Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤثر الحظر الأميركي لـ"تيك توك" في الشركات البريطانية؟

المنصة أسهمت بملياري دولار في اقتصاد المملكة المتحدة وخلقت 32 ألف وظيفة

تضغط الولايات المتحدة لسن تشريعات لحظر الملكية الصينية لتطبيق الوسائط الاجتماعية (رويترز)

ملخص

توقع مستشار وسائل التواصل الاجتماعي البريطاني أن يدفع الحظر المفروض على التطبيق المعلنين إلى "يوتيوب" و"إنستغرام"

يقدر عدد الشركات البريطانية التي تمتلك حساباً على تطبيق "تيك توك" بنحو 1.5 مليون شركة تستخدم المنصة لبناء الملف الشخصي وإجراء مبيعات مباشرة من خلال سوق "تيك توك شوب" في حين يبني المؤثرون والموسيقيون والفنانون وغيرهم أعمالاً تجارية على المنصة، ووصلت أعدادهم إلى 20 مليون مستخدم في بريطانيا ومئات الملايين في أماكن أخرى.

وفي العام الماضي قدر بحث أجرته شركة "أكسفورد إيكونوميكس"، بتكليف من "تيك توك"، أن المنصة أسهمت بمبلغ 1.6 مليار جنيه استرليني (ملياري دولار) في اقتصاد بريطانيا في عام 2022، مع دعم 32 ألف وظيفة.

وفي لندن يبلغ عدد القوى العاملة في "تيك توك" الآن أكثر من 2000 شخص، لذلك، فإن الأخبار الواردة من واشنطن العاصمة الأسبوع الماضي حول الحظر الأميركي المحتمل على التطبيق يمكن أن يكون لها في نهاية المطاف تأثير زلزالي، إذا ضغط على وستمنستر لتحذو حذوها، كما يتوقع كثر.

كان تطبيق "تيك توك" المعروف لمستخدمي بريطانيا والولايات المتحدة يسمى في الأصل بـ"ميوزيكال دوت أل واي" وتأسس من قبل رائدي الأعمال الصينيين في مجال التكنولوجيا أليكس تشو ولويس يانغ في عام 2014، وسرعان ما اكتسب متابعون كثر من بين المراهقين، الذين استخدموه لإنشاء مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يرقصون ويتزامنون مع أغانيهم المفضلة.

وبحلول عام 2016، جذب "تيك توك" انتباه مارك زوكربيرغ، رئيس "ميتا" المالك لـ"فيسبوك" و"إنستغرام"، وتقول القصة إن زوكربيرغ حاول شراءه، على أمل الحصول على جسر مهم للوصول إلى السوق الصينية، لكن طلبه رفض.

وفي العام التالي، عندما اشترت شركة تكنولوجيا صينية تدعى "بايت دانس"، "ميوزيكال دوت أل واي" مقابل مليار دولار وأعادت تسميتها "تيك توك"، تحول التطبيق من كونه هدفاً للاستحواذ إلى منافس يجب إيقافه لشركة "ميتا".

وبحلول ذلك الوقت، كان زوكربيرغ قد أضاف نائب رئيس وزراء بريطانيا السابق، السير نيك كليغ، وهو أحد جماعات الضغط الذكية، إلى فريقه الأعلى، وبدأت الحملة المناهضة لـ"تيك توك".

ترمب وبايدن و"تيك توك"

ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، حضر زوكربيرغ عشاءً خاصاً مع دونالد ترمب في البيت الأبيض في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، إذ حذر الرئيس آنذاك من أخطار شركات التكنولوجيا المملوكة للصين. وتزايدت المخاوف في المؤسسة السياسية الأميركية من أن الحكومة الصينية يمكن أن تستخدم "تيك توك" للوصول إلى بيانات المواطنين الأميركيين.

وتلا ذلك تحقيق أجرته الحكومة الأميركية في استحواذ "بايت دانس" على "تيك توك" عام 2017، وحاول ترمب إجبار المالك الصيني على بيعه لشركة أميركية قبل انتهاء فترة ولايته كرئيس، لكن هذه الجهود فشلت، ومن ثم وقعت "تيك توك" لاحقاً شراكة مع شركة التكنولوجيا الأميركية "أوراكل" لتخزين بياناتها الأميركية.

ولم يكن هذا كافياً لتهدئة المخاوف السياسية في الولايات المتحدة، وكما هي الحال في بريطانيا، منع عديد من الهيئات العامة والوكالات الحكومية الموظفين من استخدام "تيك توك" على هواتف عملهم.

وفي الوقت نفسه، كان هناك مشروع قانون يسمى قانون حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة للرقابة الأجنبية يشق طريقه عبر العاصمة، وفي الأسبوع الماضي، أقر مجلس النواب مشروع القانون، المصمم لإجبار "بايت دانس" على بيع "تيك توك" أو مواجهة حظر أميركي. ويبدو أن تمريره في مجلس الشيوخ أمر غير مؤكد على الإطلاق، وقد يتوقف أيضاً على نتيجة الانتخابات الرئاسية هذا الخريف، وأشار جو بايدن إلى أنه سيدعم ذلك، لكن ترمب ذهب إلى دائرة كاملة - فهو الآن ضد الحظر، الذي يعتقد أنه "سيضاعف" أعمال "ميتا".

وتمتلك "تيك توك" مقراً عالمياً في كل من سنغافورة، ويوجد مقر رئيسها التنفيذي "شو زي تشيو" في لوس أنجليس، بينما يقع مقر مالكها "بايت دانس" في بكين، حيث تدير هناك تطبيقاً مشابهاً للصين فقط يسمى "داوين".

أصبحت الشركة بهدوء أيضاً عملاقاً في قطاع التكنولوجيا في لندن، إذ فكرت سابقاً في نقل مقرها العالمي، مما أثار احتجاجاً سياسياً في المملكة المتحدة.

وبعد البدء مع بضع عشرات من الموظفين في مساحة مكتبية مشتركة في منطقة هولبورن بوسط لندن، أصبح لدى "تيك توك" اليوم أكثر من 2000 موظف في بريطانيا، يعملون عبر الأقسام بما في ذلك التجارة الإلكترونية ومبيعات الإعلانات وتطوير التكنولوجيا، ويقع مقرها الرئيس حالياً في كاليدسكوب، وهو مكتب حديث مساحته 88.500 قدم مربعة فوق محطة فارينغدون إيست كروسريل، ولديها خطط للتوسع بصورة أكبر في مبنى فيردانت الذي تبلغ مساحته 140 ألف قدم مربعة، والذي يقع أيضاً في فارينغدون على حدود مدينة لندن، في وقت لاحق من هذا العام.

وتهيمن على المدخل شاشة كبيرة فوق مكتب الاستقبال تعرض مقاطع فيديو "تيك توك"، ويمكن للموظفين مساعدة أنفسهم في الحصول على وجبات خفيفة ومشروبات ساخنة ووجبات غداء مجانية في قاعة الطعام الفسيحة، التي تضم مزيداً من الشاشات الكبيرة، ويطل التراس الموجود على السطح على سوق سميثفيلد وكاتدرائية القديس بولس القريبة.

بيئة العمل في "تيك توك"

وكان موظفو" تيك توك" السابقون الذين اتصلت بهم صحيفة "صنداي تايمز" إيجابيين إلى حد كبير في وصف تجربتهم مع الشركة. ومثل شركات التواصل الاجتماعي الأخرى، تدفع "تيك توك" راتباً جيداً، على رغم أن البعض تحدث عن ثقافة ساعات العمل الطويلة، وغالباً ما ترتبط شركات التكنولوجيا الصينية بجدول "996"، إذ يعمل الأشخاص من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً ستة أيام في الأسبوع، وفي حين لا يوجد ما يشير إلى أن العمال في بريطانيا كانوا يحافظون على هذه الساعات، فقد قيل إن الأجواء كانت صعبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 2022، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" قصصاً تكشف عما وصفته بممارسات العمل "السامة" في المقر الرئيس لشركة "تيك توك" في لندن. وذكرت الصحيفة أن جوشوا ما، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة "بايت دانس"، والذي أصبح رئيساً للتجارة الإلكترونية في بريطانيا، حضر حفل عشاء في لندن وأخبر الموظفين أنه "رأسمالي"، وأنه لا يعتقد أن الشركات يجب أن تقدم إجازة أمومة. وقالت الصحيفة إنه ترك منصبه في ما بعد، وذكرت أيضاً أنه كان هناك معدل دوران مرتفع للموظفين في بعض الإدارات، وزعمت أيضاً أن الشركة أعدت "قائمة قتل" للموظفين الذين أراد رؤساؤهم تركهم.

وقال أحد المطلعين السابقين على "تيك توك"، الذي استمتع بوقته في الشركة، لصحيفة "صنداي تايمز"، إن هناك كثيرين من الموظفين الساخطين الذين لديهم مشكلات لتسويتها". وأضافوا أن "(تيك توك) ليس للجميع، وهم يتوقعون الكثير، لذا يجب أن تكون قادراً على العمل الجاد والتنفيذ ومعرفة ما تفعله، وهو ليس مكاناً حساساً للغاية للموظفين". وأضاف أنه في حين أن شركات التكنولوجيا الأميركية تعامل موظفيها كما لو كانوا "من الصفوة"، فإن "تيك توك" لديه "ثقافة صينية أكثر بكثير". وتابع "أنت محظوظ لأنك تعمل هناك، وإذا كنت لا ترغب في ذلك، فسيفعل ذلك شخص آخر".

بريطانيا وموقف مماثل

تشعر شركات مثل شركة الأسهم الخاصة الأميركية "جنرال أتلنتيك" ومجموعة "ساسكيوهانا إنترناشيونال غروب"، بالقلق من أن مشروع القانون الأميركي قد يخفض قيمة أصولهم، وسط توقعات أن يؤدي الحظر الأميركي إلى قيام دول أخرى، بما في ذلك بريطانيا، باتخاذ إجراءات مماثلة.

قد يكون هذا عزاءً ضئيلاً لعديد من أصحاب النفوذ والشركات، في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبريطانيا وخارجها، الذين استثمروا الوقت والطاقة في بناء وجودهم على "تيك توك" على مدى السنوات الخمس الماضية.

من جانبه توقع مستشار وسائل التواصل الاجتماعي البريطاني، مات نافارا أن يدفع الحظر المفروض على التطبيق المستخدمين والمعلنين إلى منصات منافسة، مثل "يوتيوب"، و"إنستغرام"، وكلاهما استثمر في خيارات الفيديو القصيرة الخاصة بهما، أما بالنسبة لمنشئي المحتوى المشاركين والشركات التي استثمرت في جماهير "تيك توك"، فينبغي أن يفكروا في تأسيس وجود لهم على منصات أخرى.

اقرأ المزيد