تصاعدت نقمة الزبائن على موقع "أمازون" بسبب انتهازيّة البائعين مع إغراق موقع التسوّق الإلكتروني بمنتجات تعقيم باهظة الثمن على الرغم من الجهود المبذولة لإزالة العروض المسيئة.
ومن بين الشكاوى الواردة، واحدة لعبوة 5 ليترات من صابون اليدين من علامة "كاريكس" التي اعتاد المستهلكون على شرائها بسعر 13 جنيهاً استرلينياً (16,3 دولار) عُرضت على أمازون بسعر 63,93 جنيه استرليني (80,4 دولار) وصعوداً.
وكتب أحد المستهلكين تعليقاً جاء فيه "إنّها سرقة موصوفة، أتمنّى أن يُصاب البائع بالفيروس"، مضيفاً "اشتريتُ هذا المنتج منذ أشهر بحوالي 13 جنيهاً استرلينياً. والآن يبلغ سعره 89,99 جنيهاً، يا لهم من سارقين. يجب مقاضاتهم للتربّح الانتهازي".
وليس واضحاً في أيّ مرحلة بيع المنتج مقابل 89,99 جنيه استرليني ولكن اعتبرت تعليقات أخرى أنّ السعر تضاعف أكثر من أربع مرات مقارنةً بما كان عليه منذ بضعة أسابيع.
وكتب أحد الأشخاص "المورّد يستغلّ خوفكم من الفيروس... أشكّ في أنّكم ستحصلون على السلع التي تطلبونها لأنّ ذلك لم يحدث معي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف شخص آخر "بوسعكم الحصول على الحجم ذاته من ذلك المنتج من متجر كوستكو مقابل 5,99 جنيه استرليني (7,5 دولار). الشخص الذي يبيع يستغلّ الآخرين بهذا السعر".
هذا المنتج ليس سوى عيّنة من مجموعة كبيرة من المنتجات الأخرى المتعلّقة بالنظافة العامة التي وجدت طريقها إلى موقع أمازون بأسعارٍ خيالية خلال الأسابيع القليلة الماضية مع اتّهام البائعين باستغلال المخاوف المحيطة بانتشار وباء فيروس "كورونا".
وعلى سبيل المثال، سُعّرت عبوة معقّم اليدين "ديفاندول" بحجم 600 مللتر في متاجر سوبردراغ بأقلّ من 4 جنيهات استرلينية (5,04 دولار) فيما تمّ تضخيم سعرها على أمازون بشكلٍ خياليّ ليبلغ 86 جنيهاً استرلينياً (108 دولارات).
وفي مثالٍ إضافي، سُعّرت رزمة تحتوي على 9 لفائف من مناديل المرحاض الورقية بسعر 45,99 جنيه استرليني (57,9 دولار) وهو أعلى بتسع مرات من السعر المُدرج على موقع ساينزبيريز للمنتج ذاته الذي بلغ 5,475 جنيه استرليني (6,8 دولار).
وكذلك، شهدت أسعار المناديل المعقّمة المضادة للبكتيريا ارتفاعاً صاروخياً، إذ قفزت من 16,99 جنيه استرليني (21 دولاراً) لرزمة مؤلفة من 304 أوراق من ماركةKirkland Signature Household Surface Wipes في متاجر كوستكو إلى 79,98 جنيه (100,6 دولار) على "أمازون".
وكانت "أمازون" تحاول جاهدةً السيطرة على عدد المنتجات التي تشهد أسعارها ارتفاعاً صاروخياً منذ شهر فبراير (شباط) أي عندما بدأ الفيروس يطال تقريباً كلّ زاوية من زوايا العالم.
في هذا الإطار، أفادت وكالة "رويترز" بأنّ الموقع حذف الشهر الماضي أكثر من مليون منتج من اللوائح المعروضة للبيع والتي تدّعي معالجة فيروس "كورونا" أو الحماية منه.
ومن جهتها، أعلنت أمازون في بيانٍ لها أنّه "ما من مكانٍ لزيادة الأسعار بشكلٍ مفرط على أمازون. نشعر بخيبةٍ كبيرة لمحاولة بعض الباعة رفع الأسعار بصورةٍ مفتعلة على المنتجات الأساسية، خصوصاً خلال أزمةٍ صحية عالمية. وتماشياً مع سياستنا الراسخة، قمنا بحجب أو إزالة عشرات آلاف العروض. إننا نزيل بصورةٍ استباقيّة كل المنتجات المعروضة التي تنتهك سياساتنا".
ولا يحاول الجميع كسب المال السريع جرّاء الوباء الذي أصاب أكثر من 125 ألف شخص وتسبّب بوفاة 4,6713 شخصاً حتى اليوم.
ففي اسكتلندا، بادرت آسيا جافيد، مالكة متجر صغير برفقة زوجها جواد إلى جمع "لوازم فيروس كورونا" لتوزيعها على السكان المحتاجين في مجتمعهم على غرار المتقدّمين في السنّ.
وتحتوي تلك الرزم كمامة للوجه وصابون لليدين ومناديل معقّمة لليدين، وزّعها الزوجان على سكّان بلدتهما فالكيرك.
© The Independent