Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملامح تصعيد إسرائيلي على الجبهتين الشمالية والجنوبية

صادقت على عمليات قتالية جديدة في غزة وتلمح إلى التوغل في لبنان وتدرب جيشها على إمداد القوات تحت القصف

تواصل واشنطن ضغوطها للتوصل إلى صفقة أسرى تفضي بوقف للنار خلال شهر رمضان (أ ف ب)

ملخص

مع حلول شهر رمضان لا تبدو ملامح تهدئة قريبة من جانب إسرائيل، إذ صادقت على عمليات قتالية جديدة في غزة وتلمح إلى التوغل في لبنان كما تدرب الجيش على إمداد القوات تحت القصف

وجهت إسرائيل سهام حربها مع حلول شهر رمضان نحو جبهتي غزة ولبنان وفرضت أجواء تصعيد قريب في غزة بعد الإعلان عن المصادقة على نوعية العمليات القتالية الجديدة وفي مركزها التوغل في رفح وتجاه لبنان فرضت أجواءً حربية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد ساعات من تهديدات قائد المنطقة الشمال بالتوغل في لبنان عن إجراء تدريبات واسعة ونوعية لسيناريو شن حرب على لبنان وفي مركزها إمداد القوات العسكرية خلال قصف مكثف في أرض المعركة. وعقد "الكابينت" الحربي الإسرائيلي، اجتماعاً مساء أمس الأحد، لبحث التطورات على الجبهة الجنوبية وتجاه لبنان.

وفي ظل هذه الأجواء تتعمق الأزمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد أن وجه بايدن انتقاداً هو الأقسى، وفق إسرائيليين، منذ بداية "طوفان الأقصى"، بعد أن اعتبر نتنياهو يضر بإسرائيل أكثر ما ينفعها وهدد بأنه سيتوجه مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي وسيضطر إلى طرح مختلف القضايا على الكنيست بدلاً من حكومة نتنياهو.

من جهته، لم يتأخر نتنياهو كثيراً بالرد قائلاً إن الرئيس الأميركي "مخطئ في اعتقاده بأن سياستي لا تحظى بتأييد الإسرائيليين، لا أعرف بالضبط ما الذي كان يقصده الرئيس، ولكن إذا كان يعني أنني أتبع سياسات خاصة، ضد رغبة غالبية الإسرائيليين، وأن هذا يضر بمصالح إسرائيل، فهو مخطئ في كلتا الحالتين".

وتسود أجواء من التوتر والاحتدام الداخلي في إسرائيل مع عدم التوصل إلى أي تقدم في صفقة الأسرى، وصعدت عائلات الأسرى احتجاجاتها ضد الحكومة الإسرائيلية، وواصلت تظاهرات لتتسع مساء الأحد خلال عقد اجتماع "الكابينت" الحربي وحاول بعض أقارب الأسرى في غزة اختراق الحراسة أمام مبنى الاجتماع للوصول إلى غرفة الاجتماع.

المصادقة على خطط رفح

وكان رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي ومسؤولون من قيادة الجيش في منطقة الجنوب صادقوا على الخطط العسكرية لاستكمال القتال في غزة بينها التوغل في رفح وسط تهديدات متصاعدة من قبل الإسرائيليين بتعميق القتال في القطاع، وصولاً إلى رفح في حال لم يحدث أي تقدم في المفاوضات.

واعتبر وزير الخارجية يسرائيل كاتس اجتياح رفح عملية لا بد منها، وقال "لا علاقة لشهر رمضان بتنفيذ العمليات الحربية إذا اقتضت الحاجة، على سبيل المثال إذا لم نتوصل لصفقة تجلب تهدئة فسننفذ عملية رفح، واليوم نحن على استعداد لتنفيذ الاجتياح وتعميق العمليات في غزة".

وأضاف كاتس "من حيث نوعية العمليات وشدتها ستنفذ وفق تقديرات عسكريين وأمنيين، وإذا تطلب الأمر الآن إخلاء سكان رفح فنحن مستعدون وغير صحيح ما يتم تسريبه بوجود مسؤولين سياسيين وعسكريين يرفضون تنفيذ عملية رفح، المؤكد أننا لن نصل إلى وضع  يبقى (حماس) في رفح لأنه يعني وجودها في كل القطاع".

في المقابل تواصل واشنطن ضغوطها في محاولة للتوصل إلى صفقة أسرى تفضي بوقف للنار خلال شهر، وقد اجتمع رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس "السي آي أي" وليام بيرنز لبحث التطورات الأخيرة في مفاوضات صفقة الأسرى ضمن الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات في الأسبوع الأول من شهر رمضان ومنع تصعيد أمني في مختلف الجبهات.

وجاء في بيان لمكتب نتنياهو أن هذا اللقاء يأتي ضمن الجهود المبذولة لإعادة المخطوفين الإسرائيليين من غزة، وأضاف "في هذه المرحلة  لا تزال حركة (حماس)، مصرة على موقفها بأنها غير معنية بالصفقة، وتسعى جاهدة إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان فيما التعاون مع الوسطاء متواصلاً طوال الوقت في محاولة لتضييق الفجوات والدفع نحو التوصل إلى تفاهمات"، وفق البيان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن في مقابل هذا البيان صعد المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم على جبهتي الجنوب والشمال، وبعد تهديدات وزير الخارجية، يسرائيل كاتس توجه وزير الدفاع يوآف غالانت، في جولة بحرية مع قوات عسكرية قبالة شواطئ غزة ليتفقد ممرات الرصيف البحري المرتقب لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة عبر قبرص، معتبراً هذا الممر يسهم في تقويض حكم "حماس" في القطاع.

وبحسب مكتب وزارة الدفاع فإن الجولة "تهدف إلى تفقد الأعمال المخطط لها لإنشاء الممر البحري للمساعدات الإنسانية وعلى مسارات الإمداد المختلفة لتوزيع المساعدات التي ستصل إلى أهالي غزة".

وخلال جولته قال غالانت إن "هذه العملية تهدف إلى تقديم المساعدات مباشرة إلى السكان بالتنسيق مع الولايات المتحدة على الصعيدين الأمني ​​والإنساني، وبمساعدة الإمارات في الجانب المدني"، وأشار غالانت إلى أنه إضافة إلى عمليات التفتيش والفحص التي ستتم في قبرص، ستقوم إسرائيل بتوصيل البضائع التي تقدمها المنظمات الدولية بمساعدة أميركية".

تصعيد خطر

على الجبهة الشمالية تجاه لبنان، وصف مسؤولون عسكريون التطورات التي شهدتها المنطقة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة بأنها تعكس تصعيداً خطراً، واعتبروا احتمال التوجه إلى الحل العسكري بات أقرب من أي وقت سابق.

وكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش أوري غوردين قد لمح إلى احتمال شن هجوم قريب على لبنان، خلال اجتماع تقييم له مع مسؤولي الأمن في مختلف بلدات ومستوطنات الشمال، وقال خلال لقائهم إن الجيش الإسرائيلي يعزز استعداده لشن هجوم على لبنان بهدف تغيير الواقع الأمني في المنطقة الحدودية وإعادة السكان فيما المواجهات متصاعدة على طرفي الحدود.

وأضاف غوردين لمسؤولي الأمن "في تعاوننا معكم كمسؤولين عن ضمان أمن بلدات الشمال وحماية سكانها يمكننا الدفاع معاً عن سكان المنطقة ونحن نعزز بصورة مستمرة الاستعداد هنا من أجل شن هجوم على لبنان، فواجبنا، وأنا بصورة خاصة، تغيير الوضع الأمني الذي تشهده المنطقة حتى نتمكن من إعادة جميع سكان المنطقة المبعدين عنها".

وبعد ساعات من حديث غوردين أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراء تدريبات تحاكي عمليات إمداد لقواته خلال عملية اجتياح محتملة تتوغل خلالها في الأراضي اللبنانية.

وشاركت في هذه التدريبات قوات من سلاحي البر والجو بما يضمن تدريب الجيش على إمداد القوات المقاتلة بمختلف الاحتياجات من أسلحة ومعدات قتالية، وأيضاً احتياجات يومية، بخاصة في حال امتد القتال لأيام طويلة، وبحسب الجيش تم خلال التدريبات نقل مسطحات المعدات من بطن الطائرة إلى القوات المناورة في لبنان، ونقل الإمدادات براً إلى خط الجبهة، كما تم تدرب الجنود على نقل المعدات والمياه والوقود، وأنواع الذخيرة خلال حالة طوارئ، إلى القوات المناوِرة التي تخوض القتال على الجبهة الشمالية.

وشمل التمرين أيضاً تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها ونقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير