Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي يعلن سحب قواته من جنوب غزة وإنهاء "مهمة" خان يونس

جولة جديدة من المحادثات في القاهرة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن

ملخص

تستأنف، اليوم الأحد، في القاهرة المباحثات الهادفة لإبرام هدنة بين إسرائيل و"حماس" في غزة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية تمسكها بمطالبها لوقف الحرب التي دخلت شهرها السابع في القطاع المدمر والمهدد بالمجاعة.

سحبت إسرائيل كل قواتها من جنوب قطاع غزة بما في ذلك خان يونس، وفق ما أعلن الجيش ومسؤول عسكري اليوم الأحد، بعد أشهر من المعارك العنيفة مع حماس، والتي أدت الى دمار واسع في المنطقة.

وقال الجيش في بيان لوكالة فرانس برس "أنهت فرقة الكوماندوس 98 في الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد 7 أبريل (نيسان)، مهمتها في خان يونس وغادرت قطاع غزة للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية".

وردا على سؤال لفرانس برس عما إذا كان هذا يعني انسحاب جميع القوات من جنوب غزة، أجاب مسؤول عسكري "نعم".

وكانت رويترز قد ذكرت أن متحدث عسكري إسرائيلي قال اليوم الأحد إن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي بعد تفاصيل أخرى. 

لم يتضح ما إذا كان الانسحاب سيؤخر ما هدد به الجيش منذ فترة طويلة من توغل في مدينة رفح بجنوب القطاع، والذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه ضروري للقضاء على "حماس".

ويأتي الانسحاب في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستضافة جولة جديدة من المحادثات بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

ونشر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أسماء أربعة جنود قتلوا في قطاع غزة ليرتفع عدد قتلاه إلى 604 منذ بدء القتال البري هناك، وذلك مع مرور ستة أشهر بالتمام على الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حركة "حماس".

وقال الجيش في بيا، إن أفراد الكوماندوس الأربعة قتلوا، أمس السبت، في جنوب غزة، بعد أسابيع من التراجع النسبي في حجم الخسائر البشرية الإسرائيلية.

تستأنف، اليوم الأحد، في القاهرة المباحثات الهادفة لإبرام هدنة بين إسرائيل و"حماس" في غزة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية تمسكها بمطالبها لوقف الحرب التي دخلت شهرها السابع في القطاع المدمر والمهدد بالمجاعة.

ويصل مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة "حماس" إلى العاصمة المصرية لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأوردت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من السلطات المصرية، أمس السبت، أن العاصمة "تستضيف غداً اجتماعات لبحث سبل استعادة الهدوء بقطاع غزة".

ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الإنسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، شددت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.

وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين والتوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار" يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.

وأكدت "القاهرة الإخبارية" أن المباحثات سيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي" وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. ويمثل الجانب المصري رئيس الاستخبارات العامة عباس كامل.

وأعلنت "حماس" أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية "سيتوجه، الأحد، إلى القاهرة استجابة لدعوة" مصرية.

وذكرت الحركة أن مطالبها لتحقيق الهدنة "تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة"، وأكدت أن هذه "مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها".

تبادل اتهامات

وتشهد المحادثات تعثراً منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين "حماس" وإسرائيل "بالمراوغة" و"التشدد".

وسبق للطرفين أن توصلا إلى هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وأتاحت الإفراج عن أكثر من 100 رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 مع شن حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل متعهدة "القضاء على حماس"، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق، مما تسبب بمقتل 33137 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة "حماس"، وخلف دماراً هائلاً وكارثة إنسانية خطرة في قطاع غزة.

كما خطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

ضغوط داخلية متزايدة

وتتسبب قضية الرهائن بضغوط داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، مع تحركات حاشدة في الشارع تطالب بإبرام اتفاق لإعادتهم إلى عائلاتهم.

وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، السبت، ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد نصف عام من الحرب الإسرائيلية ضد "حماس" في غزة.

وقال المنظمون إن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته "ميدان الديمقراطية" منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي.

وذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين هتفوا "الانتخابات الآن"، ودعوا إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع، الأحد.

كما نظمت مسيرات في مدن أخرى، حيث شارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في واحدة في كفار سابا قبل مغادرته لإجراء محادثات في واشنطن.

وقال لبيد في التظاهرة "إنهم لم يتعلموا أي شيء، ولم يتغيروا"، مضيفاً "ما لم نرسلهم إلى بيتوهم، فإنهم لن يمنحوا هذا البلد فرصة للمضي قدماً".

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن صدامات وقعت بين محتجين والشرطة في مسيرة تل أبيب، فيما أعلنت الشرطة أنها أوقفت متظاهراً.

وانضمت إلى المتظاهرين في تل أبيب عائلات الرهائن في غزة وأنصارهم.

في قيسارية، شمال تل أبيب، اندلعت أيضاً صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا الاقتراب من مقر إقامة نتنياهو الخاص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استعاد خلال الليل جثة رهينة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وأفاد بأن إلعاد كتسير الذي كان عمره 47 سنة عند خطفه من كيبوتس نير عوز خلال هجوم "حماس"، "قتل بحسب معلومات خلال أسره بأيدٍ منظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية".

وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي بأن مصرع كتسير يعود إلى منتصف يناير (كانون الثاني)، بعد أيام من ظهوره في فيديو نشرته حركة الجهاد الإسلامي. ودعا فيه الحكومة الإسرائيلية إلى بذل ما في وسعها لتأمين الإفراج عنه.

وقال السفير الإسرائيلي في وارسو يعقوب ليفني في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي إن كتسير يحمل الجنسية البولندية أيضاً.

وفي حين جدد الجيش التزامه "تحديد مكان الرهائن وإعادتهم إلى الديار"، وجهت شقيقة كتسير انتقادات إلى المسؤولين الإسرائيليين، معتبرة أن إبرام اتفاق هدنة مع "حماس" كان ليتيح عودة شقيقها على قيد الحياة.

ويواجه رئيس الوزراء ضغوطاً متزايدة في إسرائيل. ومساء السبت، نظمت تظاهرة كبيرة مناهضة لنتنياهو في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى للمطالبة باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة والتوصل إلى اتفاق في شأن الرهائن الذين قضوا "ستة أشهر في الجحيم"، وفق ما كتب على إحدى اللافتات.

من جهته قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، السبت، إن الجيش يخوض حرباً "صعبة" لإعادة جميع الرهائن. وأضاف أن إحياء ذكرى مرور ستة أشهر على هجوم "حماس" سيقام، اليوم الأحد الساعة 06:29 بالتوقيت المحلي (15:29 ت غ).

من جهته توجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، السبت، إلى واشنطن حيث سيلتقي مسؤولين أميركيين كباراً على خلفية التوترات في شأن طريقة إدارة نتنياهو للحرب.

صدمة بريطانية

على صعيد متصل، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، السبت، إن المملكة المتحدة "مصدومة من حمام الدم" في غزة و"هذه الحرب الرهيبة يجب أن تنتهي".

وأضاف سوناك في بيان "مرت ستة أشهر على الهجوم الإرهابي الذي وقع في السابع من أكتوبر، وهو الهجوم الأكثر فظاعة في تاريخ إسرائيل".

وقال "نحن نواصل الدفاع عن حق إسرائيل في هزيمة تهديد إرهابيي حماس والدفاع عن أمنها، لكن المملكة المتحدة بأكملها مصدومة من حمام الدم وقد روعنا مقتل الأبطال البريطانيين الشجعان الذين نقلوا الطعام للمحتاجين" في غزة.

وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أن "أطفال غزة في حاجة إلى هدنة إنسانية فورية، تؤدي إلى وقف إطلاق نار مستدام طويل الأمد"، معتبراً أن هذه هي "أسرع طريقة لإخراج الرهائن وتوصيل المساعدات".

وأضاف "من أجل مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين يستحقون جميعاً العيش في سلام وكرامة وأمن، فإن هذا هو ما سنواصل العمل لتحقيقه".

ولفت سوناك إلى أن "هذه الحرب الرهيبة يجب أن تنتهي، يجب إطلاق سراح الرهائن، المساعدات يجب أن تتدفق".

 

ودعت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى "أقصى قدر من الشفافية" و"مراجعة مستقلة تماماً" لمقتل عمال الإغاثة السبعة في قطاع غزة. وزاد مقتلهم الضغوط على حكومة المملكة المتحدة لتعليق تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

ووفقاً لمجموعات الحد من الأسلحة، وافقت لندن على مبيعات أسلحة تزيد قيمتها على 487 مليون جنيه استرليني (614 مليون دولار) لإسرائيل منذ عام 2015.

وفي الوقت نفسه أعلنت الحكومة البريطانية أنه سيتم نشر سفينة تابعة للبحرية الملكية للمساعدة في إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.

وإلى جانب ذلك، أعلنت بريطانيا أيضاً عن حزمة بقيمة 9.7 مليون جنيه استرليني (12.25 مليون دولار) لتوصيل المساعدات والخبرة اللوجيستية لدعم الممر الإنساني في شرق البحر الأبيض المتوسط بين قبرص وغزة.

وقال وزير الخارجية ديفيد كاميرون إن بريطانيا وحلفاءها في حاجة إلى "بحث كل الخيارات" بما في ذلك توصيل المساعدات بحراً وجواً "لتخفيف المحنة" في القطاع.

وأعلنت إسرائيل، الجمعة، أنها سمحت بنقل المساعدات "موقتاً" عبر ميناء أسدود الواقع على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بينها وبين شمال القطاع، وأيضاً بـ"زيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبوسالم" مع جنوب القطاع.

لكن في الأثناء، يتواصل القصف والعمليات العسكرية بلا هوادة في أنحاء مختلفة من القطاع.

المزيد من الشرق الأوسط