Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سليل عائلة كينيدي بيضة قبان محتملة في السباق الرئاسي

إن آراء روبرت كينيدي جونيور "المتطرفة" حول اللقاح قد تكون دفعاً لأي من بايدن أو ترمب، وهو قادر في هذه المرحلة على أن يرجح كفة أحدهما على الآخر في الانتخابات، لكن أي الرجلين يملك نصيباً أكبر بالفوز؟

تبرأت عائلة كينيدي تقريباً من كل ما يتعلق بحملة روبرت كينيدي جونيور في الانتخابات (غيتي/ مكتبة ومتحف جون إف. كينيدي الرئاسي/ أيستوك)

ملخص

المرشح المستقل روبرت أف كينيدي جونيور يمتلك أوراقاً قادرة على ترجيح كلا المرشحين الكبار ترمب أو بايدن

هل يعقل أن يشهد شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولأول مرة منذ 64 عاماً، انتخاب سليل إحدى أشهر العائلات في تاريخ السياسة الأميركية رئيساً للبلاد؟ أمن الممكن أن يكتب حفيد من نسل السفير الأميركي لدى بلاط سانت جيمس الملكي، أي في الديوان الملكي في المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، فصلاً جديداً في تاريخ عائلة كينيدي؟  

بعد هذه المقدمة الرنانة، دعوني أحطم تساؤلي المبالغ فيه: فالإجابة هي كلا. إنما يمكن أن يلعب فرد من آل كينيدي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في نوفمبر كمرشح مستقل دوراً حاسماً في هوية الشخص الذي سيفوز بالبيت الأبيض.

كان روبرت فرانسيس كينيدي جونيور في عامه التاسع عندما اغتيل عمه، جون أف كينيدي، الرئيس الأميركي الـ35. وعندما بلغ الـ14 من عمره عام 1968، لقي والده المصير نفسه أثناء سعيه للحصول على ترشيح الحزب لانتخابات الرئيس الـ37 للبلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ربما تخلصت أميركا من العائلة الملكية البريطانية عندما أعلنت استقلالها، لكنها لم تتخل كلياً بعد عن سياسات الأسر الحاكمة. ولهذا السبب، عندما تظهر كنية "كينيدي" ضمن لائحة المرشحين الرئاسيين، من الصعب أن يتغاضى المرء عن الموضوع.

لكن روبرت أف كينيدي جونيور لم يرث سياسات والده. بل في الواقع، تبرأت عائلة كينيدي تقريباً من كل ما يتعلق بحملته الانتخابية، في حين يعتبر اسم كينيدي مرادفاً لسياسات الحزب الديمقراطي الليبرالية، فهذه النسخة من العائلة غارقة في سياسات نظريات المؤامرة التي تحيكها حركة مناهضة اللقاحات التي كبر حجمها كثيراً في الولايات المتحدة منذ الجائحة.

وهذا الأسبوع، أعلن روبرت جونيور عن اسم نائبه وشريكته في الانتخابات. قد لا تملك نيكول شاناهان اسماً لافتاً مثل كينيدي، لكنها تمثل خياراً ذكياً على الأرجح. فالسيدة البالغة من العمر 38 سنة محامية متألقة ورائدة أعمال في مجال التكنولوجيا تعمل في وادي السيليكون. صحيح أنها تفتقر إلى الخبرة السياسية لكنها ستضيف روحاً شبابية إلى بطاقة ترشحه، وأنها كانت متزوجة من سيرغي برين أحد مؤسسي "غوغل". أي إنها بصريح العبارة، فاحشة الثراء. 

ولا بد لنا هنا من طرح سؤال شبيه بطروحات السيدة ميرتون في برنامجها الفكاهي [برنامج تلفزيوني بريطاني ساخر من التسعينيات]: ما أول ما جذبك إلى صاحبة المليارات نيكول شاناهان التي يمكنها أن تتكفل بجميع المصاريف ودفعك لضمها إلى بطاقة ترشحك؟ ليست الأفكار محرك السياسة في الولايات المتحدة. بل ميزتها الأكبر هي المال، أو الأصح، مال قارون.

سوف تسهم إمكاناتها المالية الضخمة في تمويل البنية التحتية التنظيمية التي ستساعد كينيدي في وضع اسمه على قائمة المرشحين في 50 ولاية. وأسهمت بالفعل في تمويل دعاية تلفزيونية أذيعت خلال مباريات بطولة كرة القدم الأميركية، السوبر بول، الشهر الماضي، أعادت استخدام الدعاية الانتخابية التي صورها جون أف كينيدي عام 1960، مع ما رافقها من موسيقى مرحة، وهي محاولة غير خفية لكي يلعب على وتر شعبية عمه الراحل. لكنه أدرك لاحقاً ضرورة تقديمه اعتذاراً إلى عائلته عن هذا التصرف.

وما يخيفهم أمران: أولاً، الآراء التي يعبر عنها وثانياً الضرر الذي قد يلحقه بمحاولة جو بايدن الفوز بولاية ثانية. فلننظر إذن إلى النقطتين، كل على حدة.  

إن الرجل متطرف في آرائه المتعلقة باللقاحات، وهو على هذا المنوال منذ 20 عاماً. وصف التدابير الصحية المرتبطة بالجائحة بأنها "فاشية" لم يشهد لها مثيلاً "حتى في ألمانيا تحت حكم هتلر". وزعم بأن لقاحات "كوفيد-19" غير ناجعة في أوساط الأطفال السود بسبب أجهزتهم المناعية "الخارقة". وقد صعق كثيرون بهذه التصريحات التي اعتبروا أنها قائمة على افتراضات فيها عنصرية شديدة.

كما ادعى أن المرض صمم لاستهداف البيض لكن اليهود الأشكناز محصنون منه، وهو تصريح رأى كثيرون أنه ينم عن معاداة حادة للسامية. وانضمت شاناهان نفسها إلى هذه القافلة أيضاً، فاعتبرت أن "الأدوية" مثل الوصفات الطبية واللقاحات ربما تسهم في ارتفاع معدلات التوحد لدى الأطفال.

لكن كينيدي نشط كذلك في مجال البيئة، وقد تستقطب بعض سياساته دعم الديمقراطيين، وأن اسمه وحده لديه ثقل كبير بين الديمقراطيين. فهل يصيب معسكر بايدن في قلقه؟ الإجابة عن السؤال هي "نعم، ولكن".

"لكن" لأن أكبر المشككين في لقاحات "كوفيد" هم من بين الناخبين الجمهوريين. ونوع نظرات المؤامرة التي يطرحها تستقطب كثيرين من جماعة ترمب. في عام 2021، فاز الجمهوري غلين يونغكين بمقعد حاكم ولاية فيرجينيا. قبل أيام من توجه ناخبي فيرجينيا إلى صناديق الاقتراع، أظهر استطلاع للرأي تقدم المرشح الديمقراطي في أوساط 70 في المئة من سكان الولاية الذين تلقوا اللقاح. لكن بعد التصويت نفسه، خسر المرشح الديمقراطي. والتفسير الوحيد لهذه الخسارة هو أن 100 في المئة تقريباً من الذين لم يتلقوا اللقاح دعموا يونغكين.

ولا تقدم استطلاعات الرأي موقفاً حاسماً في حال روبرت أف كينيدي جونيور. في البداية، أظهرت الأدلة أن بايدن قد يستفيد فعلياً من ترشح كينيدي كمستقل. والآن تشير الأرقام إلى أن ترشحه ربما- ربما- يعزز فرص ترمب.

إنما من المؤكد أنه سيكون عاملاً مخرباً. تعتزم الناشطة البيئية جيل ستاين الترشح مجدداً، ويعتقد كثيرون أن حملتها عام 2016 ربما جعلت هيلاري كلينتون تخسر الرئاسة.

هذه المرة، وفي ظل استياء الناخبين العارم من احتمال إعادة التنافس بين ترمب وبايدن، قد يقدم المستقلون أداء جيداً جداً، وربما يحصدون 20 في المئة من الأصوات حتى. وكينيدي أكثر الشخصيات شعبية بين المرشحين المستقلين، والآن، بعد الكشف عن اسم نائبه، أصبح يملك الدعم المالي الكافي لكي يحدث تأثيراً.

لا يمكنه أن يصبح ملكاً، هذا لن يحدث. لكنه قادر أن يكون بيضة القبان أو صانع الملك، إنما ليس من الواضح بعد أي ملك بالتحديد.

© The Independent

المزيد من تحلیل