مستشفيات القدس شبه مهجورة بسبب إجراءات العزل الإسرائيلية

تحولت المستشفيات الفلسطينية في مدينة القدس إلى شبه مهجورة منذ بداية الحرب على قطاع غزة قبل نحو خمسة أشهر، بسبب منع السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من القطاع والضفة الغربية من دخول المدينة لا سيما في الأشهر الأولى من الحرب.

وفي ظل اعتماد الفلسطينيين من حملة الهوية المقدسية على المستشفيات والعيادات الإسرائيلية بسبب تأمينهم الصحي الإسرائيلي، فإن المستشفيات الفلسطينية في القدس تخدم بشكل أساس فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتوفر ستة مستشفيات فلسطينية تقع في مدينة القدس خدمات طبية تخصصية للفلسطينيين مثل علاج الأورام السرطانية والأعصاب وجراحة القلب والدماغ والعيون.

تجميد التصاريح

ولأن تلك التخصصات غير متوفرة في مستشفيات الضفة الغربية بالمستوى الكافي، فإن وزارة الصحة الفلسطينية تقوم بتحويل مرضى القلب والأورام والعيون والأعصاب والدماغ إلى مستشفيات القدس.

وأدى تجميد السلطات الإسرائيلية منح "تصاريح علاج" لفلسطينيي الضفة وقطاع غزة لدخول القدس إلى عدم وصول معظم المرضى إلى تلك المستشفيات خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى للحرب.

إلا أن تلك السلطات بدأت منذ أسابيع بمنح تصاريح علاج "بقيود مشددة" للمرضى الفلسطينيين، وفق معلومات "اندبندنت عربية".

وأكد مدير التحويلات الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية مهدي راشد، خفض عدد التحويلات الطبية إلى مستشفيات القدس الفلسطينية بسبب القيود الإسرائيلية المشددة، وخشية الفلسطينيين من دخول المدينة عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى صعوبة تنقلهم بين مدن وقرى الضفة.

وأشار راشد لـ"اندبندنت عربية" إلى أن نسبة الخفض بلغت 60 في المئة، مضيفاً أن نسبة الإشغال في مستشفيات القدس وصلت إلى 35 في المئة فقط.

ووفق راشد، فإن وزارة الصحة الفلسطينية لجأت إلى تحويل المرضى إلى مستشفيات الضفة الغربية بدل القدس.

وشدد راشد على أهمية استئناف التحويلات الطبية إلى مستشفيات القدس "خشية توقف خدماتها الطبية، ولكي تبقى صامدة كمؤسسات وطنية فلسطينية".

وبحسب راشد فإن المستشفيات الست تحتاج إلى مصاريف تشغيلية مرتفعة.

تخفيف القيود

وعلى رغم أن عدد المرضى ارتفع خلال الأسابيع الماضية في تلك المستشفيات مقارنة بالأشهر الأولى للحرب، فإنه شدد على أنه لم يصل إلى المعدل الاعتيادي.

وفيما يقدم مستشفى سان جون خدمات طبية متخصصة في أمراض العيون وجراحات دقيقة فيها، فإن مستشفى "الأوغستا فيكتوريا" (المطلع) يتخصص في علاج أمراض السرطان، في حين يتولى مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية القيام بعمليات جراحية في الدماغ والأعصاب.

ووفق مدير دائرة التنمية والمنح في مجموعة "سانت جون" للعيون ديفيد دحدل، فإن العمليات الجراحية في المستشفى انخفضت بنسبة 68 في المئة، فيما تدنى عدد الزيارات إلى العيادات الخارجية في المستشفى إلى 42 في المئة.

وأوضح دحدل لـ"اندبندنت عربية" أن المستشفى مستمر في تقديم خدماته، في ظل زيادة عدد المرضى الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية بسبب تخفيف القيود الإسرائيلية على الواصلين إلى القدس.

ويتوجه الفلسطينيون منذ عقود إلى مستشفى "المطلع" للعلاج من مرض السرطان.

وقال مدير مستشفى "أوغستا فكتوريا" (المطلع) في القدس فادي الأطرش إن 70 في المئة من المرضى يأتون من الضفة الغربية بما فيها القدس، فيما يأتي الـ30 في المئة الآخرين من قطاع غزة.

الدفعات المالية

وتابع الأطرش أن الخفض في عدد المرضى يزيد من الأزمة المالية التي تعانيها المستشفى حتى قبل الحرب الحالية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسلطة الفلسطينية.

ومع أن الأطرش أشار إلى أن القيود الإسرائيلية على دخول القدس، والحرب في قطاع غزة منعا من وصول المرضى إلى المستشفى، فإنه شدد على أن موظفي المستشفى من الضفة لم يتأثر وصولهم إليها.

وأضاف الأطرش أن الدفعات المالية من السلطة الفلسطينية للمستشفى "لا تصل كما يجب منذ سنوات طويلة".

ووفق الأطرش فإن مستشفى المطلع يستقبل نحو 10 آلاف مريض بالسرطان سنوياً.

وتعمل شبكة مستشفيات القدس التي تأسست عام 1997 على تنظيم العلاقة بين تلك المستشفيات، وتأمين الدعم المالي من دول العالم لها.

وتتكون الشبكة من ستة مستشفيات، وهي: مستشفى المطلع، ومستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، ومجموعة مستشفيات "سان جون" للعيون، ومستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومركز الأميرة بسمة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، ومستشفى "مار يوسف" (الفرنسي).