Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سايمون بيكر: الإخراج هو أكثر ما يشعرني بأنني على قيد الحياة

"هناك لحظات تتوق فيها إلى مزيد من التحكم الإبداعي لتكون أنت من يشكل السرد بدلاً من مجرد لعب دور فيه"

النجم الأسترالي كان حاضراً في مهرجان مراكش السينمائي (غيتي)

اشتهر بتجسيده شخصية باتريك جين في المسلسل الشهير "The Mentalist"، الممثل والمخرج الأسترالي سايمون بيكر كان في مراكش لحضور الدورة الـ 20 للمهرجان الدولي للسينما، وأثناء وجوده وكجزء من سلسلة "في محادثة مع"، قدّم بيكر خلاصة تجربته إلى عشاق السينما.

واكتسب بيكر شهرة على شاشة التلفزيون إلا أنه قدم أيضاً إسهامات كبيرة في السينما بأدوار ضمن أفلام ناجحة مثل "L.A Confidential"، و"The Ring"، و"The Devil Wears Prada"، و"I Give It a Year"، وأحدث أفلامه "Limbo"، والذي شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي العام الماضي.

ويمكن لاثنين من أبنائه أن يتفاخرا كون نيكول كيدمان ونعومي واتس كانتا عرابتين لهما، فمن التمثيل إلى الإخراج وتربية الأطفال يشارك أحد أشهر الممثلين الأستراليين في هوليوود قصته مع "اندبندنت عربية".

بيكر وعن سبب تحوله إلى الإخراج على رغم النجاح الكبير الذي حققه كممثل، قال إن التمثيل مهنة مرضية بشكل رائع، ولكن كممثل "فهناك لحظات تتوق فيها إلى مزيد من التحكم الإبداعي لتكون أنت من يشكل السرد بدلاً من مجرد لعب دور فيه، وهنا يأتي دور الإخراج فهو يوفر الفرصة للحصول على دور عملي أكثر في إضفاء الحيوية على القصة". وأضاف أن الأمر يتعلق "بتولي مسؤولية العملية الإبداعية بأكملها، بدءاً من تفسير النص وحتى العمل مع الممثلين وتنسيق العناصر الفنية، إذ إنه نوع مختلف من الإنجاز الذي يسمح بمزيد من التعبير الإبداعي".

النجم الأسترالي قال إن شخصاً مثله يزدهر بالتحفيز المستمر، فإن الإخراج هو "أكثر ما يشعرني بأنني على قيد الحياة".

ويردف بيكر، "بعد أن عملت على نطاق واسع في السينما والتلفزيون وقضاء وقت طويل في مواقع التصوير كممثل، بدا الإخراج تطوراً طبيعياً بالنسبة إلي، فلقد كنت دائماً مهتماً بعملية صناعة الأفلام وأنا لا أميل إلى وضع قيود على نفسي فيما أستطيع أو لا أستطيع فعله".

يذكر أن ابنة سايمون، ستيلا بيكر (30 سنة)، هي ممثلة أيضاً وشاركت في كثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعند سؤاله إن كان فخوراً بقرار ابنته خوض تجربة التمثيل قال سايمون، "كنت مرعوباً في الحقيقة، فمع أطفالك كل ما يمكنك تقديمه لهم هو إسداء النصيحة، لكن إذا فعلت ذلك عندما لا يُطلب منك فسيكون هذا مجرد كلام فارغ في الهواء، لكن إن تنحيت جانباً وسمحت لهم بخوض تجاربهم الخاصة من دون تدخل فمن المرجح أن يطلبوا تلك النصيحة من تلقاء أنفسهم".

وأضاف سايمون، "أتذكر بوضوح المحادثة التي أجريتها مع ابنتي بعد أن أدت دوراً في مسرحية جامعية وأعربت عن شغفها بالتمثيل وأن هذا هو ما تريد القيام به، وأرادت حينها أن تناقش الأمر معي كوالد، ومن الطبيعي أن ترغب في أن يتبع أطفالك شغفهم، ولقد أكدت باستمرار لأطفالي أن مسارهم المهني لا يعنيني طالما أنهم شغوفون به، سواء كانوا يطمحون إلى أن يصبحوا ممثلين أو يمارسون مهنة مثل السباكة، إنه الشيء نفسه بالنسبة إلي، ومع ذلك فقد حذرت ابنتي أيضاً من عدم اعتبار تجربتي نموذجاً يحتذى وإنما كحال فريدة، إذ إن النجاح في هذه الصناعة أمر غير شائع، فالنجاح يتطلب مزيجاً من الحظ ومعرفة نقاط قوتك وضعفك والاعتراف بها للتعامل مع النجاحات وكذلك النكسات، وقد تكون إدارة النجاح أمراً شاقاً مثل التعامل مع النكسات، إلا أنه غالباً ما يتجاهل هذا الأمر".

وعن طريقة تعامله مع الفروق الدقيقة ضمن الشخصيات التي يقوم بلعبها قال بيكر، "أقضي كثيراً من الوقت في التفكير، ولقد تعلمت بمرور الوقت التعامل مع الأمور بصورة أكثر موضوعية وأدركت أن كثيراً من عملي كممثل يتوازى مع أسلوبي في المهمات الروتينية الأخرى مثل قص العشب أو غسل الأطباق، وأثناء قيامي بهذه المهمات أجد نفسي أتأمل الشخصية، ليس فكرياً وحسب بل من خلال استيعاب جوهرها، إذ تتضمن كل شخصية عناصر مني، وكل ما في الأمر أنني أقوم بإظهار جوانب معينة بصوت أعلى قليلاً وأخفف من سمات أخرى، وتظهر أدلة حول الشخصية في جميع أنحاء النص وأظل متقبلاً لها، وفي النهاية أعتمد على غرائزي وخبراتي الخاصة كأدوات أساس لتجسيد الشخصية، وهذا هو نهجي".

وبالعودة لامتهانه الإخراج كان لا بد من مناقشة موضوع شغفه بالتمثيل وإن حدث، وإن فقد هذا الشغف في مرحلة ما، فاعترف بيكر أنه لطالما اختبر هذا الإحساس على الدوام، لكنه أضاف أن "هذا هو الحال مع أية مهنة، فهناك لحظات من النجاح وكذلك من خيبات الأمل، ومع ذلك فهذا جزء من التجربة وبخاصة في عالم الفن، إذ يتعايش الخلق والتدمير، وهذا التدمير يعزز النمو والتطور، وعندما تغيب هذه الديناميكية أجد نفسي أفقد الاهتمام والشغف".

بيكر، وكما ذكرنا آنفاً، كان مسلسل "The Mentalist" البوابة التي دخل منها إلى عالم الشهرة العالمية، وعند سؤاله عما إذا كان متأثراً بشخصية باتريك جين التي لعبها قال، "بالتأكيد لكن وبينما كانت التجربة رائعة في كثير من النواحي وعلمتني دروساً قيمة، إلا أنني شعرت بأنني مقيد، وتأتي لحظة تدرك فيها أن التوقعات من الشخصية تحد من استكشافك الإبداعي ويصبح الأمر خانقاً، فقد كنت أعلم أنه بمجرد تطور الشخصية بكل سماتها المتوقعة لن يكون هناك مجال كبير لمزيد من النمو، بخاصة وأن نجاح العرض اعتمد على الحفاظ على هذه الصيغة، لكن لأبقى منخرطاً بشكل إبداعي قمت بإخراج بعض حلقات المسلسل".

وأخيراً وعن مستوى النمطية التي قد تفرض عليه في هوليوود باعتباره أسترالياً قال بيكر إنه رفض كثيراً من الأدوار التي عرضت عليه في الأفلام الأميركية، لكنه أضاف "لم يكن قراراً متعمداً، لكن كلما واجهت تلك الشخصيات بدت مبالغاً فيها مثل الرسوم الكاريكاتورية، وشعرت أنني لا أستطيع تصوير تلك الأدوار بشكل أصيل، واعتقدت أن هناك دائماً شخصاً أكثر ملاءمة لها".

المزيد من سينما