Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبيعات "تيسلا" في تراجع "كارثي"... أهو بسبب هوس ماسك بـ"تويتر"؟

شعرت وول ستريت بالغضب إذ سجلت شركة تصنيع السيارات انخفاضاً كبيراً في المبيعات. هل يرجع الأمر إلى إيلون ماسك أم أن صناعة المركبات الكهربائية بأكملها تعاني مشكلات في المحركات؟

الرئيس التنفيذي لـ"تيسلا" يلوح بيده وهو يغادر أحد المصانع العملاقة التابعة للمجموعة (أ ب)

ملخص

هل يؤثر ماسك في مبيعات "تيسلا" أم أن قطاع السيارات الكهربائية كله يعاني التراجع؟

هل يقتل "تويتر" – عفواً "إكس" –"تيسلا"؟ لا تبدو أحدث النتائج الخاصة بأعمال إيلون ماسك "الأخرى" إيجابية. تقيم وول ستريت سعر سهم شركة تصنيع السيارات الكهربائية بوصفه ميالاً إلى الارتفاع الشديد وتتوقع له مكاسب بنسبة تقع في خانة العشرات كل فصل سنوي. لكن في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، واجهت الشركة مشكلات في المحركات. وتوقف سعر السهم عن الارتفاع.

للمرة الأولى منذ ما يقارب أربع سنوات، سجلت شركة تصنيع السيارات انخفاضاً في عمليات التسليم الفصلية – بتراجع 8.5 في المئة – مخالفة توقعات المحللين في هذا الصدد، وهي خطيئة لا تغتفر في البورصة المعروفة أيضاً باسم شارع الأحلام. تخفض "تيسلا" أسعار سياراتها لكن هذا التكتيك لا يحقق نجاحاً. عندما تخفض شركة أسعار منتجاتها وتبقى مبيعاتها في تراجع... حسناً، لا نحتاج إلى عالم ذرة لمعرفة ما سيصيب نتائجها المالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يكن من المستغرب أن نرى الأسهم تتراجع لكنها في الواقع تعاني منذ بعض الوقت، بعدما فقدت ثلث قيمتها خلال الأشهر الستة الماضية. لا يمكن لهؤلاء المستثمرين الذين لا يزالون متمسكين بها أن يقولوا إنهم لم يتلقوا تحذيرات.

ما السبب الجذري للمشكلة؟ هل نوبات ماسك المثيرة للجدل والمتزايدة تضر بالعلامة التجارية؟

ربما لا توجد شركة كبيرة في العالم ترتبط هويتها المؤسسية ارتباطاً وثيقاً بهوية رئيسها التنفيذي على غرار "تيسلا". تروج له علامته التجارية الشخصية على أنه موسوعي تكنولوجي متمرد، تعززه عديد من اهتماماته الأخرى.

خذوا "سبايس إكس"، واهتمام ماسك باستعمار المريخ. شاهدوا مسلسل الخيال العلمي-الوثائقي "الواقعي" (استناداً إلى العلم الفعلي واتباعاً لقواعده) الذي تبثه "ناشيونال جيوغرافيك" عن المريخ. تتخلل العمل الدرامي لقطات وثائقية حالية مع ظهور بارز لماسك. هذا هو إيلون الضليع بالمستقبليات، صاحب الرؤية الجذاب.

لكن منذ الاستحواذ على "تويتر" بشكل خاص، تبدل السيناريو. أصبح ماسك شخصية أكثر قتامة وإثارة للانقسام والاستقطاب، إذ يصور نفسه محارباً في سبيل حرية التعبير بينما يشارك وجهات نظر يمينية ويغرد ناشراً نظريات مؤامرة لا أساس لها في كثير من الأحيان. ووقعت أيضاً سلسلة نوبات علنية للغاية من المشاكسات الخاصة بالملياردير.

من الصعب تحديد مدى تأثير ذلك في مبيعات "تيسلا"، واستعداد سوقها الأساسية لمواصلة دفع المال بغرض ربط نفسها بالعلامة التجارية لـ"تيسلا"، ومن ثم العلامة التجارية لماسك، لكن بالنظر إلى المعاناة الأخيرة التي مرت بها الشركة، من المؤكد أن ذلك ليس عاملاً مساعداً.

ومع ذلك، هناك أيضاً قوى سوقية تؤثر في صناعة المركبات الكهربائية بأكملها لم تتمكن "تيسلا" من الهرب منها. وهذه مشكلة أكبر بكثير للشركة.

تظل المركبات الكهربائية باهظة الثمن عند مقارنتها بالمركبات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن موادها الخام باهظة الثمن. كذلك سحبت بعض الإعانات التي تمتعت بها في محاولة لإغراء الناس بإجراء التبديل لصالحها.

يخلق الانتقال إلى السيارات الكهربائية تحديات للمستهلك. لا تصل البنى التحتية للشحن دائماً إلى المستوى اللازم، ولا سيما في الأماكن البعيدة من المراكز الحضرية الرئيسة. ويستغرق شحن البطارية بالكهرباء وقتاً أطول بكثير من ملء الخزان بالوقود ويمكن أن يكون الانتظار طويلاً إذا فرغت بطارية سيارة المرء في وقت غير مناسب. ويمكن لاستخدام نقاط الشحن أن يكون محيراً. لدى نقاط الشحن عديد من المقابس وكثيراً ما تتطلب تنزيل تطبيقات ثقيلة ومزعجة. وهناك أيضاً مسألة المدى الذي تقطعه السيارة الكهربائية قبل أن تفرغ بطاريتها (على رغم أن ذلك يتحسن). ومن المتوقع أن يدفع المستهلك علاوة في مقابل ذلك التحسن.

من الواضح أن هذه المشكلات على مستوى القطاع تؤدي دوراً في تباطؤ الطلب على مستوى السوق. هذه ليست مجرد مشكلة "تيسلا". في وقت سابق من هذا العام، اعترفت رئيسة "جنرال موتورز"، ماري بارا، بأن "وتيرة نمو مبيعات المركبات الكهربائية قد تباطأت" بينما وعدت "بالتصنيع بحسب الطلب" في المستقبل.

لكي تحافظ "تيسلا" على النمو الذي تتطلبه لتبرير التصنيف العالي لأسهمها، تندفع إلى السوق الشاملة إضافة إلى خفض أسعار سياراتها. ويمكن القول إن نوبات ماسك أقل أهمية في هذا القطاع. الأهم من ذلك بكثير هو حزمة المنتجات الشاملة والكلفة والجودة والراحة في مواجهة المنافسين.

لا يزال سعر "الطراز 3" الابتدائي من "تيسلا" في نطاق متميز عند 40 ألف جنيه استرليني (51 ألف دولار تقريباً)، لكن من المقرر توفير نسخة كهربائية أصغر حجماً (هاتشباك) بقيمة 25 ألف جنيه عام 2025. وهذا السعر جيد مقارنة بالسعر الحالي، مثلاً، لـ"فوكسهول كورسا" الكهربائية. وإذا كانت المراجعات مشابهة لتلك الخاصة بـ"الطراز 3" – الأخير حاصل على تصنيف خمس نجوم من "وات كار؟" [مجلة متخصصة بتقييم السيارات]، مثلاً – ربما لن يهم كثيراً أن يهرف ماسك قدر ما يشاء. ما قد يكون أكثر إثارة للقلق هو المركبات البديلة الأرخص المقبلة من الصين.

بفضل هذه المسائل، أصبح مستقبل "تيسلا" في الأجل القريب غامضاً مثلما كان في أي وقت مضى. ومع ذلك، في حين أنها لا تملك مجموعة من السيارات العاملة على البنزين/ الديزل تعود إليها على غرار "جنرال موتورز"، فإنها تمتلك احتياطات هائلة من النقد، نحو 29 مليار دولار (23 مليار جنيه) نهاية العام الماضي. هذا أكثر من كاف لمواجهة أي عاصفة قريبة الأجل ولتمويل مستقبل الأعمال.

استخدم المحللون كلمة "كارثة" في ما يتعلق بنتائج الشركة. قد يكون ذلك مبالغاً فيه. لا تزال السيارات الكهربائية المستهدف البعيد الأجل لقطاع تصنيع السيارات، حتى لو كانت الحكومات تبدي حماسة أقل للمركبات الكهربائية في الآونة الأخيرة. الوقت والجهد والحجم الهائل للأموال التي أغرق القطاع بها المركبات الكهربائية تجعل ذلك أمراً لا مفر منه. لقد قطعنا مسافة أطول بما لا يسمح لنا بالعودة للوراء.

ستبقى "تيسلا" جزءاً مهماً من هذا القطاع. ومع ذلك، في الأجل القريب، لا يزال مستثمروها يواجهون مشكلة "تويتر"/ "إكس". لا يتعلق الأمر بما يقوله ماسك بقدر ما يتعلق بمقدار وقت يكرسه للمنصة ويقضيه عليها، ناهيك بمشاريعه الأخرى. لا يمكن إنكار أن شركة تصنيع السيارات تسير على طريق سريعة أكثر وعورة. هي في حاجة إلى أن يركز رئيسها التنفيذي بشكل كامل على الطريق الممتدة أمامه.

 

© The Independent

اقرأ المزيد