Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يعني إعادة فتح معبر إيرز شمال غزة؟

كان نقطة انطلاق هجمات "حماس" وقربه أضخم نفق أغلقته إسرائيل

الشرطة الإسرائيلية تغلق الطريق المؤدي إلى معبر إيريز بين إسرائيل وقطاع غزة (2023 - أ ف ب )

ملخص

سيسهم معبر إيرز شمال غزة في درء خطر المجاعة مع إمكانية زوال شبح المجاعة من تلك المنطقة خلال 45 يوماً.

بعد غلقه بألواح خرسانية وإغلاق بوابته منذ 183 يوماً، قررت إسرائيل إعادة فتح معبر إيرز شمال غزة، ولقي هذا الإجراء ترحيباً واسعاً من دول العالم، بخاصة من الولايات المتحدة، واستقبله سكان القطاع بأمل كبير، لكن ماذا تعني هذه الخطوة ولماذا هي مهمة ولماذا نفذتها حكومة بنيامين نتنياهو على مضض، وما السبب وراء كره تل أبيب للمنفذ؟

يقع معبر إيرز أقصى شمال قطاع غزة، وبالتحديد في مدينة بيت حانون وهي آخر محافظة في القطاع، ويعد هذا المنفذ الرئيس الذي يربط غزة بإسرائيل، وهو مخصص للأفراد ويمر منه المرضى والدبلوماسيون والبعثات الأجنبية والصحافيون والعمال والتجار.

وتبعد أول مدينة إسرائيلية تسمى أيضاً إيرز عن بوابة المنفذ نحو 15 دقيقة سيراً على الأقدام.

نقطة انطلاق هجوم "حماس"

في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، انطلقت هجمات حركة "حماس" البرية والجوية على إسرائيل من معبر إيرز والقاعدة العسكرية الموجودة فيه، ولهذا السبب تكرهه إسرائيل وأغلقته على الفور، حتى إنها أخرجته عن الخدمة بصورة نهائية.

في بداية الهجوم على إسرائيل، فجر مسلحو "حماس" بوابة إيرز، وأطلقوا النار على بنائه الخرساني، وفيه قتلوا بعض الحراس، وشوهد المقاتلون وهم يطلقون النار على أبراج الحراسة ويتحركون داخل أماكن المعيشة في القاعدة العسكرية.

وبحسب مقاطع الفيديو التي انتشرت حينها، فإن مقاتلي "حماس" عاثوا خراباً في معبر إيرز وألحقوا به أضراراً بليغة، ووصفت إسرائيل الخراب الذي لحق فيه بأنه الأكبر والأبشع بين ما نفذه عناصر الحركة داخل الأراضي العبرية القريبة من غزة.

سبب كره إسرائيل للمنفذ

لم يكن هذا الهجوم الوحيد على معبر إيرز الذي نفذته "حماس" خلال هذه الحرب، فبعد 22 يوماً من بدء القتال، تمكن مقاتلو الحركة من الوصول إلى حاجز إيرز مجدداً في عملية وصفوها بأنها "إنزال" وأطلق عليها الجيش الإسرائيلي "تسلل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونفذت هذه العملية على رغم أن القوات الإسرائيلية توغلت برياً في غزة، واجتاحت مدينة بيت حانون أي كان معبر إيرز خلف الدبابات، وبسبب ذلك جن جنون القيادة الإسرائيلية وجلبت ألواحاً خرسانية ضخمة أغلقت بها المنفذ بصورة نهائية وأخرجته عن الخدمة، ثم قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حينها إنه بهذه الخطوة قطع كل الصلات مع القطاع للأبد.

قربه أضخم نفق

جميع عمليات الهجوم على إسرائيل نفذتها "حماس"، انطلاقاً من أكبر وأضخم نفق شيدته تحت أرض غزة، بمسار يبلغ أربعة كيلومترات، وفيه تفرعات وطرق وسراديب، وعرض يتسع لسير عربات بحرية فيه، وعمق يبلغ نحو 50 متراً، لكنه لا يصل لمعبر إيرز ويبعد عنه 400 متر فقط.

اكتشف الجيش الإسرائيلي النفق ودمره، لكن "حماس" قالت إنها نفذت مهمتها التي شيدت لأجلها النفق وانتهت من استخدامه وفي رسالة لإسرائيل كتبت "وصلتم متأخرين، المهمة أنجزت".

جميع ما سبق جعل إسرائيل تكره معبر إيرز أيضاً، ورفضت جميع الضغوط الدولية عليها من أجل إعادة تشغيله، وأصرت على بقائه مغلقاً لأكثر من ستة أشهر، وبسبب ذلك التعنت يعيش اليوم سكان شمال غزة على حافة المجاعة.

تنفيذ على مضض

عندما فصلت إسرائيل شمال غزة عن جنوبه، بات سكان النصف الشمالي بلا أي منفذ حدودي، إذ جميع المعابر موجودة في محافظة رفح أقصى جنوب القطاع، وتعنت نتنياهو وفريقه في السماح بتدفق المعونات الإنسانية للجزء الشمالي، وسبب ذلك مجاعة بين الأشخاص الذين رفضوا النزوح.

وظلت إسرائيل ترفض تدفق المعونات الغذائية لشمال غزة، حتى أجرى أخيراً الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفياً متوتراً مع نتنياهو، وطلب منه تشغيل معبر إيرز، وبعد ساعات من ذلك التواصل، أصدر مكتب رئيس الوزراء قراره بفتح المنفذ.

 

 

وكان واضحاً أن إسرائيل نفذت هذا الطلب الأميركي على مضض، ونشبت خلافات حادة بين قادتها على خلفية الإجراء، إذ اعترض وزير الخارجية يسرائيل كاتس على ذلك بحجة أن ذلك سيعيد وضع مسؤولية إدخال المساعدات إلى غزة على إسرائيل.

يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية مجدي الريس، "استجابت إسرائيل لأنها تحاول الحفاظ على الدعم الأميركي، وكذلك لأنها تحاول إظهار بادرة حسن نية بعد مقتل عمال الإغاثة الأجانب في غزة".

لدرء خطر المجاعة

سوف يستخدم معبر إيرز الذي سيعمل اليوم لأجل تدفق المعونات الإنسانية للجزء الشمالي من القطاع، الذي يحرم سكانه من الغذاء والمياه والدواء ويعيشون أقسى أهوال الحرب عند مقارنة ذلك مع منطقة الجنوب.

يقول المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير غندلمان "هذه المساعدات الإضافية ستمنع حدوث أزمة إنسانية، وهي ضرورية لضمان استمرار القتال وتحقيق أهداف الحرب، نحن نقاتل (حماس) وليس المدنيين في شمال غزة".

وفقاً لمعلومات حصلت عليها "اندبندنت عربية" فإنه من المقرر أن يتدفق يومياً نحو 100 شاحنة عبر معبر إيرز، وسيتولى برنامج الغذاء العالمي مهمة توزيع المساعدات على الجوعى، وسيعمل المعبر لمدة 10 ساعات وليس ستاً، وسيتدفق منه الوقود للمخابز والمستشفيات وتشغيل خط المياه لشمال غزة.

الأثر المترتب

ويؤكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كاظم أبو خلف أن إسرائيل لم تتواصل معهم في شأن فتح معبر إيرز لإدخال المساعدات، وما زالت تواصل منع فرقها من الوصول إلى شمال قطاع غزة لمواجهة المجاعة الناجمة عن الحرب والحصار.

 

 

في أي حال، فإنه إذا نفذت إسرائيل قرارها، فإن ذلك يعني أنه في غضون 45 يوماً ستنتهي آثار المجاعة أو الجوع في شمال غزة، وأن وضع السكان هناك سيتحسن لدرجة أن الأسعار ستعود لطبيعتها، وأن الدقيق سيكون منتشراً بصورة طبيعية.

بأمل كبير استقبل سكان شمال غزة هذا القرار. ويقول الفلسطيني تامر الشرافي "إذا عمل معبر إيرز فإن ذلك سيساعدنا على تجاوز المجاعة، لقد عشنا أياماً صعبة، لدينا أمل كبير بأن يتحسن وضعنا في غضون أيام".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات