Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوراثة تجمع السكري مع سرطانات الثدي والأمعاء والبنكرياس

ثمة عناصر جينية ليست مفهومة حتى الآن لكنها تسهم في الربط بين النوع الثاني منه وارتفاع خطر الإصابة بورم خبيث

تلقي الدراسة الضوء على الدور الذي تؤديه العناصر المحددة وراثياً في كيفية تعرض مرضى النوع الثاني من السكري، لخطر الإصابة بسرطانات الثدي والبنكرياس والقسم الأخير من الأمعاء الغليظة (غيتي)

ملخص

خلصت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الجينات التي تمهد للإصابة بالنوع الثاني من السكري، قد تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسرطان في الثدي والأمعاء الغليظة والبنكرياس

ثمة روابط جينية مشتركة بين النوع الثاني من السكري الذي يصيب ملايين من البريطانيين، وبين سرطانات الثدي والأمعاء والبنكرياس، بحسب علماء.

وأظهرت دراسة جديدة كيفية عمل نسخ متحورة من الجينات، التي تتأتى من حدوث فوارق في أنساق التسلسلات للأحماض الوراثية المُكونَة للنسخ الأصلية منها، تستطيع التأثير في تلك الحالات الصحية كلها في آن معاً.

[تتألف الجينات من سلاسل طويلة من مكونات مركزها البروتينات الأساسية. وتعتمد معظم مواصفات الجين على عدد المكونات وطريقة ارتصافها بشكل محدد الواحد تلو الآخر. وتحتوي النسخة المتحورة على التركيب الرئيس للجين لكن مع تغيير محدود في بعض المكونات]

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوردت مؤسسة "مرض السكري في المملكة المتحدة" Diabetes UK التي مولت البحث جزئياً، أن تلك النتائج تساعد في إلقاء الضوء على كيفية تعرض الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني، إلى خطورة مرتفعة للإصابة بسرطانات الثدي والأمعاء والبنكرياس، وكذلك فقد توصل إلى طرق جديدة في الوقاية من المرض.

وقُدمتْ الدراسة ضمن "مؤتمر مؤسسة مرض السكري في المملكة المتحدة للمتخصصين" Diabetes UK Professional Conference بلندن لكنها لم تخضع بعد لتدقيق من نظراء علميين، ولم تنشر بعد في أي مجلة طبية.

وتؤدي السمنة والوزن الزائد إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وبالتالي، فإن البدناء يتعرضون لخطر ظهور ذلك المرض لديهم بسبعة أضعاف ما لدى أصحاب الأوزان الصحية.

في المقابل، هنالك عوامل أخرى تؤدي دوراً في ذلك الأمر على غرار الجينات وعدم ممارسة ما يكفي من التمارين.

وحتى الآن، جرى التعرف إلى مئات من النسخ المتحورة الجينية بوصفها مساهِمة في النوع الثاني من السكري. ومن المعروف أن العوامل الجينية ترفع خطر الإصابة بالسرطان.

على رغم ذلك، ثمة عناصر جينية ليست مفهومة حتى الآن لكنها تسهم في الربط بين النوع الثاني منه وارتفاع خطر الإصابة بالسرطانات.

وضمن الدراسة الجديدة التي قادتها البروفيسورة في "جامعة سوراي" إنغا بروكوبِنكو، دقق خبراء في التراكيب الجينية ليتثبتوا من مدى مساعدتها في تفسير سبب ظهور السرطانات لدى المرضى بالسكري من النوع الثاني.

وركز أولئك الخبراء على ثلاثة أنواع من السرطانات ترتفع خطورة ظهورها لدى مرضى النوع الثاني من السكري، وهي سرطان الثدي في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، والأورام الخبيثة في القسم الأخير من الأمعاء الغليظة، وسرطان البنكرياس.

وخدمة لغايات الدراسة، استخدمت بيانات الأحماض الوراثية الموجودة في أنوية خلايا الجسم لدى ما يزيد على 36 ألف شخص ينتمون إلى بلدان أوروبية عدة، وضمت صفوفهم أناس مصابون بالسكري من النوع الثاني والسرطان معاً.

وظهر أن إحدى المتحورات ترتبط بخطر ظهور سرطان الثدي والسكري من النوع الثاني، فيما تؤثر متحورة أخرى على السكري من النوع الثاني من جهة وخطر الإصابة بسرطانات الثدي والأمعاء الغليظة والبنكرياس من جهة أخرى.

وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذي يحملون إحدى المتحورتين ستزيد فرص تعرضهم لمعاناة السكري من النوع الثاني والإصابة بتلك الأنواع من الأورام الخبيثة.

كذلك استطاعت الدراسة التعرف إلى 17 نسخة متحورة جينياً تعمل بشكل مباشر على زيادة خطر معاناة السكري من النوع الثاني، وبالتالي، بسبب عمليات بيولوجية تتعلق بذلك النوع من السكري، فإن تلك المتحورات تعمل بشكل غير مباشر على زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ومن المتصور أن الأمور الآنفة الذكر تحدث لأن النوع الثاني من السكري يصنع بيئة تسهل تطور السرطان في الجسم، عبر زيادة مستويات السكر في الدم، وارتفاع معدلات الإنسولين، والبدانة والالتهاب والتغيرات الهرمونية.

[يعمل هرمون الإنسولين على إحراق السكر في الخلايا وخفض مستوياته في الدم. في الصورة الحديثة للسكري من النوع الثاني، يبدأ المرض مع مقاومة الخلايا لدخول الإنسولين إليها كي يحرق السكر فيها للحصول على الطاقة. وبالتالي، يبقى الإنسولين خارج الخلايا ويتراكم في الدم].

وبحسب مديرة البحوث في مؤسسة "مرض السكري في المملكة المتحدة"، د. إليزابيث روبرتسون، "تمثل الأورام الخبيثة والنوع الثاني من السكري حالات صحية معقدة مع وجود عدد كبير من العناصر التي تزيد إمكانية إصابة الناس بها".

وتضيف روبرتسون، "تلقي هذه الدراسة أضواء جديدة على الدور الذي تؤديه العناصر المحددة وراثياً في كيفية تعرض مرضى النوع الثاني من السكري، لخطر الإصابة بسرطانات الثدي والبنكرياس والقسم الأخير من الأمعاء الغليظة. ومع الوقت، قد تساعد هذه الدراسة الأطباء في التعرف مبكراً إلى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطان. ويمهد ذلك الطريق أمام التوصل إلى طرق في الوقاية والعلاج تصاغ بحسب حالة كل شخص على حِدة".

وبحسب روبرتسون، "من المهم تذكر أن من يملكون جينات تتصل بالنوع الثاني من السكري وأنواع معينة من السرطانات؛ يستطيعون اتخاذ خطوات لخفض خطر إصابتهم بالحالتين [السكري والسرطان] معاً، عبر الحصول على دعم يمكنهم من التعامل مع الوزن، والطعام الجيد والحفاظ على النشاط والامتناع عن التدخين".

استكمالاً، تورد د. هيلين كروكر، المديرة المساعدة للبحوث والسياسة في "الصندوق العالمي للسرطان" World Cancer Research Fund (WCRF) الذي مول جزئياً تلك الدراسة، إن "الصندوق العالمي للسرطان يفخر بتمويل ذلك البحث المهم الذي يتقصى أحوال مجموعة من السكان معرضة على نحو خاص للإصابة بالسرطان. لقد بات السرطان السبب الأول للوفاة في صفوف المصابين بالسكري، وبالتالي، بات تفهم التداخل الجيني المعقد بين السكري من النوع الثاني وأنواع من السرطانات، من الأمور المحورية في وضع استراتيجيات للوقاية بالنسبة إلى هذه المجموعة من الناس".

ويعاني أكثر من خمسة ملايين شخص في المملكة المتحدة من السكري، ويعاني 90 في المئة من بينهم، السكري من النوع الثاني.

المزيد من صحة