Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إجلاء الفلسطينيين من رفح... إلى أين الوجهة؟

خصصت إسرائيل منطقة إنسانية موسعة ضمن المواصي لكن النازحين يؤكدون أن المكان لا يتسع أعداد الفارين من القصف

ملخص

كيف تبدو المنطقة الإنسانية الموسعة التي خصصها الجيش الإسرائيلي لاستيعاب النازحين من رفح؟

حملت فاطمة حقيبة الطوارئ وهرعت من بيتها هاربة حيث لا وجهة محددة لها، ومن دون أي وسيلة مواصلات كانت تركض السيدة في الشوارع تحت القذائف الصاروخية التي يطلقها الجيش الإسرائيلي بشكل عشوائي على جميع الأحياء الشرقية لمحافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

"كأن يوم القيامة بدأ" تقول فاطمة وهي تحاول أن تفكر أين تذهب لتأوي أطفالها، بعدما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان بعض مناطق رفح إخلاء المدينة التي تقع بالقرب من الحدود مع مصر.

صعوبة النزوح 

بعد فترة انتظار طويلة وجدت فاطمة عربة تجرها دابة، اعتلتها على الفور ونزحت بواسطتها نحو المنطقة الإنسانية الموسعة التي خصصها الجيش الإسرائيلي لاستيعاب نحو 1.5 مليون نازح تجمعوا في محافظة رفح، بعدما وصلوا المدينة هرباً من القصف الإسرائيلي على جميع أنحاء قطاع غزة.

 

استمرت رحلة نزوح فاطمة نحو خمس ساعات، وتقول "الجميع يهرب من رفح، الجيش الإسرائيلي استخدم قوة نارية كبيرة وأصيب الناس بحالة هلع وهربوا خوفاً من دون أن يصطحبوا معهم مستلزماتهم البسيطة، لقد جربنا النزوح للمرة الرابعة".

نزحت فاطمة من مدينة غزة التي تقع في النصف الشمالي للقطاع، وتوجهت إلى محافظة دير البلح في الوسط، وعلى إثر العمليات العسكرية للجيش اضطرت للنزوح نحو مدينة خان يونس جنوباً، ولكن العمليات البرية للقوات الإسرائيلية أجبرتها على الفرار نحو رفح، واليوم تجرب النزوح مجدداً وتأمل أن يكون الأخير.

 

نحو المنطقة الإنسانية الموسعة 

ما تعيشه فاطمة من رحلة نزوح قاسية للغاية ينطبق على أكثر من 1.5 مليون شخص تكدسوا جميعهم في محافظة رفح، وذلك استجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي الذي حثهم على اللجوء إلى آخر مدينة ويعتبرها معقل حركة "حماس" الأخير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استجابت فاطمة لأوامر القوات الإسرائيلية، وذهبت إلى المنطقة الإنسانية الموسعة التي حثها الجيش بالتوجه نحوها، لكنها عندما وصلت المنطقة لم تجد مكاناً لتأوي أطفالها فيه، إذ كان المحيط مكتظاً بالنازحين.

وخصص الجيش الإسرائيلي منطقة المواصي كمنطقة إنسانية لإيواء النازحين الذين يوجدون في رفح، ولضمان استيعاب جميع النازحين بأعدادهم الكبيرة، ووسعت تل أبيب المنطقة الإنسانية وضاعفت حجم الأراضي الآمنة.

 

أجزاء من خان يونس المدمرة 

وستمتد المنطقة الإنسانية الجديدة على طول شاطئ البحر من مواصي رفح جنوباً حتى مشارف ساحل النصيرات في وسط القطاع، وهذه المنطقة من المفترض أن تتمكن من استيعاب نحو مليون نازح.

وتشمل المنطقة الإنسانية الموسعة أيضاً أجزاء واسعة جداً من مدينة خان يونس جنوب القطاع، وهذه المحافظة انتهى الجيش الإسرائيلي من القتال العنيف فيها قبل أسابيع قليلة وأعلن أنه "طهرها" من كتائب حركة "حماس" وباتت "منطقة إنسانية".

 

وتمتد أيضاً المنطقة الإنسانية الجديدة إلى قبالة الرصيف البحري العائم الذي تبنيه الولايات المتحدة لتوصيل المساعدات عن طريق البحر إلى قطاع غزة، مما يوفر بديلاً عن معبري رفح وكرم أبوسالم اللذين يقعان في رفح ويتدفق منهما المعونات الإنسانية ولكن الجيش الإسرائيلي أخرجهما عن الخدمة.

خيام إيواء ومستشفيات 

في المنطقة الإنسانية الموسعة، نصبت إسرائيل نحو 40 ألف خيمة إيواء، وتفيد هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" بأن هذه الخيام اشتراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حسابه الشخصي من الصين.

وفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإنه جرى تعزيز المنطقة الإنسانية الموسعة بخمس مستشفيات ميدانية إضافة إلى المستشفيات الثابتة العاملة في المنطقة وعددها مرفقان طبيان اثنان.

يقول أدرعي "لقد نصبنا خيام إيواء، ونخطط لإرسال مزيد من الأغذية والمياه، لكل من يتجه نحو منطقة المواصي الإنسانية الموسعة، سوف تتدفق الأدوية والإمدادات الإضافية لكل النازحين، كما سيسمح بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع".

لا يوجد مكان لأعداد النازحين 

من تلك المنطقة الإنسانية الموسعة، تقول ريماس جمال "نزحنا إلى حيث أمرنا الجيش الإسرائيلي لكن تبين لنا أن المنطقة غير صالحة للحياة، وجميع الخيام مأهولة بالنازحين، هذا يعني أنه لم يتم تجهيز مكان مناسب لحجم الفارين من محافظة رفح".

في الواقع، تعد منطقة المواصي التي طالب الجيش السكان بالنزوح إليها، منطقة مكتظة بمخيمات النازحين من مدينة خان يونس ومحافظة وسط قطاع غزة، ولا يتوفر فيها أي من المقومات لاستقطاب مزيد من النازحين، وفقاً لما يؤكده مدير مكتب الإعلام الحكومي إسماعيل الثوابتة.

بحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن أوامر الإخلاء تشمل 100 ألف فلسطيني فقط، لكن الثوابتة يقول، إن هناك أكثر من 500 ألف فروا من رفح بحثاً عن مكان آمن، ولا يوجد أي مكان إنساني أو آمن في قطاع غزة.

نزوح من دون مساعدة 

نزح الفلسطينيون من رفح لوحدهم من دون مساعدة أي مؤسسة دولية، إذ رفضت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المشاركة في إخلاء النازحين باعتبار أن أوامر الجيش الإسرائيلي غير قانونية، وتفيد المنظمة أنها ستحافظ على وجودها في رفح لأطول فترة ممكنة وستواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة.

وتقول باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في "هيومن رايتس ووتش" نادية هاردمان "يحظر القانون الإنساني الدولي تهجير المدنيين قسراً إلا عندما يكون ذلك ضرورياً وبشكل موقت لأمنهم أو لأسباب عسكرية قاهرة".

وتضيف "لا يعفي أي تهجير قسري بحق السكان القوات الإسرائيلية من مسؤوليتها عن اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية السكان المدنيين، يستمر المدنيون الذين لا يخلون بعد التحذيرات بالتمتع بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير