Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سينما بلا تجاعيد... ملامح الكبار تسرق فضول العدسة

إسعاد يونس وبيومي فؤاد وليلى علوي ومحمود حميدة الأبرز ونقاد: المنصات ودور العرض العربية فتحت المجال للتنوع

عادت ليلى علوي إلى البطولات السينمائية مجدداً وحققت أرقاماً جيدة في شباك التذاكر (السينما دوت كوم)

ملخص

لماذا تزايدت ظاهرة أفلام "الجراندات" في السينما المصرية على رغم عزوف المنتجين السابق عنهم؟

في معظم الأوقات ترفع السينما لافتة "للشباب فقط" فنجد الأبطال ونجوم الشباك والأفلام الرائجة المضمونة النجاح خالية من النجوم الكبار إلا في أدوار صغيرة وشرفية وأحياناً مساندة للبطل الأول الذي هو بالتأكيد نجم لا يزال في مرحلة الشباب.

عودة الكبار

واللافت للنظر أن وجود أي نجم كبير من حيث المرحلة العمرية لم يكن مطروحاً كبطل أو كاسم لتسويق عمل سينمائي ينافس في شباك التذاكر، في ما عدا النجم الكبير عادل إمام الذي كان آخر فيلم "زهايمر" آخر أعماله السينمائية منذ نحو 14 عاماً، وبعدها كان الوجود الأكبر للنجوم الكبار متمثلاً في أسماء قليلة مثل محمود حميدة الذي كان شريكاً أساسياً في بطولة عدد من الأفلام السينمائية لكنه لم يحمل منذ سنوات عبء بطولة منفردة، ولم يتصد بشكل مباشر كبطل في شباك التذاكر والإيرادات.

 

 

في الأشهر الأخيرة تغيرت الصورة بصورة كبيرة ففتحت السينما المصرية ذراعيها لقبول الأبطال الكبار في السن ليعودوا إلى الشاشة ويحصلوا على بطولات منفردة وينافسوا أفلام الشباب بموضوعات تناسب أعمارهم من دون وجودهم كـ"سنيدة" لنجوم الشباك.

رباعية ليلى

من الأفلام التي عرضت وحققت نجاحاً مميزاً فيلم "ماما حامل"، الذي أعاد ليلى علوي إلى البطولات السينمائية مرة أخرى، وحقق رقماً جيداً في شباك التذاكر، وتعاونت فيه مع بيومي فؤاد وعدد من الشباب مثل محمد سلام وحمدي ميرغني، وأعقبه فيلم آخر مع بيومي فؤاد أيضاً هو "شوجر دادي" وحصل على إيرادات ضخمة بخاصة في العرض الخارجي بالسعودية، حيث وصلت إلى نحو 300 مليون جنيه (نحو 10 ملايين دولار).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبدو أن هذا النجاح المادي والجماهيري شجع المنتجين وصناع السينما على التخلص من مخاوفهم تجاه قدرة النجوم الكبار "الجراندات" على تحقيق الجذب الجماهيري والمكاسب المادية في دور العرض.

هكذا كررت ليلى علوي التجربة نفسها بفيلم "مقسوم"، الذي شاركت به مع عدد من النجوم مثل شيرين رضا وسما إبراهيم، ويدور حول أعضاء فرقة موسيقية في التسعينيات يعودون مرة أخرى للظهور بعد تلقيهم دعوة لإقامة حفل، والفيلم من إخراج كوثر يونس، ومن تأليف هيثم دبور، وشارك في البطولة سارة عبدالرحمن، محمد شاهين، سيد رجب، وعمرو وهبة.

وكان رابع أعمال ليلى السينمائية فيلم "آل شنب" مع سوسن بدر ولبلبة وبيومي فؤاد.

كتف قانوني

بعد نجاحها في موسم دراما رمضان الماضي من خلال مسلسل "جعفر العمدة"، عادت هالة صدقي إلى السينما بعد آخر مشاركة لها منذ سبع سنوات في "آخر ديك في مصر"، وقدمت فيلماً بعنوان "الملكة"، وكان اسمه في البداية "كتف قانوني"، لكن نظراً إلى نجاح لفظ "الملكة" في "جعفر العمدة" قرر صناع الفيلم إطلاق هذا الاسم على الفيلم، وشاركت هالة البطولة كل من شيرين رضا، ورانيا يوسف، ودينا، وباسم سمرة.

 

 

تدور الأحداث في إطار من الكوميديا حول سيدة أعمال تدعى ماجدة تتعرض لعديد من المشكلات وتحاول التخلص من المتاعب بأساليب غير متوقعة.

الفنانة ماجدة زكي أيضاً فاجأت الجميع بالمشاركة السينمائية غير المتوقعة في فيلم "سكر"، ويدور في إطار موسيقي داخل ملجأ للأيتام حول فتاة صغيرة تدعى سكر تعيش مع مجموعة كبيرة من الأطفال، وتواجه مديرة الملجأ وهي سيدة قاسية جداً وسيئة النوايا.

عصابة عظيمة

بعد غياب لسنوات طويلة جداً عن السينما فتحت الصناعة أبوابها للفنانة إسعاد يونس التي اكتفت من قبل بمشاركات تلفزيونية وسينمائية طفيفة، إضافة إلى عملها كمذيعة بارزة تقدم برنامجاً منذ فترة طويلة هو "صاحبة السعادة".

قدمت إسعاد بطولة سينمائية مميزة من خلال فيلم "عصابة عظيمة"، ويدور العمل في إطار كوميدي حول امرأة تدعى عظيمة في أواخر الخمسينيات من عمرها، تعرضت لحادثة أفقدتها بصرها، ولأنها شديدة الذكاء والقوة تتغلب على ذلك بقوة البصيرة، لكن يتسبب ابنها الساذج في مشكلات تؤدي إلى احتمالية خسارة منزلها الذي يعد آخر ما تملكه، فتحاول عظيمة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد وضع خطة محكمة.

 

 

شارك في بطولة الفيلم عدد كبير من النجوم الشباب مثل رنا رئيس وفرح الزاهد وكريم عفيفي. وهو من إخراج وائل احسان.

وعادت الفنانة يسرا بعد سنوات غياب عن شاشة السينما بفيلم "ليلة العيد"، الذي جمع عدداً كبيراً من الممثلات مثل سميحة أيوب ونجلاء بدر وريهام عبدالغفور وعبير صبري، إضافة إلى الفنان سيد رجب وأحمد خالد صالح.

ويدور الفيلم، وهو من تأليف أحمد عبدالله، وإخراج سامح عبدالعزيز، حول عدد من قضايا المرأة مثل التحرش والختان والعنف الزوجي.

"وقفة رجالة"

منذ عامين تقريباً نجح بيومي فؤاد وماجد الكدواني وسيد رجب وشريف دسوقي في تقديم فيلم يعبر عن حياة رجال عبروا مرحلة الشباب وهو "وقفة رجالة"، وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً ترجمته إيرادات ضخمة لم تكن متوقعة.

ودارت الأحداث حول رجل ثري ومتقدم في العمر جمع أصدقاء عمره في رحلة لإحدى المدن الساحلية ليخرج كل منهم من أزماته النفسية التي تعرض لها في فترة السن الحرج بعد فوات الشباب.

وقدم صناع السينما أكثر من فيلم من بطولة نجوم كبار تأثراً بهذه التجربة، مثل فيلم "التجربة المكسيكية" لعمرو عبدالجليل وبيومي فؤاد ومحمد ثروت. ودارت أحداثه في إطار من الكوميديا حول مجموعة من الأصدقاء يسافرون في بعثة إلى المكسيك ويتعرضون لعديد من المواقف والمفارقات.

قدم بيومي فؤاد وسيد رجب تجربة جديدة استثماراً لنجاح تجاربهما السابقة وهي فيلم "أنا وابن خالتي"، ويدور العمل في إطار كوميدي حول حسن وإسماعيل، وهما أولاد خالة وكبيران في السن لكنهما يعانيان صراعاً تقليدياً قديماً لإثبات من هو الأفضل من الآخر، ويمران بكثير من المواقف الكوميدية التي تكشف في النهاية حقيقة تفاجئ الجميع.

وشارك الفنان خالد الصاوي في ماراثون العودة إلى البطولات السينمائية بأكثر من فيلم، مثل "ليه تعيشها لوحدك" مع شريف منير، ويدور في إطار من الدراما حول طبيب يسعى إلى الوقوف إلى جانب صديقه المصاب بالسرطان، فيمر الثنائي بعديد من الأحداث والتجارب العصيبة، كما قدم الصاوي، أخيراً، فيلماً بعنوان "للإيجار" مع شيري عادل.

نصيب الأسد

ولم تخلُ أفلام "الجراندات" السينمائية تقريباً من وجود ومشاركة بيومي فؤاد الذي فاز بنصيب الأسد، وشارك أيضاً مع عمرو عبدالجليل في فيلم بعنوان "الخميس اللي جاي"، وهو فيلم كوميدي يدور حول فكرة خيالية حول قصر مهجور يصيب كل من يدخله بلعنة.

شارك بيومي أيضاً مع محمد ثروت في بطولة فيلم "كارت شحن"، ويدور العمل حول شريف الموظف من الطبقة المتوسطة الذي يعيش حياة بسيطة مع عائلته الصغيرة حتى يظهر له رجل غامض يستغله مادياً من خلال التكنولوجيا الرقمية، ويتسبب له في عديد من المواقف غير المتوقعة.

 

 

وما زلنا مع بيومي فؤاد الذي شارك محمد ثروت أيضاً في فيلم بعنوان "اتنين للإيجار"، ويدور في إطار كوميدي حول عاطلين هما صفيحة وحمادة اللذان يبحثان عن فرصة عمل لكسب أي أموال بعد أن ضاقت بهما الحياة، ويفكران في عرض نفسيهما للإيجار لمن يدفع لهما كوسيلة لكسب الرزق.

ظاهرة صحية

تعلق الناقدة الفنية مروة يحيى على عودة السينما لإنتاج أفلام لنجوم كبار في العمر، "معدل الإنتاج السينمائي في هذه الفترة أصبح أفضل كثيراً من السنوات السابقة لأسباب عديدة، أهمها وجود منصات رقمية تريد إنعاش شاشاتها بأعمال متنوعة ولفئات مختلفة من الشباب إلى الكبار إلى السيدات إلى الأطفال، إضافة إلى رغبتها في تنوع الموضوعات والأفكار في الأعمال الفنية، لهذا يدرك صناع السينما أن عليهم الانفتاح والتغيير حتى يوفوا بمتطلبات المنصات، وكذلك شاشات العرض في الدول العربية التي لم تعد تطلب نجوماً بشخوصهم بل أن يشاهدوا أعمال نجوم غائبين ولهم شعبية ومكانة، وهو ما فتح باب الأمل أمام الجميع، وخلق فرصة كبيرة لعودة فنانين ونجوم كثيرين إلى السينما هذا العام والعامين الماضيين".

وتابعت، "نجوم الشباب يقدمون في الغالب فيلماً واحداً أو اثنين على أقصى تقدير كل عام، بما يستحيل معه الوفاء بمتطلبات دور العرض العربية وكذلك المنصات، وكل هذه الأسباب جعلت التنوع في الكيف والنجوم قبل الكم مطلباً أساسياً وإجبارياً أمام كل صناع السينما".

 

 

واختتمت، "في السينما العالمية ما زال النجوم الكبار يحظون بمكانة كبيرة ولهم أدوار تكتب خصيصاً في إنتاجات ضخمة، لكن للأسف لدينا معتقدات خطأ في السينما العربية، منها أن النجم عندما يكبر تنحسر أهميته ويخفت بريقه ولا يجذب الجمهور أو الإيرادات، باستثناء حال الفنان عادل إمام الذي ما زال الأهم بالنسبة إلى الجميع حتى الآن، على رغم إعلان اعتزاله".

حصر الاختيارات

الناقد الفني أحمد النجار يقول بدوره إن "عدد الأفلام في الماضي في مصر كان يصل لنحو 100 فيلم، وكان هناك تنوع كبير ووجود لنجوم كبار كأبطال على رغم وجود نجوم الشباب في كل عصر، لكن مع تقلص الإنتاج السينمائي اضطر الصناع لحصر الاختيارات في أولويات مضمونة تحقق إيرادات بشكل لا يحتمل المخاطرة، فانغلقت الدائرة على عدد معين من النجوم الشباب، وتحول الإنتاج إلى نوع واحد من السينما، واضطر الكبار للوجود في أدوار صغيرة أو مساندة فقط، لكن الأمور اختلفت كثيراً، وهناك مطالبات بعودة الكبار من أجل التنوع وأهمية المحتوى الذي يقدم في أفلامهم، وهناك شريحة كبيرة من الناس في أعمار أبعد من الشباب تتابع السينما حالياً، كما توجد فئة مهمة من مشاهدي المنصات، لذلك تحتم وجود أعمال مناسبة لهم، فظهرت أفلام الكبار في العامين الأخيرين، ومن المتوقع زيادة العدد مع زيادة المتطلبات في نوع وكم الأفلام".

اقرأ المزيد

المزيد من سينما