Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبراء يطلبون التوقف عن مداواة مرضى الخرف بأدوية الفصام

ربطوها مع التسبب بكسور في العظم وسكتات دماغية بأكثر مما يعتقد

مرضى الخرف الذين كانوا قيد التداوي بعقاقير مضادة للفصام، تعرضوا لخطر الإصابة بالتهاب رئوي بأكثر من الضعفين بالمقارنة مع أقرانهم ممن لم تقدم لهم تلك الأدوية (ميتروبوليس إنديا.كوم)

ملخص

أظهر بحث علمي حديث أن مداواة مرضى الخرف بأدوية الذهان والفصام والشيزوفرينيا يسهم في التسبب بكسور في العظم وسكتات دماغية. وثمة ممارسة منتشرة قوامها إعطاء أدوية علاج الفصام والكآبة الشديدة للسيطرة على أعراض عنيفة ومؤذية لدى مرضى الخرف

يجب على الأطباء التخفيف من مداواة مرضى الخرف بأدوية مضادة للأمراض الفصامية، بحسب ما أورده خبراء عقب دراسة جديدة توصلت إلى أن استخدام تلك الأدوية قد يعرض المرضى إلى مجموعة كبيرة من الاضطرابات الصحية.

[تستعمل مصطلحات الفصام والشيزوفرينيا والذهان، لوصف حالات من الاضطرابات النفسية العقلية تملك مواصفات متقاربة في شدة زعزعة الوضع العقلي والمزاجي والعاطفي للمريض. وفي أزمنة ماضية، وصم قسم كبير منها بصفة الجنون]

وأفاد الخبراء أن الأعراض الجانبية المتصلة بالأدوية المضادة للفصام التي رصدت لدى مرضى الخرف، "قد تكون أشد مما ساد الاعتقاد به حتى الآن".

وفي أحيان كثيرة، قد تعطى علاجات الفصام إلى من يعانون الخرف حينما تظهر لديهم أعراض عدوانية وذهانية، لكن ذلك لا يحدث عادة إلا بعد تجربة أدوية أخرى مثل العقاقير المضادة للكآبة أو الخرف أو مرض النوبات الكهربائية في الدماغ [أو الصرع، بحسب تسمية شائعة وسيئة].

والآن، يدعو متخصصون إلى بذل المزيد بغية تخفيف ذلك النوع من الوصفات الطبية، بعد أن بين بحث أن تناول مرضى الخرف تلك الأدوية قد يزيد خطر تعرضهم لمعاناة أمراض أخرى تشمل التهاب الرئة وكسور العظم والسكتة الدماغية.

ونشرت "المجلة الطبية البريطانية" تلك الدراسة الجديدة التي تفحصت بيانات 174 ألف بالغ عولجوا في عيادات الأطباء العامين بإنجلترا، وقارنوها مع ما آلت إليه أحوال الأكبر سناً بينهم ممن شخصت إصاباتهم بالخرف بين عامي 1998 و2018.  

وتبين أنه خلال فترة الدراسة، أعطيت علاجات مضادة للفصام إلى 35339 مريضاً منهم، وشكلت النساء 63 في المئة من العينة، وقورنت سجلاتهم الطبية مع مرضى عانوا الخرف لكنهم لم يعالجوا بعلاجات الفصام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد تبين لأكاديميين من جامعات مانشستر ونوتنغهام وإدنبره وداندي، أن مرضى الخرف الذين كانوا قيد التداوي بعقاقير مضادة للفصام، تعرضوا لخطر الإصابة بالتهاب رئوي بأكثر من الضعفين بالمقارنة مع أقرانهم ممن لم تقدم لهم تلك الأدوية.

كذلك وجد أولئك البحاثة أن مرضى الخرف الذين أعطيت لهم أدوية الفصام، ارتفع خطر إصابتهم بسكتات دماغية بـ61 في المئة بالمقارنة مع أقرانهم الذين لم يعطوا تلك العقاقير، فيما وصلت الزيادة في خطر معاناة كسور في العظم إلى 43 في المئة.

وضمن المقارنة نفسها، تبين للبحاثة أن خطر النوبات القلبية ارتفع بـ28 في المئة، والهبوط في القلب بـ27 في المئة.

وفي سياق المقارنة عينها، تبين أن مرضى الخرف الذين وصفت لهم أدوية الفصام تعرضوا لزيادة في خطر معاناتهم إصابة في الكلي بـ72 في المئة، فيما بلغت الزيادة 62 في المئة لجهة تكون تجلط في الدم من النوع المسمى "السدة التجلطية الوريدية" [بمعنى أن التجلط الدموي يسد مجرى الوريد جزئياً أو كلياً].

وأورد أولئك المتخصصون أن الزيادة في تلك الأخطار بلغت ذروتها خلال الأسبوع الأول من تناول تلك الأدوية.

وكذلك أفاد واضعو الدراسة بأن أرقامها تشي بأن استعمال أدوية الفصام لما يزيد على 180 يوماً، قد يرتبط بزيادة إصابات الالتهاب الرئوي بمعدل حالة إضافية لكل تسعة مرضى ممن يتناولون تلك الأدوية، إضافة إلى زيادة في النوبات القلبية بينهم بمعدل حالة إضافية لكل 167 مريضاً.

وللتذكير، تنتمي تلك الدراسة إلى النوع المستند إلى الملاحظة، مما يعني أنها لا تستطيع تقديم نتائج حاسمة عن السبب والنتيجة في العلاقة بين استعمال أدوية الفصام لمرضى الخرف والمشكلات التي لوحظت لديهم.

في المقابل، كتب مؤلفو الدراسة "لقد جاءت مروحة المخرجات أوسع مما جرى التشديد عليه في التنبيهات التنظيمية السابقة، مع ملاحظة أن الأخطار الأعلى أعقبت مباشرة بداية ذلك النوع من المداواة".

كذلك أورد مؤلف عالي المرتبة للدراسة يعمل في "جامعة مانشستر"، البروفيسور دارن أشكروفت، أنه "في السنوات الأخيرة، بات من الواضح حدوث زيادة في مداواة مرضى الخرف بأدوية الفصام على رغم وجود تنبيهات قانونية تنظيمية في شأن سلامة تلك الممارسة. لذا فمن المهم الموازنة بحذر بين إمكانية الحصول على فوائد من أدوية الفصام وخطورة الأذى الذي قد يرتبط بها. وكذلك يجب إجراء مراجعة منتظمة للخطط العلاجية تشمل كل وضعيات الرعاية والصحة".

وفي تعليقها على تلك الدراسة، أوردت مديرة البحوث في المؤسسة الخيرية "ألزهايمر رسرش يو كيه" Alzheimer’s Research UK، الدكتورة شيونا سكيلز، أن "مجموعة من الأعراض المقلقة في الخرف على غرار الهيجان والتشوش الذهني، تفرض تحديات كبرى على من يعانون الخرف وعائلاتهم ومن يرعون أحوالهم. لذا فإن العلاجات التي قد تساعد في التعامل مع تلك الأعراض، تغدو ضرورية بصورة محورية في تمكين المرضى من الحصول على حياة أفضل. ولكن الخيارات المتاحة الآن محدودة، وفي بعض الحالات، من المستطاع استخدام أدوية الفصام في مداواة الأعراض الشديدة. في المقابل، توحي النتائج الجديدة بأن تلك الأخطار [الناجمة عن أدوية الفصام] قد تكون أشد مما عرف عنها في الماضي. وهنالك ما يقلق على نحو خاص في ذلك الأمر، مع ملاحظة أن استخدامها [أدوية الفصام] قد ارتفع أثناء الجائحة".

وأضاف الأستاذ الأكاديمي في "جامعة كوين ماري، لندن"، البروفيسور تشارلز مارشال، أن "تلك الأدلة يجب أن تحث على بذل جهود متجددة في تخفيض إعطاء وصفات أدوية الفصام إلى أناس يعايشون الخرف".

وكذلك أضاف المستشار الفخري للطب النفسي في "جامعة إدنبره"، البروفيسور توم روس، أن "هذه الدراسة لا توحي لي بالامتناع المطلق عن استعمال تلك الأدوية، بل إنه يجب استعمالها بصورة حذرة في بعض الحالات بعد استقصاء الطرق الأخرى في العلاج".

وأورد الأستاذ الأكاديمي لعلوم الأعصاب في "جامعة أكسفورد"، البروفيسور مسعود حسين، "أن تلك النتائج تضيف إلى الأدلة المتوفرة بالفعل عن الحاجة إلى التحوط أثناء مداواة مرضى الخرف بأدوية الفصام".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة