Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بكين تحث واشنطن على التعاون وسط تحديات زيارة بلينكن المرتقبة

وزير الخارجية الأميركي يناقش عدداً من القضايا على رأسها الشرق الأوسط وأوكرانيا

توترت العلاقات الثنائية بين واشنطن وبكين خلال الأشهر الماضية بسبب قضايا التجارة والأمن القومي (رويترز)

ملخص

أعلنت السفارة الصينية في واشنطن أن "الصين لا تراهن على فشل الولايات المتحدة ولا تتدخل في شؤونها الداخلية ولا في الانتخابات الأميركية وهي على استعداد لأن تكون شريكاً وصديقاً للولايات المتحدة".

حث سفير الصين لدى الولايات المتحدة القوتين العظميين على التعاون لتعزيز العلاقات بينهما على رغم مواجهتهما "تحديات خطرة" إزاء عدد من القضايا، فيما من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة للصين الأربعاء المقبل لإجراء محادثات واسعة النطاق تشمل أزمة الشرق الأوسط والحرب بين روسيا وأوكرانيا والتوتر في بحر الصين الجنوبي.

ونقل بيان صادر عن السفارة الصينية في واشنطن اليوم الأحد عن السفير شيه فنغ قوله في منتدى بجامعة "هارفارد"، إن بكين تأمل في التعاون مع واشنطن لإحراز تقدم في العلاقات على مسار ثابت وسليم ومستدام لكن يتعين على الجانبين أن يؤسسا ذلك على فهم صحيح.

وأضاف شيه في المنتدى أن "الصين لا تراهن على فشل الولايات المتحدة ولا تتدخل في شؤونها الداخلية ولا في الانتخابات الأميركية وهي على استعداد لأن تكون شريكاً وصديقاً للولايات المتحدة".

وأردف أنه "إذا استمرت الولايات المتحدة في التدخل في شؤون الصين الداخلية والإضرار بمصالحها في القضايا المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ والتيبت وبحر الصين الجنوبي، فكيف يمكننا الحفاظ على جوهر العلاقة الثنائية بغض النظر عن كم ’العوائق‘ القائمة؟".

وتوترت العلاقات الثنائية خلال الأشهر الماضية بسبب قضايا منها التجارة والأمن القومي ومواجهات في بحر الصين الجنوبي، فضلاً عن تعزيز واشنطن للعلاقات مع اليابان والفيليبين. ووصفت بكين تحركات واشنطن تلك بأنها سياسات قائمة على بناء "تكتلات" و"دوائر حصرية".

زيارة بلينكن المرتقبة

يجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأسبوع المقبل، زيارته الثانية في أقل من عام للصين، آملاً في استغلال تراجع التوتر بين البلدين للضغط على بكين كي تحد من دعمها لروسيا التي تواصل حربها في أوكرانيا.

وتمثل رحلة بلينكن التي تستمر من الأربعاء المقبل حتى الجمعة تراجعاً إضافياً في الاشتباك السياسي والتجاري بين الولايات المتحدة والصين الذي وصل إلى ذروته في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وخصوصاً أن الأخير تعهد اتخاذ موقف متشدد مجدداً في حال عودته إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني).

لكن الرئيس جو بايدن على رغم سعيه لتحقيق قدر أكبر من الاستقرار بين أكبر اقتصادين في العالم، واصل ممارسة الضغط.

وفي الأيام التي سبقت رحلة بلينكن، عقد بايدن قمة مشتركة مع زعيمي اليابان والفيليبين، حليفتي الولايات المتحدة القلقتين أيضاً من الصين، حيث جرى رفع الرسوم الجمركية على الصلب من إنتاج الصين "التي تمارس الغش".

وقال مسؤول أميركي كبير للصحافيين قبل الإعلان عن الرحلة "نحن في وضع مختلف عما كنا عليه قبل عام عندما كانت العلاقات الثنائية عند أدنى مستوياتها تاريخياً".

وأضاف المسؤول، الذي شرط عدم الكشف عن هويته، "لقد شرعنا في تحقيق الاستقرار في العلاقات الثنائية من دون التضحية بقدرتنا على تعزيز تحالفاتنا والتنافس بقوة والدفاع عن مصالحنا".

وسيكون على رأس جدول أعمال بلينكن ما يثيره مسؤولون أميركيون في شأن الدعم الذي تقدمه الصين لروسيا التي تنفذ أكبر عملياتها العسكرية منذ العهد السوفياتي في أوكرانيا.

ويقول مسؤولون أميركيون إن الصين توقفت عن مد موسكو بمساعدات عسكرية مباشرة لكنها تقدم لها إمدادات مزدوجة الاستخدام سمحت لروسيا بإعادة تنظيم صفوفها.

مخاوف الأوروبيين

وسينقل بلينكن الرسالة مباشرة إلى بكين بعد تشجيعه الحلفاء الأوروبيين على التعبير عن مخاوفهم تجاه الصين التي ينظر إليها على أنها حريصة على نسج علاقات سلسة مع الغرب في ظل المصاعب الاقتصادية التي تواجهها.

وقال بلينكن، الجمعة الماضي، بعد انتهاء محادثات مجموعة السبع في كابري في إيطاليا "إذا كانت الصين تزعم من ناحية أنها تريد علاقات جيدة مع أوروبا ودول أخرى، فلا يمكنها من ناحية أخرى تأجيج ما يعد أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة".

وفي محاولة لتسليط الضوء على التغير في الأجواء بين البلدين، عمد بلينكن إلى جعل أولى محطات زيارته في مدينة شنغهاي الحديثة قبل بكين، حيث يقول مسؤولون إنه يعمل على تعزيز العلاقات بين شعبي الولايات المتحدة والصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتأتي الرحلة عقب محادثة هاتفية بين بايدن والزعيم الصيني شي جينبينغ وزيارة قامت بها وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لبكين.

والتقى بايدن بالقرب من سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 شي الذي وافق على مطالب رئيسة للولايات المتحدة بينها استعادة العلاقات بين جيشي البلدين واتخاذ إجراءات ضد المواد الكيماوية الأولية التي تدخل في إنتاج الفنتانيل، وهو مسكن للألم يستخدمه المدمنون على نطاق واسع في الولايات المتحدة.

سلسلة من القضايا

وقال المسؤول إن بلينكن سيتابع اتفاق "الفنتانيل"، وسيثير سلسلة من القضايا بما في ذلك أزمة الشرق الأوسط، إذ تأمل الولايات المتحدة أن تستخدم الصين علاقاتها الجيدة مع إيران لتشجيع ضبط النفس في الاشتباكات مع إسرائيل.

وقال المسؤول، إن بلينكن سيدعو الصين أيضاً إلى تجنب "السلوك الاستفزازي" خلال حفل تنصيب رئيس تايوان المقبل لاي تشينغ تي، الشهر المقبل.

وكانت تايوان، وهي دولة ديمقراطية تتمتع بحكم ذاتي وتطالب بها بكين، مصدراً دائماً للخلاف، مع غضب دائم للصين حيال مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايبيه.

لكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ساعد في تجنب السيناريوهات الأسوأ المتمثلة في الضغوط الصينية أثناء الانتخابات التايوانية.

إنعاش الاقتصاد المحلي

وقالت يون سون من مركز ستيمسون لدراسات الشؤون الخارجية في واشنطن، إن الصين تركز على إنعاش اقتصادها المحلي، إذ أظهر الاستقبال الودي الذي أقامه شي، أخيراً، لقادة الأعمال الأميركيين أن الصين متعطشة لعودة الشركات الأجنبية.

لكنها أضافت أن الصين تشك أيضاً في قدرتها على السعي إلى تعاون اقتصادي جديد مع الولايات المتحدة، خصوصاً في عام الانتخابات.

وقالت إن القادة الصينيين "ليس لديهم القدرة على التعامل مع ولايات متحدة مقاتلة أو مزعزعة للاستقرار في هذه المرحلة".

وأضافت "إنهم ليسوا على استعداد للمراهنة على أن الولايات المتحدة ستنخرط من جديد اقتصادياً، لكنهم يستطيعون إبقاء الولايات المتحدة في مأزق".

المزيد من دوليات