مع إعلان الحكومة الأردنية بدء سريان قرار حظر التجوال في مناطق المملكة، في محاولة منها لمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد، وجد الأردنيون أنفسهم مرغمين على ابتكار طرق وأساليب عدّة لقضاء أوقات فراغهم الطويلة داخل منازلهم، خصوصاً بعد دعوة وزير الإعلام أمجد عضايلة المواطنين إلى ضرورة الاعتياد على حظر التجوال كنمط حياة جديد، إلى حين كبح جماح فيروس كورونا.
لكن ذلك لم يقنع نحو 392 مواطناً أردنياً تحدّوا قرار حظر التجوال، فاعتُقلوا وأُودعوا المراكز الأمنية، وحالياً يواجهون السجن لمدة لا تقلّ عن عام بموجب قانون الدفاع.
وأعلن وزير الصحة سعد جابر أن عدد المصابين في الأردن بفيروس كورونا وصل إلى 99 حالة من بينهم 77 أردنياً، وبلغ عدد الموجودين في الحجر الصحي الإلزامي 5050 شخصاً.
إقبال على "IPTV"
في مقابل ذلك، ازداد إقبال الأردنيين على خدمة مشاهدة التلفاز عبر الإنترنت أو ما يُعرف بـ"IPTV" التي توفر قائمة كبيرة من القنوات التلفزيونية العربية والعالمية والرياضية، فضلاً عن مكتبات ضخمة من أحدث وأشهر المسلسلات والأفلام العالمية.
ومنحت شركات أردنية موزعة لأجهزة الاستقبال الخاصة بهذا النظام، اشتراكات شهرية مجانية لزبائنها لحثهم على البقاء في المنازل وعدم مغادرتها. كما شهدت اشتراكات شبكة "نتفلكس" ازدياداً ملحوظاً من قبل الأردنيين، في حين فضّل البعض الاستفادة من إعلان قنوات MBC عن إمكانية استخدام خدمة "شاهد" بشكل مجاني، بما تضمّه من العروض الحصرية والأصلية وأحدث الأفلام العربية.
الألعاب التلقيدية تعود
وفي لفتة لطيفة، وزع أفراد الدفاع المدني في المملكة، لعبتَيْ "السلّم والحية" التقليدية القديمة ومنوبولي وغيرهما من الألعاب المنزلية على بعض المواطنين لحثهم على عدم الخروج من المنازل وتمضية أوقاتهم.
وروّجت متاجر للألعاب لخدمة توصيل منتجاتها مجاناً، بينما نشطت منصات أردنية رقمية في الترويج لدوراتها الإلكترونية المجانية على الإنترنت، استثماراً للوقت كمنصة "إدراك" التي تقدم مساقات ودورات مجانية باللغة العربية عبر الشبكة العنكبوتية.
ووفرت منصة أردنية مشهورة للقراءة، خدمة تصفح الكتب عبر الإنترنت، ورفعت شعار "خليك في البيت" و"كتابك بين إيديك".
الرياضة المنزلية بديلاً
ووجد الآلاف من مرتادي الأندية الرياضية والصحية أنفسهم أمام عطلة إجبارية طويلة، ما دفعهم إلى تحميل تطبيقات الرياضة المنزلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وغزت إعلانات الشركات المزودة للأجهزة الرياضية مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجدت ضالّتها في تزويد الرياضيين بأجهزة رياضية منزلية قبل ساعات من إعلان حظر التجول في البلاد.
وعرضت منصة أردنية متخصصة في المنح الدراسية وفرص التمويل والتدريب على الأردنيين الموجودين في منازلهم، زيارة 12 متحفاً افتراضياً حول العالم من دون الخروج من المنزل وعبر هواتفهم أو حواسيبهم. ونشرت روابط لتطبيقات ومواقع لتعليم اللغة الإنجليزية والتحدث بها بطلاقة.
وفيما تفرّغ مواطنون لإنجاز أعمال صيانة منزلية وطلاء الجدران، فضّل آخرون تعلّم مهارات جديدة قد تعود عليهم بالنفع مستقبلاً كالتصميم الغرافيكي والمونتاج.
حظر التجوال تاريخياً
تاريخياً، لم يشهد الأردن، إصدار قرارات حظر التجوال على نحو واسع، وفق المدير العام لمركز التوثيق الملكي الأردني المؤرخ مهند مبيضين.
ويقول مبيضين إن أول قرار حظر التجوال في الأردن، يعود إلى عام 1956، إبان نشوء ما يُعرف بـ"حركة الضباط الأحرار". أما المرة الثانية والأشهر في تاريخ المملكة، فكانت إبان أحداث أيلول عام 1970 التي شهدت مناوشات ومعارك بين الجيش الأردني والمنظمات الفلسطينية المقاومة.
يضيف مبيضين "استمر الأردن بتطبيق الأحكام العرفية حتى عام 1989، فكانت تُفرض حالات حظر التجوال في مناطق معيّنة، بسبب أعمال الشغب والحركات الاحتجاجية".