Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفغانيات ومنظمات غير حكومية تدين "نفاق" الغرب

أصدرت السويد والدنمارك قراراً بمنح التأشيرات تلقائياً لهؤلاء النساء

تقول مارغو بن إن "هناك كثيراً من النساء مثل ريتا اللاتي قتل أو اختطف أقرباؤهن في أفغانستان" (أ ف ب)

ملخص

اتهمت وزارة الداخلية الأفغانية رجلين عثر عندهما على رفات فروزان صافي وثلاث نساء أخريات

تحمل ريتا صافي في هاتفها شريطاً مصوراً لنعش مغطى بوشاح أحمر يضم شقيقتها فروزان التي قتلت بعد عودة حركة "طالبان" للسلطة في أفغانستان، معتبرة أنه يرمز إلى الخطاب المزدوج للغرب الذي يتعاطف مع مصير الأفغانيات لكنه لا يوفر اللجوء لهن بشكل كاف.

حقوق المرأة

كانت صافي ناشطة معروفة في مجال حقوق المرأة في مزار شريف، وهي مدينة كبيرة تقع في شمال أفغانستان. عثر على جثتها في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2021، بعد شهرين ونصف شهر من سقوط جمهورية أفغانستان.

تقول شقيقتها الصغرى ريتا التي التقتها وكالة الصحافة الفرنسية في مركز استقبال في ضواحي باريس بعد أيام قليلة على وصولها إلى فرنسا "لقد أصيبت بسبع رصاصات. كان وجهها مهشماً تماماً".

اتهمت وزارة الداخلية التابعة للنظام الأفغاني الجديد رجلين عثر عندهما على رفات فروزان صافي وثلاث نساء أخريات، غير أن ريتا تتجاهل هذه الرواية الرسمية، وتقول الشابة البالغة من العمر 30 سنة تقريباً "لقد قتلت بوحشية على يد طالبان".

الخطر

شعرت فروزان صافي بالخطر منذ عودة "طالبان" للسلطة وسعت إلى الهرب إلى ألمانيا، لكن ريتا تشير إلى أن الدول الغربية "كانت تقول إنها ستدعم" الأفغانيات، مضيفة أن "تلك كانت مجرد كلمات".

وبعد مقتل شقيقتها، تحدثت إليها وسائل إعلام غربية، بعدها وجدت نفسها أيضاً في مرمى سلطات "طالبان"، وتقول "أخبروا والدي أنه إذا لم أتوقف عن الكلام، فسيفعلون بي الشيء نفسه".

اللجوء

في ديسمبر (كانون الأول) 2021، هربت إلى باكستان حاملة تأشيرة دخول لمدة شهرين، على أمل أن تستقبل بسرعة في الغرب. عاشت لمدة عامين بشكل غير قانوني، مختبئة في ضواحي إسلام آباد. وخلال هذه الفترة لم يتوقف وضع النساء عن التدهور في أفغانستان، وكانت "طالبان" تمنعهن تدريجاً من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات والحدائق العامة والقاعات الرياضية والحمامات العامة، بينما كن يفقدن وظائفهن.

غير أن ريتا صافي بدأت تشهد تغييراً في حياتها عندما كتب صحافي فرنسي قصتها ودعم طلب التأشيرة الخاص بها. في الثامن من ديسمبر وصلت إلى باريس مع حوالى 10 نساء أفغانيات غادرن إسلام آباد، وطلبن جميعهن اللجوء في فرنسا ومن المرجح أن يحصلن عليه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول مارغو بن، وهي صحافية وعضو في "مجموعة استقبال النساء الأفغانيات"، إن "هناك كثيراً من النساء مثل ريتا، اللاتي قتل أو اختطف أقرباؤهن في أفغانستان وتعرضن للتهديد، كما يعشن اليوم في ظروف مزرية، لكن إذا لم يلتقين بشخص غربي مستعد لمساعدتهن فإن ملفاتهن ستفقد".

أكثر من 15 ألف تأشيرة

وتؤكد فرنسا أنها أصدرت أكثر من 15 ألف تأشيرة لمواطنين أفغان منذ عام 2021 "للنساء والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والقضاة بشكل أساسي"، غير أن دلفين روييو المديرة العامة لمنظمة "فرانس تير دازيل" France Terre d'Asile غير الحكومية تقول إن هذا الرقم "لا يتوافق مع أي واقع". وتشير إلى أنه منذ أكثر من عام "لم يصل أحد من أفغانستان، ويصل عدد ضئيل من النساء الأفغانيات من باكستان".

ومنذ عودة "طالبان" للسلطة في منتصف أغسطس (آب) 2021، استقبلت المملكة المتحدة 21500 أفغاني، من بينهم 70 في المئة خلال إخلاء كابول في نهاية أغسطس 2021. كذلك استقبلت الولايات المتحدة 90 ألف أفغاني، من بينهم 80 في المئة خلال إخلاء كابول. ووصل أكثر من 30 ألف أفغاني إلى ألمانيا، وفق برلين التي "تشعر بقلق بالغ" أيضاً إزاء وضع الأفغان الذين أجبروا على مغادرة باكستان.

أوراق ثبوتية

ويأتي ذلك في وقت أطلقت باكستان التي فر إليها 600 ألف أفغاني منذ صيف 2021، عملية واسعة النطاق لطرد أولئك الذين يعيشون من دون أوراق ثبوتية على أراضيها، وعاد أكثر من 345 ألف شخص إلى أفغانستان أو طردوا منذ أكتوبر.

وتقول نافين هاشم التي وصلت إلى فرنسا في سبتمبر (أيلول) بفضل "مجموعة استقبال الأفغانيات"، إن من بين هؤلاء اللاجئين هناك عديد من النساء اللاتي وصلن بمفردهن أو مع أطفالهن، اللاتي تعرضن لمضايقات في باكستان كما في أفغانستان، بسبب عدم وجود رجال لـ"حمايتهن" في هاتين الدولتين المسلمتين حيث يسيطر نظام أبوي.

وتؤكد أنها هربت إلى إسلام آباد في مارس (آذار) 2021 بعدما تعرضت لتهديد بالقتل من "طالبان" لأنها كانت تعمل مع الولايات المتحدة.

ترحيل

وفي باكستان تقول هاشم إنها شاركت في إنشاء منظمة انضمت إليها ألف امرأة أفغانية، وتشير إلى أنه "رحلت 14 منهن. ولا نعرف ماذا حدث لهن"، كذلك رحلت زوجة وطفلي رجل أفغاني يعيش بشكل قانوني في إسبانيا، من باكستان باتجاه أفغانستان في أكتوبر، بعد سنوات عدة من الإجراءات غير المثمرة، بحسب ما نددت أخيراً اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين، وهي منظمة غير حكومية.

وتشير تشيرينا جيرولون من منظمة العفو الدولية إلى أن "النساء الأفغانيات يتركن لمصيرهن، لأن إجراءات الحصول على التأشيرات طويلة ومعقدة".

وأصدرت السويد في ديسمبر 2022 والدنمارك في فبراير (شباط) 2023، وهما دولتان صارمتان للغاية في شأن الهجرة، قراراً بمنح التأشيرات تلقائياً للنساء الأفغانيات، لكن إحصاءات الهجرة الخاصة بهما، إذ لا يظهر النوع الاجتماعي، لا تسمح بتحديد مدى تأثير هذا القرار.

وتقول نافين هاشم التي تأمل شقيقتها فرح في الحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا من باكستان إن الغرب يتحدث عن "الديموقراطية وحقوق الإنسان، ولكنه يتركنا تحت رحمة نظام أغلق كل الأبواب في وجهنا ومحا وجودنا"، وتضيف "بالنسبة إلي هذا نفاق".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير