Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زخم صعودي للنفط فوق 90 دولارا على وقع التوتر

الهجوم الإيراني أشعل المخاوف من نشوب صراع يتصاعد بصورة سريعة وقد يعرقل إمدادات الخام

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو المقبل 46 سنتاً، أو 0.5 في المئة، إلى 90.56 دولار للبرميل (اندبندنت عربية)

ملخص

تراجع صادرات النفط من شأنه أن يضر إيران بشدة، مما يعني أنه من غير المرجح أن ترغب طهران في التصعيد إلى هذا المستوى

واصلت أسعار النفط صعودها وسط التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط بعدما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل سترد على الهجوم الذي شنته إيران مطلع الأسبوع بصواريخ وطائرات مسيرة، وسط دعوات لضبط النفس من الحلفاء.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو (حزيران) المقبل 46 سنتاً، أو 0.5 في المئة، إلى 90.56 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم مايو (أيار) المقبل 43 سنتاً، إلى 85.84 دولار للبرميل.

تراجع على رغم الهجوم

وأنهت أسعار النفط جلسة أمس الإثنين على انخفاض بعدما تبين أن الهجوم الإيراني على إسرائيل في مطلع الأسبوع كان أقل ضرراً من المتوقع، وهو ما هدأ في البداية المخاوف من نشوب صراع يتصاعد بصورة سريعة ويمكن أن يعرقل إمدادات النفط الخام.
ولم يتسبب الهجوم، الذي وصفته إيران بأنه رد على غارة جوية على قنصليتها في دمشق، إلا في أضرار بسيطة، إذ أسقط نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي الصواريخ.

 إنتاج إيران

وتنتج إيران أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً من النفط الخام وهي منتج رئيس بمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".
وارتفع الخامان القياسيان يوم الجمعة الماضي مع توقع الهجوم الانتقامي الإيراني، وصعدت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

فوق 91 دولاراً

وصعد خام برنت إلى نحو 91 دولاراً للبرميل بعد انخفاض متواضع أمس الإثنين، في حين اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 86 دولاراً.

ويتحول تركيز المتداولين الآن إلى طبيعة وتوقيت الخطوة الإسرائيلية التالية، في الوقت الذي تحاول فيه الدول الغربية والعربية إقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن رد الفعل العدواني على الهجوم الإيراني من شأنه أن يضر بمصالح إسرائيل.

ويمثل الشرق الأوسط نحو ثلث إمدادات الخام العالمية.

زخم صعودي

وخلال العام الحالي ارتفعت أسعار النفط مع خفوضات إمدادات "أوبك+" وارتفاع الأخطار الجيوسياسية في روسيا والشرق الأوسط مما ساعد على الزخم الصعودي للأسعار، وكان الطلب يسير بوتيرة جيدة في الاقتصادات الرائدة، وكانت هناك علامات على قوة الطلب في بعض المنتجات، بما في ذلك البنزين الأميركي، بحسب ما ذكرته "بلومبيرغ".

ولا تزال الفوارق السعرية بين عقود النفط مرتفعة، مما يشير إلى سوق أكثر إحكاماً، مع محدودية الفارق بين سعري العرض والطلب، إذ تتمتع عقود خيارات الشراء الصعودية - والتي تستفيد من الارتفاعات - بسعر مرتفع مقارنة بعقود خيارات البيع.

واتسع الفارق بين عقود ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وعقود ديسمبر المقبل بالنسبة لخام برنت (يمثل الفجوة بين عقد تسليم شهر ديسمبر من هذا العام والعقد الذي يليه) بأكثر من ستة دولارات للبرميل في حالة "باكورديشين"، مقارنة بسعر أقل من ثلاثة دولارات في أوائل يناير الماضي.

الأخطار المقبلة

إلى ذلك، قال الرئيس المشارك لوحدة العملات واستراتيجية الفائدة في آسيا لدى "بنك أوف أميركا" أدارش سينها، إن "أسواق الصرف الأجنبي تعيد التسعير وفقاً لتوقعات خفض التصعيد على المدى القريب في أعقاب أحداث نهاية الأسبوع".

 وأضاف "حقيقة أننا انتقلنا من المواجهة بالوكالة إلى المواجهة المباشرة، على رغم تراجع التصعيد على المدى القريب، فمن المحتمل أن ترتفع علاوة الأخطار على المدى الطويل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 ويعتقد سينها أيضاً أن سوق العملات الأجنبية سيعتمد في نهاية المطاف على أسعار النفط، إذ إنها هي القناة التي يمتد من خلالها التأثير إلى سوق العملات الأجنبية.

من جانبها، قالت مؤسسة شركة "إنرجي آسبكتس" أمريتا سين إن "الأسواق أخذت في حسبانها أثناء التسعير الحدث الذي كان واضحاً للغاية، وهو ما يفسر انخفاض الأسعار اليوم" وفق ما ذكره موقع "أرقام " الاقتصادي.

لكنها أكدت أن هذا لا يعني أن الأسعار ستستمر في الانخفاض، على رغم أن مسارها سيتوقف على رد فعل إسرائيل تجاه إيران والخطوات التالية.

مراقبة التطورات

من جانبه، قال كبير الاقتصاديين في بنك "بيرينبيرغ" هولغر شميدينغ في مذكرة، إن "الهجوم الإيراني غير المسبوق يلقي بظلاله على الآفاق الاقتصادية والمالية خارج المنطقة نفسها، وإن خطر تصاعد الصراع في الشرق الأوسط زاد"، مضيفاً "من غير المرجح أن يكون للصراع بين إسرائيل وإيران تأثير شديد في الاقتصاد العالمي"، مشيراً إلى التأثير المحدود نسبياً في التوقعات الاقتصادية الناجمة عن هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر.

لكن شميدينغ يرى أن تعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز سيكون مسألة مختلفة تماماً، واصفاً ذلك أنه "الخطر الرئيس الذي يجب مراقبته".

مع ذلك، فإن تراجع صادرات النفط من شأنه أن يضر إيران بشدة، مما يعني أنه من غير المرجح أن ترغب طهران في التصعيد إلى هذا المستوى، وفقاً لشميدينغ.

ويتفق مع ذلك المحلل لدى "كونوتوكسيا" بارتوش ساويكي، إذ يرى أن الحصار الإيراني المحتمل لمضيق هرمز سيؤدي إلى إبقاء أسعار خام برنت فوق 84 دولاراً للبرميل لبقية العام ويتسبب في ارتفاع محتمل إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في حالة نشوب "حرب مفتوحة".

وأشار إلى أن الهجوم الإيراني يهدد بالفعل إمدادات النفط الإقليمية في سوق كانت "متوازنة على نطاق واسع" في الجزء الأول من العام، وزاد من خطر التحول إلى نقص المعروض.

وقال ساويكي "يجب توقع موقف أكثر صرامة تجاه إيران وتطبيق أكثر صرامة للعقوبات السابقة، وأي رد انتقامي كبير من جانب إسرائيل قد يؤدي في الوقت نفسه إلى ارتفاع أسعار النفط وطلب قوي على الدولار الأميركي وتجدد شراء الذهب".

المزيد من البترول والغاز