Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتعرض لـ3300 هجمة سايبر خلال ستة أشهر من الحرب

سرقة معلومات 100 هدف ومحاولات إلحاق الضرر بمصافي تكرير النفط

اعتبرت رئيسة قسم العمليات في مديرية السايبر الوطنية في إسرائيل، دانا تورين، هجمات السايبر نوعاً خطيراً من الحرب (رويترز)

ملخص

في مقارنة بين هجمات نُفذت قبل حرب "طوفان الأقصى" وأخرى خلال الحرب، تبين أن هناك اختلافاً في نوعية الأهداف وطرق الهجوم والاختراق، وبحسب مديرية السايبر الوطنية الإسرائيلية، فإن الأهداف قبل الحرب كانت في معظمها لإلحاق الضرر بالبيئة وجودة الحياة. أما خلال الأشهر الستة للحرب فقد شُنّت الهجمات على نطاق أوسع مع التركيز على إلحاق الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي.

شكلت "حرب السايبر" بين إسرائيل ومن تعتبرهم أعداءها، جزءاً مهماً من حرب "طوفان الأقصى" المستمرة منذ ستة أشهر ما استدعى أن تنشئ تل أبيب أكثر من وحدة في الجيش ووحدات خارجية للتدريب والعمل لتخفيف بأكبر قدر ممكن من الأضرار التي تلحق بأماكن وأهداف متعددة ومن بينها أهداف استراتيجية وعسكرية مهمة نتيجة هذه الهجمات.
وشهد أول شهرين من الحرب النسبة الأعلى من هجمات السايبر، تجاوزت حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 1200 هجوم، اعترفت إسرائيل أكثر من مرة بنجاح بعضها في إلحاق أضرار كبيرة في مختلف المجالات، مثل المستشفيات، وبنى تحتية، وحتى أماكن استراتيجية، وفي كثير من الهجمات لم تتمكن كافة الوسائل التي استُخدمت من استعادة المواد والمعلومات التي تمت السيطرة عليها.
وفي تل أبيب عُقد خلال الشهرين الأخيرين أكثر من مؤتمر لبحث التحديات التي تواجهها إسرائيل إزاء ما تتعرض له من هجمات سايبر. وضمن المعطيات التي نشرتها مديرية السايبر الوطنية، فقد تعرضت إسرائيل منذ "حرب طوفان الأقصى" لثلاثة آلاف وثلاثمئة هجمة سايبر، بينها 800 هجمة وُصفت بالخطيرة والواسعة والتي ألحقت أضراراً بالغة في بعض الأماكن، وكان يمكن أن تلحق هجمات أخرى أضراراً تمس حتى بالاستمرارية الوظيفية للاقتصاد.
أما الضرر الأكبر فهو النجاح في سرقة معلومات من مئة هدف تم اقتحامه، فيما حددت مديرية السايبر مصدر الهجمات، بأنها تأتي من قبل أهداف إيرانية وروسية وصينية بشكل أساس. وبحسب مديرية السايبر فإن العديد من المهاجمين يعملون، بالأساس، ضد إسرائيل وتتهم المديرية إيران بقيادة هذه الهجمات.
واعتبرت رئيسة قسم العمليات في مديرية السايبر الوطنية، دانا تورين، هجمات السايبر نوعاً خطيراً من الحرب، وقالت إن من بين الهجمات الـ 800 الكبيرة والخطيرة كانت هناك محاولات لإلحاق الضرر بالبنى التحتية الحيوية لإسرائيل مثل مصافي تكرير النفط، أو ما تم من محاولات لإتلاف أجهزة التحكم بالمياه وإلحاق الضرر بالبنى التحتية للكهرباء".
مديرية السايبر الوطني، وفي أعقاب تكثيف هجمات السايبر أقامت خلال الحرب، غرفة طوارئ أيضاً لمساعدة السكان في حال انعكست الأضرار على مجالات يومية تخصهم.
ومما كشفته مديرية السايبر فإنه من بين الهجمات الخطيرة، تشفير أنظمة حساسة في محاولة لتعطيلها عبر مهاجمة وحدات التحكم التي تعمل في مختلف المجالات الأساسية. وقالت تورين إنه "خلال أشهر من الحرب تم التركيز على تشفير الشبكات التنظيمية وهذا لا يعني اقتحام شبكات الشركة مثلاً وتشفيرها بل حذف معلومات منها وقد تم ذلك، ولكن في الكثير من الحالات اضطررنا إلى إلغاء كل شيء لمنع السيطرة على مركز المعلومات والحصول على معلومات من مواقع حساسة مستهدفة".
وتكشف تورين أنه "وفق ما تبين من الهجمات ونوعيتها فإن هدف المهاجمين، أحياناً، هو في العمليات التي تنفذها إسرائيل في الخارج وتستهدف اغتيال وإحباط رؤساء المنظمات الإرهابية في الدول المختلفة". وأضافت أن "الهدف من عمليات هجوم كهذه، وفق ما نرى، هو أن يظهر المهاجمون ما يعرفونه مثل العمليات التي ستنفَذ وما يتم من تخطيط وكيفية الوصول إلى الهدف ولكن الأهم أيضاً هو محاولاتهم تدمير المعلومات وسرقتها وقد نجحوا في سرقة معلومات من مئة هدف نجحوا بالهجوم عليه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الخوف وعدم ثقة الجمهور

وفي مقارنة بين هجمات نُفذت قبل حرب "طوفان الأقصى" وأخرى خلال الحرب، تبين أن هناك اختلافاً في نوعية الأهداف وطرق الهجوم والاختراق، وبحسب مديرية السايبر الوطنية، فإن الأهداف قبل الحرب كانت في معظمها لإلحاق الضرر بالبيئة وجودة الحياة. أما خلال الأشهر الستة للحرب فقد شُنّت الهجمات على نطاق أوسع مع التركيز على إلحاق الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي، وتقول تورين، "هم يعرفون كيف يختارون أهدافهم. إنهم يعرفون من يهاجمون وكيف يصلون إليه. انهم يركزون ويختارون أهدافاً أفضل وأكثر حساسية واستراتيجية مما كان عليه من قبل الحرب، أما خلال الحرب فهم يحاولون نشر الخوف وزعزعة ثقة الجمهور بالقيادة".
مع بدء هجمات السايبر خلال فترة الحرب بذلت جهود حثيثة من أجل ضمان الحماية لمختلف الأماكن الاستراتيجية التي توقعت إسرائيل استهدافها، وبالأساس أماكن أمنية وعسكرية وسياسية تابعة للمؤسسات الرسمية، إلى جانب شبكتَي الكهرباء والمياه والتي تبيّن أن بعض الهجمات نجحت في اختراقها ولكن، وفق مديرية السايبر لم تنجح في إحباط عملهما لكنها ألحقت أضراراً بالشبكتين.
وتحملت مديرية السايبر الوطنية قسطاً كبيراً من المسؤولية وبذلت جهوداً للتحضير قبل حدوث الهجمات لكن شيئاً لم يمنع نجاحات كثيرة لصعوبة التعرف إلى توقيت الهجمات ونوعيتها ولكن، تقول تورين، "في بعض الأحيان نجحنا في التعرف إلى الاعتداء فور وصوله ولكن قبل أن يصل إلى عمق الهدف والسيطرة عليه، ولكن الحقيقة أن الاستعداد للتصدي لهجمات السايبر يتطلب وقتاً طويلاً من يوم الهجوم ومن الصعب جداً السيطرة عليه في فترة زمنية فورية والحفاظ على الاستمرارية الوظيفية".

هجمات لتعطيل أنظمة الهجوم والدفاع

على رغم محاولة التنصل من الرد على أسئلة مطروحة منذ السابع من أكتوبر حول تعطيل أجهزة الدفاع والهجوم، إلا أن تقرير مديرية السايبر الوطنية كشف في جانب نشاطها للمساعدة في إدارة الحرب في قطاع غزة، عن هجمات سايبر استهدفت تعطيل أنظمة الهجوم والدفاع، التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا اليوم. وذُكر أن الأهداف الرئيسة لمديرية السايبر في هذه الحرب هو حماية جهود الجيش الإسرائيلي، وحماية أمنه. وفي هذا الجانب تقول رئيسة قسم العمليات في مديرية السايبر إن "هذا الهدف ضمن أولويتنا القصوى لقد بذلنا جهوداً حثيثة وساعدنا أيضاً في الهجمات التي وقعت في محاولات المس بنشاطات الجيش وجميع قواتنا في جميع القطاعات وعملنا أيضاً بشكل كبير لتقليل مساحة الهجوم، سواء بإغلاق وتعطيل الكاميرات أو التحكم الوثيق وأي نوع آخر من وحدات التحكم التي يمكن أن تؤثر بطريقة أو بأخرى على القتال".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير