لقد كنت محظوظاً للعمل مع العديد من القادة طوال حياتي السياسية، من مشاركتي في الحركة المناهضة للفصل العنصري إلى دوري كوزير أيرلندا الشمالية.
إن ما تعلمته هو أن القيادة ليست بالتأكيد أن تقول لأنصارك ما يرغبون سماعه. فالقيادة تتطلب الصدق والشجاعة والرؤية والبرنامج، وهي خصائص تمتلكها جميعاً ليزا ناندي.
إن ليزا هي المرشحة القيادية الوحيدة التي تصارع الجبل الذي يتعين على حزب العمال تسلقه. أما الآخرون فهم إما في حالة إنكار لعمق هزيمة حزبنا، أو أنهم ينكرونها فقط لاعتقادهم أن أعضاء الحزب في حالة إنكار لها.
وكما أشارت ليزا بوضوح، فقد خسرنا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مقاعد لم يسبق لنا أن خسرناها من قبل، بما في ذلك مقعد دينيس سكينر في دائرة بولسوفر. كانت حصتنا من الأصوات التي بلغت 32 في المئة من بين أدنى الحصص التي كانت من نصيبنا على الإطلاق، وهي أقل حتى من تلك التي حصلنا عليها عام 1935، عندما عصف بنا الانقسام في عهد رامزي ماكدونالد. لقد كانت ليزا تحذر من ذلك منذ سنوات، وتقول إنه يتعين على حزب العمال أن يكُف عن التظاهر بأنه يمكن الاعتماد على الدعم التاريخي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لدينا حالياً نائب وحيد من اسكتلندا التي كانت تعطينا عادة 50 نائباً. وقد حصد المحافظون مجموعة كبيرة من المقاعد في ويلز، الذي كان معقل حزب العمال على مر الأجيال وطردناهم منه بالكامل عام 1997. وبات لنا تحت خط إم4 السريع في جميع أنحاء جنوب إنجلترا، ستة مقاعد فقط خارج لندن وبريستول. كما تكبدنا خسائر فادحة عبر مناطق الشمال والوسط.
ورغم تمسكنا بدائرة نيث، المعروفة سابقاً بالصناعة وتعدين الفحم، والتي كنتُ ممثلاً لها لربع قرن ولا أزال أعيش فيها، فإن ذلك يعزو إلى وفاءٍ متوارث بين الأجيال أكثر منه إلى أي ولاء قوي. كانت الأغلبية التي حصلت عليها عام 1997 هي 27 ألف صوت، بينما تبلغ أغلبية خليفتي كريستينا ريس 6 آلاف صوت.
إن الروابط التي تجمع بين حزبنا وقواعدنا الانتخابية من الطبقة العاملة كانت تنهار منذ مدة. وشعرت ببدء ذلك بعدما فزت للمرة الأولى في عام 1991. لقد قُطع الحبل السري الذي يصل بين النقابات العمالية والنوادي الاجتماعية والناخبين العماليين في معاقل حزب العمال عبر جميع أنحاء البلاد، كما أغلقت النوادي والحانات بالآلاف على امتداد العقد الماضي، وتقلصت عضوية النقابات العمالية. لقد تآكل التضامن الذي كانت تخلقه هذه المؤسسات، وهناك حاجة لإعادة بنائه.
علينا كي نفوز أن نحقق شيئاً لم ننجزه منذ الانتصار الساحق الذي أحرزه كليمنت أتلي عام 1945، حين فاز بـ 124 مقعداً إضافياً، أي أكثر بحوالي الثلثين مما لدينا الآن. إنه ليس مستحيلاً؛ فقد فزنا في الماضي بعد هزائم تاريخية. لكن الأمر استغرق 18 سنة قبل 1997، و13 سنة قبل عام 1964؛ وأتى في أعقاب حرب عالمية على رأس 10 سنوات من حكم المحافظين قبل عام 1945.
لكن في كل واحدة من تلك المناسبات، ظلت قواعدنا الانتخابية متماسكة وإن كانت متغيرة. والأهم من ذلك، كانت لدينا قيادة شعبية متبصرة.
تمثل ليزا تلك القيادة، لذا فهي تتقدم على المرشحين الآخرين في التجمعات التي تُنظم في إطار بالحملة الانتخابية، وتكسب الدعم حيثما سمعها أعضاء الحزب تتحدث شخصياً، وتتفوق على منافسيها في المقابلات التلفزيونية التي تتسم بالعدوانية.
غير أن ليزا هي زعيمة من طراز آخر، وذلك ما يريده الجمهور. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، سألت القناة التلفزيونية الرابعة مجموعات منتقاة من الناخبين الذين يحتاجهم حزب العمال للفوز بالسلطة من جديد عن آرائهم حول كل مرشح، وقد اختار هؤلاء ليزا بأغلبية ساحقة.
تكون هذه الأطر عادة متقدمة على السياسيين والحكمة المتصورة. وقد تظهر استطلاعات الرأي ليزا متخلفة في هذا السباق، لكن مئات الآلاف من أعضاء الحزب والنقابيين لم يقرروا بعد ولم يدلوا بأصواتهم إلى الآن. وإذا كنت واحداً منهم، فإن رسالتي هي: حان الوقت لتتحلى بالجرأة.
تعتبر ليزا أسرع سبيل لفوز حزب العمال بالسلطة مجدداً، وربما هي السبيل الوحيد. ستكون زعيمة من الدرجة الأولى، وهي تستحق أن تكون خيارك الأول.
© The Independent