ريغان صاحب النكتة

مسألة عمر رئيس الولايات المتحدة طرحت للمرة الأولى على عهد رونالد ريغان الذي جلس إلى المكتب البيضاوي وله 69 سنة و349 يوماً، وغادره عن 77 سنة و349 يوماً. الرئيس دونالد ترمب كان أكبر من ريغان عندما أصبح رئيساً عن 70 سنة و220 يوماً. الرئيس الحالي جو بايدن ربح جولة العمر على الاثنين إذ دخل إلى البيت الأبيض وله 78 سنة و61 يوماً، وكان عمر دخوله أكبر من عمر ريغان عند نهاية ولايته. 

تشهد الولايات المتحدة حالياً نمواً اقتصادياً ملحوظاً لكن الشعب لا يقرأ الأرقام ويتندر على تأتأة بايدن وشروده (أ ب)

إذا فاز بايدن في الولاية الثانية سيكون عمره 82 سنة ونحو شهرين، وإذا أمدّ الله بعمره سيغادر عن 86 سنة و"لا أب له يسأمِ" على قول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى. إذا فاز ترمب على بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل سيقارب 79 سنة. ريغان يعتبر من أكثر الرؤساء شعبية وعهده يحظى بتقدير كبير، لكن بايدن يفتقر إلى كاريزما ريغان الآتي من هوليوود إلى السياسة. 

الرئيس دونالد ترمب كان أكبر من ريغان عندما أصبح رئيساً (أ ب)​​​​​​​

تشهد الولايات المتحدة حالياً نمواً اقتصادياً ملحوظاً، لكن الشعب لا يقرأ الأرقام ويتندر على تأتأة بايدن وشروده وتعثره على سلم طائرة (Air Force 1). ريغان تغدّى الرأي العام قبل أن يتعشوه، وفي كثير من إطلالاته كأنك تشاهد فقرة "ستاند آب" كوميدي. عن عمره كان يردد "لقد احتفلت للمرة التاسعة والثلاثين بعيد ميلادي الثامن والثلاثين"، اجمع الرقمين يتبين أن عمره 77 سنة. 

يُنظر إلى ريغان بأنه أول من دق المسمار في نعش الاتحاد السوفياتي لمواقفه المتشددة ولمشروعه العسكري الطموح الذي عُرف بـ"حرب النجوم"، في حين أن بايدن يتخبط مع وريث الكرملين الجديد فلاديمير بوتين، ولا يجد طريقة لكبح جماحه في أوكرانيا. بالنكات أيضاً دق ريغان الأسافين في سمعة السوفيات والشيوعية بشكل عام. كلما وجد سانحة بدأ بنكتة أو أنهى بنكتة. 

غورباتشوف والرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان (رويترز)

في إحدى المرات قال: "مواطن من موسكو جمع كل ما لديه من مال وذهب ليشتري سيارة، بعد أخذ ورد قال له البائع، حسناً تعود لتستلم سيارتك بعد 10 سنوات. المواطن سأل، هل أعود قبل الظهر أو بعد الظهر؟ تعجب البائع سائلاً، وما الفرق إذا أتيت بعد 10 سنوات قبل الظهر أو بعده؟ فأجابه المواطن، قبل الظهر سيأتي السبّاك". لم يوفر ريغان زميله مخائيل غورباتشوف الذي على عهده انتهى الاتحاد السوفياتي، وكان يورد هذه النكتة عنه: "أصدر غورباتشوف أمراً صارماً بمعاقبة كل من يخالف قانون المرور ويتخطى السرعة المحددة. 

في أحد الأيام تأخر غورباتشوف عن الوصول إلى مكتبه في الكرملين، وأمر السائق بأن يقود السيارة بسرعة جنونية. خاف السائق فتفهم غورباتشوف الموقف وقال له، أنا سأقود السيارة وأنت اجلس إلى جانبي. طار غورباتشوف بالسيارة ولسوء حظه طارده شرطيان على دراجتيهما الناريتين. أوقف الرئيس الروسي السيارة وتقدم منه أحد الشرطيَين ثم تراجع إلى الخلف مذهولاً، فسأله زميله، هل حررت بحقه مخالفة؟ قال، كلا إنه شخص من الطبقة العليا، فسأله مجدداً، ومن هو هذا الشخص المرموق؟ فأجاب، لا أعلم ولكن سائقه هو الرئيس غورباتشوف بنفسه". ومن ألذع ما قال عن الشيوعية هذه النكتة: "مواطنة سألت ليونيد برجينيف، سيدي الرئيس من اخترع الشيوعية رجال السياسة أم العلماء؟ قال، رجال السياسة، فأجابت متمتمة، هذا ما توقعته لو كانوا العلماء لاختبروها قبلاً على الفئران".