Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو "يغوص" في الوحل الغزي ويعمق أزمته مع واشنطن

جهود لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل بعد 105 أيام على الحرب من دون تحقيق أهدافها

نتنياهو وأعضاء الكابينت الحربي خلال اجتماع مع مسؤولين محليين من منطقة غلاف غزة، في مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، في 16 يناير الحالي (مواقع التواصل)

ملخص

أفاد المسؤول الإسرائيلي بأن هناك صفقة إقليمية لوقف الحرب في غزة يجري البحث فيها مع شخصيات معارضه لنتنياهو في إسرائيل

في ذروة الجهود الداخلية في إسرائيل لإطاحة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جراء سياسته تجاه قطاع غزة، والتي تهدد أمن إسرائيل والعلاقة مع الولايات المتحدة، عمق الأخير أزمته مع واشنطن بعد رده على التقارير التي تحدثت عن رفضه صفقة عرضها عليه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لمستقبل غزة والفلسطينيين ليعلن أنه "يجب أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية قادراً على أن يقول لا، حتى لأفضل الأصدقاء"، وهو رد نقل شعلة معارضته وجهود إطاحته من المعارضة إلى داخل حزبه "الليكود"، ليهدد نواب ووزراء بانسحابهم من الحكومة في حال لم يتخذ "الكابينت" قرارات تضمن إعادة الأسرى بصورة فورية ووضع رؤية لمستقبل غزة، في وقت تتزايد الجهود لتقديم موعد الانتخابات البرلمانية في إسرائيل وانسحاب رئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس وعضو حزبه غادي أيزنكوت من "الكابينت الحربي" في محاولة لتحريك العجلة لإطاحة نتنياهو ووضع رؤية مستقبلية حول الحرب في غزة.

يأتي هذا في وقت بين استطلاع رأي نشرت نتائجه اليوم الجمعة أن شعبية نتنياهو تواصل الانهيار مقابل ارتفاع شعبية بيني غانتس ورغبة الإسرائيليين بانتخابات جديدة، وكذلك تراجع كتلة حزب "الليكود" برئاسة نتنياهو إلى 16 مقعداً مقابل تسعة و30 مقعداً لحزب "المعسكر الوطني" بقيادة غانتس، الذي احتل الصدارة في هذا الاستطلاع وحصل على تأييد 50 في المئة مقابل واحد و30 في المئة لنتنياهو.

في المقابل، جاءت تهديدات عائلات الأسرى متناسقة مع مطلب إطاحة نتنياهو بعد أن صعدت احتجاجاتها، مساء الخميس، وأغلقت شوارع مركزية في تل أبيب، أبرزها طريق أيالون، وفي خطوة تصعيدية استثنائية أشعلوا النيران في المكان. وخلال حديث المسؤولين في منتدى عائلات الأسرى أكدوا ضرورة المضي قدماً في صفقة تبادل وتنفيذها على الفور. وحملوا الحكومة مسؤولية الخطر على حياة الرهائن. وقال أحدهم "الحكومة تخلت عنا وإذا كانت غير قادرة على المضي قدماً في صفقة أسرى فورية فعليها إفساح المجال لحكومة أخرى لتولي المهمة"، ودعوا إلى إقالة نتنياهو بصورة فورية.

صفقة إقليمية على الطاولة

وبعد أقل من 24 ساعة من الكشف عن رفض نتنياهو في لقائه الأخير مع بلينكن لصفقة تضمن بلورة الوضع في غزة في اليوم الذي يلي الحرب، وعودة الأسرى، مع ضمان إقامة سلطة فلسطينية، كشف مسؤول إسرائيلي عن أن هناك أكثر من اقتراح لصفقة مستقبلية يحركها مسؤولون في واشنطن تضمن التوصل إلى إنهاء الحرب وبلورة خطة لليوم الذي يلي، بعد التوصل إلى قناعة بأنه لا يمكن القضاء على "حماس" بالقتال ولا تحقيق أهداف حرب غزة في ظل الخطر على حياة الأسرى الإسرائيليين.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي هناك صفقة إقليمية مطروحة على الطاولة، يجري البحث فيها مع شخصيات معارضه لنتنياهو في إسرائيل على أن تنجح الجهود في إطاحته وتشكيل حكومة جديدة. ونقل عن المسؤول أن الإدارة الأميركية تعمل على الدفع قدماً برؤية جديدة، تتضمن صفقة كبيرة يفترض أن تؤدي إلى تسوية إقليمية. وبحسب المقترح، ستتضمن الصفقة: وقف نار الحرب في غزة، صفقة أسرى كبيرة، اتفاق سلام مع دول عربية، استبدال حكم "حماس" في غزة، وتعهد إسرائيل إقامة دولة فلسطينية. وأكد المسؤول الإسرائيلي أن هذا المقترح لا يزال في مرحلة أولية ويتطلب وقتاً لفحص عناصر كثيرة. ومع ذلك، أضاف المسؤول الإسرائيلي "هناك جهود حثيثة للتقدم به وطرحت كافة السيناريوهات لضمان تنفيذه وإبقائه على الطاولة في سياق البحث الجدي". وبحسب إسرائيل فإن إحدى الجهات المركزية التي تدفع نحو تقدم هذا المقترح هو السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية ليندسي غراهام.

نتنياهو يهدد أمن إسرائيل

وأمام كشف التحركات الأميركية بالتنسيق مع معارضي سياسة نتنياهو داخل إسرائيل أسرع الأخير إلى الرد وتوضيح موقفه في مؤتمر صحافي، مساء الخميس، في ذروة عاصفة الانتقادات وتصعيد المطالبة بإقالته لرفضه الخطة التي عرضها عليه بلينكن. وحاول نتنياهو تبرير موقفه الرافض للخطة، لكنه سرعان ما وضع نفسه أمام انتقادات أشد تصعيداً، بل اعتبر سياسيون وأمنيون سابقون أنه أكد بعد حديثه أنه يشكل "أكبر تهديد على أمن إسرائيل ويدفعها إلى الغرق في وحل غزة وفقدان أي مساعدة ودعم من الولايات المتحدة، إسرائيل في حاجة ماسة لها".

وتعهد نتنياهو بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية طالما هو في منصبه، وتلك مسألة تصر عليها واشنطن التي تعتبر أي خطة من دون تعهد إسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية، سيكون مصيرها الفشل. وفي محاولة لتحريك العجلة نحو حل للوضع الحالي يكثف بلينكن بحثه مع معارضي نتنياهو داخل إسرائيل، في مقدمهم زعيم المعارضة، يائير لبيد، وعضو "الكابينت" بيني غانتس، في كيفية إطاحة نتنياهو والتقدم بخطة تضمن في نهاية المطاف إقامة دولة فلسطينية.
الجانب الآخر الذي أكده نتنياهو، وهو أيضاً يعارض موقف واشنطن، هو تأكيده عدم إنهاء حرب غزة "قبل القضاء على حركة "حماس" وإعادة الرهائن المحتجزين لديها". وقال نتنياهو، "نريد غزة منزوعة السلاح. ولن أسمح بقيام دولة فلسطينية ما دمت في منصبي، أما بالنسبة إلى ما بعد الحرب فشروطي واضحة وفي مركزها تصفية "حماس"، وإنشاء إدارة مدنية لا تدعو للقضاء على إسرائيل. كما أنه في أي ترتيب في المستقبل المنظور، يجب على إسرائيل السيطرة على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


جهود لتخفيف المعارضة

أحد الجوانب الذي اعتبرته جهات أمنية وسياسية يسهم في تعميق الأزمة مع واشنطن هو رفض وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، تحويل أموال عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية، والتي تقدر بمئات ملايين الدولارات، مما استدعى الأخير إلى بلورة اقتراح لحل هذه الأزمة، يتم بموجبه تحويل الأموال إلى السلطة عبر طرف ثالث، واقترح النرويج، لكنه وضع شرطاً "بعدم تحويل أي من الأموال إلى قطاع غزة".

وبحسب اقتراحه "سيسمح للسلطة الفلسطينية بالاحتفاظ بالأموال طالما لم يتم تحويلها إلى أي شخص في غزة وإذا قامت بمثل هذه التحويلات، فستتوقف إسرائيل عن تسليم أي عائدات ضريبية أخرى، وفقاً لخطة سموتريتش.

ومن المتوقع أن يبحث المجلس الوزاري المصغر، حتى الأحد، اقتراح سموتريتش تمهيداً للتصويت عليه.

محور الاستقرار وتحرك غانتس - أيزنكوت

في موازاة تصريحات نتنياهو شهدت إسرائيل حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس نقاشات عاصفة عبر منصات مختلفة في مقابل مناقشة "الكابينت" الإسرائيلي اقتراحات عرضها غانتس، وتشمل خطوات تضمن الإفراج عن الأسرى أولاً، فيما كان المتظاهرون من أهالي الأسرى والمتعاطفين معهم يغلقون مفارق رئيسة في تل أبيب ويصعدون احتجاجاتهم لضمان صفقة فورية.

وكشف رئيس الحكومة السابق إيهود باراك الذي يتصدر مكانة بارزة خلال حرب غزة من خلال علاقاته الداخلية والخارجية أن الولايات المتحدة تضع أمام إسرائيل منذ شهرين اقتراحاً يلبي المصالح المشتركة. سيتم بموجبه تشكيل قوة عربية لـ"محور الاستقرار" مع تدمير قدرات "حماس". وبحسب باراك "ستتولى هذه القوة السيطرة في القطاع لفترة محدودة، ستتم خلالها إعادة غزة إلى سيطرة سلطة فلسطينية معززة ومعترف بها من قبل العالم كجهة لها حق السيطرة في القطاع طبقاً لترتيبات أمنية تكون مقبولة بالنسبة إلى إسرائيل". وفي رأي براك فإن هذا الاقتراح الأميركي هو الخطة العملية الوحيدة واحتمالية نجاحه ستضعف إذا بقيت إسرائيل تراوح مكانها. وقال "المقابل المطلوب منها هو المشاركة مستقبلاً في عملية سياسية باتجاه حل الدولتين. منذ ثلاثة أشهر ونتنياهو يمنع إجراء نقاش في (الكابينت) حول (اليوم التالي)، وهذه فضيحة. الجيش الإسرائيلي لا يمكنه زيادة احتمالية الانتصار إذا لم يكن هناك أي هدف محدد. في ظل غياب هدف واقعي سنصل إلى الغرق في وحل غزة وسنحارب في الوقت نفسه في لبنان والضفة ونجعل دعم أميركا لنا يتآكل ونعرض للخطر أيضاً اتفاقات أبراهام واتفاقات السلام مع مصر والأردن".

وفيما حذر باراك من أن استمرار الوضع الحالي يفقد الأمن في إسرائيل دعا إلى تحركات فورية لضمان قيادة بديلة عن نتنياهو ووزيريه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من خلال الذهاب إلى انتخابات برلمانية جديدة. ونبه إلى خطر الانتظار لإجراء انتخابات "فقط عندما ينفجر غضب عائلات المخطوفين والعائلات التي تم اخلاؤها وجنود الاحتياط والجمهور الذين يتذكرون جيداً السابع من أكتوبر" (تشرين الأول). كما دعا غانتس وأيزنكوت إلى تحديد موعد مبكر للانتخابات على أن يكون شهر يونيو (حزيران) المقبل، أبعد موعد، وتأمين أكثرية في "الكنيست" داعمة لذلك.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات