بعددٍ من الأدوار الصعبة خلال مشوارها الفني، حققت الفنانة المصرية داليا مصطفى نقلات فنية متعددة، كان آخرها شخصية "قسمت" في مسلسل "حواديت الشانزليزيه"، وقبله مسلسلا "الكبريت الأحمر" و"قمر هادي".
"اندبندنت عربية" التقت الفنانة المصرية لتكشف تفاصيل "حواديت الشانزليزيه"، وحبها الأدوار المركبة، وبُعدها عن السينما، وسبب عدم تعاونها مع زوجها الفنان شريف سلامة.
"حواديت الشانزليزيه"... تجربة صعبة
في البداية تقول داليا عن "حواديت الشانزليزيه"، "أعجبتُ بالعمل منذ قراءته، واعتبرته تجربة صعبة، لأنه يتحدّث عن حقبة الخمسينيات، وهي فترة تمنّيت أن أعيشها، فهي مميزة ومليئة بالرقي والرومانسية".
وأضافت، "قصة المسلسل جديدة تماماً، إذ يتناول حكاية خمس فتيات قتلن شخصاً واحداً تسبب في إيذائهن، وكان دور (قسمت) شديد التعقيد، فهو دور سيدة تعاني الشك في زوجها، ولا تنجب، وتعيش وساوس قهرية صعبة، ثم تُصدم بخيانة زوجها، وهذا يجعلها أكثر تشويشاً، وتنتقم من الزوج الذي حطّم أحلامها بعد أنّ اكتشفت أنه حرمها من أن تكون أمّاً".
وتابعت الفنانة المصرية، "هذه أحاسيس صعبة أحببتها بشدة، واستفزتني كممثلة، وأنا عموماً كامرأة لم أتعرض للخيانة في حياتي الزوجية، ولا أقبلها شكلاً أو مضموناً، ولن أتهاون أبداً في حالة تعرضي لها، كما أكره أن بعض السيدات والزوجات يسامحن الرجال على خيانتهم، ويقبلن الأمر الواقع من أجل استمرار الحياة، ورغم ذلك لا أعفي المرأة أو أمنحها صفة ملائكية. توجد سيدات قاسيات، ويظلمن الرجال أيضاً".
اتهم البعض المسلسل بأنه يهدف إلى الانتقام، ويشجّع على القتل حلاً لإنهاء المشكلات، وردّت داليا قائلة: "المسلسل له أهداف راقية كثيرة، ويشجّع على الرومانسية، ولم تكن رسالته تعليم النساء القتل أو الرد بالانتقام على الإيذاء، بالعكس كان الهدف الأساسي من العمل بعد أن ناقشناه قبل التصوير هو أن نركّز على الرقي في التعامل، وعدم الإيذاء".
وأوضحت الفنانة المصرية، "لكن أمام جبروت شخصية رياض التي جسّدها إياد نصار كان هناك بُعد درامي يجب تنفيذه، وهو الانتقام بحكم الحبكة والتسلسل الدرامي، والجميل في الأمر أن الناس لم تكره رد فعل النسوة. معظم ردود الأفعال كانت متعاطفة معهن رغم قتلهن الرجل الشرير".
"قمر هادي"... دراما نفسية
وتحدّثت داليا عن مشاركة النجم المصري هاني سلامة في بطولة مسلسل "قمر هادي"، وقالت: "العمل يندرج تحت الدراما النفسية، وفعلاً كان الدور الذي لعبته مركباً، والشخصية صعبة، وليس وحدي، بل كل أبطال المسلسل، وراهنا جميعاً على أن الناس ستحب العمل، وفكرته الجديدة والجريئة، وفعلاً حقق نجاحاً كبيراً أسعدني بشكل كبير، وسعدتُ بالتجربة مع النجم هاني سلامة، والمخرج رؤوف عبد العزيز، وأعتبر المسلسل من الأعمال المؤثرة في الدراما والمركبة والمستفزة".
سر الاختفاء... البحث عن الأدوار
وهنا سألناها، لماذا تبحثين عن الشخصيات الغريبة والمعقدة؟ فأجابت: "لا أبحث عن شخصيات بعينها، ولا تهمني مركبة أو بسيطة، ما أسعى إليه فقط تقديم شخصيات مختلفة لم أقدمها من قبل، كما تجذبني الأدوار التي تدعو إلى التفكير والتأمل والجدل، وتثير حالة من النقاش".
وتابعت، "أعتقد أن كل الممثلين يبحثون عن الهدف نفسه، فأي فنان يقدم شخصية عادية، وليس بها أي أبعاد لن يضيف أي شيء، ولن يجد أي متعة أو يحقق اختلافاً، وبالنسبة لي أفضّل أن أجلس في منزلي، ولا أشارك بعمل لا يضيف إليّ أي بصمة، وهذا يفسّر أنني في أحيان كثيرة أختفي، لأنني قدّمت عشرات الأعمال والأدوار، ولن أقدم أدواراً مشابهة أو عادية مهما كان الثمن".
جدل "الكبريت الأحمر"
ما زال الجمهور متأثراً بمسلسل "الكبريت الأحمر"، الذي أثار جدلاً واتهامات كثيرة، أهمها ترويج الدجل والشعوذة، وعلقت داليا على هذا العمل بقولها: "منذ قرأت سيناريو مسلسل الكبريت الأحمر شعرتُ أنه بالفعل سيُحدث جدلاً كبيراً، ومن حبي الفكرة والسيناريو رحّبت بالمشاركة في العمل بأجزائه من دون تردد، فأنا أعتبره من أحب التجارب إلى قلبي".
وواصلت الفنانة المصرية، "بالنسبة إلى الاتهام بأنه روّج الدجل، فهذا اتهام تنقصه الحقائق والأدلة، ومن أطلقه ربما شاهد حلقات عابرة من العمل، فالمسلسل يحارب فكرة الدجل والشعوذة، والحلقات الأخيرة وصلت إلى نتيجة نهائية، وهي أن الدجل خرافة لا أكثر ولا أقل، ويجب أن نحارب كل أنواع الشعوذة، لأنها تدمر عائلات، وتمحي عقل الناس، وبوجه عام العمل نجح بشكل غير متوقع، وأحبه المتابعون، وكان من أكثر الأعمال مشاهدة، وتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي".
وتحدّثت داليا عن شخصية جيرمين، التي قدمتها بـ"الكبريت الأحمر"، وما تحمله من جرأة مستفزة أي امرأة شرقية، قائلة: "لن أنكر أن شخصية جيرمين شديدة التمرد والجرأة، ولكن لا يجب أن ندفن رؤوسنا بالرمال كما يقولون، لأن هذه الشخصية توجد بالواقع، وإن كان وجودها قليلاً إلى حد ما، وهي شخصية غير سوية، وتعاني خللاً نفسياً واضطرابات، وهذا يفسّر جرأتها".
وواصلت، "أعتقد أن المشاهد أصبح واعياً بأن الفن يقدم نماذج درامية ولها أهداف، وكان من المتعمد إظهار جيرمين بشكل مستفز، ونجحت هذه الطريقة مع الجمهور بدليل أن الناس كرهتها، وتفاعلوا معها، ونقدوها بطرق عديدة، وبهذا نجحنا في توصيل رسالة أن نكره هذه النماذج المستفزة".
مبادئي الفنية والغياب عن السينما
أمّا عن علاقتها بالسينما، وسر غيابها قالت داليا، "الأدوار المعروضة لا تناسبني، ولا تدخل ضمن قائمة مبادئي الفنية، لذلك أرفض أي مشاركة رغم وجود كثير من العروض".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت، "لا أفضّل المشاركة في أفلام البلطجة والعنف، وأرفض حتى أن يشاهد أبنائي هذه الأعمال، لأنها بمثابة تلوث للمجتمع، وتترك تأثراً سلبياً في الناس، لكن مع الأسف العنف أصبح أسلوب حياة، وأداة رائجة لجذب الإيرادات، ولن أشارك في عمل يقلل مني مهما كان حبي للسينما".
وأضافت داليا، "عموماً، السينما عشق كبير لي، وقدّمتُ فيها أعمالاً مميزة جداً، وبالتأكيد أتمنّى المشاركة في عمل مناسب، ويوجد أكثر من عمل حالياً أتناقش فيها لاختيار الأفضل، وفق ما أحبه، وأبتعد عن الخطوط الحمراء، والمحاذير التي وضعتها لنفسي منذ بداياتي، وأهمها أن أشارك في أعمال راقية، وأبعد تماماً عن أي عمل يستخدم الأسلوب الركيك سواء في الحوار أو الصورة أو النجوم".
حلم هند رستم
وعن الشخصية التي تتمنّى تجسيدها، قالت داليا "أحلم بتجسيد شخصية الفنانة الكبيرة هند رستم. البعض يشبهني بها، والجمهور طلب مني تجسيدها أكثر من مرة، ورغم أن ذلك يحمل مخاطرة كبيرة جداً، فإني أعتبرها من أهم النجمات، وأكثرهن احتراماً، ورغم أنها كانت فاتنة، فإنها لم تقدم أي ابتذال".
وكشف داليا عن سبب عدم تعاونها مع زوجها شريف سلامة في أعمال فنية، قائلة "لم يعرض عليّ عمل مناسب يجمعني به، وفي حالة وجود عمل مشترك سيكون شرطي جودة العمل والسيناريو، والفكرة المختلفة".