Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نازحو إسرائيل يترقبون العودة حتى لو كلفت حربا شاملة مع "حزب الله"

يستعد سكان الشمال والجيش لاحتمال تطور الاشتباكات إلى صراع مدمر مع لبنان

شريط شائك عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)

ملخص

مع بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، اضطر نحو 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل إلى مغادرة منازلهم في أول عملية إجلاء جماعي في المنطقة، ولا يمكنهم العودة بأمان في ظل استمرار القصف

كان إيلي هاريل جندياً إسرائيلياً في أوائل العقد الرابع من عمره عندما أرسل إلى لبنان في عام 2006 للمشاركة في القتال ضد مسلحي جماعة "حزب الله" المتحالفة مع إيران في حرب دامية استمرت شهراً كانت غير حاسمة إلى حد كبير.

والآن، يستعد هاريل (50 سنة) للانضمام مرة أخرى إلى الجيش لقتال الجماعة نفسها إذا تحول القصف على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة مع أقوى حليف إقليمي لإيران. وقال إن القوات الإسرائيلية ستواجه هذه المرة أصعب تحديات يمكن تخيلها في القتال.

وقال لوكالة "رويترز، "توجد أفخاخ في كل مكان... يخرج أشخاص فجأة من الأنفاق. على المرء أن يظل في حالة تأهب دائماً وإلا سيموت".

ويعيش هاريل في حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، التي تقع ضمن النطاق الذي يمكن لأسلحة "حزب الله" الوصول إليه. وحث رئيس بلدية حيفا السكان في الآونة الأخيرة على تخزين مواد غذائية وأدوية بسبب تزايد خطر تطور الأمر إلى حرب شاملة.

تبادل القصف

وتتبادل إسرائيل و"حزب الله" الضربات يومياً عبر الحدود منذ ستة أشهر بالتوازي مع الحرب في غزة، في تصعيد أثار تزايد نطاقه وتطوره مخاوف من صراع إقليمي أوسع.

ومنذ 2006، كونت جماعة "حزب الله" ترسانة مهولة من الأسلحة. ومثل حركة "حماس" التي تخوض قتالاً مع إسرائيل في غزة، تمتلك الجماعة شبكة من الأنفاق لنقل العناصر والأسلحة. ويتدرب عناصرها منذ أكثر من عقد مع جيش النظام السوري برئاسة بشار الأسد.

واقتصرت هجمات "حزب الله" حتى الآن على قطاع في شمال إسرائيل، في محاولة لتشتيت القوات الإسرائيلية بعيداً من غزة. وقالت إنها مستعدة لإبعاد الحزب عن الحدود لكن لم توضح السبيل لتحقيق ذلك.

 

"منفيون في بلدهم"

واضطر نحو 60 ألفاً من سكان شمال إسرائيل إلى مغادرة منازلهم في أول عملية إجلاء جماعي في المنطقة، ولا يمكنهم العودة بأمان في ظل استمرار القصف. وأدى ذلك إلى تصاعد الدعوات داخل إسرائيل لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد "حزب الله".

 وعلى الجانب الآخر من الحدود، نزح نحو 90 ألفاً في لبنان بسبب الضربات الإسرائيلية.

وقال المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، إن بلاده يجب أن تعلن عن موعد في الأشهر القليلة المقبلة يمكن فيه للمدنيين الإسرائيليين النازحين العودة، إما بمواجهة "حزب الله" بصورة فعالة لتقليص الضربات أو خوض حرب شاملة.

وأضاف، "لا يمكن أن يكون الإسرائيليون منفيين في بلدهم. هذا لا يمكن أن يحدث. إنها مسؤولية قوات الدفاع الإسرائيلية أن تدافع عن المدنيين. وهو ما فشلنا فيه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته "حماس" على جنوب إسرائيل وأشعل فتيل أحدث حرب في قطاع غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استعدادات إسرائيلية

ولم ترد جماعة "حزب الله" على طلب للتعليق. وقال الأمين العام للجماعة حسن نصرالله في فبراير (شباط) الماضي، إن سكان شمال إسرائيل "لن يعودوا" إلى منازلهم.

وقال الجيش الإسرائيلي في أبريل (نيسان) الجاري، إنه أكمل خطوة أخرى في التجهيز لحرب محتملة مع "حزب الله" تركزت على الأمور اللوجيستية، منها الاستعدادات "لتعبئة واسعة النطاق" لجنود الاحتياط.

ومن المحتمل أن يؤدي الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" إلى دمار هائل في كلا البلدين. وفي حرب 2006، قتل 1200 شخص في لبنان و158 في إسرائيل.

ومنذ أكتوبر، قتل أكثر من 300 شخص في القتال في المنطقة الحدودية معظمهم من عناصر "حزب الله".

وإذا اندلعت حرب فمن المحتمل أن تقصف إسرائيل أهدافاً في جنوب لبنان قبل أن يحاول جنودها التقدم لمسافة 10 كيلومترات في الأقل عبر الحدود. ومن المرجح أن يستخدم الحزب ترسانته المقدرة بأكثر من 150 ألف صاروخ لاستهداف مدن إسرائيلية. وفي حرب 2006 أطلقت الجماعة نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل.

أضرار "هائلة" محتملة

وقال أساف أوريون، وهو بريغادير إسرائيلي متقاعد، لوكالة "رويترز"، إن هناك احتمالاً متزايداً لاندلاع حرب بين إسرائيل و"حزب الله" إما بسبب تصعيد غير مخطط له في الاشتباكات أو بسبب نفاد صبر تل أبيب مع عدم قدرة مواطنيها على العودة إلى ديارهم.

وأضاف أوريون أن شدة القصف في أي حرب يمكن أن تكون أكبر بـ10 أمثال مما يحدث في غزة.

وأوضح، "الأضرار ستكون هائلة... سيبدو القتال في غزة وكأنه لا شيء مقارنة بهذا المستوى من القتال".

وفي عام 2006 جرى استهداف مدينة حيفا الساحلية التي يمكن منها رؤية الحدود اللبنانية في يوم صاف. وقتل ثمانية أشخاص في أسوأ هجوم.

وهدد نصرالله في عام 2016 بأن يستهدف الحزب صهاريج تخزين الأمونيا في حيفا، محذراً من أن النتيجة ستكون "مثل قنبلة نووية".

والإحساس السائد في حيفا هو مزيج من القلق وتقبل القضاء والقدر. وانتقل المئات من الإسرائيليين الذين أجلوا إلى المدينة، وقال كثر إن حرباً أخرى قد تكون السبيل الوحيد للعودة إلى ديارهم.

وقال أساف هيسد (35 سنة)، الذي كان يعيش في تجمع سكني على بعد كيلومترين من الحدود، إن أمام الجيش مهلة حتى سبتمبر (أيلول) لإجبار "حزب الله" على التراجع وإلا سينتقل السكان إلى أماكن أخرى.

وأوضح، "علينا أن نتخذ قريباً قراراً في شأن المكان الذي سنعيش فيه، لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو لفترة أطول".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير