وجدت بعض الدّراسات أنّ الأطفال أقلّ عرضةً للإصابة بفيروس "كوفيد-19"، وحتى عندما تصيبهم تلك العدوى، فالأرجح أن تكون أخفّ وطأةً عليهم، فلا تسبب سوى أعراضاً بسيطة أو تمر من دون أعراض.
وفي دراسة أولى صدرت في مجلة "طب الأطفال"وتناولت حدّة الأعراض في 2134 طفلاً مصاباً بـ"كوفيد-19" في الصّين، اتّضح أنّ تأثير المرض أقلّ خطورةً على أجسام الصّغار من الكبار.
وبالأرقام، تبيّن أنّ 4% من الأطفال لم يُعانوا من أعراض واضحة، فيما كانت الأعراض لدى 51% منهم خفيفة و39% معتدلة. وقد بدت أعراض مرضية حادة أو حرجة على الـ6% المتبقية منهم. وتلامس النسبة الأخيرة الـ18.5% لدى البالغين.
ووفق كلمات الدراسة، "ثمة سّؤال محيّر يطرح نفسه بشأن السّبب وراء الإصابات الأقلّ حدةً في الصّغار. والأرجح أنه يتعلق بالتعرض للإصابة من جهة وعناصر في جسم الطفل الذي تدخله من الجهة الثانية. وفي العادة، يحظى الأطفال برعايةٍ جيّدة في المنازل وقلّما تتوفّر فرص تعرّضهم لمسبّبات المرض و/أو المصابين به".
وبصورة عامة، لا تعاني أجساد الأطفال حالات مرضية من شأنها أنّ تفاقم خطورة العدوى. وكذلك يتمتع الأطفال بمستويات عالية من الأجسام المناعية المُضادة تفوق ما لدى الكبار. واستطراداً، تحدث ردّة فعل مناعية قوية لدى الطفل في مرحلة مبكرة من العدوى، إذا وصلت إليه، فلا تتفاقم الأعراض لديه. وبقول آخر، يستجيب جهاز المناعة لدى الطفل [في مواجهة العدوى] بصورة تختلف عمّا يحصل لدى البالغين. وكذلك من الممكن بكل بساطة أن يكون الفيروس يُهاجم خلايا الصّغار بطريقةٍ مختلفة عمّا يفعله مع الكبار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبالنّسبة إلى الفئة العمرية التي تشمل من هم دون الثّامنة عشر، لوحظ أيضاً أنّ الأصغر سناً من أفرادها عانوا الأعراض الأشد قوّة. وعند تقسيمهم إلى فئات فرعيّة، تأكّد الباحثون أنّ 10.6% من حالات الرّضع كانت خطيرة أو حرجة مقارنةً بـ7.3% من حالات الأطفال بين العام الأول والخمسة أعوام، ما يعني بأنّ المرض يُمسي أقلّ حدةً مع التقدّم في مسار نمو اليافعين.
وفي دراسةٍ ثانية نشرتها مجلة "طبّ"التي تصدر عن مجلة "نايتشر" العلمية الشهيرة، لاحظت مجموعة من العلماء وجود اختلافٍ صارخٍ في الإصابات، بين الفئات العمرية المختلفة. وبالتدقيق في حالات 745 طفلاً و3174 بالغاً تفشّى المرض في أُسَرِهم أو كانوا على احتكاك بمرضى مصابين بفيروس كورونا، تبين أنّ 111 بالغاً التقطوا العدوى، ما يساوي 3.5% تقريباً من العدد الإجمالي. في المقابل، لم يصب سوى 10 أطفال، ما يساوي 1.3% من العدد الإجمالي. ولا يعني ذلك أبداً أنّ الأطفال يتمتعون بحصانة كاملة من العدوى، لكنّهم على ما يبدو قلّما يتأثّرون بها.
وربما تؤكّد تلك الدّراسات التي تناولت فترات قصيرة ومناطق محدّدة، أنّ الشباب يندرجون في عداد الأقلّ تعرّضاً للإصابة بـ"كوفيد-19"، إلا أنّها لا تنفي حدوث حالات وفاة في صفوفهم. ففي الصين مثلاً، مات طفل في الرّابعة عشر من العمر على أثر إصابته بالفيروس، على الرغم من عدم معاناته أمراضاً أخرى. وفي اسبانيا هذا الأسبوع، توفّي بالفيروس أيضاً مدرب كرة القدم فرانشيسكو غارسيا عن عمر 21 عاماً. وقد تكتّم ذلك الرياضي الشاب عن معاناته أحد أشكال سرطان الدّم (= "لوكيميا").
© The Independent