Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الانفجار الكوني الأسطع تسبب فيه تهاوي نجم ضخم

بيانات تلسكوب جيمس ويب أوصلت إلى تلك النتائج

البريق الكوني الأشد التماعاً سببه انفجار نجمة ضخمة منهارة (رويترز)

ملخص

أدى انهيار نجم أضخم من الشمس بثمانية أضعاف في الأقل، ويبعد عن الأرض ملياري سنة ضوئية إلى انفجار فاق بريقه بأكثر من عشرة أضعاف كل ما سبقه من التماعات ضخمة في الكون

الانفجار الكوني الأشد سطوعاً في التاريخ، ربما يأتي من انفجار نجمة ضخمة، بحسب علماء فلك. [النجمة هي شمس، ويطلق وصف الضخم عليها حينما تفوق كتلتها شمسنا بثمانية أضعاف في الأقل].

استمر انفجار ذلك البريق أقل من بضع ثوان، وقد حدث على بعد ملياري سنة ضوئية من الأرض، وبلغ سطوعه إلى حد القول إنه أبهر أدوات الفضاء إلى حد العمى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأورد علماء أن تلك الحادثة تنتمي إلى النوع المسمى "انبثاق أشعة غاما"، اختصاراً "جي آر بي" GRB، الذي يعرف بأنه من أقوى الانفجارات الكونية وأشدها سطوعاً.

وفي المقابل، صنف ذلك الـ"جي آر بي" الذي سمي "جي آر بي 221009 أي" بأنه استثنائي إلى حد أن علماء الفلك أعطوه لقب "الأشد سطوعاً في التاريخ" Brightest of all time، اختصاراً "بوت" Boat منذ بداية الحضارة الإنسانية.

والآن، عمل فريق دولي من العلماء على تحليل بيانات من "تلسكوب الفضاء جيمس ويب". ورجحوا أن ذلك الـ"بوت" نجم بالأصل عن انفجار شمس، أو "سوبر نوفا" تكونت من انهيار نجم ضخم. ونشرت تلك النتائج في مجلة "نيتشر أسترونومي" Nature Astronomy المتخصصة بعلوم الفلك.

[تستمر الشموس في الالتماع بفضل سلسلة انفجارات ذرية ونووية تستعمل غاز الهيدروجين وقوداً لها. وتحافظ الانفجارات المتواصلة على الحجم الضخم للنجوم. ومع استنفاد الوقود الهيدروجيني، تنهار الكتلة الضخمة على نفسها. وفي حالة بعض النجوم الضخمة، يعقب ذلك الانهيار انفجار بفعل ضغط جزيئات الكتلة الضخمة على بعضها بعضاً، فتعود إلى التفجر وتلتمع بضياء ساطع، ويسمى النجم 'مستعر أعظم' أو سوبر نوفا].

ويعتقد أن الـ"سوبر نوفا" تؤدي أيضاً إلى تكون معادن ثقيلة كالبلاتينيوم والذهب، لكن البحاثة دققوا في أمر الـ"جي آر بي" ولم يعثروا على تلك المعادن الثمينة، مما أثار أسئلة غير مسبوقة عن كيفية تكون تلك المعادن.

وبحسب د. بيتر بلانشارد من "جامعة نورث ويسترن" الأميركية الذي قاد الدراسة، "حينما أثبتنا أن سطوع 'انبثاق أشعة غاما' تولد من تهاوي شمس ضخمة، أعطيت لنا فرصة اختبار فرضية عن كيفية تكون مجموعة من المواد الأثقل في الكون. ولم نر مؤشرات عن تلك المواد، مما يشي بأن أنواع انفجارات الـ'جي آر بي' التي ترافقها طاقة هائلة، على غرار حالة 'بوت'، لا تنتج تلك المواد الثمينة. ولا يعني ذلك أن كل أنواع الـ'جي آر بي' لا تنتجها، وبالأحرى، فإن ما وجدناه يشكل قطعة محورية من المعلومات في خضم استمرارنا بفهم مصدر تلك المعادن الثمينة. ومع استمرار أعمال المراقبة الفلكية التي سينهض بها تلسكوب جيمس ويب في المستقبل، سنحسم مدى قدرة الأقارب 'الطبيعيين' للـ'بوت' على إنتاج تلك المعادن".

من المثير تماماً مراقبة ظاهرة فلكية نادرة على غرار "بوت" والعمل على فهم الفيزياء التي تسبب تلك الحادثة الاستثنائية  د. بيتر بلانشارد

وكذلك وجد العلماء أن ذلك النوع من الـ"سوبر نوفا"، على العكس مما يحصل مع "بوت"، لا يتصف بسطوع متميز.

وبحسب د. بيتر بلانشارد، "قد تتوقع أن الانهيارات المتماثلة للنجوم تنتج انبثاقات من أشعة غاما اللامعة والمحملة بطاقة عالية الفاعلية، مما قد ينتج أيضاً سوبر نوفا شديد الطاقة والالتماع. لكن، تبين أن الأمر لم يكن كذلك [في تلك الحادثة الاستثنائية]".

وقد أفاد علماء الفلك بأن "بوت" فاق بعشرة أضعاف كل ما سبق رؤيته من الالتماعات في الكون، وحادثة من هذا النوع لا تحصل إلا مرة كل 10 آلاف عام.

وبحسب د. بيتر بلانشارد، "نحن محظوظون بأننا نعيش في زمن امتلكنا فيه تكنولوجيا تستطيع تقصي تلك الانبثاقات حين حصولها في أرجاء الكون. ومن المثير تماماً مراقبة ظاهرة فلكية نادرة على غرار 'بوت' والعمل على فهم الفيزياء التي تسبب تلك الحادثة الاستثنائية".

ولا يعرف العلماء حتى الآن سبب السطوع المرتفع للانبثاق "الأشد سطوعاً في التاريخ"، فيما تفيد إحدى النظريات بأن تدفقات فائقة القوة من البلازما النووية التي انطلقت عقب الانفجار، ربما أدت دوراً في تلك الظاهرة.

[حينما يحصل تفجير ذري أو نووي، يترافق خروج تلك الطاقة الهائلة مع سيول من المكونات الفائقة الصغر في ذرات وأنويتها. وتسمى تلك السيول بأنها بلازما نووية].

وكذلك تحدث تومي لاسكار، أستاذ كرسي مساعد في الفيزياء والفلك من "جامعة يوتاه" الأميركية، والمؤلف المشارك للدراسة، عن أنه "في الحقيقة، يتعلق الأمر بأحد أضيق التدفقات التي شوهدت حتى الآن لانفجارات أشعة غاما، ويعطينا ذلك إشارة إلى السبب الذي جعل مرحلة ما بعد البريق، بمثل ما كانت عليه من السطوع. وكذلك ربما تقع المسؤولية في ذلك على عناصر أخرى. وسيعكف العلماء على دراسة ذلك السؤال في سنوات مقبلة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم