ليست كغيرها من المصابين بوباء "كورونا"، إنها ميلا شوكة التي شكلت حالة نادرة للمصابين بالوباء الذي اجتاح العالم وشل الحياة فيه. وكانت بداية انتشار هذا الوباء في فلسطين ببيت لحم، جنوب الضفة الغربية، من خلال وفد سياحي يوناني، نزل في أحد فنادق المدينة السياحية، فنقل الفيروس إلى سبعة من العاملين فيه.
وخلال الأيام التالية، ارتفع عدد المصابين جراء المخالطة بالمصابين، حتى وصل إلى أكثر من 40 إصابة، قبل أن ينخفض إلى 23 بعد تعافي 17 منهم.
خالها نقل العدوى
فالطفلة الرضيعة ميلا لم يتجاوز عمرها العامين، أصيبت بـ "كورونا" في الرابع من مارس (آذار) الجاري خلال زيارة عائلية مع والدها ووالداتها إلى منزل خالها سلطان مبارك الذي يعمل في أحد فنادق بيت لحم، لكن خالها سلطان لم يكن يعلم حينها بإصابته بالفيروس، وهو نقله بدوره إلى الطفلة الرضيعة.
وبعد إصابة سلطان بالوباء، أُخضع كل المخالطين له للفحص، وتبيّنت إصابة ابنة اخته ميلا في حدث نادر بسبب صغر سنها.
حجر منزلي
وعقب ذلك، وضعت ميلا في الحجر المنزلي مدة أسبوعين، بصحبة والدتها التي اعتنت بها، ووفرت لها الرعاية والتغذية، لكن بعد اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من التقاط العدوى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال تلك الفترة، كان والد ميلا، جهاد شوكة محجوراً عليه صحياً داخل المنزل نفسه خشية أن يكون مصاباً بالوباء، وكان لا يخالطها خوفاً من الإصابة.
تعافت من الوباء
وبعد أسبوعين، أُجريت للطفلة ميلا فحوصات جديدة أظهرت تعافيها من فيروس "كورونا" المستجد، لكنها ما زالت تحت الحجر الصحي المنزلي لأسبوعين إضافيين حتى لا يعود الوباء إليها. وقال جاد شوكة، والد الطفلة، إن عوارض الوباء ظهرت عليها بعد زيارة بيت خالها سلطان حيث ارتفعت درجة حرارتها مع سيلان في أنفها وهزال في جسمها وعدم رغبة في الأكل.
حدث نادر
وأضاف لـ "اندبندنت عربية" إن والدة ميلا اتبعت التعليمات الطبية كافة خلال رعاية طفلتها، واصفاً تلك المرحلة بالصعبة والمؤلمة.
وقال مدير وزارة الصحة الفلسطينية في بيت لحم عماد شحادة إن إصابة ميلا بالفيروس يعتبر الأول في فلسطين وحدثاً نادراً حول العالم، نافياً عدم إصابة الأطفال بـ "كورونا" لكنه أوضح أن ذلك نادر الحدوث، ولفت لـ "اندبندنت عربية" إلى أن ميلا ستخضع لأسبوعين إضافيين من الحجر الصحي المنزلي حتى يتم التأكد من عدم عودة الفيروس إليها.