Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل في حرب طويلة بغزة وأميركا ترى خفض القوات لـ"الراحة"

جولة جديدة من مفاوضات الهدنة بالقاهرة ونتنياهو يقول إنهم على بعد خطوة واحدة فقط من النصر

ملخص

نددت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية بالحصيلة المدمرة الناجمة عن ستة أشهر من الحرب في غزة، محذرة من أن الوضع "أكثر من كارثي".

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي اليوم الأحد إن تقليص القوات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة يبدو أنه "راحة وتجديد" ولا يشير بالضرورة إلى أي عمليات جديدة.

وأضاف كيربي خلال مقابلة مع قناة "أي بي سي نيوز"، "كما نفهم الأمر ومن خلال إعلاناتهم، فإن الأمر يتعلق فقط بتوفير الراحة والتجديد لهذه القوات... ولا نقول إنها تدل بالضرورة على بعض العمليات الجديدة المقبلة لهذه القوات".

لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال إن الجيش لا يزال لديه الكثير من القوات في غزة، فهي حرب طويلةـ وأضاف "إسرائيل تتعاون مع أميركا وشركاء استراتيجيين بالمنطقة"، مؤكداً أن الجيش قادر على التعامل مع أي تهديد إيراني.

وفي وقت سابق، أكد الجيش الإسرائيلي أنه سيسحب كل قواته من جنوب غزة ما عدا كتيبة واحدة بعد ستة أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في أعقاب هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.

"على بعد خطوة من النصر"

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن بلاده على بعد خطوة واحدة فقط من النصر في حرب غزة، متعهداً عدم إعلان وقف لإطلاق النار حتى تفرج "حماس" عن جميع الرهائن.

وأضاف نتنياهو في خطاب أمام الحكومة بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب، "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر، لكن الثمن الذي دفعناه مؤلم ومفجع"، مردفاً أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون عودة الرهائن، هذا لن يحدث".

وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت من المتوقع استئناف محادثات التوصل إلى هدنة في القاهرة مع وسطاء دوليين.

وأكد رئيس الوزراء أن "إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق وغير مستعدة للاستسلام"، وتابع أنه "بدلاً من توجيه الضغوط الدولية نحو إسرائيل، مما يؤدي إلى تمسك ’حماس‘ بموافقها، ينبغي توجيه ضغوط المجتمع الدولي ضد الحركة وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن".

وواجهت إسرائيل تنديداً دولياً بعد مقتل سبعة من عمال الإغاثة من منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية للأغذية ومقرها الولايات المتحدة بغارة جوية في الأول من أبريل (نيسان) الجاري خلال عملهم في غزة.

 

 

وفي اتصال هاتفي مع نتنياهو، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الماضي بـ"وقف فوري لإطلاق النار" ولمح إلى جعل الدعم الأميركي لإسرائيل مشروطاً بالحد من قتل المدنيين وتحسين الظروف الإنسانية.

واتهم نتنياهو إيران بالوقوف خلف هجمات عدة ضد إسرائيل "من خلال وكلائها"، مضيفاً أن "كل من يؤذينا أو خطط لإيذائنا سنؤذيه، لقد وضعنا هذا المبدأ موضع التنفيذ طوال الوقت وخلال الأيام الأخيرة".

وتصاعدت المخاوف أخيراً من توسع الحرب في غزة بعد تعهد إيران بالرد على مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية الإثنين الماضي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.

وتعهد قادة إيران بالانتقام، كما وصف الأمين العام لميليشيات "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران حسن نصرالله الهجوم على القنصلية بأنه "نقطة تحول".

وضع "أكثر من كارثي"

ونددت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية اليوم بالحصيلة المدمرة الناجمة عن ستة أشهر من الحرب في غزة، محذرة من أن الوضع "أكثر من كارثي".

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن "ستة أشهر عتبة فظيعة"، محذراً من أنه "تم التخلي عن الإنسانية".

وشدد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أمس السبت على الحاجة إلى "المحاسبة على هذه الخيانة للإنسانية".

وأشارت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل إلى أن أكثر من 13 ألف طفل قتلوا في الحرب، وفق التقارير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت على منصة "إكس" أمس بأن "منازل ومدارس ومستشفيات تحولت إلى ركام. قتل مدرسون وأطباء وعاملون في المجال الإنساني. المجاعة وشيكة"، وتابعت أن "مستوى وسرعة الدمار صادمان. الأطفال في حاجة إلى وقف لإطلاق النار الآن".

من جانبه، وصف الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين الوضع بأنه "أكثر من كارثي"، وحذر من أن "الملايين يواجهون خطر الجوع".

وذكّر الاتحاد بأن 18 من أعضاء شبكته، هم 15 موظفاً ومتطوعاً مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وثلاثة من منظمة نجمة داوود الحمراء، قتلوا منذ السابع من أكتوبر.

وقال تشاباغين على "إكس" إن "مقتلهم مدمر وغير مقبول".

محادثات القاهرة

من ناحية أخرى، اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم في القاهرة مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ويليام بيرنز وتناول اللقاء "الجهود المصرية- القطرية- الأميركية المشتركة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وأفاد بيان من الرئاسة المصرية بأن الاجتماع بين السيسي وبيرنز شهد "استعراض مستجدات الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، وما تفرضه من ضرورة لتكثيف جهود التهدئة ووقف التصعيد العسكري".

وقال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية اليوم إن وفداً إسرائيلياً سيشارك في أحدث جولة من المفاوضات في القاهرة بهدف التوصل إلى هدنة في الصراع في غزة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

ومنذ أسابيع، تجري الولايات المتحدة وقطر ومصر محادثات خلف الكواليس سعياً إلى إبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 

 

وأول من أمس الجمعة طلب بايدن من زعيمي مصر وقطر المساعدة في إقناع حركة "حماس" بالموافقة على إبرام اتفاق مع إسرائيل حول الرهائن في غزة.

ومن المتوقع أن تجري المفاوضات في العاصمة المصرية اعتباراً من اليوم، خصوصاً بعدما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر مصرية رفيعة تأكيدها حضور وفد من إسرائيل ووفد من "حماس" مع المسؤولين المصريين والقطريين والأميركيين.

وفي لقاء اليوم، شدد السيسي على خطورة الأوضاع الإنسانية التي تصل إلى حد "المجاعة" في القطاع، واتفق مع المسؤول الأميركي "على ضرورة حماية المدنيين وخطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، وكذلك الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم".

تشكيك في التحقيق الإسرائيلي

شكك مؤسس "وورلد سنترال كيتشن" خوسيه أندريس اليوم في التحقيق الإسرائيلي بالضربة التي أسفرت عن مقتل سبعة عمال في منظمته في غزة، وحذر من أن النزاع تحول إلى "حرب ضد الإنسانية في ذاتها".

وفي تصريح إلى شبكة "أيه بي سي"، قال رئيس المنظمة الإغاثية ومقرها في الولايات المتحدة "أود أن أشكر جيش الدفاع الإسرائيلي على إجرائه هذا التحقيق السريع".

وأضاف أنه "في الوقت نفسه أقول إنه إزاء أمر بغاية التعقيد، يجب أن يكون التحقيق أكثر تعمقاً"، وتابع "وأقول إن المرتكب لا يمكنه أن يحقق مع نفسه".

ويشدد الجيش الإسرائيلي على أن الضربة التي نفذتها قواته الإثنين الماضي وقتل فيها عمال إغاثة تابعون لمنظمة "وورلد سنترال كيتشن" في غزة كانت "خطأ جسيماً".

وأعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق"، فيما وصف نتنياهو الضربة بأنها "غير مقصودة" و"حادثة مأسوية".

وقتل في الضربة ثلاثة بريطانيين وكندي-أميركي وبولندي وأسترالية وفلسطيني بعدما استهدف موكبهم الذي كان قد أبلغ الجيش الإسرائيلي بمساره، بثلاث غارات.

 

 

وجاء في رواية الجيش الإسرائيلي للواقعة أن رجلاً مسلحاً اعتلى سطح إحدى الشاحنات و"بدأ بإطلاق النار من سلاحه"، مما أثار شكوكاً في أن "حماس خطفت الموكب".

ولدى سؤاله عن التقرير الإسرائيلي، شكك أندريس في الرواية، وأردف أن "الأمر لم يعُد يتعلق بعمال الإغاثة السبعة التابعين لوورلد سنترال كيتشن الذين قضوا في هذه الواقعة المؤسفة".

واتهم إسرائيل باستهداف كل ما "يبدو" أنه يتحرك وبأنها تفعل ذلك "منذ فترة طويلة جداً"، قائلاً "لا تبدو هذه حرباً ضد الإرهاب. لم يعُد هذا الأمر يبدو حرباً تتعلق بالدفاع عن إسرائيل"، وأضاف أنها "تبدو حقاً في هذه المرحلة حرباً ضد الإنسانية في ذاتها".

تشديدات بريطانية

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في مقالة صحافية اليوم إن دعم بريطانيا لإسرائيل يعتمد على التزامها القانون الإنساني الدولي.

وكتب كاميرون في صحيفة "صنداي تايمز"، "لا نقدم دعماً غير مشروط... نتوقع من بلد ديمقراطي ناجح أن يلتزم القانون الإنساني الدولي، حتى عندما يواجه تحديات".

والحكومة البريطانية حليف قوي لإسرائيل منذ هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل، لكن كاميرون شدد من لهجته خلال الأشهر الأخيرة بسبب الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة.

وحذر كاميرون اليوم من خطر المجاعة الجماعية ما لم تسمح إسرائيل بدخول مزيد من المساعدات، وقالت بريطانيا أمس إنها ستقدم سفينة تابعة للبحرية للإسهام في شحن المساعدات ضمن جهد دولي.

وفي بيان صدر اليوم تزامناً مع مرور ستة أشهر على هجوم "حماس"، كرر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك دعوته للحركة إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والوقف الفوري للقتال.

وأضاف "نواصل الوقوف إلى جانب حق إسرائيل في القضاء على الخطر الذي يشكله إرهابيو حماس...، لكن المملكة المتحدة بأكملها مصدومة من إراقة الدماء وأفزعها مقتل الأبطال البريطانيين الشجعان الذين كانوا يقدمون الطعام إلى المحتاجين".

التحدي القانوني

وتتعرض لندن أيضاً لضغوط حتى تنشر أحدث مشورة قانونية عن سلوك إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، مما قد يؤثر في صادرات الأسلحة البريطانية.

وانضم ثلاثة قضاة سابقين في المحكمة العليا الأسبوع الماضي إلى أكثر من 600 من المشتغلين بالقانون في المملكة المتحدة لمطالبة الحكومة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، قائلين إن ذلك قد يجعل بريطانيا متواطئة في الإبادة الجماعية في غزة.

وزوّدت بريطانيا إسرائيل بما قيمته 42 مليون جنيه استرليني (53 مليون دولار) من الأسلحة عام 2022، وقررت الحكومة في ديسمبر (كانون الأول) 2023 أن تستمر هذه الصادرات لكنها ستظل قيد المراجعة.

 

 

وقال كاميرون في الثامن من مارس (آذار) الماضي إن تقييماً جديداً لذلك قيد التنفيذ ومن المقرر صدوره في "الأيام المقبلة".

ودعا وزير الخارجية المحتمل لحزب العمال المعارض ديفيد لامي الحكومة إلى نشر ملخص لأحدث مشوراتها القانونية.

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "لدي مخاوف حقيقية جداً من احتمال انتهاك التزاماتنا في ما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي ونظام التصدير والتراخيص الخاص بنا".

وصرح نائب رئيس الوزراء أوليفر داودن إلى شبكة "سكاي نيوز" بأن الحكومة لا تعتزم نشر المشورة القانونية لكنه نفى أنها تعطي إسرائيل "تفويضاً مطلقاً".

المزيد من متابعات