Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن يستبعد هدنة في غزة قبل رمضان والمساعدات ستسلك طريق البحر

"ميكروفون مفتوح" يكشف عن تفاصيل محادثة بين الرئيس الأميركي ونتنياهو في شأن دخول مزيد من المساعدات إلى القطاع

ملخص

ظهر بايدن في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام أميركية وهو يتحدث إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ على هامش خطابه عن حال الاتحاد، وقال من دون أن يُدرك أنه أمام ميكروفون مفتوح، "يجب عليه أن يفهم"، في إشارة إلى نتنياهو.

فيما اضطرت الولايات المتحدة للانضمام إلى دول أخرى في إلقاء مساعدات من الجو على السكان المتضورين جوعاً في غزة بسبب شح المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع براً، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الجمعة أن التوصل لوقف موقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة بحلول شهر رمضان "يبدو أمراً صعباً".

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال عما إذا كان من الممكن التوصل إلى هدنة موقتة لوقف الحرب المستعرة منذ خمسة أشهر بحلول شهر رمضان إن "الأمر يبدو صعباً".

"ميكروفون مفتوح"

وأعلن بايدن الجمعة أنه يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشاً صريحاً مع نتنياهو في شأن الحرب في القطاع.

وجاءت تعليقات بايدن أثناء حديثه، الخميس، مع السيناتور الديمقراطي عن كولورادو، مايكل بينيت، في قاعة مجلس النواب الأميركي بواشنطن العاصمة، بعد خطاب حالة الاتحاد من دون أن يدرك أن الميكروفون الموجود ليس مغلقاً، وقد التقط ما يدور في هذه المحادثة الجانبية.

وبعد الخطاب مباشرة، وقف بايدن مع السيناتور بينيت، الذي أبلغه أنه زار إسرائيل أخيراً، وطلب من الرئيس مواصلة الضغط من أجل تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأجاب بايدن "لقد أخبرت بيبي (نتنياهو).. ولا تكرر هذا (داعياً السيناتور للحفاظ على سرية المحادثة)، وقلت ’أنا وأنت سنقوم باجتماع (القدوم إلى يسوع)‘"، في إشارة إلى مصطلح بالإنجليزية الأميركية، يتم استخدامه للإشارة إلى جدية اجتماع ما.

ورداً على سؤال لصحافيين حول ما إذا كان يتعين على نتنياهو بذل مزيد من الجهود للسماح بدخول مساعدات إنسانية إثر تعليقات، أجاب بايدن "نعم عليه ذلك".

والولايات المتحدة هي الداعم الرئيس لإسرائيل، لكن إدارة بايدن وجهت أخيراً الانتقادات الأكثر حدة للدولة العبرية منذ بدء الحرب في غزة، وشملت دعوة حكومة نتنياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة الذي تقول الأمم المتحدة إنه معرض لخطر المجاعة.

 

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً متزايدة على حليفتها إسرائيل التي تفرض منذ التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حصاراً "كاملاً" على القطاع ولا تسمح بإمداده سوى بكميات شحيحة من المساعدات. وتعمل الولايات المتحدة على إنزال إمدادات إغاثية بمظلات في القطاع منذ أسبوع.

وأعلن بايدن في خطابه عن حال الاتحاد الخميس أن القوات الأميركية ستنشئ ميناء موقتاً في غزة لنقل المساعدات الإنسانية بحراً إلى القطاع المحاصر.

وفي خضم حملة إعادة انتخابه، يواجه الرئيس الديمقراطي ضغوطاً من جزء من معسكره ومن اليسار لتشديد اللهجة تجاه إسرائيل.

وتصريحات بايدن التي سجلتها الصحافة الخميس على هامش خطابه ليست الأولى له، إذ فوجئ في مناسبات عدة بوجود ميكروفونات موضوعة حيث كان يعتقد أنه يدلي بتصريحات خاصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ممر بحري مرتقب بين قبرص وغزة

في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أمس عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة لنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني.

و"رحبت" إسرائيل بالممر الإنساني البحري من قبرص الواقعة على مسافة نحو 380 كيلومتراً من غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليئور حياة عبر منصة "إكس"، إن هذه المبادرة "ستتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقاً للمعايير الإسرائيلية".

وصرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بعد زيارة لميناء مدينة لارنكا بجنوب قبرص، "نحن قريبون جداً من فتح هذا الممر البحري، ونأمل في أن يحدث ذلك هذا الأحد".

وجاء في بيان مشترك للجهات المساهمة في الخطة أن "الوضع الإنساني في غزة كارثي... لهذا السبب، تعلن المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة اليوم عزمها على فتح ممر بحري لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية تشتد الحاجة إليها".

وعلى رغم اعترافهم بأن هذه العملية ستكون "معقدة"، أكد المساهمون تصميمهم على العمل من أجل "ضمان إيصال المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية".

ميناء غزة الموقت

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة إن منظومة الميناء الموقت التي تسعى واشنطن إلى إنشائها لتسريع إيصال المساعدات إلى غزة ستستغرق "ما يصل إلى 60 يوماً على الأرجح" وسيشارك فيها نحو 1000 جندي.

وقال الميجر جنرال بسلاح الجو باتريك رايدر المتحدث باسم البنتاغون إنه على رغم أن العملية العسكرية الأميركية الضخمة ستشمل جنوداً وبحارة، فإن الجيش الأميركي لن ينشر قوات على البر ولو بصورة موقتة للرسو على الشاطئ.

وذكر رايدر أن منظومة الميناء بمجرد تشغيلها ستسمح بإيصال نحو مليوني وجبة إلى سكان غزة يومياً.

ومقارنة بذلك الرقم، قدم الجيش الأميركي في المجمل نحو 124 ألف وجبة خلال أربع عمليات إسقاط جوي على مدى الأسبوع المنصرم. وذكر الجيش أن أحدث عملية إسقاط الجمعة جرى خلالها إيصال نحو 11500 وجبة.

ولم يتضح من سيؤمِّن موقع الهبوط لمنظومة الميناء، واكتفى رايدر بالقول إن واشنطن تعمل على وضع التفاصيل مع دول شريكة منها إسرائيل.

وقال المتحدث إنه لم يجر تقدير الكلفة بعد. وذكر أن واشنطن تجري محادثات أيضاً مع منظمات غير حكومية ومنظمات إغاثة والأمم المتحدة حول كيفية إيصال المساعدات.

"ضغوط" إسرائيلية على موظفي الأونروا

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) إن بعض موظفي الوكالة الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية في غزة أفادوا بأنهم تعرضوا لضغوط من السلطات الإسرائيلية ليصرحوا كذباً بأن الوكالة لها صلات بـ"حماس" وأن موظفين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.

وردت هذه الاتهامات في تقرير للأونروا بتاريخ فبراير (شباط) 2024 ويتضمن روايات لفلسطينيين بينهم موظفون بالأونروا عن تعرضهم لمعاملة سيئة في السجون الإسرائيلية، وفق وكالة "رويترز".

وقالت مديرة الاتصالات في الأونروا جوليت توما إن الوكالة تعتزم تسليم المعلومات الواردة في التقرير غير المنشور المؤلف من 11 صفحة إلى وكالات داخل وخارج الأمم المتحدة متخصصة في توثيق الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان.

وأضافت "عندما تنتهي الحرب، يجب أن تكون هناك سلسلة من التحقيقات للنظر في جميع انتهاكات حقوق الإنسان".

وجاء في التقرير أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عديداً من موظفي الأونروا الفلسطينيين وأن سوء المعاملة والانتهاكات التي قالوا إنهم تعرضوا لها شملت الضرب الجسدي المبرح والإيهام بالغرق والتهديدات بإيذاء أفراد الأسرة.

وجاء في التقرير أيضاً "أن موظفي الوكالة تعرضوا للتهديدات والإكراه من قبل السلطات الإسرائيلية أثناء احتجازهم، وتم الضغط عليهم للإدلاء بأقوال كاذبة ضد الوكالة، منها أن الوكالة لها صلات بحركة (حماس) وأن موظفي الأونروا شاركوا في الفظائع التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023".

ورفضت الأونروا طلباً للاطلاع على نصوص المقابلات التي أجرتها والتي تحتوي على اتهامات بالإدلاء باعترافات كاذبة بالإكراه.

كندا ستستأنف تمويل الأونروا

من جانبه، قال وزير المساعدات الدولية الكندي أحمد حسين الجمعة إن أوتاوا ستستأنف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لتصبح بذلك واحدة من أوائل الدول المانحة التي تعلن استئناف التمويل.

أعلنت كندا وقف التمويل في الـ26 من يناير (كانون الثاني) بعدما اتهمت إسرائيل بعض موظفي الأونروا بالاشتراك في هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر 2023.

وقال حسين في بيان "سترفع كندا الوقف الموقت لتمويل (الأونروا)"، من دون أن يحدد إطاراً زمنياً محدداً. وأضاف "تلعب الأونروا دوراً حيوياً في غزة".

وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الخميس أن أوتاوا تنتظر نتائج تحقيق داخلي تجريه الأمم المتحدة في المزاعم الإسرائيلية بأن 12 من موظفي الأونروا شاركوا في الهجمات التي قتل خلالها نحو 1200 شخص، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.

وأعلنت 16 دولة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا، وقف تمويلها إلى الأونروا. وقال حسين إن كندا راجعت التقرير الموقت لتحقيق الأمم المتحدة وتتطلع إلى النسخة النهائية.

باريس ومدريد تدينان خطط التوسع الاستيطاني

ودانت باريس ومدريد الجمعة خطط إسرائيل لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وما تشمله من بناء لوحدات سكنية جديدة، مطالبتين إسرائيل بالتراجع عن هذا القرار.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا تدين بأشد العبارات القرار الأخير الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية بالموافقة على خطط لبناء ما يقرب من 3500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات بالضفة الغربية".

ودعت باريس "الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع فوراً عن هذا القرار غير المقبول وغير القانوني وغير المسؤول"، وفق البيان المنشور على موقع الوزارة.

وأضافت أن "الاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية (...) انتهاك صارخ للقانون الدولي ويجب أن يتوقف"، داعية إلى تفكيك البؤر الاستيطانية "بلا تأخير".

من جهتها قالت وزارة الخارجية الإسبانية إن مدريد "تدين بشدة الموافقة على خطط توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ندعو إسرائيل إلى التراجع عن هذا الإجراء".

وأضافت "المستوطنات تنتهك القانون الدولي وتقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل قائم على أساس دولتين وتشكل عقبة أمام السلام".

وأعلن وزير إسرائيلي الأربعاء أن السلطات تمضي قدماً في مشروع لبناء نحو 3500 وحدة سكنية في الضفة الغربية. وأفادت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية بأن جهة رسمية قد وافقت على بناء 3426 وحدة سكنية في معاليه أدوميم وإفرات وكيدار.

وحذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة من أن إقامة وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكل "جريمة حرب" و"يمكن أن يقضي على أي إمكانية عملية" لقيام "دولة فلسطينية قابلة للحياة".

ويعيش حالياً أكثر من 490 ألف شخص في مستوطنات في الضفة الغربية تعتبر غير مشروعة بموجب القانون الدولي.

المزيد من متابعات