Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المدارس والمساجد لتحرير المغربيات من أصفاد "الأمية"

منذ 2014 دعمت البرامج الحكومية أكثر من 9.1 مليون مستفيد 85 في المئة منهم نساء و65 في المئة من القرى والبوادي

مليون و32 ألفاً و99 مستفيداً من دروس محو الأمية تلقاها الرجال والنساء بمختلف الأعمار خلال 2023 (أ ف ب)

ملخص

يشير آخر تقرير للمندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة حكومية) لعام 2023 إلى أن نسبة محو الأمية لمن هم فوق 15 سنة بلغت 67.3 في المئة، في حين لا تتعدى 57.7 في المئة بالنسبة إلى النساء، وتتراجع للبالغين 50 سنة فما فوق لتصل إلى 41.3 في المئة ولا تتعدى 27.1 في المئة بالنسبة إلى النساء.

تستطيع فطيمو بدوان وهي أرملة ستينية، قراءة المصحف الكريم ولو بمشقة ظاهرة، وتفلح كذلك في فك شيفرة الأرقام البسيطة وجمعها وطرحها، بفضل استفادتها من برامج محو الأمية التي تشرف عليها وكالة محو الأمية التابعة لوزارة التربية والتعليم في المغرب، بينما دروس محو الأمية في المساجد تشرف عليها وزارة الأوقاف.

فطيمو واحدة من بين مليون و32 ألفاً و99 مستفيداً من دروس محو الأمية التي تلقاها الرجال والنساء بمختلف الأعمار خلال 2023، وفق إحصاءات حديثة لوكالة محو الأمية (مؤسسة رسمية).

من الظلام إلى النور

تلخص فطيمو تجربتها في محو الأمية بأحد المساجد في حي الفرح الشعبي بضواحي العاصمة الرباط بأنها كمن خرجت من الظلام إلى النور ومن الجهل إلى العلم، أو كأنها ولدت من جديد بعد أعوام من العجز عن القراءة والكتابة.

وتستطرد السيدة الستينية أنها رأت النور للمرة الأولى في إحدى المناطق الجبلية بالمغرب، حيث لم يكن للفتاة أي حظ في التعليم، بل كان مكانها الأساسي هو المرعى أو الحقل أو البيت، بينما المدرسة تكون للأولاد"، لافتة إلى أنها وضعت حياتها رهن إشارة زوجها قبل وفاته منذ أعوام وكذلك أولادها وبناتها، لكن بعد زواجهم واستقرارهم مع أسرهم الخاصة، صارت تشغر بالفراغ، مما جعلها تفكر في استثمار وقتها بالانضمام إلى تجربة محو الأمية.

واختارت فطيمو برامج محو الأمية التي يحتضنها عدد من مساجد البلاد، فكانت تواظب على حضور الدروس المكونة أساساً من تعلم القراءة والكتابة وبعض الأنشطة التعليمية والتربوية الأخرى، مما جعلها بعد بضعة أعوام قادرة على القراءة بمفردها وقراءة القرآن والرسائل وغيرها من الأمور الحياتية الضرورية".

 

 

من جهتها تفيد زهوة، وهي فتاة قروية لم تحظَ بفرصة التعليم في قريتها قبل انتقالها إلى مدينة سلا المحاذية للعاصمة، بأنها تتابع حصص محو الأمية في إحدى المؤسسات التعليمية كي لا تشعر بأنها أقل من رفيقاتها وجاراتها "المتعلمات".

وأردفت أنه من بين الأسباب التي دفعتها إلى خوض غمار محاربة الأمية، أنها تبحث عن فرصة عمل بسيطة لتعيل أسرتها الفقيرة، لكن "أميتها تظل عائقاً أمام تحقيق هذه الغاية".

معطيات رسمية

وتفيد الأرقام التي كشف عنها أخيراً مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية عبدالودود خربوش بأن عدد المستفيدين من برامج محو الأمية خلال 2023 وصل إلى مليون و32 ألفاً و99 مستفيداً، وارتفع العدد الإجمالي للمسجلين في برامج محو الأمية منذ 2014 إلى أكثر من 9.1 مليون مستفيد، بينهم 85 في المئة نساء و65 في المئة من القرى والبوادي.

وتخصص الوكالة برامج محو الأمية لعدد من فئات المجتمع المختلفة، مع إيلاء أهمية خاصة إلى الأشخاص الذين يعانون إعاقات جسدية، وأيضاً السجناء والعاملين في المهن والحرف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشهد 2023 تدشين تجربة محو الأمية لفائدة المهاجرين واللاجئين في المغرب، وأيضاً الإطلاق الرسمي لمعهد التكوين في مهن محاربة الأمية وناشطي مكافحتها بهدف تجويد مكتسبات المستهدفين من برامج محو الأمية.

وأما على صعيد تجربة محو الأمية في المساجد، فتفيد الأرقام الرسمية بأن العدد الكلي للمستفيدين منذ انطلاق التجربة في 2000 إلى 2023 بلغ أكثر من 4.5 مليون مستفيد، منهم مليون و875 ألفاً في القرى.

تقدم بطيء

يقول الباحث في شؤون منظومة التربية والتكوين المحجوب ادريوش إن المغرب بذل جهوداً في مجال محاربة الأمية، إذ كان المعدل في 1982 بحدود 70 في المئة ووصل إلى 43.2 في المئة عام 2004 ثم 24 في المئة، وفق إحصاءات البنك الدولي لعام 2021.

وأكد ادريوش أن هناك ارتفاعاً في عدد المستفيدين من برامج محو الأمية، لكن يقابله تقدم بطيء وطفيف في محاولة القضاء على هذه الظاهرة، انطلاقاً من ثلاثة مؤشرات رئيسة، أولها أن نسبة التقليص من الأمية لا تتعدى نقطة واحدة كل سنة".

أما المؤشر الثاني، وفق المتحدث، أن البرامج المعتمدة التي من المفروض أن تسهم في تقليص الأمية لا تؤتي أكلها كما يخطط لها، فخريطة طريق 2014/2020 حددت من خلالها الحكومة تقليص النسبة العامة للأمية إلى 20 في المئة في 2016 وإلى أقل من 10 في المئة في 2020، لكن هذه الأهداف لم تتحقق كما يراد لها.

 

 

وأضاف ادريوش أن المؤشر الثالث يتعلق بتعليم الفتيات سواء في شقه الخاص بعدم الالتحاق بالمدارس، أو الهدر المدرسي كأكبر العوائق أمام المغرب للقضاء على آفة الأمية.

التمييز الإيجابي

ويشير آخر تقرير للمندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة حكومية) لعام 2023 إلى أن نسبة محو الأمية بالنسبة إلى البالغين من العمر 15 سنة فما فوق، ويعرفون القراءة والكتابة وصلت إلى 67.3 في المئة، في حين لا تتعدى هذه النسبة 57.7 في المئة بالنسبة للنساء، وتتراجع بالنسبة إلى البالغين من عمرهم 50 سنة فما فوق، فتصل إلى 41.3 في المئة ولا تتعدى 27.1 في المئة بالنسبة للنساء.

ووفق ادريوش، لا بد من التمييز الإيجابي واستحضار مقاربة النوع الاجتماعي في جميع السياسات العمومية من أجل التقليص من الأمية في صفوف النساء في أفق القضاء عليها، مع استهداف النساء والفتيات اللواتي يعشن في المناطق القروية البعيدة من مراكز محو الأمية.

وخلص إلى أنه يجب ألا تبقى الشهادة التي تمنح للمتحررات من الأمية شهادة ذات قيمة رمزية ومعنوية فحسب، بل تخولهن امتيازاً على مستوى الالتحاق بمستويات أخرى للتكوين أو التأهيل والاستفادة من بعض الخدمات لتشجيع أميات أخريات على الانضمام.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات