Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوميدي جزائري يثير سجالا بعروضه في المغرب

عبدالقادر السيكتور يقوم بجولة فنية في المدن خلال رمضان وسط جدل على وسائل التواصل الاجتماعي

الفنان الكوميدي الجزائري الشهير عبد القادر السيكتور (صفحة الفنان - فيسبوك)

ملخص

يقوم الفنان الكوميدي الجزائري عبد القادر السكتور بجولة فنية على عدد من المدن المغربية مقدماً عروضاً مسرحية هزلية. وقد انقسم الجمهور المغربي حوله، بين مرحبين به ورافضين له، بسبب الأزمة السياسية.

في جولة رمضانية يقوم الفنان الكوميدي الجزائري عبدالقادر السيكتور بعرض عمله الجديد "مرحبا" في مجموعة من المدن المغربية، انطلاقاً من وجدة الواقعة شرق البلاد، وهي المدينة الأقرب إلى الجزائر، مروراً بطنجة والرباط والدار البيضاء ومراكش، واللافت أن عدداً كبيراً من الحسابات والصفحات على مواقع التواصل في المغرب تدعو إلى مقاطعة عروض السيكتور، في سياق المشاحنات التي تعرفها هذه الفضاءات الإلكترونية بشكل مستمر بين روادها من كلا البلدين، كلما تعلق الأمر بتظاهرات فنية أو رياضية تمثل الجارتين، فضلاً عن الحزازات التي يثيرها الإعلام ويغذيها بعض الأفراد والجهات لأسباب سياسية.

وفي المقابل يعمل فنانون ومثقفون وإعلاميون ونشطاء في شكل دؤوب على إذابة الجليد السياسي والانتصار لقيم الإخاء والجوار والتفاعل الإيجابي، فمثلما يطرب الجزائريون لنعيمة سميح وعبدالهادي بلخياط وعبدالوهاب الدكالي وناس الغيوان، يطرب المغاربة لوردة ومحمد العنقة ورابح درياسة والشاب خالد، ومثلما يقرأ الجزائريون لمحمد شكري ومحمد زفزاف وعبدالكبير الخطيبي وفاطمة المرنيسي ومحمد عابد الجابري، يقرأ المغاربة لمحمد ديب وكاتب ياسين والطاهر وطار وآسيا جبار ورشيد بوجدرة.

وقد سبق للسيكتور أن قدم عروضه الكوميدية في عدد من مدن المغرب بجهاته الأربع، وحظي بترحاب وحفاوة كبيرين من الجمهور المغربي، بل إنه يعتبر أشهر كوميدي جزائري في المغرب، وقد كان ضيفاً لعدد من البرامج الإعلامية في القنوات المغربية، بل إنه كان ممثلاً في الدراما المغربية وشارك في تظاهرات كبرى في المغرب وفي فرنسا مع كبار الكوميديين المغاربة أمثال حسن الفد وجمال دبوز، ومن جهته أعرب السيكتور في مناسبات عدة عن حبه للمغرب واعتزازه بما يحظى به من تقدير من لدن الجمهور فيه.

إشراك الجمهور في العرض

ويندرج عرض الفنان الجزائري "مرحبا" الذي قدمه السيكتور في فرنسا وبلجيكا وكندا ضمن الأداء الفردي "وان مان شو"، إذ ينطلق من تفاصيل صغيرة تخص الحياة الاجتماعية للناس ليقدمها في طابع كوميدي لا يخلو من النقد. ويطرح السيكتور في عروضه مواضيع عدة مثل الهجرة والدراسة والشباب والعمل والزواج والعادات وانشغالات الناس وأعباء الحياة اليومية، واللافت أنه غالبا ما يعقد مقارنات بين الحياة في أوروبا وشمال أفريقيا وهو الذي يعيش متنقلا بين الضفتين، فينحاز أحيانا إلى مظاهر الحداثة الغربية وينتصر في أحيان أخرى إلى أصالة التقاليد العربية والأمازيغية، وفي كثير من الأحيان ينطلق من طفولته ومن تجاربه ومن مواقف طريفة ليحولها إلى مشاهد حافلة بالسخرية الذاتية.

ويمزج الفنان بين اللهجة الجزائرية والفرنسية في خلق حوارات مبنية على المفارقة ويتوجه بأعماله في الغالب إلى جمهور البلدان المغاربية وجالية هذه البلدان في أوروبا وأمريكا، وتحظى عروضه بإقبال كبير وتفاعل آني يخلقه الجمهور معه، لذلك يرتجل في أدائه كلما تدخل أحد المتفرجين في العرض.

وإذا كان تقنيو الإضاءة قد اعتادوا على إطفاء الأضواء المسلطة داخل القاعة على الجمهور وتركيز الضوء على الكوميدي من أجل التركيز على عمله، وتفادياً لأي تشويش بصري يقع داخل القاعة، فإن السيكتور يفضل أن يبقى فضاء الجمهور مضاء كي يرى تعابير المتفرجين ويتفاعل معهم، فهو لا يخاف من ردود أفعال الجمهور بل يستند إليها في توجيه العرض وتطعيمه وتعديله، فغايته هي أن يظل الضحك مستمراً طوال العرض، والشيء الوحيد الذي يخشاه ويعمل على تفاديه هو أن يقع جمهوره في الملل.

الكوميديا العائلية

ولد عبدالقادر السيكتور عام 1965 في مدينة غزوات التابعة لولاية تلمسان والقريبة من الحدود الجزائرية – المغربية، وتربى في بيت عائلي يغصّ بعدد كبير من الأفراد بحكم زواج والده من ثلاث نساء، ولم يلج عالم الكوميديا بسهولة، فقد غادر المدرسة باكرا منذ المرحلة الإعدادية بسبب ظروف اجتماعية، وتقلب منذ شبابه في مهن صغيرة من الحلاقة إلى حراسة السيارات إلى العمل في سوق الخردوات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد عاش حياة شعبية تتداخل فيها العلاقات الاجتماعية بشكل كبير ما بين جيران وعائلة، وكان هذا الأسلوب في العيش سبباً مهماً في لجوئه إلى الكوميديا، فقد كانت الحياة الشعبية في مدينته غزوات عنصراً مهماً يستلهم منه موضوعاته، وكان سكان الحي جمهوره الأول إذ اعتاد على الجلوس معهم في الأماسي من أجل تقديم محكيات طريفة، إضافة إلى تقديمه فواصل كوميدية في أعراس المدينة، مما دفع بعض محبيه إلى تصويره في هذه المقاطع وتداولها على نطاق محدود نهاية التسعينيات، قبل أن تبث في موقعي الفيديوهات "ديلي موشن" أولاً، ثم "يوتيوب" مع بداية الألفية الجديدة.

وستكون هذه المقاطع المصورة التي كان يؤدي فيها الفنان الجزائري عروضه العفوية سبباً في حضوره وانتشاره خارج مدينته وخارج الجزائر، إذ أصبح السيكتور اسماً مطلوباً على مدار العام في مسارح البلدان المغاربية وفي فرنسا وبلجيكا وهولندا وكندا وغيرها.

ولا ينتمي جمهور السيكتور إلى فئة عمرية معينة، إذ يحضر لعروضه الأطفال والشباب والكهول والشيوخ من كلا الجنسين، لذلك انحاز باكراً إلى الكوميديا العائلية متفادياً أية كلمة أو إشارة قد تجرح هذا الاعتبار، مما شجع العائلات على حضور حفلاته من دون تحفظ مسبق.

وتقوم عروض السيكتور على تقشف كبير في السينوغرافيا، فالشيء الوحيد الذي يظهر على الخشبة رفقة الممثل يكون في الغالب الكرسي، ولذلك يبذل الفنان جهداً كبيراً في الحفاظ على تفاعل الجمهور طوال العرض، خصوصاً ألا شيء على الخشبة سيشغلهم عن النظر إليه، وهو يعرف أن موهبته هي الحل لذلك يشتغل على سيناريوهات لا تنتهي بالضحك فقط، بل تحمل في طياتها رسائل وأفكاراً وتشكل أرضيات للنقاش. ولا يقوم عبدالقادر بتصريف أيديولوجيات وخطابات منبرية كبرى، بل يعرف أن وظيفة الفنان هي أن ينبه الناس إلى أنفسهم وأن يلفت انتباههم إلى أشياء صغيرة قد يعميهم عنها تراكم انشغالاتهم اليومية.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون