Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ازدياد المشردين في ريف إنجلترا على وقع أزمة المعيشة

ينامون في العراء أو تحت خيم أو ضمن مراكز إيواء موقتة

الازدياد الحاد في التشرد داخل الأرياف بإنجلترا يكشف تأثير أسعار المنازل القياسية (أ ف ب)

ملخص

رجحت جمعية "شيلتر" Shelter الخيرية بأن مستويات التشرد في أنحاء إنجلترا ستكون أعلى على الأرجح بنسبة 14 في المئة مما كانت عليه العام الماضي.

ازداد التشرد في ريف إنجلترا بنسبة 40 في المئة خلال خمس سنوات حيث بات كثر ينامون في العراء أو تحت خيم أو في مراكز إيواء موقتة، وفق ما أفادت جمعية خيرية بريطانية اليوم الثلاثاء.

وأدت أزمة كلف معيشة تشهدها الدولة العضو في مجموعة السبع التي تعد سادس قوة اقتصادية في العالم وغذّاها ارتفاع معدل التضخم إلى مواجهة كثير من البريطانيين صعوبات في تأمين مستلزماتهم، في ظل ارتفاع فواتير المواد الغذائية والطاقة والإيجارات والرهون العقارية.

ووصل التضخم إلى أعلى مستوى منذ 41 عاماً في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 عندما بلغ 11.1 في المئة، وبينما تراجع ليسجل 3.9 في المئة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشير جمعيات خيرية إلى مجموعة من العوامل، ولا سيما خفض الإعانات الاجتماعية خلال العقد الأخير ونقص السكن، فاقمت أزمات مثل عدم التمكن من تغطية كلفة شراء المواد الغذائية والتشرد.

وأفادت جمعية CPRE (مجلس حماية ريف إنجلترا) التي تدافع عن توفير مساكن بأسعار معقولة في الريف بأن التشرد في المناطق الريفية ارتفع من 17212 حالة عام 2018 إلى 24143 في 2023، فيما بقيت الأجور على حالها وارتفعت كلف السكن في كثير من المناطق.

وذكرت بأن "الازدياد الحاد في التشرد داخل الأرياف يكشف تأثير أسعار المنازل القياسية وقوائم الانتظار الضخمة للحصول على سكن اجتماعي ميسور الكلفة، وازدهار تأجير المنازل للسياح والتأجير لفترات قصيرة على أرض الواقع".

وذكرت الجمعية بأن السلطات المحلية في 12 منطقة بأنحاء إنجلترا، مصنفة على أنها ريفية بمعظمها، سجلت معدلات تشرد أعلى من تلك المسجلة على الصعيد الوطني بلغت 15 شخصاً من كل 100 ألف.

وسجلت بوسطن، البلدة الريفية الواقعة شمال شرقي لندن، أكبر نسبة تشرد بـ48 شخصاً لكل 100 ألف ينامون في العراء خلال سبتمبر (أيلول) 2023، وهو آخر شهر تتوفر بيانات في شأنه، وفق الجمعية الخيرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحلت بيدفورد الواقعة شمال لندن بعد بوسطن بـ 38 من كل 100 ألف، ومن ثم شمال ديفون جنوب غربي إنجلترا بـ 29 من كل 100 ألف.

وذكرت الجمعية بأنه "بخلاف أولئك في المناطق الحضرية يبقى الأشخاص الذين ينامون في العراء في الأرياف عادة بعيدين من الأنظار، إذ يخيمون في الحقول أو يلجأون إلى أبنية في المزارع".

وتابعت، "تعد فرصهم في الوصول إلى خدمات الدعم أقل أيضاً مما يعني أن التحليل الذي يستند إلى بيانات الحكومة نفسها يقلل بالتأكيد تقريباً من حجم الأزمة".

ولفتت الجمعية إلى أن 300 ألف شخص ينتظرون الحصول على سكن اجتماعي في ريف إنجلترا، حيث يبلغ معدل ثمن المنزل نحو 420 ألف جنيه استرليني (535 ألف دولار).

وفي الأثناء رجحت جمعية "شيلتر" Shelter  الخيرية بأن مستويات التشرد في أنحاء إنجلترا ستكون أعلى على الأرجح بـ 14 في المئة مما كانت عليه العام الماضي.

وقدرت بأنه في أي ليلة من العام 2023 كان هناك نحو 309550 شخصاً يعانون شكلاً من أشكال التشرد ومعظمهم في مساكن موقتة.

ويعد العدد أكبر من ذاك الوارد في تقريرها السنوي لعام 2022 والذي بلغ  271421 شخصاً.

وحمّلت الجمعية وضع الطوارئ المرتبط بالسكن مسؤولية الأزمة محذرة من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى، نظراً إلى وجود "تشرد خفي" مثل اللجوء للسكن مع أقارب أو أصدقاء.

وذكرت أكبر شبكة تقدم المعونات الغذائية في المملكة المتحدة وهي "تراسل تراست" الشهر الماضي بأن عدد السلل الغذائية الموزعة على المحتاجين ارتفع إلى "مستويات غير مسبوقة" في ظل انتشار الفقر بأنحاء البلاد.

وأوضحت بأنها قدمت 1.5 مليون سلة غذائية بصورة عاجلة بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) 2023، في زيادة بنسبة 16 في المئة عن عام 2022، وهو العدد الأكبر على الإطلاق الذي توزعه خلال هذه الفترة من أي عام، وقالت إن "هذا أكبر عدد من السلل الغذائية التي تعيّن علينا توزيعها في فترة ستة أشهر"، مضيفة "نتوقع بأن يكون هذا الشتاء الأسوأ على الإطلاق".