Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة المناخ تهم الناخبين الأميركيين لكنها ليست في سلم الأولويات

غالبية مواطني الولايات المتحدة شهدوا أحداثاً مناخية قاسية على مدى السنوات الخمس الماضية مع ذلك تحتل قضايا التضخم والرعاية الصحية والهجرة والوظائف أولوية أكبر لديهم

الرئيس جو بايدن يوقع مشروع قانون البنية التحتية الذي وافق عليه الحزبان بقيمة 1.2 تريليون دولار ليصبح قانوناً خلال حفل أقيم في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن، 15 نوفمبر 2021 (أ ب)

ملخص

قد تكون أزمة المناخ قضية مهمة لدى عديد من الناخبين الأميركيين إلا أنها ليست في سلم أولوياتهم

شهدنا العام الماضي أشد الأعوام سخونة على الإطلاق، ويهدد عام 2024 بأن يكون أسوأ من ذلك. فقد أتت حرائق الغابات في الولايات المتحدة على أكثر من 1.7 مليون فدان في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، أي نصف إجمالي مساحة الحرائق في عام 2023. ويحذر خبراء الأرصاد الجوية من موسم أعاصير غير مسبوق قادمة من المحيط الأطلسي.

ويواجه الأميركيون الواقع المر لتغير المناخ بصورة مباشرة. ففي السنوات الخمس الماضية، عانى نحو 87 في المئة من الأميركيين من حدث مناخي متطرف واحد في الأقل، مثل الجفاف أو الحرارة الشديدة أو العواصف العاتية أو حرائق الغابات أو الفيضانات، ويدرك غالبية الأميركيين خطورة الوضع إذ يعتقد ثلاثة أرباع البالغين أن تغير المناخ هو المسهم الرئيس أو بصورة جزئية في هذه الكوارث، ويريد العدد نفسه من الأميركيين أن تتخذ الحكومة الفيدرالية إجراءات حاسمة لمكافحة هذه الأزمة.

لكن عندما يصل الحديث عن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 فإن هذه المسألة تتراجع في سلم أولويات الناخبين خلف قضايا مثل التضخم والرعاية الصحية والهجرة والوظائف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتفسير ذلك ليس صعباً، لا سيما أنه لسنوات طويلة، وظفت قضية تغير المناخ كأداة سياسية، وضخت صناعة الوقود الأحفوري ملايين الدولارات في حملات ضغط وتضليل، مما أدى إلى تضاؤل ثقة الجمهور في العلم، وشعور الناس بحيرة أو يأس أو غير مبالاة بالكارثة العالمية التي تتجلى أمام أعينهم.

ولكن مجموعات العمل المناخي تواصل مواجهة هذا الإرث السام.

ففي مركز جافيتس للمؤتمرات في نيويورك، عقد "مشروع الواقع المناخي" Climate Reality Project حدثه الـ55، والأول في مدينة نيويورك، بهدف تدريب المئات من قادة المناخ الجدد من جميع أنحاء الطيف السياسي.

وانطلق هذا المشروع غير الحزبي قبل عقدين من مزرعة نائب الرئيس السابق آل غور في مدينة ناشفيل إذ انضم إليه 50 شخصاً لمناقشة قضايا المناخ في أعقاب فيلمه الوثائقي "حقيقة مزعجة" An Inconvenient Truth.

ومنذ ذلك الحين، توسع المشروع بصورة كبيرة، وأنشأ عشرات الفروع حول العالم.

ففي الولايات المتحدة، يحث "مشروع الواقع المناخي" الناس على الضغط على أعضاء الكونغرس لدعم وقف إدارة بايدن للغاز الطبيعي المسال. كما يوفر المشروع الموارد لتزويد المنازل والشركات بالطاقة المتجددة، ويطلق حملات لمكافحة الادعاءات المضللة لشركات النفط والغاز.

وفي خطابه الافتتاحي الذي ألقاه الجمعة الماضي، حث آل غور الحضور "على الحفاظ على المشاعر والشغف اللذين دفعاهم إلى حضور هذا الحدث". وأضاف "سنبذل قصارى جهدنا خلال الأيام القليلة المقبلة لنقدم لكم أحدث ما توصلت إليه العلوم حول تفسير أسباب أزمة المناخ والحلول المطروحة، وسنساعدكم على التواصل مع أشخاص آخرين يشاطرونكم نفس الفكر والشغف حول هذه القضية."

وعلى رغم ميل الجمهور إلى الليبرالية والتقدمية، أعرب المشاركون الذين تحدثوا إلى "اندبندنت" عن مخاوفهم في شأن الجدل وتباين الآراء حول أزمة المناخ.

وشددت إيلا ويبر، 21 سنة، طالبة جامعية من بويز، بولاية أيداهو، على أن "المناخ قضية تتقاطع مع عوامل عديدة"، مشددة على أهمية معرفة القضايا الفردية التي تهم الناس أكثر من غيرها.

وأشارت إلى أن "القضية الأهم لكل شخص لن تكون هي ذاتها" ولكن بالنسبة إليها شخصياً، فإن المناخ هو أولويتها القصوى والدافع الذي يحركها خلال الانتخابات المقبلة.

وأضافت "إنها ورقة الاقتراع التي تقرر شكل المستقبل، وشكل المستقبل الذي سيكون عليه لأطفالي. وهي أولى أولوياتي عند ذهابي إلى صندوق الاقتراع هذا العام".

وقال شيفا راجبانداري، 19 سنة، طالب جامعي يدرس في مدينة بويز، إنه زار هو وويبر آلاف المنازل لحشد التأييد للقضية المناخية. وفي الصيف الماضي، عند زيارته لولاية أيداهو، تحدث مع أكثر من 100 شخص عن تأثير تغير المناخ.

ويقول "لقد قابلت أشخاصاً لا يعرفون ما هو الاحتباس الحراري أصلاً، وذلك لأن تغير المناخ ليس ضمن المناهج التعليمية المدرسية في أيداهو. ولكنها كانوا شهوداً على التغيرات في حجم الثلوج، والفيضانات في منازلهم، وموجات الجفاف".

وأوضح "المناخ هو إحدى القضايا التي تؤثر في الجميع. وأسلوب الإعلان والتسويق الذي يقول ’كن نباتياً صرفاً أو أنك لا تكترث بتغير المناخ‘ هو نوع من فشل التيار اليساري برأيي".

وأكد كلاهما أنهما سيصوتان "من دون التزام تقديم الدعم لأي مرشح" في انتخابات ولاية أيداهو المقبلة، كما أنهما لم يقررا بعد ما سيفعلانه في الانتخابات العامة لنوفمبر (تشرين الثاني).

وانتقدا الرئيس جو بايدن لدعمه العسكري المستمر لإسرائيل والحرب في غزة، التي أودت بحياة أكثر من 33 ألف شخص وتسببت في مجاعة. كما أشارا إلى موافقة بايدن على عدد قياسي من مشاريع النفط والغاز، حتى مع إقرار إدارته تشريعات تاريخية لمكافحة التغير المناخي.

وقالت ويبر: "نحن عند مفترق طرق. لدى الرئيس بايدن فرصة لكسب صوتي من طريق وقف إرسال المساعدات العسكرية لإسرائيل وأيضاً من خلال اتخاذ إجراءات في شأن المناخ".

كما أبديا قلقهما من أن إجراءات بايدن قد تعود بالفائدة على منافسه الجمهوري في البيت الأبيض، الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي وصفه راجبانداري بأنه "أكبر تهديد للديمقراطية الأميركية".

وأشار راجبانداري قائلاً "الرئيس بايدن يخاطر بالديمقراطية الأميركية بأكملها من خلال التنازل عن قيمه والوعود التي قدمها للبلاد خلال حملته الانتخابية، مما يؤدي إلى زيادة اللامبالاة بين الناخبين"، مضيفاً "ليس الأمر وكأن هؤلاء الناس سيدعمون ترمب، بل ببساطة لن يشاركوا في الانتخابات. سيكون الوضع مشابهاً لما كان عليه عام 2016".

وبالنسبة إلى جيفري روز، وهو معالج نفسي ومتخصص في التغذية من نيويورك يبلغ من العمر 59 سنة، الذي حضر الحدث برفقة ابنته البالغة من العمر 16 سنة، فإن قضايا المناخ والانقسام السياسي تشكل مصدر قلق كبير له، مما دفعه إلى تأييد خيار بديل هو روبرت ف كينيدي جونيور، الذي ينحدر من عائلة سياسية ديمقراطية بارزة ويخوض انتخابات عام 2024 كمرشح مستقل.

وقال جيفري، الذي ارتدى قبعة تحمل شعار "كينيدي 24": "لقد كنت ديمقراطياً ليبرالياً طوال حياتي ومدافعاً شرساً عن البيئة والهواء النظيف والمياه النظيفة والجسم الصحي. أعتقد أن وجود شخص مثل روبرت ف كينيدي جونيور في الرئاسة سيساعد كثيراً في التغلب على هذا الانقسام". وأشار روز إلى أنه صديق قديم للمرشح، مستعرضاً بعض الصور التي تجمعهما على هاتفه.

ومن جهتها، قالت غرايس نيفيت، وهي شابة تبلغ من العمر 25 سنة تعمل في قسم الأزياء بإنتاجات برودواي في نيويورك، إن المناخ هو قضيتها الرئيسة وإنها تفكر أيضاً في خيارات خارج الاستقطاب الثنائي المعهود، واصفة خياري الحزبين الديمقراطي والجمهوري بأنها "رتيبة".

وأوضحت نيفيت "المرشحان الرئيسان لا يتطرقان إلى اهتماماتي خصوصاً. ولكن روبرت ف كينيدي جونيور يلفت انتباهي نوعاً ما لأنه كان محامياً بيئياً وناشطاً. أعتقد أن هذه واحدة من قضاياه الرئيسة. لذا، إذا كان أحد ما سيحصل على صوتي، فمن المحتمل أن يكون هو".

وختمت بالقول: "لست متأكدة بنسبة 100 في المئة، ولكن يبدو أنه يولي هذه القضية اهتماماً كبيراً".

واعترف بعض الحاضرين بوجود قصور في سجل الرئيس بايدن في مجال المناخ، ومع ذلك أظهروا تأييداً حماسياً له.

فقد وصف فيكرام كريشنا مورثي، البالغ من العمر 52 سنة من مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير، الذي يعمل في منظمة بيئية، قضاياه الأساسية بأنها "خليط من قضايا المناخ والحفاظ على الديمقراطية"، مضيفاً "أنا متحمس لخياري وسأصوت للرئيس بايدن."

وأضاف مورثي: "أدرك أن هناك بعض الانتقادات لبايدن بناءً على بعض القرارات والمشروعات التي جرت الموافقة عليها والتي لم تكن مواتية لبعض النشطاء البيئيين. ولكنني أعتقد أن خطوات كبيرة نحو الأمام اتخذت تحت قيادته خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية."

وأشار مورثي إلى أن الناس على دراية بالآثار الخطرة لتغير المناخ - مثل ارتفاع مستويات البحار وصيف أكثر حرارة، "لكن ما زالت هناك فجوة بين الإحساس بأهمية اتخاذ إجراءات عاجلة والواقع الحالي".

وأكد قائلاً "إن حث الأفراد على التأمل في سلوكاتهم وإمكانات التغيير، ولو عبر خطوات صغيرة تدريجية في البداية، يعد أمراً بالغ الأهمية. لكنه لا غنى عن إحداث تحولات جوهرية أيضاً. فالعمل الجماعي هو مفتاح التغيير الحقيقي".

وبدوره، قال إد هوران، البالغ من العمر 68 سنة من يونكرز، ولاية نيويورك، الذي يعمل في قطاع البناء والإنشاءات وهو ناشط بيئي منذ 30 عاماً، إنه "متحمس جداً" لبايدن ويعتقد أنه "رجل حكيم" وأن "الحكمة بصورة عامة تزداد مع تقدم العمر، وبغض النظر عن القضية المطروحة، فإن بايدن يملك مقاربة ذكية للمسائل".

وتحدث عن الحماسة التي بثها فيه الشباب الذين شاركوا في تدريب نهاية الأسبوع وتفاعلهم مع قضايا المناخ، لكنه لاحظ تضاؤلاً في الحماس بين أوساط الجيل القديم (جيل طفرة المواليد).

وأضاف هوران "هناك عدد قليل من هؤلاء الأشخاص، وقد يزداد عددهم مع مرور الوقت"، متابعاً "لكن الشيء الأساس الذي يحدث الآن في الولايات المتحدة هو الاستقطاب [السياسي الحاد]، أليس كذلك؟ لقد أصبح منتشراً على كل صعيد. وخلال 30 ثانية من الحديث مع شخص لا تعرفه، يمكنك أن تحدد توجهه، هل هو من اليمين أم اليسار؟".

وأعرب عن أمله في أن تحظى قضية المناخ بمزيد من الاهتمام خلال الدورة الانتخابية الحالية من قبل السياسيين ووسائل الإعلام، لافتاً "أراها تحظى ببعض [الاهتمام] لكن ليس بما فيه الكفاية. أنا من المؤيدين بشدة لهذه القضية."

© The Independent

المزيد من دوليات