Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فحص دم قد يكشف ألزهايمر قبل 15 عاماً من ظهور الأعراض

بحسب خبراء فإن إجراء بسيطا قد يفتح مجالاً أمام إنشاء برنامج فحص وطني لكل شخص يزيد عمره على 50 سنة

يعمل الفحص من طريق قياس تغيرات بيولوجية في الدماغ (غيتي)

ملخص

فحص دم بسيط قد يكون كافياً للكشف الباكر عن الإصابة بـ "ألزهايمر"

يمكن لفحص دم بسيط أن يكشف عن مرض ألزهايمر قبل مدة تصل إلى 15 عاماً من ظهور الأعراض، ويزعم الخبراء أن هذا الاكتشاف قد يحدث "ثورة" في التشخيص الباكر للمرض.

وأثبتت تجارب سويدية أن الفحص دقيق في الكشف عن علامات مرض ألزهايمر بقدر دقة إجراء البزل القطني المؤلم، وهو أفضل من مجموعة فحوص أخرى يجري العمل عليها حالياً.

ويؤكد الخبراء إن الفحص يمكن أن يمهد الطريق لبرنامج فحص وطني لمن تزيد أعمارهم على 50 سنة، وأن طرق العلاج الحالية يمكن أن تعمل بصورة أفضل مع الحالات المكتشفة في وقت باكر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعمل الفحص من طريق قياس مستويات بروتين معروف بـ "بي-تاو217" p-tau217 في الدم والذي يشير إلى تغيرات بيولوجية في الدماغ لدى المصابين بمرض ألزهايمر.

وبمثل هذه التجارب يمكن تحديد المرضى على أنهم عرضة أو في مرحلة متوسطة أو من غير المحتمل إصابتهم بمرض ألزهايمر، ومعها تستثنى الحاجة إلى مزيد من الفحوص الأكثر دقة.

ووفقاً للأستاذ الفخري في معهد علم الوراثة في كلية لندن الجامعية البروفيسور ديفيد كورتيس فإن "بإمكاننا فحص كل شخص يزيد عمره على 50 سنة بصورة روتينية كل بضعة أعوام، بالطريقة نفسها التي يفحصون بها الآن بحثاً عن ارتفاع الكوليسترول".

وأضاف، "هناك احتمال أن تعمل الطرق العلاجية المتاحة حالياً لمرض ألزهايمر بصورة أفضل مع أولئك الذين يشخصون باكراً بهذه الطريقة، ومع ذلك أعتقد أن الأمل الحقيقي هو إمكان تطوير طرق علاجية أفضل".

وأوضح أن "الجمع بين الفحص البسيط والعلاج الفعال لمرض ألزهايمر سيكون له أثر كبير في الأفراد والمجتمع".

وتقوم شركة "أي إل زد باث" ALZpath بتصنيع الفحوص، وهي متاحة بالفعل تجارياً.

وفي تجربة أجراها الدكتور نيكولاس أشتون من جامعة غوتنبرغ وزملاؤه على 786 شخصاً، ونشرت في مجلة "جاما نيورولوجي" Jama Neurology [مجلة طبية شهرية تنشر أبحاثاً متعلقة بالجهاز العصبي والأمراض العصبية ويراجعها نظراء علميون] تمكن الباحثون من الاستفادة منها لتصنيف احتمال إصابة المريض بمرض ألزهايمر.

ولاحظوا أنه كلما ارتفعت مستويات بروتين "بي-تاو217" في الدم زاد احتمال الإصابة بالمرض أو تقدمه.

وزعمت دراسة أجرتها كلية لندن الجامعية أن فحص الدم هذا يستطيع أن يكتشف أولى علامات المرض قبل مدة تصل إلى 15 عاماً من بدء ظهور الأعراض.

من جانبها قالت مديرة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة الدكتورة شيونا سكيلز إن الدراسة "تضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن هذا الاختبار بالذات لديه إمكانات هائلة لإحداث ثورة في تشخيص أولئك الذين يشتبه في إصابتهم بمرض ألزهايمر".

وفي الوقت الحالي فإن الطريقة الوحيدة لإثبات أن شخصاً ما يعاني تراكم البروتينات في الدماغ هو إجراء اختبار البزل القطني الذي يقوم على إدخال إبرة أسفل الظهر، أو إجراء فحص بالأشعة متاح فقط في واحدة من 20 عيادة خاصة بأمراض الذاكرة والتابعة لهيئات "خدمة الصحة الوطنية".

من جهته قال المدير المساعد لقسم البحث والابتكار في "جمعية ألزهايمر" Alzheimer’s Society [مؤسسة خيرية تعنى برعاية مرضى الخرف وبمقدمي الرعاية لهم وتجري أبحاثاً في هذا المجال] الدكتور ريتشارد أوكلي، إن  "هذه الدراسة تعد خطوة إيجابية للغاية لأنها تظهر أن فحوص الدم يمكن أن تكون دقيقة بقدر الفحوص الأكثر تعقيداً والأغلى ثمناً في التنبؤ بما إذا كان الشخص يعاني سمات مرض ألزهايمر في دماغه".

وأضاف، "علاوة على ذلك تشير الدراسة إلى أن نتائج هذه الفحوص يمكن أن تكون واضحة بما يكفي بحيث لا تحتاج مزيداً من فحوص المتابعة لبعض الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، مما قد يؤدي إلى تسريع مسار التشخيص بصورة كبيرة في المستقبل".

واستطرد، "ومع ذلك لا زلنا بحاجة إلى رؤية مزيد من الأبحاث عبر المجتمعات المختلفة لفهم مدى فعالية اختبارات الدم هذه لدى كل من يعاني مرض ألزهايمر".

وبحسب جمعية ألزهايمر فإن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يولدون في المملكة المتحدة معرضون للإصابة بالخرف في حياتهم، وتقدر أن حوالى 900 ألف شخص يعيشون مع المرض، كما تعتقد المؤسسة الخيرية أن هذا العدد سيرتفع إلى 1.6 مليون شخص بحلول عام 2040.

© The Independent

المزيد من صحة