ملخص
لا تزال العمليات في مطار دبي الدولي مضطربة بعد أن غمرت المياه المدرج أول من أمس الثلاثاء مما أدى إلى تحويل رحلات وإرجاء أو إلغاء أخرى
يحاول عمال الطوارئ في الإمارات تنظيف الطرق التي غمرتها مياه السيول ويقيّم الناس الأضرار التي لحقت بالمنازل والشركات بعدما اجتاحت البلاد عاصفة مطيرة نادرة وغير مسبوقة.
ويواجه مطار دبي الدولي، وهو مركز إقليمي رئيس للسفر، صعوبات في إنهاء إجراءات الرحلات الجوية المكدسة ولا تزال طرق عدة تغمرها المياه بعد الأمطار التي هطلت أول من أمس الثلاثاء.
وشهدت الإمارات هطولاً للأمطار هو الأكبر في 75 عاماً منذ بدء حفظ السجلات، وأدت إلى شلّ مناطق واسعة من البلاد وألحقت بها أضراراً كبيرة.
وحاصرت السيول السكان في الشوارع والمكاتب والمنازل، وأبلغ كثيرون عن تسرب المياه إلى منازلهم، فيما أظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مراكز تجارية تجتاحها المياه من الأسطح.
ولا تزال حركة المرور مضطربة بشدة، وقلصت السلطات مساحة طريق سريع عبر دبي ليصبح حارة واحدة في اتجاه واحد مما أدى إلى تكدس حركة المرور، وأغلقت كذلك الطريق الرئيس الذي يربط دبي بالعاصمة من ناحية أبو ظبي.
وغمرت المياه بعض المركبات، ومن بينها حافلات، بالكامل تقريباً في دبي، واصطفت السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود.
واستخدم عمال الطوارئ عربة إطفاء لشفط المياه من طريق غمرته السيول حتى مستوى الخصر تقريباً بينما حاول السائقون المرور والتنقل بين المركبات المهجورة.
الاضطراب في مطار دبي
ولا تزال العمليات في مطار دبي مضطربة بعدما غمرت المياه المدرج أول من أمس، مما أدى إلى تحويل رحلات وإرجاء أو إلغاء أخرى.
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في مطارات دبي ماجد الجوكر لوكالة أنباء الإمارات (وام) الرسمية اليوم الخميس إن عودة مطار دبي الدولي لحركته الطبيعية ستكون خلال أقل من 24 ساعة من الآن.
وذكر الجوكر ضمن مقابلة تلفزيونية مع قناة "العربية" أنه بمجرد عودة العمليات لطبيعتها سيجري تقييم الأضرار وتحديد حجم الخسائر.
وأكد المطار صباح اليوم أنه استأنف الرحلات الجوية الوافدة عند المبنى رقم 1 الذي تستخدمه شركات الطيران الأجنبية، لافتاً إلى أن "الرحلات الجوية تستمر في التأخير والتعطيل".
وذكر في وقت لاحق أن تسجيل الوصول متاح في المبنى رقم 3 لرحلات شركتي طيران "الإمارات" و"فلاي دبي"، لكنه أشار إلى وجود عدد كبير من المسافرين ينتظرون تسجيل الوصول.
وشدد على عدم قدوم المسافرين إلى المبنى رقم 3 إلا إذا كان معهم تأكيد من شركة الطيران الخاصة بهم بالمغادرة.
وأوقفت طيران "الإمارات"، أكبر شركة طيران في المطار، جميع إجراءات تسجيل الوصول أمس الأربعاء.
ويواجه المطار صعوبات في توفير الطعام للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل بعدما غمرت مياه السيول الطرق القريبة.
القتلى
ووصلت موجة الطقس العاصف التي ضربت عمان الأحد الماضي، إلى الإمارات أول من أمس، لتغمر الطرق بالمياه وتتسبب في حال من الجمود استمرت ساعات بعد تسرب مياه الأمطار إلى المنازل، ووردت تقارير عن وفاة شخص واحد في الإمارات و20 في عمان.
وطلبت السلطات من موظفي الحكومة والطلاب البقاء في منازلهم من أجل تمكين فرق العمل من تكثيف جهودها لمعالجة تأثير المنخفض الجوي الذي شهدته البلاد.
وفي حين لا تزال بعض الطرق المؤدية إلى المناطق المتضررة بشدة مغمورة بالمياه، بدأت محال البقالة إعادة ملء الأرفف، غير أن المنتجات الطازجة لا تزال معروضة بكميات أقل من المعتاد.
وكذلك بدأت خدمات التوصيل في جميع أنحاء دبي، حيث السكان معتادون على طلب كل شيء بنقرة زر واحدة، تعود ببطء بعدما ظلت متوقفة إلى حد كبير على مدى يومين.
ويعد هطول الأمطار أمراً نادر الحدوث في الإمارات ومناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية التي تشتهر بمناخها الصحراوي الجاف، وقد تتجاوز درجات الحرارة فيها خلال الصيف 50 درجة مئوية.
التغير المناخي
وبعد ما حدث أول من أمس، ثارت تساؤلات عما إذا كانت عملية تلقيح السحب التي تجريها الإمارات بصورة متكررة قد تسببت في هطول هذه الأمطار الغزيرة.
لكن خبراء المناخ يقولون إن الاحتباس الحراري هو السبب الرئيس للظواهر الجوية المتطرفة.
ويتوقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة وخطر الفيضانات في مناطق بالخليج، ويمكن أن تكون المشكلة أسوأ في دول مثل الإمارات التي تفتقر إلى البنية التحتية للصرف الصحي للتعامل مع الأمطار الغزيرة.
ونفت وكالة حكومية إماراتية تشرف على تلقيح السحب، وهي عملية تهدف إلى زيادة هطول الأمطار، حدوث أي عمليات من هذا القبيل قبل العاصفة.
وقال رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بيان إنه وجه الجهات المعنية بسرعة حصر الأضرار وتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة.
