عادت محادثات بريكست وبزخم جديد وأكبر من أي وقت مضى، فعلياً. وتشمل المرحلة الثانية من المفاوضات حول التجارة، مشاركة كثير من المسؤولين، لدرجة أنّ الاتحاد الأوروبي اضطر إلى استئجار فضاء للمؤتمرات بمحاذاة المركز التاريخي لمدينة بروكسل، لإيواء جميع المشاركين الـ250.
في إحدى المراحل هذا الأسبوع، عقدت نحو 10 مجموعات عمل أشغالها في الوقت نفسه، وتعود كثافة المناقشات إلى حقيقة أنّ بوريس جونسون حدد لنفسه موعداً نهائياً هو نهاية العام.
لكن، عادة ما يستغرق المفاوضون التجاريون سنوات للوصول إلى توافق، لذا ليس من الواضح بعد كيف سيتكيفون مع السقف الزمني الضيق الذي وضعه رئيس الوزراء البريطاني.
وبالنظر إلى الظروف الوبائية العالمية (بسبب فيروس كورونا)، فقد طرح تجمُّع عدد كبير من المفاوضين ومساعديهم من البيروقراطيين في مكان واحد بعض التحديات، وأكدت مصادر قريبة من المفاوضات في بروكسل أن المسؤولين تسلّموا كثيراً من معقمات اليدين، لتجنّب انتقال فيروس كورونا في ما بينهم.
من الناحية الرمزية، لم تكن هناك مصافحة أمام الكاميرات في اليوم الأول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن، المفاوضون سيكونون في حالة تأهب قصوى تحديداً ضد الفيروسات منذ الأربعاء، عندما أُعلِن تشخيص الحالة الأولى لـ"كوفيد 19" في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وتمكّن المصاب على وجه خاص من حضور عدد من الاجتماعات مع مسؤولين آخرين قبل التشخيص، لكن على حد علمنا، فإن المحادثات خالية من فيروس كورونا.
في حديثه يوم الخميس بدا ميشيل بارنييه حذِراً بشأن استمرار المناقشات في حال تحوّل الوضع إلى جائحة حقيقية. وقال كبير المفاوضين إنه لا يريد "الالتزام" بأي شيء، لكنه ذكّر الصحافيين بأنه "لا يوجد حظر على الاجتماعات" حتى الآن، على أي حال.
هناك في وستمنستر، نفى مقر الحكومة البريطانية في "10 داوننغ ستريت" على الفور الهمسات التي تفيد بأن تفشي الفيروس يمكن أن يُستخدم ذريعةً لتمديد أجل المحادثات.
ومع تهاطل أمطار مارس (آذار) على العاصمة البلجيكية يوم الخميس، اتفق الجانبان إلى حد ما على المشكلات التي يتعين حلها، غير أنهما، بطبيعة الحال، لا يزالان متباعدين للغاية بشأن حلول تلك المشكلات.
أولاً، يوجد خلاف حول ما إذا كانوا يتفاوضون على اتفاقية شاملة كبيرة (التي يريدها الاتحاد الأوروبي) أو على كثير من الاتفاقيات الأصغر حجماً (التي تريدها المملكة المتحدة). ثانياً، يوجد نقاش حول مدى إمكانية التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في مجال العدالة الجنائية من دون التزام بريطانيا الصريح البقاء في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ثمّ توجد مسألة صيد الأسماك، المتعلقة بمقدار حرية الصيد المتاحة لأساطيل الاتحاد الأوروبي في مياه المملكة. يريد الاتحاد الأوروبي الإبقاء ما يمكن على الوضع الراهن، بينما تريد المملكة المتحدة مزيداً من السيطرة على مياهها.
وبالطبع، توجد المسألة المتعلقة بمستوى تكافؤ الفرص، أي مدى ارتباط المملكة المتحدة بقواعد الاتحاد الأوروبي، وما إذا كانت محكمة العدل الأوروبية لديها سلطة كبيرة على هذه القواعد.
في هذا الصدد، وصف مسؤول بريطاني كبير مقرّب من المحادثات الفرق بين الجانبين بأنه "ليس مفاجئاً"، وهو على حق، فهذا هو أول أسبوع للمحادثات، وبالطبع ستكون هناك أمور يجب العمل على تسويتها.
لكن، هذه قضايا كبيرة حقاً، وكل واحدة منها قادرة على تعطيل المحادثات، كما فعلت قضية إيرلندا الشمالية في الجولة الأولى، لكن نحن نعمل هذه المرة تحت ضغط الموعد النهائي الأشد ضيقاً.
سيجتمع المفاوضون مرة أخرى خلال أسبوعين، وهذه المرة في لندن، على افتراض أنه لن يكون هناك حظر على الاجتماعات.
© The Independent