لا سيما بعد ما رواه أسرى كانوا لدى "حماس" من خطر القصف الإسرائيلي على الأسرى وقتل عديد منهم. وحمل الأهالي "الكابينت" مسؤولية ما سيحصل لذويهم وصرخ أكثر من واحد، وفق ما صدر من التسجيلات "أنتم تقتلون أبناءنا".

إحدى الأسيرات المحررة وتدعى أفيفا سيغال، قالت "قنابل الطائرات تفجرت علينا. ارتعبنا، وكل شيء كان يقع بينما عناصر (حماس) يستمرون بنومهم. قصفكم لا يحرك لهم ساكناً". أضافت أخرى "انتقلت بين كثير من الأماكن في غزة. اعتقدت أني سأتفجر في كل ثانية. نحن نجلس وفجأة تسقط علينا خزانة. كان هناك نظام يقضي ألا يتحرك أحد منا دون أن يحرسه شخص من (حماس). انتهت الأدوية. قالوا لنا لا توجد إسرائيل. اعتقدنا أن إسرائيل تركتنا لمصيرنا، هذا ما تركونا نؤمن به".

القتال لأشهر

بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غلانت وعضو "الكابينت" بيني غانتس، لم يتأخروا كثيراً بعد عاصفة النقاش مع أهالي الأسرى والضجة التي أثيرت فعقدوا مؤتمراً صحافياً مشتركاً أكد ثلاثتهم خلاله أن الحرب مستمرة، وقد تتطلب أشهراً، وأن قضية الأسرى مهمة عليا لا تقل عن أهمية القضاء على "حماس". أما الناطق بلسان الجيش دانييل هجري فقال إن "الحرب لن تنتهي خلال فترة قصيرة، نحن في حاجة إلى تحقيق أهداف هذه الحرب. القتال شرس وشخصيات نستهدفها مثل يحيى السنوار غير موجودة فوق الأرض سنلاحقها حتى القضاء عليها".

هذا الحديث ضاعف قلق وخشية أهالي الأسرى على ذويهم وأعلنوا تصعيد احتجاجاتهم لإلزام إسرائيل على إعادة أسراهم "ليعيدوا الأسرى أولاً، ثم يواصلوا محاربة (حماس)"، أحد الشعارات التي رفعها الأهالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المؤتمر الصحافي كرس نتنياهو وقته الأكبر للحديث عن الوضع في غزة والقتال الشديد والمكثف الذي يقوده الجيش، مؤكداً ضرورة إعادة الأمن لإسرائيل وسكانها، معتبراً أن "ذلك لا يتم إلا بالقضاء على (حماس) وقدراتها العسكرية، بينما تكثيف الضغط والقتال سيدفع بالحركة إلى طلب وقف النار والتوصل إلى صفقة أسرى، وهذه المرة إسرائيل هي التي ستقرر فيها".

ولفت نتنياهو إلى أن إسرائيل نجحت في استعادة 110 من الأسرى من خلال العملية البرية، قائلاً "هذه هي الطريقة الوحيدة لاستعادة البقية، ونعمل من أجل إعادة جميع الأسرى من العسكريين والمدنيين". وأضاف، "حاصرنا جباليا وخان يونس، لا يوجد مكان لا نستطيع الوصول إليه والجنود يقاتلون وجهاً لوجه".

ووجه نتنياهو رسالة إلى عائلات الجنود القتلى، "إننا نحارب معاً، وسنحسم الأمر ونقضي على (حماس) ونستعيد الأسرى".

وعاد نتنياهو وتحدث عن أهداف حكومته بعد الحرب، قائلاً "غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح، والجيش الإسرائيلي وحده القادر على تحقيق ذلك وليست القوات الدولية، ولا طريق أمامنا لأنها الحرب إلا بضرب (حماس) ضربة ساحقة، والعالم يقف إلى جانبنا لتحقيق هذا الهدف".

أما عضو "الكابينت" الوزير بيني غانتس فقال إن "هناك ثمناً باهظاً لهذه الحرب المتواصلة، والتي لن يوقفها أحد، فإسرائيل هي التي تحدد مستقبلها، الحياة بعد هذا الانتصار ستكون أصعب بكثير مما كانت عليه قبل الحرب. سننتصر، وكما كان الأمر بعد حرب الغفران (أكتوبر عام 73) سيكون هذه المرة، سنتعلم الدرس ونزدهر ونقوى. نحن نستعد لاستمرار الحرب وبعدها لأشهر ولسنوات نستعد لعمليات حربية لبلورة الواقع الذي نريده".

مهلة واشنطن حتى يناير

لاحقاً، اعتبر أمنيون وسياسيون المؤتمر الصحافي الذي عقده الثلاثة لم يأتِ صدفة، ليس فقط للرد على أهالي الأسرى وإظهار الحاجة إلى مقاتلة "حماس" من أجل ضمان أمن إسرائيل، إنما في أعقاب التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤولين أميركيين بأن واشنطن منحت إسرائيل حتى مطلع العام المقبل لإنهاء القتال في غزة، وهناك من قال إن المهلة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع. وجاء المؤتمر الصحافي وتصريحات غانتس بأن "إسرائيل وحدها تحدد مستقبلها"، وبعده وزير الدفاع يوآف غلانت، الذي تحدث هو الآخر عن استمرار القتال لفترة غير قصيرة، لتقف إسرائيل من جديد في خلاف متجدد مع واشنطن، عشية وصول مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الأسبوع المقبل، لإسرائيل لبحث طبيعة القتال في غزة والمساعدات الإنسانية إلى جانب اليوم الذي يلي الحرب.

لن يعيد الأسرى

في تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" استبعد أمنيون أن يعيد أي ضغط عسكري الأسرى، ودعموا موقف عائلات المحتجزين باتخاذ خطوات فورية ومن دون أي تأخير لإعادة ذويهم، وانطلاقاً من احتمال أن تكون إعادتهم بعد ذلك غير ممكنة.

واعتبر التقرير أن ذريعة القتال المكثف تعيد الأسرى مشروعة لكن لا يوجد أي دليل وإثبات على ذلك، مشدداً على ضرورة إعادة كل من يمكن إعادته، انطلاقاً من التفكير بأن ذلك قد لا يكون ممكناً في الغد، وأن حياة النساء المخطوفات مهمة، لكن حياة الرجال والجنود المخطوفين مهمة بقدر لا يقل، وأن الانتظار هو مراهنة قد تنتهي كخطأ مأسوي لن يكون هناك أي سبيل لإصلاحه.

المزيد من متابعات