Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إصابة 8 جنود بضربة جوية إسرائيلية على دمشق

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها استهدفت مركز تدريب للاستخبارات العامة كان قد استولى عليه "حزب الله" وحوله إلى معتقل ومركز له

بين المصدر أن الضربة أسفرت عن إصابة ثمانية عسكريين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية (مواقع التواصل)    

أصيب ثمانية عسكريين ووقعت أضرار مادية جراء ضربة إسرائيلية استهدفت ليل الخميس - الجمعة موقعاً في محيط دمشق ، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) صباح الجمعة.

وذكر مصدر عسكري، في تصريح لـ"سانا" أنه نحو الساعة العاشرة و5 دقائق من مساء الخميس شنت إسرائيل "عدواناً جوياً" من اتجاه الجولان السوري مستهدفاً أحد المواقع في محيط دمشق.

وبين المصدر أن الضربة أسفرت عن إصابة ثمانية عسكريين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "انفجارات دوت في ريف دمشق الجنوبي والجنوبي الغربي، نتيجة قصف إسرائيلي لمركز تدريب للاستخبارات العامة، كان قد استولى عليه "حزب الله" اللبناني منذ عام 2014، وحوله إلى معتقل ومركز له، قرب بلدة نجها بريف دمشق".

والمرصد منظمة حقوقية غير حكومية مقرها في لندن لكنها تعتمد في معلوماتها على شبكة واسعة من المصادر داخل سوريا.

وأكد المرصد أن لديه "معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية" نتيجة هذا القصف، لكنه لم يعلن عن أي حصيلة.

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية التي استهدفت الجيش السوري وفصائل مسلحة موالية لإيران تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري وفي مقدمها "حزب الله" اللبناني.

وزادت وتيرة هذه الضربات الإسرائيلية منذ اندلعت الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس" في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ونادراً ما تعلق إسرائيل على ضرباتها في سوريا، لكن الدولة العبرية تقول إنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها في البلد المجاور.

وشكل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل (نيسان)، ومقتل قياديين كبيرين في "الحرس الثوري" الإيراني، ضربة قوية لطهران، التي ردت في الـ13 من أبريل بهجوم غير مسبوق ضد إسرائيل، استخدمت فيه أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لتل أبيب.

وبعد أسبوع، استهدف هجوم نسب إلى إسرائيل وسط إيران، لكن طهران قللت من أهميته وقالت إنها لن ترد عليه.

تقليص القوات

ويوم الـ24 من أبريل الماضي نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من "حزب الله" و"المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن طهرن قلصت من وجودها العسكري في سوريا بعد ضربات إسرائيلية استهدفت عدداً من قيادييها العسكريين.

ومنذ سنوات النزاع الأولى في سوريا، كانت إيران أحد أبرز داعمي الرئيس بشار الأسد، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. وينتشر نحو 3 آلاف مقاتل ومستشار عسكري من "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، بحسب المرصد، لكن طهران تتحدث فقط عن مستشارين يعاونون القوات الحكومية.

وتدعم طهران مجموعات موالية لها، على رأسها "حزب الله"، في القتال إلى جانب الجيش السوري. ويتحدث المرصد عن وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الموالين لإيران سوريين ولبنانيين وأفغان وباكستانيين في مختلف المناطق.

وقال مصدر مقرب من "حزب الله" من دون الكشف عن هويته، "أخلت القوات الإيرانية منطقة الجنوب السوري، وانسحبت من مواقعها في ريف دمشق ودرعا والقنيطرة" في جنوب البلاد خلال الأسابيع الماضية.

وأضاف المصدر "لها في دمشق مكتب تمثيلي فقط يتم عبره التواصل بين الدولة السورية والحلفاء"، في إشارة إلى الفصائل الموالية لإيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أن الاجتماعات "كانت تعقد داخل القنصلية الإيرانية، ظناً (من منظميها) أنهم بمأمن من الضربات الإسرائيلية"، وفق المصدر ذاته.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "أخلت القوات الإيرانية مقار بدءاً من دمشق وفي جنوب البلاد، وصولاً إلى الحدود مع الجولان المحتل من إسرائيل، خشية استهدافها مجدداً".

وأضاف أن مقاتلين من "حزب الله" وآخرين عراقيين حلوا مكان القوات الإيرانية في المناطق المذكورة.

وإذا كان قصف القنصلية سرع سحب قوات إيرانية من محافظات عدة في سوريا، إلا أن عملية تقليص الوجود العسكري بدأت منذ مطلع العام، على وقع ضربات إسرائيلية طاولت أهدافاً إيرانية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

واتهمت إيران في الـ25 من ديسمبر (كانون الأول) 2023 إسرائيل بقتل رضى موسوي، القيادي البارز في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" في ضربة قرب دمشق.

وبحسب المرصد، غادرت دفعة من المستشارين الإيرانيين خلال مارس (آذار) على وقع الضربات الإسرائيلية.

النأي بالنفس

ويحرص النظام السوري منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها، على رغم أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والمنسوب إلى إسرائيل، كاد أن يشعل المنطقة، وفق ما يقول محللون.

وبعد 13 عاماً من نزاع دام في سوريا، يحاول الرئيس بشار الأسد الموازنة بين داعمتيه الرئيستين إيران، عدو إسرائيل اللدود التي سارعت ومجموعات موالية لها إلى "مساندة" حركة "حماس"، وروسيا التي تدفع باتجاه الاستقرار في المنطقة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي غربي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن "الأسد تلقى تحذيراً واضحاً من الإسرائيليين بأنه إذا ما استخدمت سوريا ضدهم، فسيدمرون نظامه".

ويقول المحلل في معهد واشنطن أندرو تابلر إن روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق عام 2018 "حثتاه على البقاء بمنأى عن النزاع" الدائر بين "حماس" وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، ومنذ ذاك الحين، ازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا.

وأثار تصعيد الضربات واتساع نطاق الحرب في غزة مخاوف من حصول رد على إسرائيل انطلاقاً من الجبهة السورية التي يخيم عليها الهدوء إلى حد بعيد منذ عقود.

إلا أنه وفي حين سارع حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن إلى فتح جبهات ضد إسرائيل دعماً لـ"حماس" التي ينضوون معها في ما يعرف بـ"محور المقاومة" بقيادة طهران، بقيت جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل هادئة نسبياً.

ويقول تابلر إنه تم إحصاء "بين 20 و30 هجوماً صاروخياً من سوريا" نحو الجولان منذ بدء الحرب، لم يسفر معظمها عن أضرار.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 26 هجوماً فقط، نفذتها مجموعات متحالفة مع "حزب الله" اللبناني.

ويشير تابلر إلى أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير آهلة، مضيفاً أن هذا ما "جرت قراءته في واشنطن وخارجها على أنه رسالة مشفرة، مفادها بأن الرئيس السوري يريد البقاء خارج النزاع في غزة".

المقابل الغربي

وبينما يبتعد الرئيس السوري عن الواجهة، يرى الدبلوماسي الغربي أن "الأسد يأمل خصوصاً أن يحصل على مقابل لضبط النفس من العرب والغربيين، ويدفعه الروس باتجاه ذلك".

وبعد عزلة دبلوماسية على المستوى الدولي منذ بدء النزاع عام 2011، يحاول الأسد إعادة تعويم نظامه خصوصاً بعد استئناف العلاقات تدريجاً مع دول خليجية بدءاً من 2018 واستعادة مقعده في جامعة الدول العربية، ويأمل الحصول من دول الخليج على تمويل يحتاج إليه من أجل مرحلة إعمار البلاد التي مزقتها سنوات الحرب وقضت على اقتصادها.

وفي حين خرجت في عواصم عربية عدة تظاهرات حاشدة دعماً للفلسطينيين في غزة، لم تشهد دمشق سوى تحركات خجولة ومحدودة.

المزيد من العالم العربي