Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الولايات المتحدة تزود تل أبيب بأسلحة لتوازن الردع أمام "حزب الله"

رفض نتنياهو التفاوض حول صفقة الأسرى يثير زوبعة ضده داخل الكابينت والشارع في إسرائيل

جانب من تظاهرة أهالي الرهائن الإسرائيليين في غزة، مساء السبت 17 فبراير الحالي في تل أبيب (أ ف ب)

ملخص

ثلاث منظومات دفاعية تستعد لمواجهة اتساع القتال على الجبهة الشمالية بين إسرائيل و"حزب الله"

اعتبر السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة داني أيالون استمرار تزويد الولايات المتحدة تل أبيب بالأسلحة المتطورة والدقيقة، يشكل علاجاً استباقياً لحرب محتملة بين إسرائيل و"حزب الله" عند الحدود الشمالية، في أعقاب التوتر الأمني المتصاعد والتقارير الإسرائيلية التي تعتبر الهدف المركزي الذي يضعه الحزب أمامه هو قصف المواقع العسكرية والحساسة في إسرائيل، في مقابل عدم قدرة الجيش الإسرائيلي في وضعيته الحالية على خوض حرب على جبهتين معاً.

حديث أيالون جاء في أعقاب الإعلان عن المساعدة العسكرية الإضافية التي ستقدمها واشنطن قريباً إلى تل أبيب في ذروة النقاش والخلافات حول اجتياح غزة، وإصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والمؤسسة العسكرية على تنفيذ عملية اجتياح رفح، فيما الجيش يستكمل استعداداته لتوسيع وتكثيف القتال في غزة وصولاً إلى رفح.

عشرات ملايين الدولارات

المساعدات العسكرية التي تقدر بعشرات ملايين الدولارات، تشمل آلاف القنابل والذخائر المتطورة والدقيقة التي من شأنها مساعدة إسرائيل في استمرار قتالها في غزة لتحقيق هدف القضاء على قيادة حركة "حماس" وتعزيز قدراتها العسكرية بما في ذلك شبكة الأنفاق الكبيرة والمتطورة.
واتضح أن الجيش الإسرائيلي استخدم بعضاً من القنابل المتطورة والدقيقة في مواجهة الأنفاق، على رغم ما تشكله من أخطار على الأسرى الإسرائيليين هناك.
وما زالت "المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل" تنتظر موافقة رؤساء لجان الكونغرس، لكن الإسرائيليين يتوقعون المصادقة عليها، إذ تريد واشنطن توفير الدعم القتالي لتل أبيب أمام "حماس" و"حزب الله"، ولكن وبحسب ما يرى أيالون فإن هذه المساعدة تهدف أكثر إلى تعزيز ردع إسرائيل أمام الحزب ولبنان وسوريا.

ويوضح السفير السابق أنه "من خلال تقديم هذه الأسلحة تعمل الولايات المتحدة على تعزيز الردع الإسرائيلي تجاه ’حزب الله‘ الذي يدرك جيداً أنه إذا دخلت إسرائيل في حرب مع لبنان، فإنها في وضعها الحالي لا تملك القدرة لضمان مواجهة قوية تساعد الجيش على تحقيق النصر"، ولذلك قال أيالون "نرى الأميركيين يستبقون اضطرار إسرائيل إلى توسيع المواجهة مع لبنان، بتقديم ما يمكن تسميته الدواء لهذه الضربة، إذ يحتاج الجيش إلى مزيد من أنواع الأسلحة المتطورة والدقيقة لمواجهة الترسانة الصاروخية والقدرات العسكرية التي يملكها حزب الله".

ولا يستبعد أيالون أن يكون توقيت الإعلان عن هذا الدعم الأميركي لإسرائيل متزامناً مع العراقيل التي يضعها نتنياهو أمام التقدم في صفقة الأسرى وكذلك خطة اليوم الذي يلي حرب غزة والخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن حول حل الدولتين.
وبرأي أيالون، فإن "بايدن وعلى رغم أزمة العلاقة مع نتنياهو، إلا أنه يريد احتضان رئيس الحكومة الإسرائيلية ومنحه فترة من الزمن للتقدم في صفقة الأسرى والامتناع عن دخول رفح".
من جهة أخرى، اتضح أن تل أبيب كانت بعثت برسالة إلى واشنطن تطلب فيها "الشراء السريع لهذه الأسلحة للدفاع عن إسرائيل ضد التهديدات الإقليمية المستمرة والناشئة".
ويُستدل من المعطيات الواردة منذ بداية الحرب بأن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بأكثر من 20 ألف ذخيرة دقيقة، يقدَّر أن هذه الأخيرة استخدمت نصفها تقريباً، وترجح الاستخبارات الأميركية أن الذخيرة المتبقية يمكن أن تساعد إسرائيل لمدة 19 أسبوعاً إضافياً من القتال في غزة.

التحدي الأكبر صواريخ "حزب الله"

وفي ظل التصعيد الأمني عند الجبهة الشمالية، يواصل الجيش استعداده لاحتمال توسيع القتال إلى حرب في أعقاب المواجهات المتصاعدة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في الجبهة الشمالية، تجاه لبنان وسوريا، بعدما دخلت منطقة الجولان، تحديداً جبل الشيخ، ضمن أهداف الصواريخ من جهة سوريا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وبانتظار وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الأسبوع المقبل لاستمرار المفاوضات والضغط للتقدم نحو اتفاق دبلوماسي، كشف تقرير إسرائيلي عن مختلف التحديات والصعوبات التي يواجهها الجيش في التصدي للصواريخ التي تُطلَق من مختلف الجبهات على إسرائيل والمنظومات الدفاعية التي يستخدمها منذ بداية الحرب، وقد قام الجيش بنشرها على طول الحدود من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب وهي، "القبة الحديدية" و"حيتس" و"مقلاع داوود".

واعتبر التقرير التحدي الأكبر لإسرائيل إيران والصواريخ التي يمكن أن تطلقها باتجاه إسرائيل إذا ما اتسعت الحرب، إلى جانب توقع إطلاق "حزب الله" 4 آلاف صاروخ يومياً على إسرائيل أو تفعيل عشرات الطائرات المسيّرة مختلفة الأنواع التي يمكنها توجيه ضربات دقيقة وتحمل كمية كبيرة من المتفجرات تصل إلى 40 كيلوغراماً.

لاءات نتنياهو تعمق الأزمة الداخلية والخارجية

القرار الذي اتخذه نتنياهو في ختام جلسة الكابينت الحربي والكابينت الموسع للحكومة الإسرائيلية، برفض توجه الوفد للمشاركة في مفاوضات للتقدم في صفقة الأسرى، أثار عاصفة من الخلافات داخل الكابينت نفسه وأيضاً داخل المجتمع الإسرائيلي.

فصعّد أهالي الأسرى وعشرات آلاف الداعمين لهم احتجاجاتهم للضغط على متخذي القرار بغية قبول المسودة التي ناقشها المجتمعون في القاهرة حول صفقة الأسرى.
وفي جانب آخر، خرجت المجموعات الاحتجاجية التي أعادت تنظيمها للتحركات ضد نتنياهو، بحملة إعلامية واسعة ضده وتحمله مسؤولية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وتعزيز قدرات "حماس" على مدى أعوام طويلة مضت.

وفي لقائه مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خلال مؤتمر ميونخ، حث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الرئيس على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لدعم التقدم في صفقة الأسرى لتكون مفتاح اختراق طريق يضع جدولاً زمنياً لحرب غزة ويدعم خطة الرئيس الأميركي لحل الدولتين التي تواجه معارضة شديدة من جهات عدة في إسرائيل لا تقتصر على اليمين والحكومة، إلى جانب تحقيق هدنة إنسانية من شأنها أن تساعد في زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة. ونُقل عن هذا اللقاء أن بلينكن أكد أمام هرتسوغ أن واشنطن لا يمكنها دعم عملية عسكرية برية في رفح من دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك. ودعا بلينكن هرتسوغ إلى عمل كل ما في وسعه لضمان أن تتخذ جميع الأطراف التدابير الممكنة لحماية أرواح المدنيين ومنع توسع الصراع، مشدداً على التزام الولايات المتحدة السلام الدائم في المنطقة، بما في ذلك من خلال إقامة دولة فلسطينية مع ضمان الأمن لإسرائيل.

وحذر سياسيون ومعارضون لحكومة نتنياهو مما أسموها "لاءات نتنياهو" لمختلف القضايا المهمة والضرورية التي تعمق الأزمة مع واشنطن وتجعل إسرائيل ضعيفة أمام الخارج، "لا لصفقة أسرى. لا لخطة لليوم الذي يلي حرب غزة. لا لإقامة دولة فلسطينية".

جهود لضمان مشاركة في مفاوضات الصفقة

وتتعرض إسرائيل لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة ومن داخل إسرائيل ودول أخرى ما زال لديها أسرى في غزة، من أجل التقدم نحو صفقة قريبة، واتضح في أعقاب زيارة رئيس الـ"سي آي أي" وليام بيرنز إلى إسرائيل أن مسؤولين إسرائيليين باشروا في صياغة وثيقة تحوي خطوطاً حمراء لصفقة أسرى جديدة. والتوقع أنه، على رغم رفض نتنياهو مشاركة إسرائيل في مفاوضات صفقة الأسرى من دون تراجع "حماس" عن شروطها بوقف النار وانسحاب الجيش من غزة، إلا أن وفداً إسرائيلياً قد يصل الأسبوع المقبل إلى قطر للمشاركة في جلسة جديدة من المحادثات، ويتمتع بتفويض معين لصياغة رد على مطالب "حماس" تجاه الوسطاء، وفقاً للظروف التي ستطرأ لاحقاً في المفاوضات، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات