Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السكين"... سلمان رشدي يكتب محاولة اغتياله

لم يستعمل اسم قاتله في سرديته واعتمد له وصفاً مهيناً

سلمان رشدي أثناء التكريم خلال حفل أدبي بمدينة نيويورك، 18 مايو 2023   (أ ف ب)

ملخص

في 27 ثانية تلقى رشدي أكبر قدر من الطعنات وحظي بالنجاة التي يصفها بـ"المعجزة" حتى لو أنه لا يؤمن بالمعجزات على حد وصفه

"في الساعة الـ11 إلا الربع من صباح الجمعة المشمس الـ12 من أغسطس (آب) عام 2022 شمال نيويورك، هاجمني شاب بسكين فأوشك على قتلي فور أن ارتقيت المسرح في تشاوتاوكوا لأشارك في حوار عن ضرورة ضمان سلامة الكتاب. وإنشاء أماكن آمنة في أميركا لكتاب البلاد الأخرى. كانت مشاركتي تلك فقرة في أسبوع فعاليات لمؤسسة تشاوتاوكوا بعنوان (أكثر من مأوى: تعريف جديد للوطن الأميركي)".

هذه هي السطور الأولى في كتاب "السكين: تأملات إثر محاولة اغتيال" الصادر حديثاً لسلمان رشدي في أكثر قليلاً من 200 صفحة عن دار "راندم هاوس". يكتب رشدي في أولى صفحاته، "لا يزال بوسعي أن أرى اللحظة بالعرض البطيء. تجري عيناي مع الشاب الواثب من وسط الجمهور متجهاً نحوي، أرى كل خطوة في جريه المهتاج. أرى نفسي إذ أقوم واقفاً وألتفت إليه (وأبقى مواجهاً له. ولا أدير له ظهري أبداً. وما من إصابات في ظهري على الإطلاق). أرفع يدي اليسرى مدافعاً. فيغرز سكينه فيها. تلي ذلك ضربات كثيرة، في عنقي وصدري وعيني ومواضع أخرى. وأشعر بساقي تخوران، وأهوي ساقطاً".

عامان تقريباً مضيا قبل توافر هذه التغطية الخبرية النادرة للحدث، من ضحيته نفسه، بهذه التفاصيل الدقيقة، مع إضافات تصور شجاعة رشدي في مواجهة الموت المقبل.

خلال استعراضه الكتاب ذكر تونكو فاراداراجان في "وول ستريت جورنال" بتاريخ الـ16 من أبريل (نيسان) الجاري أن رشدي تلقى من مهاجمه "في 27 ثانية" أكبر قدر ممكن من الطعنات قبل أن يوقفه بعض الحاضرين. يكتب رشدي "في 27 ثانية يمكن أن تتلو صلاة (أبانا الذي في السماء) أو قصيدة لشكسبير - إن كنت تجتنب الدين - ولتكن التي يذكر فيها اليوم الصيفي"، وعلى رغم كل تلك الطعنات حظي رشدي بنجاة يصفها في كتابه بـ"المعجزة" حتى لو أنه - على حد وصفه - "وغد ملحد" لا يؤمن بالمعجزات.

"ممل على نحو مدهش" 

أما بيكا روثفيلد فكتبت في "واشنطن بوست" أن تجربة غير معهودة أو مزعجة ليست مبرراً كافياً لكتابة جيدة وسيرة "السكين" لرشدي "وإن تكن كتبت جراء معاناة كبيرة، فإنها عمل متفاوت، ورديء في كثير من مواضعه، وعلى رغم تناوله محاولة درامية استهدفت حياة رشدي، فهو ممل على نحو مدهش".

تضيف روثفيلد أنه "منذ أن أصدر آية الله الخميني فتواه الداعية إلى قتل رشدي إثر نشر روايته (الآيات الشيطانية) عام 1988، عاش الكاتب مختبئاً غالب الوقت. ولم يحدث إلا عام 2000 أن قرر أخيراً (استرداد حياة الحرية) بحسب تعبيره. فعاش على مدى 22 عاماً في الولايات المتحدة بلا حراسة"، إلى أن تدخل هادي مطر.

 

في السنين الكثيرة بين صدور الرواية والفتوى، وبين لحظة التي وجه فيه هادي مطر سكينه إلى رشدي، كان على الكاتب بحسب ما يقول أن يدافع عن "الآيات الشيطانية" أو "تلك الرواية" بحسب ما كان يشار كثيراً إلى الرواية التي "راج في أوساط أدبية وصفها بغير القابلة للقراءة، وبالكتاب الذي يستحيل تجاوز الصفحة الـ15 منه، حتى بات أهل تلك الأوساط يتكلمون عن (نادي الصفحة الـ15). كان لزاماً علي أن أدافع عن النص".

ثم حانت لحظة بعد سنين طويلة شعر فيها رشدي بفقدانه الرغبة تماماً في الدفاع عن الرواية أو عن نفسه، فقد قال ما لديه في مقالتين فضلاً عن سيرته "جوزيف أنطون". وبحسب رشدي "من فضائل مرور الزمن أن كثيراً من القراء الصغار صاروا يقرأون الآيات الشيطانية بوصفها محض رواية قديمة عادية، لا باعتبارها موضوعاً لاهوتياً ساخناً. فأحبها بعضهم، ولم يحبها البعض، وهذه هي الحياة العادية لأي كتاب". إلى أن تدخل هادي مطر. و"بات ذلك النهج الأدبي المحض" بحسب ما يكتب رشدي "مستحيلاً منذ ذلك اليوم في أغسطس. ومن الجوانب المزعجة في ما جرى لي في تشاوتاوكوا، لفترة في أقل تقدير، أو إلى الأبد، أن (تلك الرواية) رجعت مرة أخرى إلى سردية الفضيحة".

تبرز سيرة "السكين" أوجاعاً أخرى شعر بها رشدي غير الأوجاع المتوقعة جراء الطعن بالسكين، وقد بدأت تلك الأوجاع فور وقوع الحادثة، يكتب رشدي: "كان من جروح السكين في وجهي جرح أصاب القناة التي يصل عبرها اللعاب إلى فمي، فأخذ اللعاب يسيل من خدي".

يكتب: "قال شخص ما ـ لعله طبيب ـ (ارفعوا ساقيه. نريد الدم أن يتدفق إلى القلب). فإذا بأذرع ترفع ساقي. كنت طريح الأرض، مقطع الثياب، مرفوع الساقين في الهواء. كنت مثل الملك لير (في غير كامل عقلي) لكن لدي من الوعي ما جعلني أشعر بالذل".

"وستشهد الأشهر التالية المزيد من المذلات الجسدية. ففي ظل وجود إصابات جسيمة، لا تبقى من حرمة لجسدك، تفقد سلطانك على ذاتك المادية، على السفينة التي تبحر بها. وتسمح بهذا لأنه ما من بديل لديك. تتخلى عن قيادة سفينتك لكي لا تغرق. تسمح للناس أن يفعلوا بجسمك ما يحلو لهم، فينخسون ويمتصون ويحقنون ويقطبون ويفحصون عريك، عسى أن تعيش".

بين رشدي ومحفوظ

أتصور أن السطور السابقة ستثلج صدور بعض قراء هذه المقالة، وتثير الغضب أو التعاطف لدى بعضهم، لكنني أستبعد أن يكثر بين القراء العرب من يقرأونها فيتكلمون بحياد مثل كلام بيكا روثفيلد عن تحول الذات إلى موضوع، فلا أحسب مثل هذه المسافة متاحة لمن قرأ منا الآيات الشيطانية سواء في لغتها الأصلية، أو عبر "ترجمة" متاحة بصورة غير رسمية، أو حتى بالطريقة التي قرأها بها نجيب محفوظ.

فقد سئل محفوظ في حوار مع مجلة "ذي باريس رفيو"، "هل قرأت (الآيات الشيطانية)؟" فقال "لم أقرأها. ففي وقت ظهرت فيه، كنت لم أعد قادراً على القراءة بصورة جيدة، نظري تدهور كثيراً في الفترة الأخيرة. لكن الملحق الثقافي الأميركي في الإسكندرية شرح لي الكتاب فصلاً فصلاً". أعني أن "الآيات الشيطانية" باتت في تصوري أقرب إلى مسألة شخصية يجد كل قارئ لها أنه ملزم أمام نفسه في الأقل بقول رأي فيها.

 

وعلى رغم طبيعة قراءة نجيب محفوظ للرواية فقد أضاف في حوار "باريس رفيو" قوله، "وجدت الإهانات غير مقبولة. رشدي يهين حتى زوجات النبي! طيب، بوسعي أن أناقش الأفكار، ولكن ماذا أفعل في الإهانات؟ الإهانات أمر يخص القضاء. في الوقت نفسه، أعتبر موقف الخميني خطراً بنفس الدرجة. فليس له الحق في أن يصدر حكماً، هذا ليس من الإسلام في شيء. فحينما يتم اتهام شخص بالهرطقة فإنه بحسب مبادئ الإسلام يخير بين التوبة والعقاب. ورشدي لم يحصل على هذا الخيار. لقد دافعت ولا أزال أدافع عن حق رشدي في كتابة وقول ما يشاء في حدود الأفكار. ولكن ليس له الحق في أن يهين أي شيء، لا سيما إن كان نبياً أو شيئاً يعد مقدساً".

والحق أنني ما أوردت جواب محفوظ، مثلما ترجمته بنفسي في كتاب صدر قبل سنين، إلا لأن رشدي كما سيتبين ينسب إليه في "السكين" قولاً آخر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الغائب عن السرد

لا يرد اسم هادي مطر مطلقاً في الكتاب، على رغم أنه الذي كتب بالسكين أول جمله، وعلى رغم أن سكينه هو عنوان الكتاب نفسه. يكتب رشدي "لا أريد أن أستعمل اسمه في هذا السرد". وبدلاً من ذلك، يسميه "قاتلي" أو "الذي أوشك أن يكون قاتلي" مستعملاً كلمة assassin وهي اسم الفاعل من "يغتال" التي دخلت الإنجليزية اسماً لطائفة "الحشاشين".

يستغل رشدي خبرته في اشتقاق السباب فيأخذ من assassin مقطعاً يسمي به مطر، فهو عنده "آس Ass". ومع ذلك، وفي حدود هذا النص، سأشير إليه بمزيد من اللياقة بوصفه الـ"أي (the A). أما ما أسميه به داخل بيتي فهذا شأني". وليست كلمة "آس" إلا سباباً، يمكن أن نتفهم أسبابه تماماً، فهي في أكثر استعمالاتها تهذيباً تعني "الحمار"، لكن معانيها في اللغة اليومية أكثر إهانة وفحشاً.

وعلى رغم أن اسم هادي مطر لا يرد في الكتاب مطلقاً، فإن رشدي يجري معه حواراً متخيلاً طويلاً تراه روثفيلد غريباً في كتاب "لا يحوي عدا ذلك غير حفنة تأملات حسنة الصياغة لمحنة الكتاب المضطهدين".

يكتب رشدي: "في المشاهد الخيالية التالية، سافرت إلى سجن مقاطعة تشاوتاوكوا وجلست إلى طاولة معدنية، وعلى مقعد معدني، كلاهما مثبت في الأرض شأن المقعد الذي يجلس هو عليه مكبل اليدين مقيداً. لا يريد أن يكلمني، لكن بما أن هذا عمل من خيالي، فليس لديه الخيار".

لا أعرف إلى أي مدى ينبغي أن أركز على هذا الحوار الخيالي، الناتئ فعلاً في كتاب سيري، يوشك أن يكون تسجيلياً. لكن حسبي أن أقول إن كل ما ينطق به هادي مطر في "السكين" من وجهات نظر أو اعترافات، وما تكشف عنه لغته نفسها واختياره المفردات من انحيازات، ليس إلا تصوراً يكشف أفكار سلمان رشدي لا هادي مطر. ومع ذلك، لا بأس في أن نلقي نظرة:

"ـ في رأيك إذاً أنني لست بالمخادع وحسب، إنما أنا الشيطان. ألهذا السبب يكون قتلي صواباً؟

ـ ما أنت إلا شيطان ضئيل، فلا تعظم نفسك. لكن حتى الشيطان الضئيل شيطان.

ـ ولا بد من تدمير الشياطين؟

ـ نعم.

ـ هل هذه أفكار قديمة عندك؟ أم جديدة؟

ـ لقد كنا نعيش في بيتنا عيشة خاطئة. أمي وأخواتي. وأنا أيضاً. كنت جاهلاً، غافلاً، وانتبهت.

ـ ومن نبهك؟

ـ نبهني الله.

ـ وكيف نبهك؟ بوحي أتاك؟

ـ لست نبياً، مضى زمن الأنبياء، وحي الله لبني الإنسان انتهى. لم أر ملاكاً إنما درست وتعلمت.

ـ من كتب؟ من ناس؟

ـ من الإمام يوتيوبي؟

ـ ومن يكون ذلك؟

ـ يمكن أن تجده في قنوات (يوتيوب)، له أوجه كثيرة، وأصوات كثيرة. لكنها جميعاً تقول الحقيقة.

ـ وما الحقيقة؟".

لن تكون الحقيقة التي يوردها سلمان رشدي إلا تصوره هو عن الحقيقة في تصور مطر، أما الحقيقة كما يؤمن بها مطر فتبقى حبيسة معه في "سجن مقاطعة تشاوتاوكوا، بتهمة محاولة قتل من الدرجة الثانية واعتداء من الدرجة الثانية" بحسب ما كتب أندرو ليمبوغ في إذاعة أميركا الوطنية.

 

في "السكين" يعرض رشدي لمحاولة اغتيال نجيب محفوظ ببعض الإسهاب، وفي ثنايا ذلك ينسب إلى محفوظ رأياً في "الآيات الشيطانية" وفي فتوى الخميني، ويقول إن هذا الرأي ربما كان من أسباب محاولة اغتيال محفوظ!

يكتب رشدي: "هذا ما كتبه [محفوظ] دفاعاً عني في كتاب (من أجل رشدي) الذي شارك فيه 100 كاتب ومثقف مسلم: (إن الإرهاب الصريح الذي يستهدفه لا مبرر له، ولا دفاع عنه. لا يمكن الاعتراض على فكرة إلا بأفكار أخرى. وحتى في حال تنفيذ العقوبة ستبقى الفكرة وسيبقى الكتاب)"، ثم يعلق رشدي بقوله "يحزنني حتى يومنا هذا أن هذه الكلمات ربما هي التي غرست السكين في عنقه قبل زمن طويل من غرس سكين آخر في عنقي أنا".

ليس رأي محفوظ هذا بمغاير لرأيه الوارد في "باريس رفيو"، ففي كليهما يدين الإرهاب. لكنه في الحوار يدين الرواية أيضاً، ويرفض ما فيها من إهانات، وهذا ما لا ينقله عنه رشدي هنا. والحق أن كتاب "من أجل رشدي" لا يضم أصلاً مقالة لنجيب محفوظ (صدر الكتاب عن دار جورج برازيلر عام 1994 وأتيحت نسخته المرقمنة التي أعتمد عليها عام 2022 من خلال Internet Archive  ودعم Kahle/Austin Foundation). كان غاية ما وجدته في هذا الكتاب ـ وهو ترجمة لكتاب صدر بالفرنسية بعنوان Pour Rushdie ولم أطلع عليه ـ هو أنه "لا يمكن الاعتراض على فكرة إلا بأفكار أخرى"، وقد وردت الجملة منسوبة إلى محفوظ في بيان الناشر الأميركي للكتاب. أما النص الذي ينقله رشدي عن محفوظ فوجدته حرفياً في أرشيف "نيويورك تايمز" ضمن عرض للكتاب الفرنسي نشر بتاريخ الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1993 للكاتب آلن ريدينغ، فلعل هذا هو المصدر الذي رجع إليه رشدي ونقل عنه وأثره في حوار "باريس ريفيو" الذي لا شك أنه يعلم بما فيه.

"وثائقي جاف"

وهذه على أي حال تفصيلة في "السكين" الذي يغلب عليه كما تكتب ريبيكا روثفيلد أنه "وثائقي جاف، ويوميات تفتقر إلى التنميق. يمتلئ بالإحالات إلى أمثال هنري جيمس وإلياس كانيتي وجون بيريمان، أما كتابة رشدي نفسها فقد تنحو منحى الكليشيهات" وتصطاد روثفيلد هنا قوله "كثيراً ما آمنت أن الحب قوة، وأنه في أعتى صوره قادر أن يزحزح الجبال وأن يغير العالم".

أتصور أن الوقوع في فخ كتابة الكليشيه طبيعي لكاتب طالبه السوق أكثر من سواه بتأليف كتابه. ففي "السكين" أن وكيل رشدي الأدبي أندرو وايلي زاره وهو لا يزال في المستشفى وقال له ـ بحسب ما يرد في عرض سانجينا ساذيان (فالتشر ـ 16 أبريل 2024) ـ "ستكتب عن هذا في نهاية المطاف بطبيعة الحال" ويكرر "ستكتب عنه".

تعلق سانجينا ساذيان قائلة إن "بعض القراء قد يرون في كلام وايلي عزاء من صديق يعرف الفنان ويحبه، فكأنه يقول له (يؤسفني أنك أوشكت أن تموت، لكنك في الأقل، خلافاً لغالب الناس، يمكن أن تخرج بشيء من هذا). أما من يعرفون سمعة وايلي بوصفه ثعلب النشر الأميركي [ابن آوى في الأصل] فسيعرفون في كلامه نصيحة مهنية، "اكتبها، ويمكنني أن أبيعها كالنار في الهشيم، وستعزز لك مكانة شبه شهيد حرية التعبير".

بصفة شخصية، كنت على مدى عملي في الصحافة الثقافية منذ أواخر التسعينيات، أجد نفسي في حيرة حقيقية كلما تحتم أن أتناول عملاً جديداً لرشدي، ولا أستثني من ذلك هذا الكتاب، وهذا المقال الذي تقرأون. كل مرة كنت أجد نفسي في حيرة: هل أتجاهل الأمر تماماً وأحرم قارئي من أن يعرف من خلالي في الأقل ما يهتم به عالم الأدب في أماكن أخرى؟ أم أتعامل بصورة طبيعية، تعاملي مع أي كتاب لأي كاتب؟ وكل مرة كانت تنتصر المسؤولية تجاه عقل القارئ لا مراعاة مشاعره. ولم يحدث مرة أن أثار النشر غضب أحد، وكأنما تحول سلمان رشدي إلى كاتب عادي، لا يكاد أحد يتذكر روايته "تلك" أو ينظر إليه في ضوئها. إلى أن تدخل هادي مطر.

العنوان: Meditations After an Attempted Murder

تأليف: Salman Rushdie

الناشر: Random House

اقرأ المزيد

المزيد من كتب