Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العودة إلى وسط غزة المدمر طوق نجاة النازحين في رفح

آلاف الفلسطينيين انتقلوا من جنوب القطاع إلى وسطه خلال الأسابيع الماضية

منذ ستة أشهر تحولت رفح إلى مركز لإيواء أكثر من مليون فلسطيني (أ ف ب)

ملخص

يخشى الفلسطينيون والدول العربية والمجتمع الدولي من تنفيذ إسرائيل تهديداتها واجتياح رفح بهدف القضاء على آخر كتائب حركة "حماس" وفق ما ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

منذ ستة أشهر تحولت محافظة رفح التي تربط فلسطين بمصر، إلى مركز لإيواء أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إليها من أنحاء قطاع غزة هرباً من "حرب الإبادة الجماعية" الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

تنتشر عشرات آلاف خيم النازحين من منطقة المواصي على شاطئ البحر المتوسط غرباً وحتى حي البيوك شرقاً قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل، مروراً بأحياء المدينة التي كان يقيم فيها قبل الحرب 300 ألف فلسطيني معظمهم من اللاجئين.

بعد تصاعد التهديدات الإسرائيلية بقرب اجتياح رفح وزيادة وتيرة قصفها، خرج بضعة آلاف من الفلسطينيين إلى وسط القطاع، وبقي أكثر من مليون و400 ألف شخص. وهذا رقم يعادل أكثر من خمسة أضعاف الطاقة الاستيعابية للمدينة.

مراكز إيواء

لجأ آلاف النازحين إلى مراكز الإيواء التي أقامتها وكالة "أونروا" في مدارسها وإلى جوارها، وفي محيط مستشفيات المحافظة، طلباً للخدمات والأمن. وتعمل الوكالة وعدة مؤسسات إغاثية دولية على توفير المساعدات الغذائية والخدمات الطبية لهؤلاء، حيث تدخل نحو 180 شاحنة يومياً من مصر عبر معبري رفح وكرم أبوسالم.

وقالت مصادر فلسطينية لـ"اندبندنت عربية" إن آلاف الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية، انتقلوا من رفح إلى وسط قطاع غزة الذي يعتبر الأكثر هدوءاً مثل دير البلح ومخيمات البريج والمغازي والنصيرات.

وأوضحت تلك المصادر أن الفلسطينيين الذين خرجوا من محافظة خان يونس لم يتمكنوا من العودة إليها، بسبب حجم الدمار الهائل في المدينة وفي بلداتها الشرقية قرب الشريط الحدودي، وكذلك عدم توفر البنية التحتية، والمياه وشبكة الاتصالات الأرضية والهوائية.

وتقع تلك المناطق جنوب طريق (نتساريم) الذي أقامته إسرائيل خلال الحرب الحالية لفصل شمال قطاع غزة عن جنوبها، ويتمركز فيه الجيش الإسرائيلي، ويمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم في محافظة غزة ومحافظة شمال غزة.

ومنذ خمسة أشهر يعيش الفلسطيني سعد خلفية في رفح بعد النزوح إليها هرباً من الحرب غير المسبوقة، إذ غادر منزله في مدينة غزة ليقيم في خيمة في المدينة.

وقال سعد في اتصال هاتفي مع "اندبندنت عربية"، أنه اضطر بسبب مرض والديه إلى استئجار شقة سكنية في حي الجنينة شرق رفح، إذ يعيش فيها معهما إضافة إلى زوجته وأولاده الخمسة.

وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة منذ بداية الحرب يعيش سعد على بطارية سيارة، وعلى غالونات مياه الشرب التي يشتريها بعد معاناة طويلة.

 

ويومياً يحمل ابنه البطارية إلى مستشفى يوسف النجار في مدينة رفح، ويبقى فيها من الثامنة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر قبل أن يعود بها إلى المنزل لاستخدامها في الإنارة فقط وبعض الحاجات الأخرى.

ويعمل سعد موظفاً حكومياً لدى السلطة الفلسطينية، لكنه يواجه صعوبات في صرف راتبه حيث يذهب 25 في المئة منه للسماسرة بسبب نقص السيولة النقدية في قطاع غزة.

حصار الحياة

وأشار النازح الفلسطيني إلى أنه الآن "أفضل حالاً بسبب انتقاله للعيش في شقة سكنية، وتركه حياة الخيمة، حيث كان يضطر مع عائلته إلى الانتظار في طوابير لنحو ساعتين للذهاب إلى الحمام، والحصول على المياه".

ولفت سعد إلى أن إقامته في حي الجنينة القريب من الشريط الحدودي مع إسرائيل يعرضه إلى الخطر في حال نفذت إسرائيل تهديداتها باجتياح رفح.

وكان سعد انتقل من غزة إلى تل السلطان بعد تلقيه توجيهات من الجيش الإسرائيلي كحال عشرات آلاف الفلسطينيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ابنته لا تزال تقيم في تل السلطان مع زوجها في إحدى الخيم، إذ تستغرق الرحلة للوصول إليها من حي الجنينة نحو ساعتين في مسافة لا تتعدى 10 كيلومترات، وذلك بسبب الزحمة غير المسبوقة في الشوارع، ونقص الوقود.

ووصلت أسعار السولار إلى 13 دولاراً أميركياً لليتر الواحد، والبنزين إلى 40 دولاراً، وأسطوانة الغاز نحو 100 دولار، إذ تباع كلها في السوق السوداء بعد دخولها مع المساعدات الإنسانية من مصر.

وبعد حرمان الفلسطينيين منها لأشهر عدة، أصبحت الخضراوات والفاكهة تدخل إلى القطاع لكنها تباع بأسعار مرتفعة للغاية، في ظل عدم إمكانية زراعتها في قطاع غزة بسبب الحرب.

ووفق مصادر، فإن حركة "حماس" وأجهزتها لا تزال تسيطر على كافة مناحي الحياة في رفح، وتنتشر عناصر شرطتها بالزي المدني في شوارعها.

ووفق المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" عدنان أبوحسنة فإن "أعداداً قليلة للغاية غادرت رفح التي يعيش فيها مئات آلاف الفلسطينيين، وتستوعب خمسة أضعاف طاقتها الاستيعابية".

وأوضح أبوحسنة أن منطقة مواصي رفح غرب تل السلطان وحتى البحر مكتظة بعشرات الآلاف من الخيام التي يعيش فيها الفلسطينيون، إضافة إلى تجمعات إلى الشمال من رفح تضم مئات الخيام على ساحل البحر المتوسط أقامها الهلال الأحمر المصري والإماراتي.

وأشار أبوحسنة إلى أن "أونروا" توفر الحصص الغذائية والخدمات الطبية لمئات آلاف النازحين في رفح، لكنه اشتكى من أن الـ180 شاحنة التي تدخل قطاع غزة يومياً "لا تكفي لسد الحاجة، إذ كان يدخل 500 شاحنة يومياً في وقت كان يتوفر في القطاع المحاصيل الزراعية التي انعدمت خلال الحرب".

ويخشى الفلسطينيون والدول العربية والمجتمع الدولي من تنفيذ إسرائيل تهديداتها واجتياح رفح بهدف القضاء على آخر كتائب حركة "حماس"، وفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد أنه من دون ذلك لن ينتصر على الحركة.

تحذير من مجازر

وحذر المتحدث باسم حركة "فتح" منذر الحايك من تداعيات اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح، مشيراً إلى أن ذلك "سيتسبب في مجازر للفلسطينيين بسبب كثافة النازحين فيها".

 

وأشار الحايك إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص والقذائف على مجموعة من العائلات الفلسطينية على طريق "نتساريم" الأسبوع الماضي خلال محاولتهم العودة إلى غزة، وأوضح أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي عملت على تقسيم القطاع إلى قسمين، وتسعى إلى عزله عن مصر عبر السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي مع مصر".

وحول خان يونس، قال الحايك إن مناطقها الشرقية "دمرها الاحتلال بالكامل، وحتى المدينة تنعدم فيها الحياة، فلم يبق إلا دير البلح والمواصي للجوء إليها من رفح".

ومع أن مخيمات النازحين تتركز قرب الحدود مع مصر البالغ طولها 14 كيلومتراً، إلا أن السلطات المصرية عززت من إجراءاتها الأمنية، وأقامت منطقة عازلة بعمق 700 متر بين الجدارين الأسمنتي والحديدي.

ووفق إسماعيل الأسطل أحد النازحين من مدينة غزة إلى رفح فإن اجتياح الجيش الإسرائيلي المتكرر لقلب المدينة يسهم في تردد الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم.

واستبعد المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة بشار مراد عودة الفلسطينيين إلى محافظة خان يونس حتى بعد انسحاب الحيش الإسرائيلي منها بسبب تدمير أكثر من 90 في المئة من مبانيها وشبكة المياه والصرف الصحي وانقطاع شبكة الاتصالات.

وأشار مراد إلى أن "العمل جار على إعادة إصلاح وتأهيل مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات