Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ندوب "داعش" على الخريطة العالمية ورهاناتها الجديدة

كنز وثائق "لا يقدر بثمن" يتعقب التنظيم منذ نشأته 1999 ويظهر تكيفه مع المتغيرات وتركيزه على مناطق المعادن والثروات المضطربة

وثائق انتشار "داعش" كما بدت على الخريطة العالمية (اندبندنت عربية)

ملخص

مع أن المنصة التي أطلقها "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" في نسخته الإنجليزية ووصفها بـ"الكنز الذي لا يقدر بثمن"، لا تزال في مرحلتها الأولى وتفتقر بعض محطات التنظيم فيها إلى أي مرفقات، خصوصاً في البدايات الأولى ومراحل ما قبل عام 2006، إلا أنها ضمت حتى الآن قاعدة معلومات ضخمة تحدث باستمرار، بلغت حين كتابة التقرير 3130 وثيقة مفصلة، تحيل إليها دبابيس بعددها وبألوان حمراء وخضراء وزرقاء ترمز إلى طبيعة الحدث الذي تحتفظ به الوثيقة.

تعقبت خريطة تفاعلية جديدة تحركات تنظيم "داعش" منذ نشأته الأولى في أفغانستان عام 1999 بالوثائق والبيانات والملاحقات وسائر التفاعلات المحيطة بالتنظيم عبر القارات، جُمع أكثرها من "المصادر الأولية" عبر الأطراف اللصيقة، مثل "داعش" نفسه والمواجهات معه، وتعقب الحكومات عناصره وتصنيفهم على القوائم ومحاكماتهم.

وأظهرت الخريطة التطورات في هذا الشأن على هيئة ندوب أو "دبابيس" مزروعة في جسد تضاريس القارات والدول والمدن التي نشط فيها التنظيم الدموي بأي شكل، مثل التحريض والتهديد بالهجمات، فضلاً عن تنفيذها أو إحباطها من جانب جهات مكافحة الإرهاب المحلية والدولية، وكل ذلك من خلال وثائق تظهر بسلاسة على يمين الشاشة لمجرد النقر على الدبوس.

ومع أن المنصة التي أطلقها "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" في نسخته الإنجليزية ووصفها بـ"الكنز الذي لا يقدر بثمن"، لا تزال في مرحلتها الأولى وتفتقر بعض محطات التنظيم فيها إلى أي مرفقات، خصوصاً في البدايات الأولى ومراحل ما قبل عام 2006، إلا أنها ضمت حتى الآن قاعدة معلومات ضخمة تحدث باستمرار، بلغت حين كتابة التقرير 3130 وثيقة مفصلة، تحيل إليها دبابيس بعددها وبألوان حمراء وخضراء وزرقاء ترمز إلى طبيعة الحدث الذي تحتفظ به الوثيقة.

أطوار الموت والحياة بدأت من "هيرات"

وكشفت الندوب على التضاريس العالمية كيف أن "داعش" الذي حاول مرات عدة التخفي للإيحاء بأنه ذاب في المنظومات من جنسه أو مات، عاد في مرحلة لاحقة أكثر خطورة وتصميماً.

ومع أن التنظيم اتبع تلك السياسية بعد رحلة أفغانستان ومقتل زعيمه المؤسس أبو مصعب الزرقاوي إلا أن حيلته انطلت في ما بدا حتى في آخر محطاته، عند اعتقاد كثيرين أنه قد أصبح شيئاً من الماضي بعد إعلان التحالف الدولي هزيمته إثر سحق مجاميعه في "الباغوز" السورية قتلاً وأسراً في فبراير (شباط)  2019، ومقتل زعيمه أبي بكر البغدادي بعد ذلك في أكتوبر (تشرين الأول) بغارة أميركية، إذ اتضح أن "داعش" التقط أنفاسه بعد ذلك ووسع رقعة انتشاره بأضعاف، ليصبح أكثر تهديداً لمناطق خارج الشرق الأوسط في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا بشقيها الشمالية والجنوبية.

معالجة "العجز المعرفي" وأحاديث التمني

ويعتبر المعهد الذي وقف خلف هذا العمل أن "الخريطة تملأ فجوة من خلال إتاحة المعلومات حول أنشطة المجموعة في جميع أنحاء العالم لمعالجة أحد أكبر حالات العجز المعرفي المتعلقة بتنظيم يتطور مع مرور الوقت"، مشيراً إلى أن تنظيم المصادر على النحو الذي أخرجه من شأنه أن "يساعد في تصحيح  المفاهيم الخاطئة، ليس فقط من خلال توثيق الأنشطة الأخيرة للجماعة ولكن أيضاً من خلال توفير سرد تاريخي أرشيفي عميق لحركة جديدة متغيرة ومتكيفة".

وتسلط الخريطة أيضاً الضوء على مكان عمل المجموعة وتوسعها اليوم، وما يمكن أن تنذر به هذه التطورات في المستقبل، بينما لفت قائد المشروع الوثائقي المتخصص في الشأن الجهادي أرين زيلين إلى أن العمل بمثابة "حصانة من التمني والمبالغة أو التقليل من بعض التهديدات من دون أدلة كافية، خصوصاً أن العنصر التفاعلي يجعل العملية أكثر جاذبية ويجعل الحقائق أكثر وضوحاً للرؤية".

 

واعتبر أن "كنز المعلومات الواردة في الحقول الأولية التي يبلغ عددها آلافاً قد يساعد المسؤولين الحكوميين والباحثين في حد سواء على التنقل في عالم الجهاديين الغامض داخل تنظيم الدولة الإسلامية، واقتراح تدابير مضادة وعملية على بصيرة".

ويتميز "داعش" من بين التنظيمات المتطرفة بتوثيق أنشطته على نحو قلل طابع السرية وهالته التي لطالما كانت سمة رئيسة للجماعات السرية الجهادية، بل حتى الإسلاموية الإخوانية التي تفرع منها، مما سهل على الباحثين رصد نشاطاته وطبيعة عمله وفهم إستراتيجيته، وهو ما صار أكثر سلاسة مع كم البيانات الجديد الذي جمعته الخريطة في قالب واحد جعل إمكان تحليل اتجاهات دولة البغدادي المتناثرة ورهاناتها المستقبلية أكثر وضوحاً، وأقرب للانكشاف أكثر من أي وقت مضى، للمهتمين بمقارعة التنظيم فكرياً وعسكرياً وإعلامياً.

الشغف بالمعادن والثروات

ويشير الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي جبرين عيسى في اتصال مع "اندبندنت عربية" إلى أن "داعش" وعلى رغم توسع رقعة انتشاره في القارة إلا أن إستراتيجيته مع الوقت صارت مكشوفة، فهو يحاول استغلال مناطق الأطراف البعيدة من أعين الحكومات المركزية بحثاً عن "الثروات والمعادن" التي يمكن نهبها بسرعة، ولا سيما إن كان سكانها من أقليات مسلمة يمكن استمالتهم أيدولوجياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال إن "داعش" في أفريقيا يحاول أن يكون قريباً من مناطق التعدين ومناطق الموارد الطبيعية، فهو يحاول أن يستخدم هذه الموارد في سبيل تمويل عملياته الإرهابية واستقطاب أنصار جدد وحلفاء، وهي مناطق معظمها تقع في أطراف نائية بعيدة من المدن، ودائماً فيها مليشيات وخلافات كثيرة".

 ومن بين الأمثلة على ذلك، بحسب قوله، وصولهم قبل عامين إلى مناجم التعدين في "وسط الكونغو الديمقراطية، كونغو كينشاسا، حيث سيطروا على بعض المناطق فيها أيضاً، ووجودهم في موزمبيق أيضا مبني على هذه الإستراتيجية لأنهم موجودون في مناطق الشمال الغنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب والفحم، وأيضاً الغاز والبترول، وبخاصة في إقليم كابو دي الجادو في شمال موزمبيق المحاذي لتنزانيا"، مؤكداً أن السياسة نفسها تتبعها في استهداف منطقة الساحل في غرب أفريقيا من خلال ترصد مواقع الثغرات والنزاعات الإثنية والعرقية والقبلية والسياسية في الإقليم.

منطقة الخليج بين التحصين والتهديد

وباستخدام أدوات التحليل التي وفرتها الخريطة التفاعلية فقد صار لافتاً أن حركة التنظيم التي تلبدت بها أجواء معظم الكرة الأرضية من الصين شرقاً إلى أميركا اللاتينية غرباً، شهدت انحساراً متدرجاً في منطقة الخليج ولا سيما السعودية خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن ذلك لا يعني أن التهديد انتهى بالكلية، بدليل ملاحقة السلطات الأمنية والقضائية في الكويت عناصر شبابية جندت في يناير (كانون الثاني) 2024، وشخص من جنسية أخرى يبشر بفكر "داعش" في الدولة الخليجية.

لكن الكاتب السعودي عبدالله بن بجاد أوضح أن الجهد الأمني والسياسي في المنطقة وإن كان حاسماً في إلحاق أكبر الضرر بالتنظيم والمجموعات الشبيهة به إلا أن الشق الفكري لا تزال أدوات تفعيله غير كافية، وضرب مثلاً بالمقولة الشائعة بهزيمة "داعش" و"القاعدة" وانتهاء الصحوة، معتبراً أن "ظنون نهاية ’داعش‘ ونهاية الإرهاب فرع عن مقولة نهاية الصحوة، وهي تسويق للوهم على أنه معرفة، وهي مقولات لا يقولها إلا من لا يدرك معناها ودلالتها العلمية أو من يسعى إلى توظيفها لأغراض أخرى، ولو بذل المروجون لها جهدهم لإقناع ’داعش‘ بالتخلي عن الإرهاب لربما نجحوا في تخفيف الإرهاب بدلاً من تضييع الوقت في القول بنهاية الصحوة ونهاية الإرهاب".

أما "داعش" فرأى أنه أثبت في روسيا وفي أوروبا، مثل فرنسا وغيرها، أنه لم يزل قادراً على التجنيد والتخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية، فيما كانت "وسائل التواصل الاجتماعي مفرخة لأجيال جديدة من الإرهابيين".

ويعيد المستشار في التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب اللواء عبدالله القحطاني أن تراجع تهديدات "داعش" في السعودية ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي أمر مشاهد يعود لـ "تكامل عناصر محاربة هذا التنظيم من خلال القاعدة المجتمعية الرافضة لمثل هذا الفكر وهذا التنظيم، إلى جانب وعي الحكومات بجدية تهديداته، ثم يأتي جهد المؤسسات الأمنية التي تقوم بدور ريادي وتنسيقي هائل وهذا مهم جداً"، مؤكداً أن ظروف مجلس التعاون الخليجي على المستوى الشعبي والرسمي جيدة "وساعدتهم في ألا يترعرع هذا التنظيم بينهم مجدداً، بينما العكس في الشام والعراق، فهناك "مخيم الهول"، وهناك أماكن أخرى يوجد فيها آلاف مؤلفة من عائلات ’داعش‘ وضمنهم خلايا ’داعش‘ وأعضاء فيه وذئاب منفردة".

1100 عملية في عام واحد

ويرى في حديثه مع "اندبندنت عربية" أن إعلان هزيمة "داعش" من بعض القوى "جاء لأغراض سياسية وليس لأنه هزم بالفعل، ونعم تراجع لكنه نشط وحيّ، وأصبحت لديه المرونة العالية على التمدد الأفقي في العالم، والضربات التي تلقاها من جانب التحالف الستيني بقيادة أميركا كانت مهمة، لكن الجهود في هذا الصدد الآن شبه متوقفة في حين تزداد إمكانات التنظيم وثرواته الهائلة".

وألمح إلى أن الانتشار المتزايد في القارة السمراء "وتخادمه مع منظمات الجريمة المستمر وحصوله على فدى جراء الاختطاف يعني وجود جهات دولية ربما تتلاعب بالتنظيم وتستفيد منه".

وكشفت الوثائق التي وفرتها الخريطة عبر المصادر المتعددة أن التكامل بين ولايات التنظيم الآن بات أكثر حتى من وقت ازدهاره وإعلانه الخلافة المزعومة من مدينة الموصل في يوليو (تموز) 2014، فبلغت هجماته في غضون عام فقط من الآن 1100 عملية، خلفت أكثر من 4900 قتيلاً وجريحاً في 14 ولاية مزعومة، وذلك من أصل كل العمليات المرصودة منذ إسقاط دولة التنظيم في الرقة البالغ عددها 15 ألف عملية عبر 52 ولاية، راح ضحيتها نحو 56 ألف قتيل وجريح.

وهكذا رجح اللواء القحطاني أن الميليشيات المتطرفة "استفادت من إهمال محاربيها الجانب الفكري الذي يجب أن يعالج جذور الإرهاب"، وهذا ما قال إن "التحالف العسكري الإسلامي تفطن إليه فوضع سلاح الفكر هو الأول في محاربة ’داعش‘ ومثيلاته من خلال أجهزته المنبثقة عن عضوية 43 دولة".

شكل جديد لنهب ثروات القارة

وفي ظل عودة "داعش" إلى الازدهار على النحو الذي أظهرته خريطة البيانات على وجه أدق من ذي قبل، لا يتردد الباحث في الشأن الأفريقي جبرين عيسى في الجزم بأن خلف التنظيم جهات مستفيدة من نشاطه لا تظهر في الواجهة، لكن ذلك لا يعني أنها غير موجودة، "وجاء ذلك صريحاً في الأسباب المعلنة من جانب بعض دول الساحل الأفريقي مثل مالي والنيجر في تبريرها طرد القوات الفرنسية، إذ اتهمتها بالمتاجرة بملف محاربة الإرهاب".

ونفت باريس تلك التهم، فهي إنما أطلقت عملياتها أساساً في المنطقة لمكافحة تزايد نشاط التنظيمات الإرهابية وسيطرتها على أجزاء واسعة من شمال مالي، بحسب قولها، لكن الأطراف المحلية تربط بين ذلك الحضور القديم والجديد بثروات التعدين، خصوصاً اليورانيوم والذهب التي تحتفظ المنطقة باحتياطات كبيرة منها، لكن الأطماع نفسها قيل إنها تحرك أيضاً القوى الجديدة مثل "فاغنر، و"الفيلق الإفريقي" و"داعش" وميليشيات عدة تتصارع على تلك الثروات من دون أي غطاء أو عبر تفويض من دولها، كما في الحال الروسية.

الوجه "الرأسمالي" للتنظيم

ومع أن الجانب المادي أو الرأسمالي كان حاضراً في سلوك الجماعات المتطرفة منذ وقت باكر من تاريخها عبر التبرعات وأموال الفدية والاتجار في الممنوعات، إلا أن تركيز "داعش" على الثروات النفطية والتعدينية كان جديداً في اتجاه التنظيمات، مما يجعله أقرب أكثر إلى نهج عصابات المافيا العابرة للقارات على رغم ترديده الشعارات الدينية.

وفي هذا الصدد أبدى الباحث الأمني القحطاني أسفه لأن العالم "لم يعد مهتماً كثيراً بسلوك ’داعش‘ وأفكاره، ولا سلوك المجتمعات التي ينتشر فيها، ولا المسببات التي ساعدته في الانتشار مثل الجهل والتنمية والفقر والخلافات السياسية والانقلابات العسكرية وعدم التعاون الدولي في تبادل حقيقي للمعلومات"، وإزاء ذلك صار الجميع في تقديره "ينتظر الحل العسكري، و’داعش‘ وما سواه لن يغيّب بالقوة العسكرية وإنما بإقناع المجتمعات بأنها تنظيمات إرهابية، فإذا لفظتها المجتمعات سهل دحرها عسكرياً".

سبعة أرواح وأطوار

وتكشف الوثائق أن تتبع أطوار "داعش" منذ النشأة في أفغانستان عام 1999 يساعد في فهم سلوكه التنظيمي بشكل أفضل، فهو برز على النحو القائم حالياً بعد مروره بسبع مراحل، كان في كل واحدة منها كياناً مختلفاً ومعدلاً عن السابق، فقد بدأ بحسب الرصد تحت لافتة "جند الشام" (شبيبة) من 1999-2001، قبل أن يصبح "جماعة التوحيد والجهاد" 2002 - 2004، ليتطور بعد غزو العراق ويكون "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" بين عامي 2004 و 2006، ثم "مجلس شورى المجاهدين" الذي تأسس على أنقاضه بين عامي 2006 و 2013 ما سمي "دولة العراق الإسلامية"، وبعده في عام 2014 أطلق عليه بعد الاستيلاء على مزيد من الأراضي السورية اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، واختصاراً "داعش"، لينتهي به المطاف إلى اسم "تنظيم الدولة الإسلامية" الذي صار في مرحلة لاحقة من عام 2014 النعت الذي يعرف به نفسه حتى بعد سقوط كيانه الجغرافي في الرقة وإلى اليوم.

وقالت إحدى زوجات زعيم التنظيم في حوار مع قناة "العربية" أخيراً إن البغدادي تلبسه الغرور في تلك المرحلة، ولا سيما بعد خطبته في الموصل وإعلان نفسه خليفة مزعوماً للمسلمين بعد مرور نحو 100 عام من حل مؤسسة الخلافة الشكلية التي كان العثمانيون الأتراك يوظفونها في فرض هيمنتهم على مناطق عربية وإسلامية لقرون عدة.

أما قصة الميلاد الأول للتنظيم فهي كما تنقل المنصات الجهادية نقلاً عن القيادي في تنظيم "القاعدة" الموجود في إيران سيف العدل، فإنها بدأت على يد أبو مصعب الزرقاوي عندما أجرى أول اتصال مع "القاعدة" وأسامة بن لادن وقدم إلى أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) عام 1999 ليؤسس بدعم من "القاعدة" خليته الجهادية الخاصة عبر إنشاء معسكر لتدريب المقاتلين من أصول بلاد الشام والقادمين من ألمانيا وأوروبا في "هيرات" الأفغانية على الحدود الإيرانية.

وفي أعقاب تفجيرات الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001 هرب الزرقاوي على وقع بدء الهجوم الأميركي على كابول الانتقامي إلى إيران ثم إلى شمال العراق (كردستان)، ولجأ إلى جماعة "أنصار الإسلام" هناك ليؤسس لاحقاً خليته الخاصة "جماعة التوحيد والجهاد"، ويكمل بعدها مسيرته المعروفة التي انتهت بمقتله في السابع من يونيو (حزيران) عام 2006 عند استهدافه من القوات الأميركية التي صنفته على قوائم المطلوبين لها منذ عام 2003، بعد أن قام بتأسيس تنظيم "القاعدة" في العراق، والذي ستؤثر أيديولوجيته المتطرفة في الحركات الجهادية في جميع أنحاء العالم، وسيصبح معروفاً باعتباره الشخصية المؤسسة لتنظيم "داعش"، وفق توصيف الوثائق الأميركية، لكن التنظيم توسع أكثر بزعامة أبوبكر البغدادي الذي كان وفياً لمبادئ الزرقاوي شديدة العنف والتي ورثها من بعده حتى اليوم.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات